تشهد الأسواق المحلية حالياً توسع متاجر للذهب والمجوهرات في سياساتها التسويقية عبر آلية جديدة تتيح للمتعاملين تقسيط قيمة مشترياتهم من الذهب. وقال مستهلكون لـ«الإمارات اليوم»، إن السياسات التسويقية الجديدة في قطاع الذهب بدأت في الانتشار بشكل لافت، أخيراً، مؤكدين أنها وسائل ترفع تنافسية الأسواق، وتتيح بدائل متعددة في عمليات الشراء، كما أنها تحقق منفعة متبادلة بين المتعاملين والمتاجر ذاتها.

بدورهم، قال تجار في قطاع الذهب والمجوهرات، إن «تقسيط قيمة المشتريات» يأتي ضمن عروض تستهدف بشكل أساسي زيادة وتنشيط مبيعات المتاجر، والاستحواذ على حصص سوقية أكبر عبر توفير سبل أكثر تيسيراً للشراء أمام المستهلكين.

وأكدوا أن انتشار أنظمة وتطبيقات «التقسيط» في قطاعات مختلفة للتجزئة، عزز وسائل طرحها في قطاع تجارة الذهب والمجوهرات.

آراء مستهلكين

وقال المستهلك سعد حبيب: «طرَح عدد من متاجر الذهب والمجوهرات، في الفترة الأخيرة، عروضاً تتضمن تقسيط قيمة مشتريات الذهب والمجوهرات للمستهلكين، وعلى فترات تراوح بين أربعة وستة أشهر».

ورأى حبيب أن انتشار هذا الأسلوب التسويقي بشكل موسع يزيد تنافسية العروض في الأسواق، بما يعود بفوائد إيجابية على المستهلكين، بالحصول على عروض شراء ميسرة.

من جانبها، قالت المستهلكة أميرة رؤوف: «توسع عدد من متاجر الذهب والمجوهرات أخيراً في سياساته التسويقية، عبر تقسيط قيمة المشتريات على فترات مختلفة، ودون فوائد أو أرباح إضافية، وهو ما يعد أمراً مفيداً للمستهلكين الذين يخططون لشراء الذهب».

وتابعت: «لاحظت أن العروض المطروحة تتم من خلال تطبيقات متخصصة في تقسيط المشتريات، وعلى فترات مختلفة، وليس من خلال البطاقات الائتمانية للبنوك».

وفي السياق نفسه، قال المستهلك عصام نشأت، إن متاجر متعددة في قطاع الذهب والمجوهرات أصبحت تتيح تقسيط قيمة المشتريات بشكل موسع، لافتاً إلى أن بعض المتاجر يتيح «التقسيط» عبر تطبيقات متخصصة بهذا الأسلوب، كانت تقتصر استخداماتها على بعض منافذ بيع الإلكترونيات، أو مواقع التجارة الإلكترونية.

ولفت إلى وجود متاجر تتيح «التقسيط» من خلال الاتفاق مع المستهلكين مباشرة، على سداد قيمة مشترياتهم من الذهب والمجوهرات على فترات معينة متفق عليها بين الطرفين.

بدورها، اعتبرت المستهلكة عايدة تيسير، عروض «التقسيط» المطروحة في أسواق الذهب والمجوهرات ظاهرة تنافسية مفيدة ومنفعة متبادلة، لافتة إلى وجود وسيلتين لتقسيط المشتريات، الأولى عبر التطبيقات الذكية بعد شراء المنتج والحصول عليه، فيما تكون الطريقة الثانية بالاتفاق مع المتاجر نفسها، وضمن فترة محددة، على أن يتم تسليم المشتريات بعد إتمام عملية الدفع كاملة.

حصص سوقية

إلى ذلك، قال تاجر الذهب والمجوهرات، ديلب دهكان لـ«الإمارات اليوم»: «تستهدف عروض تقسيط قيمة المشتريات في أسواق الذهب والمجوهرات خلال الفترة الأخيرة رفع مبيعات المتاجر من الذهب، وزيادة حصصها السوقية».

وأكد أن «تلك العروض بدأت في الظهور تدريجياً، حتى ازدادت بشكل لافت، بدعم من ارتفاع التنافسية بين المتاجر لاستقطاب المتعاملين».

وأضاف: «تقسيط المشتريات أسلوب يتم في قطاعات مختلفة للتجزئة، ولا يوجد ما يمنع من طرحه في قطاع تجارة الذهب والمجوهرات، خصوصاً إذا كان يتيح فوائد للمستهلكين في الحصول على المنتجات، والسداد عبر دفعات، وللتجار من خلال زيادة المبيعات وتنشيطها».

بدائل للمستهلكين

بدوره، قال تاجر الذهب والمجوهرات علي مولان: «تتيح عروض تقسيط المشتريات في متاجر الذهب والمجوهرات بدائل أكبر أمام المستهلكين، وفي الوقت نفسه تعد وسيلة لزيادة وتنشيط المبيعات بالنسبة لأصحاب المتاجر والعاملين في القطاع».

وأضاف: «يخطط بعض المستهلكين لشراء مشغولات ذهبية في وقت قد لا يتوافر لديه المبلغ بشكل كامل وقت الشراء، فيفضل هنا الشراء عبر التقسيط لضمان السعر اللحظي للسلعة، تحوطاً من ارتفاع سعرها لاحقاً بحكم التغير المتسارع لسعر الذهب، وبالتالي فهو يستفيد من نظام التقسيط في الشراء بالسعر الراهن للذهب، ويقسط المبلغ على دفعات، ولن يؤثر عليه ارتفاع الأسعار بعد الشراء مباشرة».

تنشيط المبيعات

وفي السياق نفسه، أرجع تاجر الذهب والمجوهرات، ماج باليكر، انتشار عروض التقسيط في منافذ بيع الذهب والمجوهرات خلال الفترة الأخيرة، إلى ارتفاع التنافسية بين المنافذ، وتوجّه التجار للبحث عن وسائل إضافية لزيادة وتنشيط المبيعات.

وقال: «عزز انتشار أنظمة وتطبيقات التقسيط في قطاعات للتجزئة من طرحها في قطاع تجارة الذهب والمجوهرات، على الرغم من التغير المستمر والمتسارع في أسعار الذهب، وهو ما يتيح فائدة لطرفي المعادلة: المستهلكون وذلك من خلال الحصول على الأسعار المناسبة وقت الشراء، وتقسيط القيمة دون تغيير في حال ارتفعت الأسعار. أما منافذ البيع فتستقطب عدداً أكبر من المتعاملين عبر تلك الأنظمة الجديدة».