عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

دائرة ماكرون المقربة أصيبت باليأس بعد الدعوة لانتخابات مسبقة

يُظهر المشهد السياسي القاتم في فرنسا قلق وإحباط الدائرة الداخلية للرئيس إيمانويل ماكرون، وربما كانت لحظة صعبة للغاية عندما كان يُطلع مقربيه بأنه على وشك المراهنة بشكل كبير على انتخابات برلمانية عالية المخاطر.

ويجلس ماكرون على طاولة، وأمامه ساعة صغيرة على شكل عربة، في غرفة فخمة بقصر الإليزيه، بينما يسيطر التوتر الواضح على أقرب مساعديه في الجهة المقابلة. ربما تكون هذه صورة غير معتادٍ أن ينشرها المصور الرسمي لقصر الإليزيه على «إنستغرام»، لكن لا أحد يشك في أنها تعكس إلى حد ما الحالة العصبية للدائرة الداخلية للرئيس.

وبعد تعرضه للإذلال على يد حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في انتخابات الاتحاد الأوروبي، أصدر ماكرون إعلاناً مفاجئاً في التاسع من يونيو، مفاده أنه سيحاول كبح تقدم اليمين من خلال انتخابات وطنية. ومنذ ذلك الحين، برزت شكوك فريق ماكرون الكبير وتذمره ومعنوياته المنخفضة.

وكان لوزير المالية برونو لومير - أحد أعمدة حزب النهضة الليبرالي الذي يتزعمه ماكرون - أفضل تشخيص مروع لما يجري، خلال إحدى الحملات الانتخابية في شمال فرنسا، بعد أن نقلت صحيفة «لوفيغارو» عنه قوله وهو يتحسّر على أن «البلاد تتجه نحو الهاوية».

ويشكل مثل هذا اليأس المرير مشكلة بالنسبة لمستقبل فرنسا. وأحد أكبر الأسئلة التي تواجه السياسة الفرنسية هو: من سيملأ الفراغ الهائل في الوسط السياسي عندما تنتهي رئاسة ماكرون في عام 2027؟

أولئك الذين يبحثون عن منقذ ليبرالي سيصابون بخيبة أمل. ويواجه ائتلاف ماكرون الوسطي خطر الهزيمة في تصويت يمتد على جولتين، في 30 يونيو والسابع من يوليو، من قبل اليسار وكذلك اليمين المتطرف. وفي الوقت نفسه، يبدو أن حلفاء الرئيس يبحثون عن استراتيجية خروج بدلاً من المجد في الموقف الأخير.

والتعليقات الشائكة حول الرئيس الفرنسي، التي كانت همساً ذات يوم، يتم التعبير عنها الآن بشكل علني. وقال لومير، الموالي لماكرون، إن الأخير اتخذ قرار حل البرلمان وحده، وإن هذا الخيار «خلق في بلادنا وبين الشعب الفرنسي، وفي كل مكان، قلقاً وسوء فهم، وأحياناً غضباً»، على حد تعبيره على الإذاعة الفرنسية.

هذه ملاحظة متناقضة بالتأكيد من لومير، الذي كان مرشحاً قبل أسابيع فقط ليكون مرشح ماكرون لدور المفوض الاقتصادي للاتحاد الأوروبي القوي لتعزيز الأجندة الصناعية للبلاد في بروكسل.

مخارج مبكرة

لقد أعاق توقيت الانتخابات البرلمانية حلفاء ماكرون، الذين لم يبدأوا حتى في التحرك قبل مبارزة مع مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف في الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2027. ولا يستطيع ماكرون الترشح لإعادة انتخابه، والعديد من شركاء الائتلاف - بمن في ذلك رئيس الوزراء غابرييل أتال، ورئيس الوزراء السابق إدوارد فيليب، ووزير الداخلية جيرالد دارمانين - يتطلعون إلى منصبه.

والآن، ومع ترنح الوسط السياسي، يسلك البعض طريقهم الخاص، ويؤسسون المزيد من البرامج المستقلة. وفي الوقت نفسه، فإن الجائزة النهائية - الرئاسة - تبدو بعيدة كل البعد من أي وقت مضى.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بانثيون في باريس، بنجامين موريل «لقد بدأ سباق الخلافة بشكل صحيح، ولكن في حين كان الهدف هو السيطرة على قصر، أصبح الأمر الآن يتعلق بوراثة سقيفة».

لكن ماكرون لا يتردد في المخاطرة بالثروات السياسية لحلفائه في مقامرته الأخيرة، وقال خلال مؤتمر صحافي، الأسبوع الماضي «قد تكون هناك طموحات شخصية أحبطتها التغييرات الحالية، وقد لوحظ ذلك»، متابعاً «لكن هذا ليس مهماً، فنحن نواجه لحظة تاريخية للأمة».

وعلى رأس قائمة الذين أحبطت طموحاتهم رئيس وزرائه غابرييل أتال. ومن الواضح أن الأخير، الذي كان يجلس أمام ماكرون في الصورة بالأبيض والأسود (على إنستغرام)، تلقى ضربة موجعة. وبعد تجنبه الجمهور لمدة 24 ساعة، عاود أتال الظهور، الثلاثاء الماضي، للانتقاص من قرار ماكرون، ووصفه بأنه «مفاجئ» و«قاسٍ». وعلى الرغم من استيائه الواضح من قرار حل البرلمان، فقد احتشد في وقت لاحق ليصر على أن «الآن ليس الوقت المناسب للقلق».

لكن ماذا سيحدث لرئيس الوزراء؟ قبل مناورة ماكرون الانتخابية، كان يتم إعداد النجم الوسطي الصاعد، البالغ من العمر 35 عاماً، والذي يتمتع بشعبية أكبر من الرئيس، ليحتل الصدارة.

ففي انتخابات الاتحاد الأوروبي، كان أتال هو الوجه الشاب الذي أرسل لمناظرة جوردان بارديلا، الزعيم الجديد لحزب التجمع الوطني المتطرف. ومن عجيب المفارقات أن بارديلا مرشح الآن لخلافة أتال في ماتينيون، المقر الفخم لرؤساء وزراء فرنسا.

إمكانية الصمود

ثم هناك رئيس الوزراء السابق إدوارد فيليب، الذي ظل يحافظ على مسافة بعيدة عن ماكرون بشكل واضح، حتى إنه اختفى للاستمتاع بهواء البحر في لوهافر، وهي مدينة ساحلية قبالة الشواطئ الإنجليزية، والتي أصبح عمدة لها في عام 2020.

وكان يُنظر إلى فيليب، الذي شغل منصب رئيس الوزراء من عام 2017 إلى عام 2020، على أنه الرئيس الوسطي المقبل للبلاد، لكنه ظل منزعجاً منذ فترة طويلة ببقائه «حراً ولكن مخلصاً» لماكرون.

وفي الأيام الأخيرة، نأى فيليب بنفسه عن الدائرة الداخلية لماكرون بشكل أكثر حزماً، واصفاً هزيمة انتخابات الاتحاد الأوروبي بأنها «رفض للرئيس»، وتساءل عما إذا كان ينبغي لماكرون أن يشارك في الحملة.

وفي الانتخابات البرلمانية المقبلة، ستترشح مجموعة «آفاق» التي يتزعمها فيليب كحزب منفصل للمرة الأولى، ما يعني استقلالاً مالياً معيناً، كما بدأ أيضاً في تنمية العلاقات مع السياسيين المحافظين من الجمهوريين.

وقال المحلل السياسي موريل، إن «ائتلاف الرئيس الفرنسي ينهار بسرعة، مع انفصال شركاء الائتلاف».

لكن على الرغم من أن فيليب، الذي لايزال يحظى بشعبية بسبب إدارته لجائحة فيروس «»، تجنب السياسة الوطنية على مدى السنوات الأربع الماضية، فإنه يخاطر بإصابة قاتلة إذا انقلب الناخبون ضد معسكر ماكرون.

ووفقاً لموريل، من المرجح أن تعزز الانتخابات البرلمانية اليسار وحزب التجمع الوطني بزعامة لوبان، الذي سيُنظر إليه على أنه أقوى البدائل في عام 2027. وأضاف أنه بعد ماكرون «يخاطر الوسط بأن يصبح مرة أخرى مكاناً يذهب إليه السياسيون ليموتوا»، موضحاً «مع وجود عدد أقل من المشرعين والشبكات الحزبية، فإن المرشح الوسطي سيكافح من أجل الفوز بالرئاسة».

• مع ترنح الوسط السياسي، يسلك البعض طريقهم الخاص ويؤسسون المزيد من البرامج المستقلة.

• كان يُنظر إلى إدوارد فيليب، الذي شغل منصب رئيس الوزراء لأربع سنوات، على أنه الرئيس الوسطي المقبل للبلاد.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا