دبي: «الخليج»
كشف كل من أندريه راجولينا رئيس جمهورية مدغشقر، ومحمد مويزو رئيس جمهورية المالديف، وبريثفيراجسينج روبون رئيس جمهورية موريشيوس، ووافل رامكالاوان رئيس جمهورية سيشل، أمس الثلاثاء، عن خطط تنموية شاملة لمواجهة التحديات التي تواجهها دولهم ولدعم اقتصاداتها.
جاء ذلك في جلسة رئيسية، ضمن أعمال اليوم الثاني من القمة العالمية للحكومات 2024، التي تستضيفها دبي تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل».
وقال رئيس مدغشقر إن بلاده ركزت لمواجهة التحديات وسد الفجوة التنموية المتراكمة على مدى أكثر من 60 عاماً، على عدة قطاعات أساسية، مؤكداً أن الزراعة تمثل أحد القطاعات ذات الأولوية لا سيما أن 80% من السكان يعيشون في المناطق الريفية.
وأكد أن قطاع الطاقة يعد أحد الركائز الأساسية لعملية التنمية، إلا أن التكلفة العالية للكيلووات/ ساعة تجعل من الصعب الوصول للكهرباء وتبطئ التنمية، خاصةً أن 23% فقط من السكان يحصلون على الطاقة، لذلك سيقومون بتسريع عملية تحول الطاقة في مدغشقر، وفي الأشهر المقبلة سيتم إنشاء 60 حديقة للطاقة الشمسية في 119 منطقة في جميع أنحاء الجزيرة، الأمر الذي يمثل خطوة كبيرة نحو الطاقة الخضراء النظيفة والمتجددة.
وأضاف: «من خلال برنامج أطلقناه باسم (الضوء في كل منزل)، ستوفر 4 ملايين أسرة نحو 2 إلى 4 دولارات شهرياً، أي ما يقرب من 960 مليون دولار على مدى 5 سنوات، بما يؤدي إلى تحسن في الحياة اليومية لكل أسرة، وتسريع وتيرة النمو الاقتصادي في البلاد».
وواصل: «في مجال الصحة، قامت مدغشقر بإصلاحات هيكلية كبيرة على مدى السنوات الخمسة الماضية، إذ إن مشكلة نقص البنية التحتية للمستشفيات تسببت في فقدان الكثيرين حياتهم بسبب صعوبة الوصول إلى المشافي»، كاشفاً عن أن مدغشقر منذ استقلالها عام 1960 لم يكن بها سوى 18 مستشفى جامعياً لعدد سكان يزيد على 28 مليون نسمة.
وفيما يخص مجال التعليم، أكد رئيس مدغشقر أن حكومته بنت 4198 فصلاً دراسياً لتعليم أكثر من 200 ألف طالب في 5 سنوات فقط، فيما تم تجهيز المدارس بالكتب التعليمية والأدوات وأجهزة الحواسيب، كما تم إنشاء المقاصف المدرسية.
وكشف عن أنه يجري التعاون مع الإمارات في مجال الرقمنة من خلال المدرسة الرقمية ومبادرة المبرمجين التي ستقوم بتدريب أكثر من مليون شاب على التقنيات الجديدة، بما يعزز من الوصول إلى سوق العمل ويساهم في استيعاب معدل البطالة.
الاقتصاد الأزرق
كشف رئيس سيشل أن بلاده أطلقت عدداً من المبادرات التي تهدف إلى ضمان ممارسات السياحة المستدامة مع الموازنة بعناية بين الحفاظ على البيئة والازدهار الاقتصادي.
وأضاف: «من الأمور الرئيسية في نهج سيشل التزامها بالاقتصاد الأزرق، الذي يتضمن تخصيص جزء كبير من الأراضي البحرية للبلاد كمناطق محمية، بما في ذلك المتنزهات والمحميات البحرية».
وتابع: «علاوة على ذلك، أنشأت سيشل علامة سيشل للسياحة المستدامة (SSTL)، وهو برنامج لإصدار الشهادات يعترف بأماكن الإقامة السياحية والمُشغلين والخدمات التي تلتزم بالممارسات المستدامة مثل الإدارة الفعالة للنفايات والحفاظ على الطاقة والمشاركة المجتمعية».
وأوضح أنه في إطار سعي دولته لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري والتخفيف من الآثار البيئية، استثمرت سيشل في مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وقال: «علاوة على ذلك قطعت سيشل خطوات كبيرة في حماية تنوعها البيولوجي الفريد، باستعادة الموائل، ومكافحة الأنواع الغازية، وبرامج حماية الأنواع»، ولفت رامكالاوان إلى أن سيشل تجعل الأولوية أيضاً للسياحة الثقافية.
مدن ذكية ومخاوف
قال رئيس موريشيوس إن أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها العديد من البلدان النامية هو التوسع الحضري السريع الناجم بشكل رئيسي عن الهجرة الداخلية.
وأضاف: «بالنسبة للدول الصغيرة النامية مثل موريشيوس، تمثل التنمية الحضرية تحدياً كبيراً لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية والاستدامة البيئية». وذكر أن النمو السكاني في مساحة محدودة يمثل مهمة شاقة في توفير البنية التحتية الأساسية والخدمات الأساسية مثل السكن اللائق والمياه والطاقة، ويضع هذا ضغطاً إضافياً على النظم البيئية والمناطق الزراعية الهشة بالفعل، والتي تتفاقم بسبب التأثير السلبي لتغير المناخ، مؤكداً أن هذه الظاهرة الحتمية تتطلب نقلة نوعية في استراتيجيات التنمية الحضرية. وأوضح أنه بهدف ضمان الشمولية والنمو المستدام، هناك حاجة إلى العدالة المناخية في وقت الطوارئ، فبدلاً من الناتج المحلي الإجمالي فإننا نرغب بشدة في أن يصبح الضعف المناخي معياراً للتمويل الميسر من خلال آليات التمويل غير المناخية.
وقال: «لتحقيق هدف التنمية المستدامة بشأن تعزيز التوسع الحضري الشامل والمستدام وضعت موريشيوس خططاً لتشجيع الاستثمار الخاص في تطوير المدن الذكية، والتي تدور حول مفهوم العمل والعيش والترفيه».
مرونة وفرص
قال رئيس المالديف إن دبي تمثل شهادة عالمية للتقدم المثير للإعجاب على مدى عقود قصيرة، عبر تسليط الضوء على العديد من أفضل ممارسات الحوكمة وخدمات المواطنين الأكثر ابتكاراً.
وذكر أن جزر المالديف لم تكن ملاذاً للجمال الطبيعي فحسب، بل تبنّت أيضاً نهجاً ثاقباً للتقدم، مضيفاً: «رؤيتي لجزر المالديف هي الاستفادة من هذه المرونة والفرص الهائلة التي يتيحها موقعنا الجغرافي الاستراتيجي، فجزر المالديف تتطلع إلى الأمام وفق رؤية شاملة ومبتكرة وتحتضن التنمية المستدامة».
وأضاف أن «التوقعات لعام 2024 تبدو واعدة، حيث أظهر عدد السياح في المالديف نمواً بنسبة 11% في الشهر الأول مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ومن المتوقع أن تحقق البلاد مليوني سائح هذا العام».
وواصل: «في إطار جهودنا لتوسيع قطاع السياحة لدينا، نخطط لإدخال السياحة البيئية، والسياحة الرياضية، والسياحة التعليمية، وسياحة الاستشفاء، في إطار مفهوم اقتصاد الزائر».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.