عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

زيارة جورجيا ميلوني إلى ناجحة بكل المقاييس

  • 1/2
  • 2/2

كانت رحلة رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني إلى ناجحة بكل المقاييس، وتزامنت مع الذكرى السنوية الـ700 لوفاة الرحالة الإيطالي الشهير، ماركو بولو. وأسهبت التقارير الإعلامية الصادرة عن وسائل الإعلام الحكومية الصينية، في الحديث عن محاولة ميلوني إقناع إيطاليا بالعمل كجسر بين الصين وأوروبا.

ولكن الرحلة ربما تكون قد فاقمت خلافها مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، التي عارضت ميلوني إعادة انتخابها. وكونها تُعدُّ صقراً مناهضاً للصين مع خمس سنوات أخرى في منصبها، فمن المشكوك فيه أن تسمح فون دير لاين للزعيمة الإيطالية بإجراء دبلوماسية مستقلة لمصلحة الاتحاد الأوروبي.

وهي تشعر أساساً بالغضب الشديد من رئيس حكومة هنغاريا، فيكتور أوربان الذي استغل رئاسته الدورية للاتحاد الأوروبي، للقيام بـ«مهمة سلام» غير مصرح بها مع موسكو وبكين في يوليو الماضي.

زعيمة عالمية

ربما حققت ميلوني الكثير من هذه الزيارة عن طريق رفع مكانتها، كزعيمة عالمية أكثر مما كان يأمل الصينيون اكتسابه من تحسين العلاقات مع روما.

وتمكنت من الإفلات دون التعرض للكثير من الانتقادات من الأميركيين الذين كانوا يركزون للغاية على قضايا الشرق الأوسط، وتحضيراتهم المتوترة للانتخابات الرئاسية، وفقاً للروائي والصحافي الإيطالي، أنجيلو باراتيكو، الذي قال: «كان لرحلتها إلى الصين ثمن كبير، فهي بالفعل على علاقة سيئة للغاية مع فون دير لاين بعد أن صوتت ضدها». وأضاف باراتيكو وهو أيضاً رجل أعمال مقره في هونغ كونغ، لشركة «ماي تيك» الأميركية للأبحاث: «أورسولا غاضبة للغاية من ميلوني، لأنها لم تستشرها قبل زيارتها إلى الصين، بالنظر إلى أن الصين داعمة قوية لموسكو ضد أوكرانيا».

ولكن الولايات المتحدة ليست مهتمة حقاً بهذه القصة، لأن ميلوني تصرفت كحليف مخلص حتى الآن، لذا فإذا كان من المقرر أن تقضي بعض العطلات في الصين، فإنهم لا يمانعون، فهم مشغولون جداً بإسرائيل والانتخابات. وعلى الرغم من إجراء انتخاب سري، فإن أعضاء البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ من حزب ميلوني الحاكم اليميني المتطرف «إخوة إيطاليا» صوتوا ضد إعادة انتخاب فون دير لاين.

وكانت ميلوني قد بدأت علاقتها ببكين على نحو خطأ عندما تولت منصبها عام 2022.

أهمية اقتصاد الصين لإيطاليا

وقال باراتيكو: «ميلوني ذهبت إلى الصين، لأنها أرادت إلغاء اتفاق (الحزام والطريق-1) الذي وقعته الحكومة السابقة مع الصين»، مضيفاً: «لقد أزعجت هذه الاتفاقية الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية. وكانت تقصد إظهار مدى أهمية اقتصاد الصين بالنسبة لإيطاليا، وبإلغاء الاتفاقية لم تكن تقصد التصرف ضد الصين. وأشارت الصحافة الصينية إلى أن إيطاليا ألغت الاتفاقية، بسبب ضغوط أميركا، وبالتالي، بطريقة ما، إعفاء إيطاليا من المسؤولية».

ووقعت مع الصين خطة عمل تعاوني لمدة ثلاث سنوات، وساعدت في إبرام ست تجارية على الأقل، تغطي الزراعة والبيئة والتعليم.

وعلى الرغم من الانتقادات الشديدة التي يوجهها الاتحاد الأوروبي للصين، بسبب دعمها المادي لروسيا في الحرب ضد أوكرانيا، فإن ميلوني شعرت بأنها قادرة على تحمل عبء الرحلة إلى بكين. وقال باراتيكو: «كانت ميلوني بحاجة إلى بعض النجاح الدولي، ففي إيطاليا، ينظر إليها وفريقها من الوزراء بشكل سيئ من قبل الأحزاب اليسارية، بسبب الأيديولوجية».

تغطية إعلامية أكبر

لكن الفوائد الاقتصادية للرحلة كانت أقل وضوحاً. وقال باراتيكو: «على الجانب الاقتصادي، كانت إيطاليا ممثلة تمثيلاً ناقصاً في بكين. وبخلاف ما تمنته ميلوني، لم يتبعها كبار الصناعيين إلى الصين، ربما لأنهم كانوا يعلمون أن أوروبا لن تُقدر انفتاحها على الصين».

ولكن الأمر الذي لا يمكن إنكاره أن زيارتها حظيت بتغطية إعلامية أكبر وأكثر إيجابية مما حظيت به، أخيراً، زيارة كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس.

واتُهم الرئيس الفرنسي بالتقرب من بكين، التي تعاملت ببرود مع فون دير لاين التي رافقته في الرحلة. وفشل شولتس في تحقيق أي اختراق خلال زيارته.

وتعين على ميلوني أن تجري توازناً جيداً بين الصين والغرب. وربما مثل أوربان، فإن الصين ربما ترغب في استغلال عضويتها كإسفين للسياسة الخارجية ضمن الاتحاد الأوروبي، لكن على الرغم من حماستها، فإن القيادة الصينية يجب أن تدرك بأن ميلوني لا تتمتع بحيز كبير للمناورة في ظل القيود التي يفرضها الاتحاد الأوروبي المعادي على نحو متزايد. عن «ساوث تشاينا مورنينغ بوست»

• ميلوني تمكنت من الإفلات دون التعرض للكثير من الانتقادات من الأميركيين الذين كانوا يركزون للغاية على قضايا الشرق الأوسط، وتحضيراتهم المتوترة للانتخابات الرئاسية.

• الأمر الذي لا يمكن إنكاره أن زيارة ميلوني حظيت بتغطية إعلامية أكبر وأكثر إيجابية مما حظيت به، زيارة كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا