عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

كوريا الشمالية تجني ثمار الحرب الروسية ضد أوكرانيا

  • 1/2
  • 2/2

استغلت كوريا الشمالية حرب أوكرانيا لكسب النفوذ الجيوسياسي عبر روسيا، وشكلت تحالفاً جديداً وجريئاً مع الرئيس فلاديمير بوتين، وهو التحالف الذي يشكل مخاطر أمنية على شمال شرق آسيا والعالم.

وشهدت العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية تقدماً سريعاً بعد زيارة الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، إلى روسيا في سبتمبر الماضي، ومنذ ذلك الحين أرسلت بيونغ يانغ نحو 11 ألف حاوية من الذخائر إلى روسيا، وفقاً لوزارة الخارجية الأميركية. وخلال زيارة بوتين، الأسبوع الماضي، إلى بيونغ يانغ، الأولى له منذ 24 عاماً، اتفق الزعيمان على «شراكة استراتيجية شاملة»، وهي أعلى مستوى من العلاقات الثنائية بالنسبة لروسيا.

إن محور المعاهدة الشاملة هو بند الدفاع المشترك، وينص على أنه إذا أدى الغزو المسلح لكوريا الشمالية إلى وضع البلاد في «حالة حرب» فسيكون لزاماً على روسيا تقديم المساعدة العسكرية «بكل الوسائل التي في حوزتها» لكوريا الشمالية «دون تأخير»، والعكس صحيح. وعلى الرغم من أن تفاصيل المعاهدة تظل سرية، فإن هذا البند قد يمنح كوريا الشمالية فعلياً مأوى تحت الدرع النووية الروسية.

وتقول زميلة برنامج كوريا في مركز ستيمسون بواشنطن، راشيل مينيونج لي: «هذه المعاهدة تنطوي على إمكانات كبيرة لتعريض الأمن الإقليمي والعالمي للخطر». وتوضح أن «المعاهدة تمهد الطريق أمام روسيا للتدخل عسكرياً في شبه الجزيرة الكورية، وشمال شرق آسيا، إذا لزم الأمر، من خلال كوريا الشمالية»، وهذا يوفر للأخيرة غطاء نووياً إضافياً ضد التهديدات الخارجية المتصورة، وتحديداً الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وحتى .

ردود فعل عالمية

يقول الخبراء إنه من خلال توحيد الجهود، يشترك بوتين وكيم جونغ أون، في أهداف الخروج من وضعهما المنبوذ، وتحدي العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة على نظاميهما، وتعزيز نظام عالمي متعدد الأقطاب، لكن التعاون المتزايد بين جهتين فاعلتين يُنظر إليهما على نطاق واسع على أنهما غير متوقعتين ومدمرتين قد يأتي بنتائج عكسية.

وقد أصدرت الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية بياناً مشتركاً، الأسبوع الماضي، يدين بشدة التعاون العسكري المتعمق بين بيونغ يانغ وموسكو، ويتعهد بمواجهة التهديد الذي تشكله كوريا الشمالية. وفي رد فعل على المعاهدة، أشارت سيؤول إلى أنها قد تفكر في تقديم أسلحة إلى أوكرانيا.

وبالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها الآسيويين، فإن الاتفاقية تزيد خطر اندلاع حرب ساخنة في آسيا، مثلما أدى الهجوم الروسي على أوكرانيا إلى تدمير عقود من السلام في أوروبا، وخصوصاً وسط التوترات المتزايدة في شبه الجزيرة الكورية، وفي بحر الصين الجنوبي، ومضيق تايوان، وهذا أيضاً يسلط الضوء على مدى إلحاح الاستراتيجية المهمة لتعزيز التعاون الدفاعي الجاري بالفعل بين واشنطن وطوكيو وسيؤول.

من جانبها، ظلت الصين بعيدة علناً عن العلاقات المحسنة بين روسيا وكوريا الشمالية (أقرب شريكين لبكين)، حيث ترى إيجابيات وسلبيات في الاتفاقية، كما يقول الخبراء.

فمن ناحية «يستمتع الصينيون بحقيقة أنه سيكون هناك مزيد من الإلهاء للولايات المتحدة»، كما تقول يون صن، مديرة برنامج الصين في مركز ستيمسون في واشنطن. وترى أن روسيا وكوريا الشمالية «لا تعملان معاً ضد الصين، بل تعملان معاً ضد الولايات المتحدة».

ومع ذلك تخشى الصين أيضاً أن تؤدي رؤية التحالف الثلاثي مع روسيا وكوريا الشمالية إلى الحد من الحيز المتاح لها للمناورة. وتقول صن: «إن صورة (محور الشر) في شمال شرق آسيا، والتي أعتقد أن كوريا الشمالية وروسيا حاولت إبرازها (..) هذا شيء حاول الصينيون جاهدين تجنّبه»، متابعة: «هذا من شأنه أن يلغي المجال المتاح للصين للعمل والتعاون مع أوروبا، وأيضاً مع وكوريا الجنوبية».

وأخيراً من خلال التقارب تكتسب موسكو وبيونغ يانغ درجة جديدة من النفوذ لدى بكين. لقد احتكرت الصين نفوذها بالكامل تقريباً على روسيا وكوريا الشمالية. وتقول صن: «من الطبيعي أن تفضل الصين ألا تفقد هذا الاحتكار».

ومع ذلك، فإن الموقف الرسمي لبكين هو أن روسيا وكوريا الشمالية قادرتان على إدارة علاقتهما على النحو الذي تريانه مناسباً، والشريكان الصغيران يمضيان قدماً.

ويقول زميل في معهد «أسيس» بسنغافورة وخبير في الأمن الآسيوي، يوسف إسحاق: «ترى روسيا أن كوريا الشمالية مهمة للغاية، لأنها قدمت ملايين القطع من الذخائر» للقوات الروسية في أوكرانيا.

ومن خلال إبرام شراكة استراتيجية جديدة مع بوتين، يفتح كيم الباب أمام فوائد عسكرية وتكنولوجية واقتصادية كبيرة لبيونغ يانغ. وقد استفاد كيم من النقص الروسي في ساحة المعركة في أوكرانيا، لتعزيز موقفه التفاوضي مع موسكو بشكل كبير، عبر استعانة موسكو بدكتاتوريته المعزولة.

منح الشرعية

وفي المقابل، يقول الخبراء، إن المعاهدة بين روسيا وكوريا الشمالية تهدف - على ما يبدو - إلى منح الشرعية لتزويد كوريا الشمالية بالأسلحة لمساعدة روسيا في خوض الحرب في أوكرانيا، كما أنها تمهد الطريق أمام روسيا لتوفير التكنولوجيا لبرامج كوريا الشمالية في مجال الفضاء والطاقة النووية، والتي يمكن أن تساعد في تطوير الأسلحة في بيونغ يانغ.

ويمكن لكوريا الشمالية أن تنتج كميات كبيرة من قذائف المدفعية الرخيصة، والطائرات من دون طيار، وصواريخ ساحة المعركة. ويقول المستشار السابق للكرملين، سيرغي ماركوف: «هذا ما تحتاجه روسيا الآن». وفي المقابل «تريد كوريا الشمالية المساعدة التقنية في مجال الصواريخ وتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية».

ويمكن لروسيا أن تقدم هذا، لكن المشكلة تكمن في مجلس الأمن والعقوبات. ويوضح ماركوف: «لا نعرف في هذه المرحلة ما إذا كان بوتين قرر الاستمرار في الالتزام بالعقوبات، أو انتهاكها علناً، أو القيام بذلك سراً».

ولا توجد أدوات كثيرة متاحة للولايات المتحدة وحلفائها لمنع مثل هذا التعاون بين روسيا وكوريا الشمالية اللتين تشتركان في حدود برية ومياه إقليمية متجاورة. ويضيف المستشار السابق: «يمكنهما إجراء عمليات نقل من أي نوع، بما في ذلك التحويلات الاقتصادية والعسكرية، كما تريانها مناسبة». ويقول: «ستكون العقوبات محدودة في ثني التعاون، فروسيا وكوريا الشمالية تتجاوزان - إلى حد كبير - الاهتمام بمخاوف السمعة على المستوى الدولي».

• التعاون المتزايد بين جهتين فاعلتين يُنظر إليهما على أنهما غير متوقعتين ومدمرتين قد يأتي بنتائج عكسية.

• من خلال إبرام شراكة استراتيجية جديدة، يفتح كيم الباب أمام فوائد عسكرية وتكنولوجية واقتصادية كبيرة.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا