الارشيف / عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

الشعبويون الأوروبيون المناهضون لمساعدات أوكرانيا يدعمون بوتين

  • 1/2
  • 2/2

يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الرابح الأكبر من ارتفاع مد اليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة. ولم تكتفِ روسيا بالسيطرة على الدول الأعضاء في الاتحاد السوفييتي السابق وإنما تعمل الآن على زيادة الدعم الذي تحصل عليه من بقية الدول الأوروبية.

ويتمثل أحد الرموز المهمة لدعم روسيا في القرار الذي اتخذه حزب البديل من أجل ألمانيا المتطرف «أ.ف.د» من أجل رفض حضور خطاب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البرلمان الألماني في 11 يونيو الجاري، وحليفه الحزب اليساري والشعبوي «حزب المنطق والعدل»، وكلاهما يعارض الدعم العسكري لأوكرانيا.

وقال حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي تغلب بنسبة 16% من الأصوات على حزب الديمقراطيين الاشتراكيين بزعامة المستشار الألماني أولاف شولتز ليحتل المركز الثاني في ألمانيا، إن زعيم أوكرانيا بحاجة إلى «التفاوض لإيقاف الموت المستمر» حتى لو كان ذلك يعني خسارة أراضيه. وتعكس هذه التصريحات موقف بوتين من الحرب.

وبعد الانتخابات الأخيرة للبرلمان الأوروبي تسيطر مجموعتان يمينيتان متطرفتان هما «المحافظون والإصلاحيون الأوروبيون» و«الهوية والديمقراطية» على 131 مقعداً من أصل 720 مقعداً في المجلس، ولدى حزب البديل من أجل ألمانيا 15 ممثلاً آخرون، ما يعزز قوة برلمانية كبيرة لليمين المتطرف، والتي سيكون لها تأثير أكبر على موقف أوروبا من حرب أوكرانيا.

ونظراً إلى قرب الأحزاب اليمينية الألمانية المتطرفة من بوتين، أصدر البرلمان الأوروبي قراراً في أبريل الماضي بأنه على حزب البديل من أجل ألمانيا أن يعلن عن علاقاته المالية خصوصاً مع روسيا.

دعاية خفية

وتمكن الرئيس بوتين من التأثير ببراعة على المجموعات اليمينية المتطرفة واختراق أجندتها، ما يجعل له شبكة تضمن له المعلومات في أوروبا. وأدت العمليات الدعائية الخفية في هيئة مصادر إخبارية مشروعة إلى إطلاق معلومات مربكة ومثيرة للانقسام تروج للروايات المؤيدة للكرملين، مثل الادعاء بأن أزمة كلفة المعيشة ناجمة عن العقوبات المفروضة على منتجات الروسية.

وفي الواقع فإنه ليست الأحزاب اليمينية المتطرفة في ألمانيا هي المتعاطفة مع روسيا، وإنما هناك العديد من الأحزاب اليمينية في العديد من الدول الأوروبية، بما فيها سلوفاكيا وهنغاريا ورومانيا وبلغاريا وفرنسا، حيث حققت جميع هذه الأحزاب نتائج طيبة في انتخابات البرلمان الأوروبي، كما أن العديد من قادة هذه الأحزاب مثل رئيس حكومة هنغاريا فكتور أوربان يعادون العقوبات على روسيا علناً.

وإضافة إلى تزايد المعارضة للعقوبات على روسيا، أظهر أعضاء الأحزاب اليمينية تصويتاً كبيراً لصالح تأييد روسيا، ورفض العديد من السياسيين اليمينيين في البرلمان الأوروبي التصويت على سياسات تهدف إلى معاقبة أو انتقاد بوتين أو روسيا.

وفي الحقيقة فإن تعاطف اليمين الأوروبي مع روسيا منح بوتين العديد من الفوائد، وقد يؤدي هذا إلى جعل حلف شمال الأطلسي أقل توحيداً، وكل ذلك يصب في صالح روسيا. ويشكل الحلف حالياً عقبة رئيسة أخرى أمام طموحات روسيا، ويتمتع بالقدرة على زيادة إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.

نظام دولي جديد

وتلقى معارضة روسيا للنظام الدولي الجديد الذي وضعه ويقوده العالم الغربي إثر نهاية الحرب الباردة صدى لدى الأحزاب اليمينية المتطرفة، وكثيراً ما يتحدثون عن القوى «العولمية» التي يرون أنها تشكل تهديداً لسيادتهم الوطنية وهويتهم الثقافية. وينظر اليمين المتطرف إلى بوتين باعتباره زعيماً قوياً ومحافظاً يستطيع الدفاع عن نفسه ضد الغرب الليبرالي الذي ينظر إليه على أنه يحاول تقويض هذه القيم.

وكان تحرك روسيا لتصبح أكثر يمينية ومعاداة للغرب بمثابة نموذج مناهض لليبرالية يُحتذى به. ويبدو أن اليمين المتطرف يردد أيضاً موقف بوتين بشأن القيم العائلية التقليدية، والتي تشمل عادةً تولي الرجال مناصب قيادية وبقاء النساء في المنزل لرعاية الأطفال.

وسيشعر بوتين بالسعادة دائماً عندما يرى هؤلاء الحلفاء يحققون نتائج طيبة في الانتخابات الأخيرة ويكتسبون المزيد من السلطة، وهو ما سيكون مفيداً لروسيا. وحصلت أحزاب اليمين المتطرف على 1% فقط من الأصوات في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في الثمانينات من القرن الماضي، ولكن هذه النسبة ارتفعت إلى 10% في العقد الأول من القرن الـ21، واليوم هم على استعداد للاحتفاظ بسلطة سياسية أكبر من أي وقت مضى.

وفي الواقع فإن الدور الذي تلعبه هذه الأحزاب اليمينية المتطرفة ستكون له آثار خطيرة في السنوات المقبلة على الديمقراطية والاستقرار في أوروبا، كما أن القضايا التي تواجه أوروبا هائلة، وصعود اليمين المتطرف دليل إضافي ليس فقط على القلق الحقيقي الذي يختمر بشأن تكاليف المعيشة وقضايا الهوية لدى الأوروبيين، وإنما أيضاً على خبرة روسيا في الحرب النفسية وحرب المعلومات. عن «آسيا تايمز»

. رفض العديد من السياسيين اليمينيين في البرلمان الأوروبي التصويت على سياسات تهدف إلى معاقبة أو انتقاد بوتين أو روسيا.

. البرلمان الأوروبي تسيطر عليه مجموعتان يمينيتان هما: «المحافظون والإصلاحيون الأوروبيون»، و«الهوية والديمقراطية»، إثر الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا