عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

أوروبيون يحتجون على الزيادة غير المسبوقة لأعداد السياح في بلدانهم

  • 1/2
  • 2/2

تجتاح أوروبا موجة متزايدة من السياح، وتشهد القارة ردة فعل عنيفة على هذا العدد المطرد، ولهذا السبب اتخذت بعض المدن الأوروبية - مثل مدينة البندقية - إجراءات لحظر السفن السياحية، وفرضت هذا العام رسوم دخول بقيمة 4.20 جنيهات إسترلينية للزائرين في الأيام الأكثر ازدحاماً. وأعلنت أمستردام في الربيع الماضي لوائح تفرض «حظراً كاملاً» على الزيادة في عدد السياح بحلول عام 2035. وهناك تحركات مماثلة مناهضة لزيادة عدد السياح في أثينا ولشبونة والبندقية ومعظم أنحاء إسبانيا، بما في ذلك برشلونة ومايوركا وتينيريفي.

وعلى مرّ القرون ألهم جمال لوتربرونين - وهي قرية سويسرية وادعة تطل على جبال الألب في بيرن - الشاعرين الإنجليزيين: بيرني شيلي، وجورج غوردون بايرون. وفي عام 1911 اجتذب المكان الشاعر جون رونالد تولكين الذي أسس فيه في ما بعد مدينة ريفندل الأسطورية، لكن جمال هذه القرية أصبح عرضة للتشويه بسبب اكتظاظها بالسياح. ويقع اللوم على الدعاية التي ينشرها «تيك توك»، وليس ما أسسه تولكين. وعلى طول مسارات الوادي المزدحمة، ترتفع «عصي السيلفي» كما لو أن هناك معركة، وفي السماء هناك طائرات من دون طيار تلتقط الصور.

تدفق متواصل

ويتدفق الأميركيون إلى القارة بأعداد مذهلة، فقد زاد عدد السياح الأميركيين إلى الاتحاد الأوروبي بـ65% على ما كان عليه قبل 10 سنوات، لكن الأمر لا يقتصر على الأميركيين فحسب، فمع ظهور طبقة متوسطة ثرية في والهند والبرازيل، ظل عدد السياح من مواطني هذه الدول يتزايد.

وفي العام الماضي وفد إلى أوروبا 709 ملايين زائر، بزيادة قدرها 22% على العقد الماضي. ومع انتقال حصة الثروة العالمية من أوروبا إلى الصين والهند والخليج، أصبحت جاذبية الشواطئ الأوروبية والمتاحف والكنائس ومتاجر المصممين والتراث الثقافي الموغل في القدم، لا تُقاوم من قِبل شعوب هذه البلدان.

ويبدو أن جاذبية أوروبا آخذة في النمو حتى مع تراجع ثرواتها الاقتصادية والجيوسياسية. ومن المقرر أن تحطم مايوركا الرقم القياسي لعدد السياح الوافدين للعام الثالث على التوالي. ففي عام 2022 استقبلت الجزيرة 17 مليون زائر. ومن المتوقع هذا العام أن يصل عدد الزوار إلى 20 مليوناً، أي نحو 22 ضعف عدد سكان مايوركا. ومن المتوقع أن تكون عطلات نهاية الأسبوع الأكثر ازدحاماً هذا العام بالنسبة للمطارات البريطانية.

قواعد اللعبة تتغير

وكان التغيير الحقيقي في قواعد لعبة هو ظهور السفر الجوي الرخيص. لقد مرت الآن 30 عاماً على ثورة «إيزي جيت» (وهي خطوط جوية بريطانية تنقل المسافرين عبر أوروبا بسعر منخفض للغاية)، التي فتحت أوروبا أمام كل أنواع التجمعات والرحلات. وفي عام 1955 كانت كلفة تذكرة الذهاب من نيويورك إلى لندن على متن خطوط ترانس وورلد الجوية 222 جنيهاً إسترلينياً، أو 2561 جنيهاً إسترلينياً بقيمة اليوم. والآن تبلغ كلفة الرحلة نفسها نحو 390 جنيهاً إسترلينياً فقط. وغالباً ما تكون تكاليف الإقامة الفندقية أكثر مرونة وبأسعار معقولة، بفضل منصة «إيربنب»، وهذه المنصة تساعد السكان المحليين على تأجير منازلهم أو جزء منها للسياح لمدة قصيرة.

وسائل التواصل الاجتماعي

وبفضل انتشار مثل «إنستغرام» و«تيك توك» في كل مكان، يستطيع عدد أكبر من الأشخاص زيارة الأماكن نفسها، ويحرصون على تناول الطعام في المطاعم نفسها في الإعلان أو التقاط صورهم عند الشلال نفسه الموجود على التطبيق.

وفي ذروة الموسم السياحي يتضخم عدد سكان قرية لوتربرونين البالغ عددهم 2400، بمقدار 6000 نسمة. وتوجد لافتات معلقة على المنازل تدعو السياح إلى الابتعاد وعدم التصوير، وفي الشهر الماضي فكّر القرويون في فرض «ضريبة سياحية يومية».

الأهالي يقتحمون الشواطئ

وتتمتع الحركات المناهضة للسياحة في أوروبا بنكهة شعبوية، ما يعكس الإحباط بشأن تكاليف المعيشة. ويبدو أن الأوروبيين الشباب غير راضين بشكل خاص عن تحول قارتهم إلى متحف عملاق. ورفعت مجموعة حملة مايوركا المناهضة للسياحة شعارات «سياحة أقل.. حياة مرفهة أكثر»، على غرار حركة مماثلة في جزر الكناري التي تعد نقطة انطلاق لمناهضة السياحة في إسبانيا. ويقول بير جوان، وهو طالب يبلغ 25 عاماً من مايوركا، إن المجموعة كثّفت احتجاجاتها هذا الصيف لأن «الوضع لم يعد يحتمل».

وشارك جوان في تظاهرات «احتلال الشواطئ». ويقول: «بالطبع يفاجأ السائحون عندما يجتاح المتظاهرون الشواطئ الرملية ويرفعون اللافتات المناهضة للسياح في وجوههم». ويضيف: «نحاول التحدث معهم لنشرح لهم سبب قيامنا بهذه الأمور، حيث لا يتعلق الأمر بأن لدينا مشكلات مع السياح، لكن مع النموذج السياحي».

وعلى الرغم من أن مايوركا تعتمد على السياحة، فإن جوان يقول، إن الثروة موزعة بشكل غير متساوٍ ولا تفيد السكان. وبفضل الإغراءات تفضّل العائلات التي عاشت في الجزيرة لأجيال عديدة، تأجير منازلها للسياح. ويقول جوان: «نريد أن تدير الحكومة الرحلات الجوية والرحلات البحرية، وتنظم إيجار المنازل لغير المقيمين».

وأصبحت الرغبة في زيارة أماكن مثل مايوركا أكثر قوة من أي وقت مضى، على الرغم من المناهضة المحلية للسياحة، لكنّ هناك أملاً للسكان الذين سئموا من ازدياد أعداد السياح، حيث من المتوقع أن ينخفض عدد السياح إذا أدت الأهداف المناخية الملزمة إلى وضع نهاية لأسعار تذاكر الطيران الرخيصة. ويقول: «أعتقد أن مدناً مثل برشلونة ستفرض ضرائب كبيرة على برنامج (إيربنب)، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الإقامة، أو ربما يسأم السياح في نهاية المطاف من الإجراءات المشددة».

• تتمتع الحركات المناهضة للسياحة في أوروبا بنكهة شعبوية، ما يعكس الإحباط بشأن تكاليف المعيشة. ويبدو أن الأوروبيين الشباب غير راضين بشكل خاص عن تحوّل قارتهم إلى متحف عملاق.

• يتدفق الأميركيون إلى القارة بأعداد مذهلة، فقد زاد عدد السياح الأميركيين إلى الاتحاد الأوروبي بـ65% على ما كان عليه قبل 10 سنوات، ومع ظهور طبقة متوسطة ثرية في الصين والهند والبرازيل، ظل عدد السياح من مواطني هذه الدول يتزايد.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا