عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

تنوّع الدراسية.. ثراء لشخصية الطالب

تحقيق: سارة البلوشي

تلعب التعليمية متنوعة الثقافات، دوراً بارزاً في التأثير في شخصية الطالب واستجابته للمتغيرات المختلفة، بحيث يكون مرناً وقابلاً للتكيف، ومتقبلاً للاندماج الاجتماعي، وإنشاء علاقات إيجابية مع الطلاب والزملاء، ما يعزز بناء الثقة بالنفس واحترام الآخرين من الثقافات المختلفة، ومشاركتهم القصص والخبرات وتوسيع آفاق التفكير.

ولأهمية ذلك فتحت «الخليج» ملف أهمية تعدد الجنسيات في المقاعد الدراسية، وكيفية تأثير ذلك في شخصياتهم عند الدخول إلى المراحل الجامعية، مع عدد من التربويين وأولياء الأمور وطالبات الثاني عشر.

أكدت عنود الحمادي، معلمة اللغة الإنجليزية، أن تنوع الجنسيات والثقافات أمر إيجابي، بشرط أن يكون النظام التعليمي قادراً على التعامل مع هذا التنوع، وعلى المناهج أن تراعيه وتحترمه، ويكون شاملاً ومهيّأ لجميع الثقافات، لكي يعزز التفاعل بينها، ويقدم أنشطة داعمة صفية ولا صفية، لتأكيد ثقافة احترام الجميع. لكن للأسف مناهجنا ضعيفة في هذا الجانب.

وقالت: لا بدّ أن يكون للطالب قيم الانفتاح وتقبل هذا التنوع برحابة وإيجابية، وكذلك ⁠المعلم لا بدّ أن يكون ملماً بهذا التنوع ومتفهّماً لهذا الاختلاط. والأهم أن يحترم اختلافات البيئة ويعمل على تأصيلها. وعلى ⁠المدرسة أن تكون بيئة منفتحة متسامحة قادرة على إدارة هذا التنوع الثقافي، وتعدد الأفكار والاتجاهات.

⁠وأشارت إلى ضرورة تنوع الجنسيات والثقافات وخاصة في توجد نحو 200 جنسية، ما يضمن تقبّله وانفتاحه واحترامه لمجتمعه الخارجي.

  • إيجابيات وسلبيات

قالت الدكتورة العنود المرزوقي، أستاذة مساعدة في «جامعة الشارقة»: إن خروج طالب من مقاعد مختلفة الجنسيات أو من مدرسة توجد فيها على الأغلب جنسية واحدة، تختلف شخصيته ولها جوانب إيجابية وأخرى سلبية؛ فالإيجابية تتمثل في قدرته على مرونة التعامل مع جنسيات وثقافات مختلفة، وتولد لديه شعوراً أكبر تجاه التسامح والقدرة على التواصل مع الآخرين. كما تعزز لديه مهارات الاكتشاف والبحث، لوجود اختلافات في التفكير.

أما الجوانب السلبية، فيمكن أن تكون مقتصرة على الحفاظ على هُويّة الطالب، بحسب جنسيته وقدرته على تمثيل هذه الهُوية والافتخار بها.

وأضافت: سيكون من السهل على الطالب المتخرج في مدرسة دولية، التأقلم مع الجو الجامعي والانخراط مع ثقافات مختلفة. وأرى أن تنوع الجنسيات مهم في مقاعد المدرسة، لأنه يعزز الثقة بنفوسهم، وفهم الثقافات الأخرى وتقبلها بشكل أفضل، مع الحفاظ على الهُوية الوطنية.

  • ثقافات متعددة

قال عبيد اليماحي، تربوي: إن للبيئة المدرسية دوراً بارزاً في تشكيل هُويّة الطلاب الثقافية، والمدارس التي تجمع طلاباً من مختلف الجنسيات تحمل في طياتها ثقافات متعددة، ولها دور محوري في تعزيز التفاهم، والتبادل الثقافي.

