الارشيف / عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

الأوروغواي أصبحت مثالاً يحتذى في مجال النظيفة

  • 1/2
  • 2/2

بعد ارتفاع أسعار النفط في عام 2008، اتجهت أوروغواي لسد احتياجاتها من الكهرباء من مصادر متجددة، وتنتج الآن من هذه المصادر ما يصل إلى 98% من احتياجاتها من ، وهذه تجربة جديرة بالاقتداء من دول أخرى. كان سعر النفط الخام للبرميل في أدنى مستوياته (20 دولاراً) في نهاية عام 2001، ولكن على مدار ست سنوات تضاعف السعر ثلاث مرات ليصل إلى 145 دولاراً للبرميل في الثالث من يوليو 2008.

كانت الأوروغواي تستورد نفطها من الخارج في ذلك التاريخ، ووجدت نفسها أمام مشكلة كبيرة عندما نما الطلب على الطاقة في البلاد بنسبة 8.4٪، وكانت فواتير الطاقة المنزلية تتزايد بمعدل مماثل، وأصبح السكان البالغ عددهم 3.4 ملايين نسمة في حيرة من أمرهم، ومع افتقارهم إلى البدائل اضطر الرئيس تاباري فاسكيز إلى شراء الطاقة من الدول المجاورة بأسعار أعلى. وكان فاسكيز بحاجة الى حلول سريعة للهروب من هذا الموقف، واستعان بالفيزيائي رامون مينديز جالين، الذي حول شبكة الطاقة في البلاد إلى واحدة من أنظف الشبكات في العالم.

واليوم تخلصت البلاد تقريباً من الوقود الأحفوري في إنتاج الكهرباء، وأصبح ما بين 90 و95% من طاقتها يأتي من مصادر الطاقة المتجددة، وفي بعض السنوات ارتفع هذا الرقم إلى 98%. كان التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري قضية مركزية في مؤتمر «كوب 28» في دبي، حيث اتفقت البلدان على التحول من الوقود الأحفوري ضمن أنظمة الطاقة لكن النشطاء والحكومات وخبراء يواصلون مناقشة كيفية تحقيق هذا التحول.

يتذكر جالين قائلاً: «كنت أعمل خارج البلاد لمدة 14 عاماً، وعندما عدت كانت هناك أزمة طاقة، وكان الحل الوحيد الذي اقترحته البلاد هو إنشاء محطة للطاقة النووية»، ويسترسل: «كنت فيزيائياً نووياً، لذلك اعتقدت أنني أستطيع أن أفهم هذه المشكلة».

وبعد أن جالين في هذه القضية اقتنع بأن الطاقة النووية لا تفي بالغرض، ورأى أن المصادر المتجددة هي الحل الأمثل، ونشر النتائج التي توصل إليها في ورقة بحثية أوضحت أن البلاد يجب أن تعتمد بالكامل على طاقة الرياح، وبعد فترة وجيزة تلقى مكالمة هاتفية من الرئيس تدعوه ليصبح الطاقة في البلاد وتنفيذ خطته. ويقول: «وصلت دهشتي حد الجنون، لكنني فعلت شيئاً أكثر جنوناً: لقد قبلت العرض».

الأوروغواي دولة صغيرة، أصغر بنحو 26% من مساحة المملكة المتحدة، وتقع بين عملاقين: العاصمة الأرجنتينية المترامية الأطراف بوينس آيرس، على بعد 50 كيلومتراً جنوب مصب نهر ريو دي لا بلاتا، الذي يشكل جزءاً من الحدود بين البلدين، في حين تشترك في حدودها الشمالية مع البرازيل. ويقول: «لم يعتقد أحد أننا نستطيع القيام بذلك، لقد كنا بحاجة لمعالجة الأمور بشكل مختلف».

ومع ذلك أصبحت البلاد تمثل قصة نجاح اقتصادي في أميركا الجنوبية، فقد بلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 16420 جنيهاً إسترلينياً في عام 2022، وفقاً للبنك الدولي، وهو الأعلى في القارة، وينتشر الفقر في قطاع ضئيل من سكانها، وتتمتع البلاد بطبقة متوسطة مزدهرة تمثل نحو 60٪ من السكان.

وقد أدى هذا التغير الديموغرافي إلى دفع الطلب على أسلوب الحياة المعاصر، وأصبحت معظم المنازل مجهزة بغسالات ملابس وغسالات أطباق، ووحدات تكييف الهواء، وأجهزة التلفاز ذات الشاشات المسطحة الكبيرة والأجهزة المتصلة.

في ذلك الوقت، كانت الطاقات المستدامة لاتزال محاطة بالعديد من المفاهيم الخاطئة، كما يقول جالين: «يعتقد البعض أنها باهظة الثمن، وغير مستمرة، أو قد تؤدي إلى زيادة البطالة». ويختتم بقوله: «اليوم حتى أعضاء تلك الحكومة يقولون لي: عندما كنت تتحدث عن هذه الأشياء على شاشة التلفزيون في عام 2008 كنا نتساءل كيف نبرر فشلنا إذا فشل المشروع».

يقول جالين إنه يجب أن يكون هناك «سرد وطني قوي» لإنجاح مثل هذه المشاريع، «لقد أخبرت الناس أن هذا هو الخيار الأفضل، كونه الأرخص ولا يعتمد على التقلبات المجنونة في أسعار النفط». وبهذه الرواية كسبت الحكومة تأييد الجماهير المتشككة، وكان أحد المخاوف الأولية هو فقدان الوظائف في قطاع الطاقة، وبدلاً من ذلك فقد خلق المشروع نحو 50 ألف فرصة عمل جديدة، وهو رقم ضخم في بلد يتسم بقلة عدد السكان.

• الأوروغواي أصبحت تمثل قصة نجاح اقتصادي في أميركا الجنوبية، فقد بلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 16420 جنيهاً إسترلينياً في عام 2022، وفقاً للبنك الدولي، وهو الأعلى في القارة.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا