عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

الولايات المتحدة قد تخسر سباق التسلح النووي أمام

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

تمتلك أميركا واحدة من أكبر الترسانات النووية الاستراتيجية وأقدمها في العالم. وتستطيع الولايات المتحدة أن تطلق الأسلحة النووية من صوامع مدفونة في أعماق قلب أميركا، أو من غواصات تجوب محيطات شاسعة، أو من قاذفات تنفذ دوريات عالمية. ولم تدعم النووية أمن أميركا فحسب، بل وأمن أقرب حلفائها لعقود من الزمان، ولكن الولايات المتحدة صارت تفقد تفوقها النووي بطرق تؤثر بشكل عميق على مصالح واشنطن.

واليوم، تعمل ، الخصم الأكثر قوة للولايات المتحدة، على تنمية ترسانتها النووية من خلال إنتاج منصات لإطلاق الرؤوس الحربية بسرعة أكبر من قدرة أميركا. وتُظهِر صور الأقمار الاصطناعية للقوات النووية الصينية أن التوازن بين القوة النووية الأميركية والصينية آخذ في التدهور لمصلحة الصين.

وقبل أربع سنوات، كان جزء من صحراء في غرب الصين عبارة عن أرض رملية فارغة، والآن تنتشر عشرات الصوامع الصاروخية، التي يمكن أن تعرض الولايات المتحدة القارية للخطر على الأرض في نمط يمكن رؤيته من الفضاء، وقد تكرر هذا المشهد في جميع أنحاء غرب الصين، حيث نمت مساحات صحراوية قاحلة في السابق إلى حقول صواريخ مترامية الأطراف، وتقدر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الصين وضعت وأكملت ما لا يقل عن 300 صومعة جديدة، وهو توسّع كبير من 20 منصة إطلاق ثابتة كانت بكين تديرها لعقود من الزمن.

وكشف مسؤول دفاعي أميركي كبير أخيراً، أن الصين بدأت في هذه الصوامع بصواريخ عابرة للقارات، ناهيك عن أنظمة بكين المتنقلة على الطرق الأكثر أماناً، والتي يمكنها أيضاً أن تعرض الأراضي الأميركية للخطر، ولكنها أقل عرضة للهجوم الوقائي. وأبلغت البنتاغون الكونغرس أن منصات إطلاق الصواريخ العابرة للقارات الصينية، في المجموع، تفوق الـ400 صومعة الأميركية المحملة بصواريخ مينوتمان 3 التي يبلغ عمرها 54 عاماً، وبالتالي استطاعت الصين أن تتجاوز نطاق استهداف القدرة البرية الأميركية المتقادمة في العمر.

ولا تقوم الصين ببناء الصوامع فقط، وإنما تكرّس موارد هائلة لتوسيع نطاق أسطولها البحري الذي يضم صواريخ بعيدة المدى، ومنذ عام 2007، قامت الصين بتشغيل غواصات من طراز 094 التي تستطيع أن تصل إلى عمق المحيط الهادئ لتهديد كاليفورنيا، وهي مهمة ليست سهلة لأن البحرية الأميركية يمكنها بسهولة اكتشاف أصواتها العالية. لكن بكين تعمل حالياً على توسيع قدرة حوض بناء السفن بوهاي لإنتاج فئة جديدة من غواصات الصواريخ الباليستية، ومن المتوقع أن تكون طراز 096 أكثر هدوءاً ومسلحة بأسلحة أطول مدى من شأنها أن تعرض سلامة المياه الساحلية للولايات المتحدة للخطر.

وفي غضون ذلك، تكافح أحواض بناء السفن الأميركية لإنتاج غواصة صواريخ باليستية من الجيل التالي، قادرة على إطلاق الصواريخ والتهرب من الاستطلاع عبر الأقمار الاصطناعية، وفي أبريل، أعلنت البحرية الأميركية أن أول غواصة من فئة كولومبيا، التي من المقرر تسليمها في الوقت الذي تبدأ فيه الغواصات من فئة أوهايو في الوصول إلى نهاية عمرها الخدمي في عام 2027، ستتأخر لمدة تراوح بين 12 و16 شهراً.

كما تعمل الصين على توسيع وتحسين خياراتها النووية المحمولة جواً، فقد أعادت بكين أخيراً تعيين دور نووي لقاذفة القنابل إتش-6، وزودتها بقدرة التزود بالوقود جواً لتوسيع نطاق عملياتها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وفي مايو، أصدرت الصين لقطات لقاذفة قنابل إتش-6 وهي تجري اختبار طيران لصاروخ باليستي جديد يطلق من الجو، والذي تشتبه «البنتاغون» في أنه قادر على حمل رؤوس نووية.

ولكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو التطوير المستمر الذي تقوم به بكين لقاذفة شبح بعيدة المدى، ومن المتوقع أن تكون إتش-20 قادرة على حمل أسلحة نووية وضرب أجزاء من الولايات المتحدة القارية.

ومع ذلك، فإن واشنطن تلتزم الصمت بشكل صادم في هذا الصدد، فعلى الرغم من أن لجنتين من الحزبين تدعوان أخيراً إلى إحياء أميركا نووياً، فلم يلفت الرئيس جو ولا المرشحان الرئاسيان نائبة الرئيس كامالا هاريس ودونالد ترامب، انتباه الجمهور بشكل كبير إلى البناء المذهل للقوة النووية الصينية، وينبغي أن يتغير هذا.

ويتعين على الولايات المتحدة أن تعمل على تجديد ترسانتها المتقادمة بسرعة لتظل قادرة على المنافسة ضد الصين، ناهيك عن روسيا وكوريا الشمالية اللتين تعملان على تحديث قواتهما. عن مجلة «تايم» الأميركية

• تُظهِر صور أقمار اصطناعية أن التوازن في القوة النووية بين أميركا والصين آخذ في التراجع لمصلحة الصين.


الصين تتفوق على أميركا في تقنية الجيل الرابع من المفاعلات النووية

محطة شيداوان للطاقة النووية تمثل الجيل الرابع من التقنية النووية. رويترز

محطة شيداوان للطاقة النووية هي مثال على مفاعل «الجيل الرابع»، ويأمل العلماء أن تكون هذه النماذج قادرة على توليد الطاقة بشكل أكثر أماناً وكفاءة من النماذج القديمة. وتحاول بلدان عدة تطويرها. ولكن الصين، فقط، لديها مفاعل واحد يعمل على نطاق تجاري (تم توصيل شيداوان بالشبكة في ديسمبر)، ومع هذا الاختبار، أظهر مهندسوها أن الميزة النظرية لمفاعلات الجيل الرابع تعمل في الممارسة العملية، ويقول الخبير بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، جاكوبو بونجورنو، إن هذا يُشكل دليلاً على أن الصين قادرة بشكل استثنائي في مجال الطاقة النووية.

ولقد ربطت الصين أول مفاعل مدني لها بالشبكة في عام 1991، بعد ثلاثة عقود من قيام أميركا بالشيء نفسه، ولكن الآن، تتقدم الصين على أميركا بـ10 إلى 15 عاماً في نشر تكنولوجيا الجيل الرابع النووية، وفقاً لمؤسسة تكنولوجيا المعلومات والابتكار، وهي مؤسسة بحثية في واشنطن. كما تبني الصين المفاعلات التقليدية بسرعة أكبر كثيراً، ومن بين نحو 60 محطة قيد الإنشاء على مستوى العالم، يوجد 45% منها في الصين.

وعندما يتعلق الأمر بمفاعلات الجيل الرابع، فهناك نصف درزينة من التصاميم المحتملة. إن المهندسين الصينيين يحاولون بناء محطات تعتمد على كل هذه العناصر، ولكنهم لم يخترعوا أياً منها، وعلى سبيل المثال، يعتمد مشروع شيداوان على نموذج ألماني تجريبي. والصين ماهرة في إحياء مثل هذه التصاميم، ويقول ديفيد فيشمان من مجموعة لانتاو الاستشارية، إن «الميزة الخاصة» التي تتمتع بها الصين هي القدرة على إنشاء النماذج الأولية واختبارها وتعديلها حتى يتم استخراج كل قطرة من الكفاءة. كما تساعد التمويلات الحكومية السخية وسلاسل التوريد الجيدة في هذا الصدد.

والصين لديها العديد من الاستخدامات لهذه المحطات، وهي تأمل في الحد من اعتمادها على النفط والغاز المستوردين، من خلال الاعتماد بشكل أكبر على الطاقة النووية. كما أن هذه الطاقة أنظف من الوقود الأحفوري، وتبني الصين الكثير من توربينات الرياح والألواح الشمسية، ولكن هذا يعتمد على تعاون الطبيعة. والطاقة النووية هي وسيلة أكثر موثوقية لتلبية الطلب الأساسي (المستوى الأدنى من الطاقة المطلوبة لإبقاء الأشياء تعمل). لذا فهي تعتبر بديلاً جيداً لبعض الآلاف من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في البلاد، وتهدف الصين إلى زيادة نسبة الكهرباء المنتجة من محطاتها النووية من نحو 5% اليوم إلى 18% بحلول عام 2060.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا