عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

المدارس ترحّب بمليون و150 ألف طالب وطالبة العام 2024-2025

  • سارة الأميري: خطط استباقية متكاملة لاستقبال الطلبة
  • خبراء: تعديلات سياسة تقييم الطلبة أبرز مستجدات العام

تحقيق: محمد إبراهيم
مع انطلاق إشارة البدء للعام الدراسي الجديد 2024-2025 اليوم والذي يحمل شعار «من طالب إلى قائد»، نجد أن جميع المؤشرات والخطط، جعلت التطوير والجودة عنواناً عريضاً، يقود ركب التعليم في العام الجديد، لتفتح المدارس أبوابها لاستقبال نحو مليون و150 ألف طالب وطالبة، في مختلف مراحل التعليم، في محطة معرفية جديدة في مسيرة بناء الأجيال.
في وقت أكدت قيادات تربوية، أن مسيرة التطوير مستمرة بلا توقف، لبناء أجيال قادرة على مواكبة متغيّرات المستقبل ومستجداته في مختلف المجالات، مؤكدين أن التكاتف والالتزام، رهان بناء قدرات الطلبة ومخرجات تعليمية استثنائية تستشرف المستقبل.
خبراء أكدوا أن العام الأكاديمي الجديد، يحمل معه اتجاهات تطويرية متنوّعة في مختلف أركانه ومكوّناته، واستراتيجيات تشغيله، تضم خططاً واعدة لضمان تميز الطلبة العلمي، والارتقاء بمهنية المعلمين، والمحافظة على مكتسبات العملية التعليمية في المراحل كافة، أبرزها التعديلات الجديدة على سياسة تقييم الطلبة التي تطبق للمرة الأولى هذا العام.
وأكد عدد من التربويين أن العام الأكاديمي 2024-2025، يشكل انطلاقة واعدة وتطلعات متجددة للطلبة والكوادر التربوية بمختلف أنواعها، لاسيما أن هناك تطورات جديدة مشمولة بقرارات تخاطب العملية التعليمية ومكوناتها لاسيما الطلبة والمعلمين.
عدد من المعلمين أفادوا بأن التزاماتهم تجاه الطلبة متجددة لا تنتهي، ورسالتهم مستمرة، وتحقيق التفوق العلمي للطلبة يتصدر أولويات الكوادر التربوية كافة. مؤكدين أن التعديلات الجوهرية في توزيع أوزان الفصول الدراسية الثلاثة، وإعادة هيكلة نسب الاختبارات المركزية والتكوينية، تشكل مهام جديدة للمعلمين في الميدان التربوي.
أما أولياء الأمور، فأكدوا أن مستجدات العام الدراسي تنعكس إيجاباً على الأبناء في مختلف مراحل التعليم، لاسيما أن التطوير في سياسة التقييم للطلبة، حقق موازنة بين الفصول الدراسية الثلاثة، ويمكن الأبناء من الاستفادة وتحقيق التميز في المدرسة، بعد تعديل نسبة الاختبارات التكوينية إلى 40%، مقابل 60% الامتحانات المركزية.
«الخليج» تقف على تفاصيل المستجدات في العام الدراسي الجديد، وترصد جهود الجهات المعنية لضمان عودة استثنائية للطلبة، فضلاً عن أبرز مظاهر التطور في مجتمع التعليم، ومدى ارتباطه بالرؤى المستقبلية للإمارات.
المشهد التعليمي
البداية كانت مع قراءة تحليلية ل«الخليج» للمشهد التعليمي في العام الدراسي 2024-2025، وأبرز المستجدات والتطورات في العملية التعليمية، إذ تصدر التوسع في المدارس الحكومية المشهد، لاسيما أن هناك افتتاح مدارس جديدة تدخل الخدمة للمرة الأولى هذا العام، فضلاً عن تعديلات جوهرية في توزيع أوزان الفصول الدراسية الثلاثة، وإعادة هيكلة نسب الاختبارات والمركزية التكوينية، واعتماد نظام التدرج الوظيفي للمعلمين.
وتركز التعديلات على أوزان الفصول الثلاثة على تخصيص 35% للفصلين الأول والثاني، مقابل 30% للفصل الثاني، حيث حدّثت الأوزان ووزّعت بحسب أيام التمدرس، ونواتج التعليم المتوقعة لكل فصل، لتحقيق التوازن المطلوب في عملية التقييم الشاملة للطلبة. وخصّص 60% الاختبارات المركزية، بدلاً من 70%، مقابل 40% للاختبارات التكوينية، للوقوف على مستويات الطلبة الفعلية، لاسيما أن الاختبارات المركزية لم تستطع منفردةً قياس مهارات الطلبة وقدراتهم، ودرجة استيعابهم العلمي.
استبدال المركزي
ومن أبرز مستجدات العام الدراسي الجديد، تلك التي تشمل استبدال الامتحان المركزي في الفصل الدراسي الثاني، لطلبة الحلقة الثانية، بمشروع يقيس مهارات الطلبة، بهدف الارتقاء بمهاراتهم وتحويل معارفهم النظرية إلى عملية تثري حصيلتهم المعرفية.
وطبعت 10 ملايين كتاب دراسي في مختلف حلقات التعليم، وبلغ عدد الكتب المطبوعة التي حوّلت رقميةً 3 ملايين و306 آلاف كتاب، ووزّعت 34 ألف حاسوب محمول على طلبة الصفين الخامس والتاسع. ومن المقرر أن يشهد الميدان التربوي أكبر مسح ميداني في قطاع التعليم في الدولة، لوضع الإطار الإستراتيجي لجودة الحياة الطلابية.
تطورات وتحديثات
وأكدت سارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم، أن الوزارة أطلقت الحملة الوطنية للعام الدراسي الجديد تحت شعار «من طالب إلى قائد»، تهدف إلى إشراك فئات المجتمع كافة، لأداء دورهم المتكامل لدعم طلاب اليوم، والمساهمة في صنع قادة المستقبل، حيث تتضمن الحملة أربعة محاور تستهدف المنظومة التعليمية، والمعلمين، وأولياء الأمور، والطلبة.
وأفادت بأن الوزارة وضعت خططاً استباقية متكاملة قبل نهاية العام الدراسي الماضي، استعداداً، لاستقبال الطلبة في العام الدراسي 2024-2025، عبر تطوير المدرسية ودعمها بجميع عناصرها، من كوادر تربوية وبنية تحتية وخدمات مساندة، بالتنسيق مع الجهات المعنية لإنجاز الاستعدادات كافة قبل بداية العام الدراسي الجديد.
وأكدت أن التحديثات التي تصاحب العام الدراسي الجديد، استندت جميعها إلى أسس علمية، واتبعت أفضل الممارسات الهادفة للارتقاء بجودة المخرجات التعليمية، بما يلبي تطلعات القيادة الرشيدة.
خطط العودة
وترى الخبيرة التربوي آمنة المازمي، أن خطط العودة للمدارس هذا العام، جاءت مدروسة وممنهجة وهادفة، تحمل في مضمونها الكثير من التطورات والتغيرات الجذرية التي تنعكس إيجاباً على العملية التعليمية بمختلف مكوناتها وعناصرها، بدءاً من الطالب مروراً بالمعلمين، وصولاً إلى القيادة المدرسية، ما يدعو إلى أهمية تضافر الجهود لتحقيق جودة التعليم ومخرجاته.
وأوضحت أن عملية الدمج التي جمعت مؤسسة للتعليم المدرسي، والهيئة الاتحادية للطفولة المبكّرة، خطوة جادة لتوحيد الجهود والخطط والاتجاهات لبناء أجيال المستقبل. موضحة أن التطورات الجديدة التي اعتمدتها الوزارة جزء من رؤية شاملة لتطوير التعليم وجعله أكثر شمولية واستجابة للتحديات الحالية.
تطوير المناهج
وأكدت أهمية الاستمرار في تطوير المناهج الدراسية، وهذا ما ركزت عليه الوزارة ضمن اتجاهات التطوير، لتكون أكثر تفاعلية وشمولية، مع التركيز على المهارات الحياتية والمعرفية التي يحتاج إليها الطلاب في المستقبل، مثل التفكير النقدي والإبداعي، فضلاً عن تعزيز التعليم الرقمي، وتوفير بنية تحتية تكنولوجية قوية في المدارس، بما في ذلك منصات تعليمية إلكترونية متقدمة وأدوات تعليمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
وأشارت إلى أهمية تدريب المعلمين الذي كان جزءاً أساسياً من هذه التحديثات، إذ يعدّ استثماراً حقيقياً في تطوير مهارات المعلمين عبر تدريبية متقدمة تساعدهم على استخدام التكنولوجيا بفاعلية وتطبيق استراتيجيات تعليمية حديثة.
التعليم الشامل
ولفتت إلى أن الوزارة ركزت على تعزيز التعليم الشامل، إذ تهدف هذه الخطوات إلى جعل التعليم أكثر شمولية، بتوفير الدعم للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة وضمان أن يحصل جميع الطلاب على فرص تعليمية متساوية.
وقالت إن هذه التطورات تمثل محاولة جادة لمواءمة التعليم مع متطلبات القرن الحادي والعشرين، لكن نجاحها يعتمد بشكل كبير على التنفيذ الفعّال والمتابعة المستمرة من قبل جميع الجهات المعنية.
مهام جديدة
وفي وقفة مع مديري المدارس الدكتور فارس الجبور، وخلود فهمي، وسلمى عيد، وحنان شرف، أكدوا أن خطة العودة للمدارس لم تترك شيئاً للمصادفة، وركزت على دور أولياء الأمور الذي لا يقل أهمية عن المدرسة، إذ إن التزام الطلبة وتميزهم دراسياً يبدأ من البيت، وعلى الوالدين إدراك أهمية تلقين الأبناء كيفية التعاطي مع المستجدات والالتزام بها داخل وخارج المدرسة.
وأكدوا أن المستجدات التي تشهدها المدارس أفرزت لهم مهام جديدة لم تكن موجودة من قبل، لاسيما أن هناك تعديلات في نسب التقييم «المركزي والتكويني»، فضلا عن التحديثات التي طالت توزيع الأوزان في الفصول الدراسية، وهذا يعني أن هناك قرارات وخططاً واستراتيجيات جديدة للميدان الأشهر القليلة القادمة، وسيظل جميع عناصر العملية التعليمية تحت مجهر التقييم والتشخيص.
استراتيجيات التدريس
وأكد عدد من المعلمين: عمرو منجد، وسوسن محمد، وهاني حمزة، وزبيدة علي، وإبراهيم القباني، أن استراتيجيات التدريس شهدت تطوراً كبيراً هذا العام، لاسيما مع وجود الذكاء الاصطناعي الذي يشكل حقبة جديدة في منظومة التعليم، إذ شملت مختلف الأنماط التعليمية المختلفة، فضلاً عن المنهجية المعتمدة لإدارة الصفوف والمادة العلمية للطلبة في مختلف مراحل التعليم.
وأوضحوا أن استراتيجيات التدريس تتنوع مع تعدد أنماط التعليم ونماذجه، وبشكل عام يستند التعلم الواقعي إلى ثلاثة استراتيجيات للتدريس، تضم «الصف المقلوب» للحلقتين الثانية والثالثة، إذ يدرس الطالب مفاهيم ونظريات في المنزل، وإجراء تطبيقات عملية في المدرسة، فضلاً عن استراتيجية المهام التعليمية الموجهة التي تطبق على طلبة جميع الحلقات.
لجنة خاصة
شكلت لجنة خاصة للإشراف على العمليات التشغيلية للعام الدراسي الجديد، وضمت المهندسين والمختصين لمتابعة عمليات صيانة المدارس وضمان جاهزيتها وفق أعلى المعايير، لضمان توفير بيئة صحية وآمنة للطلبة والكوادر التربوية. كما افتتحت 25 مدرسة منها 12 جديدة و13 كانت تحت الصيانة الشاملة.
صيانة 311 مدرسة
أنجزت فرق الوزارة، أعمال الصيانة في 311 مدرسة بما يشمل المباني المدرسية ومرافقها، وما يتصل بها من عمليات تطوير وضبط جودة للبنية التحتية في جميع المدارس الحكومية.
5 آلاف حافلة
تعاونت الوزارة مع مزوّدي الخدمة لإجراء صيانة شاملة للحافلات المدرسية كافة، وفق أعلى معايير السلامة والأمان، حيث يبلغ عددها نحو 5 آلاف. كما عملت على توزيع خطوط النقل المدرسي، بما يضمن رحلة مدرسية يومية سهلة ومريحة للطلبة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا