أبوظبي: «الخليج»

وقعت وزارة الاستثمار في دولة الإمارات، ووزارة التنمية الرقمية والنقل في جمهورية أذربيجان مذكرة تفاهم، بهدف تعزيز التعاون المشترك، لتيسير الاستثمارات في مجال البنية التحتية الرقمية، مع التركيز على رفع كفاءة وتطوير مراكز البيانات في جمهورية أذربيجان.

وقع مذكرة التفاهم عن الجانب الإماراتي، محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، وعن الجانب الأذربيجاني، رشاد نبييف، وزير التنمية الرقمية والنقل.

وتعد مراكز البيانات من مكونات البنية التحتية الرقمية الأساسية للدول، لكونها توفر مساحات آمنة لتخزين البيانات المهمة وتشغيل التطبيقات.

وخلال السنوات الأخيرة، اتخذت جمهورية أذربيجان خطوات ملموسة للنهوض بالاقتصاد الرقمي، من خلال تعزيز مركزية الخدمات الإلكترونية ورقمنة الخدمات العامة، كما تولي الحكومة الأذربيجانية اهتماماً كبيراً بالتحول الرقمي على اعتباره إحدى أهم الأولويات ضمن الاستراتيجية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد.

ومن المتوقع أن يشهد عدد مراكز البيانات في أذربيجان ارتفاعاً كبيراً، كثمرة تعاون وجهود مشتركة تؤسس لها مذكرة التفاهم مع دولة الإمارات.

ولضمان التعاون الوثيق والمؤثر، يتمثل أحد الجوانب الرئيسية للمذكرة في بناء علاقات استراتيجية بين مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص في الإمارات وأذربيجان، كما تقترح مذكرة التفاهم تقديم حوافز تنافسية للمبادرات ذات الصلة وتسهيل تبادل الخبرات والمعرفة.

وقال محمد حسن السويدي: «تواكب هذه المذكرة جهودنا المشتركة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، لدعم نمو الاقتصاد الرقمي، في إطار تركيزنا على المبادرات ذات المنفعة المتبادلة، والتزامنا في الإمارات على تقديم قيمة مضافة لشركائنا الاستراتيجيين، نواصل استكشاف فرص النمو والاستفادة منها لتعزيز التقدم في القطاعات الحيوية المختلفة التي تشكل غداً أفضل لأجيال المستقبل».

وحافظت العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية أذربيجان، منذ بدايتها في عام 1992، على متانتها ونسقها التصاعدي، فيما شهد النشاط التجاري بين البلدين نمواً ملحوظاً خلال السنوات الخمس الماضية.

من جانبه، قال رشاد نبييف: «اليوم وقعت وزارة التنمية الرقمية والنقل في أذربيجان ووزارة الاستثمار في دولة الإمارات مذكرة تفاهم بشأن التعاون الاستثماري في مشاريع مراكز البيانات، التي نتطلع من خلالها إلى المساهمة في تعزيز البنية التحتية الرقمية لأذربيجان وتوسيع التعاون بين بلدينا في هذا المجال».

على صعيد متصل، أعلنت أمس الجمعة، «القابضة» (ADQ)، وهي شركة استثمارية قابضة مقرها أبوظبي، وشركة أذربيجان للاستثمار القابضة (AIH) صندوق الثروة السيادية الاستراتيجي، الذي يقع مقره في العاصمة الأذرية باكو، تأسيس مشروع مشترك يهدف إلى الاستثمار في القطاعات ذات الأولوية والمصالح المشتركة، من بينها قطاع الزراعة والتكنولوجيا والأدوية والبنية التحتية للطاقة.

وتهدف المنصة إلى استكشاف الفرص الاستثمارية والاستفادة منها في تحقيق عوائد مالية مستدامة على رأس المال، حيث ستتركز الاستثمارات في المقام الأول في جمهورية أذربيجان ودولة الإمارات العربية المتحدة ودول آسيا الوسطى، مع إمكانية التوسع إلى بلدان أخرى.

وبحسب الاتفاق، تلتزم الشركتان بنسبة 50% في المشروع المشترك، بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي.

ومن خلال استثماراتها ومبادراتها، تشارك شركة أذربيجان للاستثمار القابضة بفاعلية في عملية التنمية والازدهار على المدى الطويل لجمهورية أذربيجان، وهو الأمر الذي تم تعزيزه بشكل أكبر من خلال إقامة هذا المشروع المشترك.

من جهتها، ستشارك (ADQ) في المنصة من خلال خبراتها الاستثمارية المتنوعة التي تشمل قطاعات الاقتصاد الرئيسية بما في ذلك الطاقة والمرافق، والأغذية والزراعة، والرعاية الصحية وعلوم الحياة، والنقل والخدمات اللوجستية.

وقال محمد حسن السويدي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي ل(ADQ): «إن تأسيس هذه المنصة الاستثمارية المشتركة لا يسهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين بلدينا فحسب؛ بل يؤكد أيضاً التزامنا بتعزيز الشراكات الهادفة في الأسواق الاستراتيجية التي تتوافق مع أولوياتنا الاستثمارية. نحن واثقون بما نقدمه من قيمة وخبرة باعتبارنا شريكاً في أصول المنصة التي ستسهم في تعزيز فرص النمو في القطاعات المؤثرة في تنمية وتطوير المناطق الجغرافية المستهدفة».

فيما علق ميكائيل جباروف، وزير الاقتصاد بجمهورية أذربيجان، وعضو المجلس الإشرافي في شركة أذربيجان القابضة للاستثمار قائلاً: «تعكس هذه الشراكة أهمية العلاقات الاقتصادية والسياسية والتجارية بين البلدين. وسيكون الصندوق الجديد أداة لتنفيذ المشاريع المشتركة التي تهدف إلى التنمية طويلة الأجل لكل من البلدين والمنطقة على نطاق أوسع».