وأكد أن هذا التفاعل الثقافي يسهم كثيراً في الاحترام المتبادل، والتعايش السلمي بين الطلاب. كما يوسع آفاق الطلاب ويجعل الأجيال أكثر تسامحاً وتفهماً للتنوع والتعدد الثقافي.

وقال للمنزل والمعلمين دور في دعم الطالب على تقبل الاندماج الاجتماعي، والبيئة المدرسية التي تشمل جنسيات ولغات وثقافات مختلفة، لتسهيل التواصل لدى الطلاب وتكوينهم صداقات يحتويها التقبل والمحبة، والتأثير الإيجابي في شخصياتهم وتطوير نطاق التفكير لديهم.

  • جانب إيجابي

فضلت الأم ميسم محمد، المدارس الحكومية، وقالت: بشكل عام المدرسة تنمي شخصية الطفل، وإذا وجد في المقاعد تعدد في الجنسيات فذلك جانب إيجابي، لأنه يمنحه مهارات للتعامل مع الثقافات المتنوعة وتقبل الآخرين والاختلاف معهم ويزيد لديهم الذكاء الاجتماعي.

قالت الأم خديجة عبد الله: أرى الخاص أفضل، لتنوع الجنسيات فيه، وأنا ممّن يتوجهون بدخول أبنائهم في المدارس الخاصة، لأنهم يركزون على الدراسة بشكل أعمق وأقوى، لاسيما أن لديهم الكثير من النشاطات، واللغة الإنجليزية قوية وممتازة بالخاص. ولتعدد الجنسيات في الفصول الدراسية دور كبير، لأنه يبني شخصية ابني ويجعله يتعرف إلى ثقافات متنوعة.

  • النمو الذاتي

أشارت الريم خليل، خريجة ثاني عشر، إلى أن البيئة ذات الجنسيات المختلفة، تتيح الفرصة للتعرف إلى ثقافات مختلفة، وتكوين صداقات معهم وزيادة محيط المعرفة والفكر والنمو الذاتي.

وقالت الطالبة سارة فايز، خريجة ثانوي عام: إن لتنوع جنسيات الطلاب أثراً كبيراً في شخصياتهم وعاداتهم وتقبلهم للأصدقاء، حين دخول المرحلة الجامعية، والأهم من ذلك معرفة ثقافات مختلفة.

وأكدت بسنت محمد، خريجة ثاني عشر، تفضيلها الجلوس بين طلاب مختلفي الجنسيات، لاكتساب مهارات من جميع أنحاء العالم، والتعرف إلى الثقافات المتعددة؛ لأن ذلك بالطبع يؤثر في الفرد ويعتمد على المحيطين بك بإيجابية أو سلبية.

  • زيادة الثقة

قالت عفرا سيف، خريجة ثاني عشر، بالطبع المحيط الدراسي يؤثر في شخصيتي، لأنه مع العلاقات المدرسية ووجود الصديقات أستطيع أن أتقبل الحديث معهنّ بكل ودّ ومحبة. وأنا أفضل البيئة الدراسية المتعددة الجنسيات، لأنني سوف آخذ منها الكثير من الخبرات في الحياة وأتعلم من لغاتها وأكتشف عاداتها وتقاليدها.

ولفتت سوسن نجيب، خريجة ثاني عشر، إلى تأثيرها إيجابياً، فهي تساعدني على تطوير مهارات التواصل مع الآخرين، وأختار أن أكون بين طلاب ذوي جنسيات متعددة، لأنه أمر لطيف يكسبنا حب الآخرين وتعلم طرائق التواصل بلهجات مختلفة. والبيئة الدراسية المتنوعة تؤثر في مستواي ومهاراتي وثقتي بنفسي، فلا بدّ أن نكون حذرين بشأن الناس الذين نختلط معهم في المدرسة أو الجامعة أو العمل.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا