الارشيف / عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

سامية حلبي: فلسطين أكبر من اختصارها في لوحة

  • 1/2
  • 2/2

تتنوع محطات مسيرة الفنانة الفلسطينية سامية حلبي، لتروي حكاية رائدة عن الفن التجريدي المعاصر في العالم العربي، والمراحل المتنوعة في إنتاجها، والتأثيرات التي طالت أعمالها وصولاً إلى «الديجتال آرت»، واللوحات الحركية.

وأكدت سامية حلبي، في حوارها مع « اليوم»، أن «فلسطين موضوع كبير، يصعب اختصاره في العمل الفني»، مشيرة إلى اعتزازها بهويتها التي تبرز في لوحاتها، لكنها في الآن ذاته، تتخطى الحدود، ما أسهم في ترسيخ مكانتها عالمياً.

وتضمن معرض سامية حلبي «علامات فارقة» الذي اختتم أخيراً في متحف الشارقة للفنون، 200 عمل، منذ بداية إنتاجها وحتى آخر مراحلها، ويجسّد التبدل في حالة التجريد الذي رافق ريشتها.

وحول أبرز المحطات في ذلك الحدث بشكل خاص، قالت سامية حلبي: «أجمل ما يحمله المعرض هو اهتمام الشباب والشابات والصغار في السن، برؤية أعمالي، فهم يرغبون برؤية امرأة فلسطينية مجتهدة وقادرة على تقديم هذه الأعمال ومتابعة مسيرتها، إذ أتوا لاستقبال هذه العلامة الفارقة مني كامرأة».

وعن بدايتها مع التجريد، أشارت إلى أنها كانت بسيطة ومع مرور الوقت تعلمت أنه من الممكن أن ينظر المرء إلى الطبيعة، ومن ثم يجردها من القوانين، وهذه الرؤية هي التي تحكم تلك العملية باللوحة.

لغة الرسم

وتعمل سامية حلبي في لوحاتها من منطلق البحث والتجريب إلى جانب التفاعل اللوني، معتبرة أن البحث والتجريب مهمان جداً لها كرسامة، إذ اختارت أن يكون التجريب والاختبار والتوثيق والأعمال الملتزمة، أساس مسيرتها الفنية. وأوضحت «دائماً هناك عن الموضوع الذي أرسمه، ففي تجريب اللوحة التجريدية، على سبيل المثال، أبحث عن لغة الرسم، وأستخدم اللغة التي تناسب رواية القصة من خلال اللون».

وحولت الفنانة المحيطة إلى تفاعل لوني من خلال الإضاءة والأبعاد، لافتة إلى أنها لا ترسم الأشكال والأماكن والمدن، وإنما المشاعر والانطباعات التي تتركها هذه المدن بداخلها.

ورأت أن لوحة «المساء في عمّان» تتميز بأنها تبرز العاصمة الأردنية في ساعات المساء، فهي تتميز بضوئها الأزرق، وإضاءة المساجد الصفراء، وهي ألوان جميلة ومنسجمة، واستخدمت فيها انطباعها عن الألوان والمناخ وليس عن أشكال المباني والأفق والشجر.

وأشارت إلى أن الانطباع في الواقع، يعبر عن علاقات ونسبية الألوان مع بعضها، فالتجريد يتميز بكيفية تعبيره عن الأشكال التي قد تختلف عن بعضها بالأحجام، فكل الأشكال فيه مناسبة، والألوان فيه لا تقوم على تقنية التظليل، وإنما على قوة التناسب.

مدن حاضرة

وحول تأثرها بالعمارة والأمكنة، أضافت: «هناك مدن حاضرة في اللوحات من دون وجود نموذج معماري خاص يبرزها، فثمة أعمال ترصد علاقة الطبيعة مع المدينة، لأن هندسة الطبيعة معقدة، وتختلف عن التي ينتجها الإنسان، لكن جمعهما سوياً، ينتج عنه مركب جميل، فالتجريد يقدم هندسة الطبيعة بشكل قوي، وهذا كان انطباعي عن مدينة دبي، ويمكن في كل لوحة أرسمها، أن يأخذ المرء انطباعاً عن مدينة ما، ففي كل منها هناك نكهة جديدة». وأشارت إلى أنها جسّدت العاصمة الإماراتية في لوحة تحمل عنوان «أبوظبي عند »، إذ رسمتها بعد رؤيتها للمدينة حين وصلتها للمرة الأولى بعد منتصف الليل، آتية من نيويورك، وكان الطقس جميلاً، ولكن سائق التاكسي أراد تشغيل المكيف، وطلبت منه فتح النوافذ وإغلاق التكييف، لأنها أرادت أن تتنفس الهواء، ورسمت بعدها لوحة ترصد علاقة الأزرق الذي يخرج من السماء مع الألوان التي كانت تنبعث من المنازل والنوافذ.

دور لابد من لعبه

وعن الهوية الفلسطينية في أعمالها، أضافت: «هويتي الفلسطينية مهمة جداً، ولكن يجب أن يتنبه الفنان إلى أن هناك دوراً لابد أن يلعبه، وهو دور يتخطى حدود الهوية، فالانتباه للعالم مسؤولية، لذا أرى في نفسي الفنانة الفلسطينية ولكنني عالمية أيضاً، وقد ترجمت فلسطين في أعمالي إلى درجة معينة، ففلسطين موضوع واسع وكبير ويصعب اختصاره في العمل الفني». وأكملت: «رسمت اللوحات السياسية، وبالمقارنة بين اللوحات السياسية والتجريد، يمكنني القول إن التجريد نفسه فعل سياسي، لأن سياسة التجريد قوية وثورية وواسعة جداً، ولكن من الصعب على الناس رؤيته بهذه الطريقة».

وعملت سامية حلبي على «الديجتال آرت»، لافتة إلى أنها خففت من هذا المنحى في الفترة الأخيرة، موضحة أنها حين عملت عليه لم ينتبه له أحد، ولكن اليوم تبدلت الآلية، إلا أنه يبقى من الأعمال التي يمكن خسارتها بسهولة، ويتطلب الكثير من الانتباه، لذا قررت العودة إلى اللوحة، واليوم تقدمه على نحو خفيف.


سامية حلبي:

• لا أرسم الأماكن والمدن وإنما المشاعر والانطباعات التي تتركها بداخلي.

• سعيدة باهتمام الشباب ورؤية فلسطينية مجتهدة وقادرة على تقديم هذه الأعمال.


سيرة فنية

ولدت الفنانة سامية حلبي في مدينة القدس عام 1936، وتلقت تعليمها خلال الخمسينات في الغرب الأوسط الأميركي، وهو الوقت الذي ظهرت فيه التعبيرية التجريدية لأول مرة، وأثرت الحركات الفنية العالمية في ممارساتها الفنية. ومع مرور عقود، أصبحت سامية حلبي مرجعاً لدراسة التجريد في اللغة البصرية العربية المعاصرة.

انتقلت إلى العيش في أميركا عام 1951، وقدمت أعمالها في الكثير من دول العالم، وجرى اقتناء لوحاتها من قبل مجموعة من المتاحف، ومنها جوجنهايم (نيويورك وأبوظبي)، والمتحف الوطني للفنون في واشنطن، ومعهد الفن في شيكاغو، والمتحف البريطاني.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا