اهتزت أسواق العملات المشفرة الثلاثاء، مع سقوط العملة الأكبر إلى مستويات قرب 90 ألف دولار، معمقة جراحها حيث فقدت 6000 دولار في 24 ساعة.

وهوت البيتكوين قرابة 5% إلى 903000 دولار، فيما فقدت الإيثر 6% متراجعة إلى 2962 دولاراً وسولانا 5% إلى 132.28 دولار والريبل 5.55% إلى 2.119 دولار.

وأدى تراجع البيتكوين إلى هزة في واحدة من أكثر الصفقات ازدهارا في العالم، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت موجة البيع مجرد هزة أخرى أم بداية لسوق أعمق.

وحققت العملة الرقمية بعض الإنجازات المذهلة في عام 2025. فقد ارتفعت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق متجاوزةً 126,000 دولار في 6 أكتوبر قبل أن تتراجع بعد بضعة أيام فقط. وقد خسرت أكثر من 25% منذ أعلى مستوى لها في أكتوبر، في مؤشرات على تعمق سوق هبوطي.

وخسرت ثاني أكثر العملات المشفرة شيوعا، الإيثريوم، أكثر من 35% من قيمتها منذ أعلى مستوى لها في أغسطس/آب عند 4954 دولارا.

يشير خبراء الصناعة إلى تباطؤ على مرحلتين: موجة بيع أولية مدفوعة بالاقتصاد الكلي، تليها عمليات تصفية إجبارية. ومع ذلك، يُجادل المستثمرون على المدى الطويل بأن أسس قصة الأصول الرقمية لا تزال قائمة. لا يزال بعض المستثمرين ينظرون إلى البيتكوين كوسيلة تحوط ضد انخفاض قيمة العملة، والتضخم، والتوسع النقدي طويل الأجل.

• التوترات التجارية

صرح أليسيو كواغليني، الرئيس التنفيذي لشركة حلول الأصول الرقمية «هيكس تراست»، بأن نقطة التحول حدثت في 10 أكتوبر/تشرين الأول، عندما أدى تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى موجة بيع فورية في الأصول ذات المخاطر الواسعة. في الأيام التي تلت ذلك، كانت هناك «سلسلة تصفية كاملة أزالت مليارات الدولارات من المراكز ذات الرافعة المالية».

وقال: «هذه إعادة ضبط للسيولة، وليست فقدانًا للثقة في الأصل».

في حين هدأت التوترات بين القوتين الاقتصاديتين العظميين منذ ذلك الحين، واجه سوق البيتكوين صعوبة في ترسيخ مكانته.

• انتهاء دورة السنوات الأربع

صرح بيتر تشونغ، رئيس قسم الأبحاث في بريستو ريسيرش، بأن «ضعف السيولة منذ انهيار 10/10 والخوف من انتهاء دورة السنوات الأربع هما السبب الرئيسي... حتى التداول الروتيني البسيط يمكن أن يُسبب تقلبات في الأسعار».

كما تُفاقم رياح الاقتصاد الكلي المعاكسة الضغوط. تتلاشى الآمال في خفض أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر، مع إغلاق الحكومة الأمريكية الذي أوقف إصدار البيانات الاقتصادية، مما أثر سلبًا على المعنويات.

وقال تيم صن، كبير الباحثين في شركة هاشكي للخدمات المالية للأصول الرقمية، بأن تباطؤ سوق الأوراق المالية أثّر سلبًا على صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) بشكل خاص. وأضاف: «استقطبت صناديق الاستثمار المتداولة الخاصة بالبيتكوين أكثر من 100 مليار دولار أمريكي بعد الموافقة عليها بفترة وجيزة، لكن تباطؤ السيولة الكلية... أدى إلى تباطؤ التدفقات المؤسسية بشكل كبير». في الواقع، أشار صن إلى أن هذا التباطؤ في طريقه إلى الاختفاء.

• مزيد من الانخفاضات؟

قليلون يتوقعون انعكاس التراجع قريبا.

قال كواغليني: «علينا أن نكون صادقين: قد لا ينتهي هذا التصحيح... إذا عادت الأسهم للتداول، فقد نعيد بسهولة اختبار أدنى مستوى عند 70 ألف دولار، ربما لفترة وجيزة».

وأكد جيف مي، الرئيس التنفيذي للعمليات في منصة تداول العملات المشفرة BTSE، أن المزيد من الانخفاضات قد تتبع ذلك، مضيفًا أن البيتكوين لا يزال يتصرف كأصل تقليدي يميل للمخاطرة، وأنه مع التدقيق في تقييمات الذكاء الاصطناعي وشكوك حول خفض أسعار الفائدة، «قد يكون هناك مبرر لمزيد من الانخفاض في الأسعار».

ومع ذلك، يؤكد مراقبو السوق أن هذه العودة إلى الوضع الطبيعي تبدو مختلفة تمامًا عن الأزمات السابقة.

• عدوى ائتمانية

وقال كواغليني: «هذا ليس عام 2022 - لا توجد عدوى ائتمانية، ولا حالات إفلاس متتالية، ولا فشل منهجي. بمجرد أن تستقر الظروف... ما زلنا نتوقع أن يحقق البيتكوين مستويات قياسية جديدة» خلال أفق زمني يتراوح بين 12 و18 شهرًا.

قال تشونغ إنه ينبغي على مستثمري التجزئة تجنب محاولة توقيت التقلبات قصيرة الأجل، واقترح اتباع نهج متوسط ​​تكلفة الدولار، أو شراء كميات صغيرة على مدى فترة زمنية، على غرار خطط الاستثمار المنهجية، والتركيز على فهم شبكات بيتكوين وإيثريوم الأساسية بدلاً من تداول عناوين الأخبار.

وأضاف صن أنه ينبغي على المشترين على المدى الطويل انتظار إشارة اقتصادية كلية، وليس إشارة فنية. وقال إن ارتفاع بيتكوين يعتمد على انخفاض السيولة العالمية بشكل مستدام.

في الوقت نفسه، يرى هانتر هورسلي، الرئيس التنفيذي لشركة إدارة الأصول بيتوايز، أن المستويات الحالية قد تكون جذابة للمستثمرين الاستراتيجيين.

وقال: «من وجهة نظر الأسعار الحالية، إنها نقطة دخول معقولة... الوضع بناء للغاية بالفعل»، مشيرا إلى أن بيتوايز شهدت زيادة في عدد العملاء الذين يستثمرون في العملات المشفرة خلال الربع الماضي فقط أكثر من أي وقت مضى.