عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

باحثون يُثبتون قدرة الأشجار على امتصاص غاز الميثان

  • 1/2
  • 2/2

أثبتُ أنا وزملائي للمرة الأولى على نطاق عالمي أن لحاء الأشجار في غابات العالم يمتص غاز الميثان المسبب للاحتباس الحراري، وهو اكتشاف يمكن أن يكون له آثار كبيرة في معالجة أزمة تغير المناخ.

وبينما تقوم الأشجار بعمليات التمثيل الضوئي، تمتص أوراقها ثاني أكسيد الكربون وتخزنه ككتلة حيوية في جذوعها وأغصانها، ما يوفر مخزناً طويل الأمد للكربون، ولكن الآن تثبت دراستنا واسعة النطاق أن هناك طريقة أخرى تمتص بها الأشجار الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، وبالتالي يمكن للغابات أن توفر فوائد مناخية أكثر مما كان يُعتقد سابقاً.

وأسهم غاز الميثان بنحو ثلث ظاهرة الاحتباس الحراري منذ فترة ما قبل عصر التصنيع، وتزايد تركيز الميثان في المناخ على نحو سريع خلال العقدين الماضيين.

ويمثل ذلك مشكلة حقيقية لمناخ الأرض لأن الميثان يحبس قدراً أكبر كثيراً من الحرارة في الغلاف الجوي مقارنة بالكمية ذاتها من ثاني أكسيد الكربون، ولكن على الرغم من أن ثاني أكسيد الكربون يمكن أن يبقى في الغلاف الجوي لمئات السنين فإن عمر الميثان يبلغ نحو 10 سنوات.

ويشير هذا العمر الجوي إلى أن حدوث أي تغير لمصادر الميثان أو العمليات التي تزيل الميثان من الغلاف الجوي (المعروفة باسم أحواض الميثان)، يمكن أن يكون لها تأثيرات سريعة، وإذا تم تعزيز الإزالة فقد يكون هذا انتصاراً سريعاً للمناخ يساعد في التخفيف من التغير المتزايد للمناخ.

وقمنا بقياس تبادل الميثان مع مئات من جذوع الأشجار في الغابات على طول التدرج المناخي الذي يمتد من الأمازون وبنما إلى السويد والغابات بالقرب من أكسفورد في المملكة المتحدة، ولقد استخدمنا حلقات بلاستيكية بسيطة ملفوفة حول جذع الشجرة والتي تم توصيلها بعد ذلك بجهاز تحليل الميثان القائم على الليزر.

وبحثنا في البداية عن انبعاثات الميثان من الأشجار وبعضها ينبعث منه كمية صغيرة من قاعدة جذوعها، ولكن المفاجأة حدثت عندما قمنا بالقياس عند أعلى الجذوع، فقد كانت الأشجار تمتص الميثان من الغلاف الجوي، وتزايد امتصاص الميثان كلما ارتفعنا مع سيطرة إزالة الميثان من الغلاف الجوي على التبادل الإجمالي، ومن ثم قمنا بالتحقيق مما إذا كانت هذه العملية مهمة على المستوى العالمي، ولتنفيذ ذلك احتجنا إلى حساب المساحة العالمية للحاء الشجر، وباستخدام تقنية تسمى المسح الأرضي بالليزر، قمنا برسم خرائط للأسطح الخشبية للأشجار حتى أدق الأغصان.

واكتشفنا أنه إذا تم وضع لحاء الأشجار في جميع أنحاء العالم بشكل مسطح، فسيغطي سطح الأرض بالكامل، ومن المحتمل أن يمثل هذا مساحة واسعة لتبادل الغازات بين لحاء الأشجار والغلاف الجوي، ولكن هذه الآلية لاتزال غير مفهومة بشكل جيد.

في المجمل تشير تقديراتنا الأولية الحذرة إلى أن الأشجار تمتص ما بين 25 و50 مليون طن من الميثان الجوي كل عام، وتمتص الغابات الاستوائية معظمه، ويكون ذلك متشابهاً مع بالوعة الميثان الأرضية الوحيدة الأخرى، وهي التربة، ويجعل أشجار المناطق المعتدلة والاستوائية أفضل للمناخ بنسبة 7-12% مما يُنسب إليها حالياً.

وربما ثمة طرق جديدة لتحسين امتصاص الميثان في زراعة الغابات من خلال اختيار الأشجار التي تتمتع بقدرة خاصة على إزالة الميثان من الغلاف الجوي أو تعديل مجتمعات الميكروبات في لحاء الأشجار.

ويمكن منح الدول محفزات أكبر للحفاظ على الغابات الطبيعية القائمة، وتجنب مزيد من إزالة هذه الغابات، وقد تصبح مشاريع إعادة التحريج المكلفة أكثر جدوى اقتصادياً في ظل مخططات تعويض الكربون ذات السمعة الطيبة التي تأخذ في الاعتبار غاز الميثان.

ويعزز هذا الدليل الجديد أهمية الأشجار والغابات لنظامنا المناخي، ويظهر في الوقت ذاته أنه لايزال هنا الكثير لنتعلمه بشأن هذه الأنظمة البيئية المهمة.

• أسهم غاز الميثان بنحو ثلث ظاهرة الاحتباس الحراري، وتزايد تركيزه في الجو سريعاً خلال العقدين الماضيين.


فنسنت غوشي أستاذ علم الأرض والبيئة في جامعة برمنغهام

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا