الفجيرة: محمد الوسيلة
50 عاماً حاشدة بالعطاء، والعمل الدؤوب، والانتماء الصادق للإنسان وقضاياه، وأحلامه وتطلعاته، قضاها صاحب السموّ الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، في خدمة الإمارة حاكماً، بعد أن أسهم بإخلاص، في تعزيز مرحلة التأسيس، مع المغفور له والده، الشيخ محمد بن حمد الشرقي، وأكمل بعد أن تولّى مقاليد الحكم، إنجاز مرحلة النمو والتطور والازدهار، وما زال يتابع مسيرة العطاء بتجرد، ونكران ذات.
شكّل الشهر التاسع من السنة الميلادية فأل خير لأهالي إمارة الفجيرة، وبات العلامة الفارقة في تحقيق نهضة الإمارة، وإنجاز مشروعها التطويري التنموي، لكونه الشهر الذي أبصر فيه الشيخ حمد بن حمد الشرقي، النور، في الخامس والعشرين من سبتمبر عام 1948، حيث أسهمت عوامل النشأة والتربية في صياغة شخصيته الفذة، بعد أن ترعرع في كنف والده ومعلّمه الأول، المغفور له الشيخ محمد بن حمد الشرقي، رحمه الله.
والمفارقة المدهشة أن صاحب السموّ الشيخ حمد بن محمد الشرقي، تولى في سبتمبر/ أيلول من عام 1974 مقاليد الحكم في إمارة الفجيرة، بعد رحيل والده، ليكمل في سبتمبر الجاري 50 عاماً من العطاء المتواصل، وبرؤية، وحكمة، ونهج قويم، قاد الإمارة بشخصية حاضرة للمجد. وبفكره النيّر، وسِعة قلبه المعهودة، مضى بالفجيرة إلى آفاق التطور المنشود، حتى باتت الإمارة في عهده، رقماً مشهوداً في المسيرة التنموية لا يمكن تجاوزه.
في يوبيله الذهبي، تحتفي إمارات الخير بالذكرى السنوية لتقلّد صاحب السموّ الشيخ حمد بن محمد الشرقي، مقاليد الحكم في إمارة الفجيرة، والاحتفاء الحقيقي يتجلّى في كمّ المنجزات التي تحققت في عهده على جميع الصعد، وأسهمت في تحقيق النقلة الكبيرة في مشروع الفجيرة التطويري، بعد أن نجحت الفجيرة في تخطيطه القويم، وفكره الثاقب، ونهجه المستشرف لآفاق المستقبل، وصبره وجلَده في التعاطي مع التحديات، وهدوئه في التعامل بحكمة مع العقبات، فضلاً عن سعة صدره في الوصول إلى أهالي الإمارة، بالزيارات المستمرة للمدن والمناطق، والاستماع بعمق لمتطلباتهم واحتياجاتهم، وتلبيتها بمشاريع خدمية وتطويرية في جميع المجالات، انطلاقاً من فرضية أن الإنسان هو حجر أساس التطور، والعامل الحاسم في إنجاز المسيرة التنموية، فوقفت منجزاته على مدى خمسين عاماً، معلماً مهماً، وصرحاً مدهشاً يحكي عظمة المنجز، ويقف كل من عاش على أرض الإمارة، أو زارها، على عظمة النهضة العمرانية التي انتظمت جنباتها، والتطور الاقتصادي الكبير حتى باتت الفجيرة تتصدّر مراكز عالمية في مجالات عدة، فضلاً عن كونها مقصداً مهماً للزوار والسياح من جميع دول العالم، بعد أن احتضنت مرافق طبيعية، استثمر صاحب السموّ حاكم الفجيرة، في مواردها الجبلية، والبحرية، والسهلية، فأنتجت أفكاره الفذّة مشاريع سياحية لافتة، أصبحت الفجيرة على إثرها وجهة للجميع.
وصاحب السموّ حاكم الفجيرة، تستند رؤيته المتكاملة، وقناعاته الراسخة، وجهوده المضنية في إنجاز مشاريع البناء والتطور والتعمير في الحياة، إلى الاستثمار في جوهر الإنسان وقدراته، لذلك أمر في وقت مبكّر بالاهتمام بالتعليم والصحة، وإنشاء المؤسسات التعليمية والصحية في مدن الفجيرة، ومناطقها المختلفة، وفي وقت لاحق قضى بإنشاء دائرة الموارد البشرية، لكونها الجهة الحكومية المنوط بها تدريب الكوادر البشرية في الإمارة، وتوظيفها.
ومضى نهج سموّه، وفق خطط اجتماعية، واقتصادية، وثقافية، واسعة جعلت من الفجيرة مركزاً مهماً وقبلة لأصحاب المشاريع الاستثمارية الكبيرة، وليكون الثامن عشر من سبتمبر، في كل عام، يوماً استثنائياً في مسيرة الدولة، والإمارة الجميلة، التي اتّسعت وكسبت قوة ومنعة، وازدادت جمالاً، بفضل حكمة سموّه، ورؤيته الثاقبة في قراءة المعطيات العربية والدولية.
ولي العهد 1969
بقراءة متأنية لمسيرة سموّه، وحرصاً على الوقوف بعمق على الرؤية القيادية، التي أثمرت مشروعاً تنموياً لافتاً في إمارة الفجيرة، نجد المغفور له الوالد الشيخ محمد بن حمد الشرقي، رحمه الله، أصدر سنة 1969 المرسوم الأميري رقم «5»، بتعيين سموّ الشيخ حمد بن محمد الشرقي، ولياً للعهد، وقائداً للشرطة والأمن العام، لتبدأ مسيرة العطاء والعمل على الأرض بعدما قضى زمناً طويلاً في الدراسة بالخارج، واطّلع على أحدث الحضارات العالمية.
1974 حاكم للإمارة
في عام 1974 تولى صاحب السموّ الشيخ حمد بن محمد الشرقي، الحكم في إمارة الفجيرة، وأسهم بقدراته وفكره المستنير، واستثماره الحقيقي في موقع الإمارة الجغرافي المتميز، في تحقيق إنجازات تقف شاهدة كالطود في بناء إمارة الفجيرة. كما أسهم بتفانٍ إلى جانب الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في بناء الدولة، فقد شغل عام 1971، منصب وزير الزراعة والثروة السمكية، في أول تشكيل حكومي بعد قيام الاتحاد، وكان حينها ولياً للعهد، وكانت مهمته وضع الخطط الاستراتيجية، لتطوير الزراعة، ودعم الثروة السمكية، بحيث يتجاوز الاكتفاء الذاتي إلى التصدير للخارج، وهذا ما تم فعلاً في السنوات اللاحقة.
مدينة آمنة
تصدّرت إمارة الفجيرة، بفضل توجيهات صاحب السموّ حاكم الإمارة، المرتبة الأولى على قائمة أكثر المدن أماناً، بحسب إحصاءات عالمية رسمية، بعد أن حققت معدلاً إحصائياً فاق 93 في المئة، متفوقة على 466 مدينة عالمية.
ويرجع حصول الفجيرة على هذه النسبة، إلى جودة الحياة، والدعم الذي يوليه سموّه، لتكون الإمارة المكان الدائم والآمن للأسر من كل الجنسيات، ونقطة جذب للاستثمارات الدولية.
الاستثمار في الإنسان
بذخيرته العلمية الواسعة وخبراته المكتسبة بدأ سموّه، مسيرته التنموية في الفجيرة، منذ تعيينه ولياً للعهد عام 1969، وقرأ ببراعة مدهشة إمكانات الإمارة، ومواردها، واستثمر في إنسانها، وموقعها، حيث تطل الفجيرة على خليج عُمان في المحيط الهندي، واستطاع تأسيس البنى التحتية المطلوبة للاستثمار، حيث جذبت الفجيرة الاستثمارات من دول الإقليم والعالم، بعد أن نجح في تطوير المؤسسات الخدمية المتمثلة في بلديتي الفجيرة، ودبا الفجيرة، وإنشاء الأفرع التابعة لها في عدد من المناطق، فضلاً عن الاستثمار في الاقتصاد، والتجارة، والزراعة، والتركيز على السياحة والضيافة، فمضت الفجيرة في عهده، في طريق التطور التنموي بخطوات متسارعة أدهشت الجميع، حيث يقف ميناء الفجيرة للبضائع، والرصيف البترولي، ومنطقة الفجيرة البترولية، شواهد على حجم الاستثمار الكبير في موقع الفجيرة الجيوسياسي. وتبوّأت الفجيرة بحنكته ومشروعه الطموح، المركز الثاني عالمياً لتزويد السفن بالوقود في العالم، والمركز الثالث في تخزين النفط، لتصبح مركزاً نفطياً مهماً، ومقصداً للصناعات البتروكيميائية عالمياً.
الصناعات التحويلية
مضت الفجيرة بثبات طبقاً لرؤية سموّه في طريق التطور الصناعي، حيث بلغت المنشآت الصناعية التحويلية، طبقاً للكتاب الإحصائي الصادر في إبريل/ نيسان الماضي 261 مصنعاً برأسمال 11.237 مليار درهم. وتقف مجموعة الفجيرة لصناعات مواد البناء صرحاً شامخاً تباهي به دولة الإمارات، وإمارة الفجيرة، حيث تحوز المجموعة 5 مصانع، يقف على رأسها مصنع الصوف الصخري، أول مصنع في الخليج. كما يعدّ أكبر شركة للمواد العازلة في الشرق الأوسط، تعمل على تزويد دول العالم، بمواد العزل المستهلكة في قطاع البناء، ومجموعة المصانع الأخرى الخاصة بالأسمنت، والطابوق والسراميك.
تنويع للاقتصاد
أمَر سموّه، في عام 1987، بإنشاء المنطقة الحرة بالفجيرة، منصة مكملة لميناء الفجيرة، ضمن رؤيته في تنويع مصادر الناتج المحلي للإمارة، وتحقيق تطور الفجيرة الاقتصادي والتجاري، حيث نجحت المنطقة، برئاسة الشيخ سيف بن حمد بن سيف الشرقي، في استقطاب الاستثمارات الأجنبية والشركات العاملة في مختلف أنواع الصناعات الحيوية، لتصبح اليوم من المؤسسات الاستراتيجية الشريكة في اقتصاد الإمارة، ودعم قوى في ناتجها المحلي، حيث تضم المنطقة الكثير من المصانع والمعامل التي تنشط في جميع المجالات الصناعية والتجارية.
مصدر لمواد التعمير
في القطاع التعديني، أثمرت توجهات صاحب السموّ حاكم الفجيرة، ونظرته الاستراتيجية، تصدّر الإمارة مركزاً متميزاً عالمياً في القطاع، بعد أن أمر سموّه، بإنشاء «مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعة» التي أسهمت في جذب الكثير من الشركات والمؤسسات للاستثمار في موارد الإمارة التي تشكل الجبال 77 في المئة من مساحتها، وتحوز موارد ومعادن نادرة، حيث باتت الفجيرة بفعل الاستغلال الأمثل لمواردها الطبيعة مصدراً للمواد الأولية الخاصة بمشاريع البنية التحتية، وطنياً وإقليمياً وعالمياً. ويكفي أن الكثير من المشاريع الخليجية النهضوية، صدّرت موادها الأولية من الفجيرة، مثل قطر والسعودية والكويت، التي عهدت أخيراً للفجيرة، رفدها بتصدير مواد أولية لتنفيذ 18 من مشاريع الطرق بدولة الكويت.
القطاع الطبي
اهتم صاحب السموّ حاكم الفجيرة بالإنسان بتوفير كل شروط السلامة الصحية، لأن الإنسان حجر الزاوية في البناء والتعمير، ونجح في تطوير القطاع الطبي، فوقفت مشافي الفجيرة، ودبا الفجيرة، ومسافي، منارات شامخة تقدم خدماتها التشخيصية والعلاجية بكفاءة تامة.
البناء المعرفي
كرّس صاحب السمو حاكم الفجيرة، جلّ جهده لبناء الإنسان بالتطوير المستمر للمؤسسات التعليمية، لأن المدارس والجامعات هي المنصات الرئيسة لتلقّي العلوم الأكاديمية التي تشكل الشرط الأساسي لبناء الإنسان معرفياً، حتى يسهم في المسيرة التنموية. وشكّل التعليم ومهام تحديثه وتطوير أساليبه اهتمام سموّه، حيث تنشط في الإمارة 67 مؤسسة تعليمية.
صروح رياضة
كان للجانب الرياضي نصيب الأسد من اهتمام صاحب السموّ حاكم الفجيرة، بعد أن قدم الدعم الكبير للقطاع بمختلف أنشطته، وحرصه على إنشاء الملاعب والأندية وتنظيم البطولات والفعاليات الرياضية العالمية، وتصدّرت الفجيرة مراكز متقدمة في كثير من الألعاب الرياضية.
كما شيّد سموّه الصروح الرياضية التي تقف حالياً تحكي عظمة المنجز.
مقصد سياحي مهم
أولى صاحب السمو حاكم الفجيرة، اهتماماً كبيراً للاستثمار في القطاع السياحي، بخاصة أن الإمارة تزخر بالكثير من الموارد والمفردات التي تشكل في مجموعها بيئة جاذبة للاستثمار السياحي، حيث الجبال الشاهقة، والشواطئ الممتدة لنحو 70 كيلومتراً، فضلاً عن السهول والصحارى، بخاصة في منطقة الحنية التي تشكل ملاذاً للسياح خلال الشتاء. كما تحتضن الإمارة معالم أثرية نادرة الوجود، أبرزها مسجد البدية العتيق، بتاريخه الباذخ، حيث شكل مع مسجد الشيخ زايد بالفجيرة، ثاني أكبر المساجد في الإمارات، وجهة للسياحية الدينية. فض``لاً عن الحصون والقلاع التي تقف بشموخ في أوحلة، والحيل، ومسافي، والبثنة، وقلعة الفجيرة، وغيرها.. حيث باتت القلاع التاريخية والحصون وجهة متميزة للسياح.
كما تضم الإمارة منطقة العقة السياحية، بدبا الفجيرة التي تزخر بالمؤسسات الفندقية الراقية من فئة 5 نجوم، إلى جانب الفنادق الراقية في مدينة الفجيرة. كما شكّل نادي الفجيرة للرياضات البحرية، معلماً مهماً، ومقصداً حيوياً للسياحية البحرية، إلى جانب أنشطته الرياضية الأخرى.
شبكات طرق حديثة
ظلت مشاريع الطرق بتوجيهات صاحب السموّ حاكم الفجيرة، همّاً دائماً، وبنداً ثابتاً في برامج الأجهزة الحكومية المختصة، وشملت مشاريعها جميع المدن والمناطق، وأنجزت الإمارة بتوجيهات صاحب السموّ حاكم الفجيرة، أخيراً شبكة طرق حديثة بتصاميم مبتكرة.
وتميزت في الدولة بترسية طرق حديثة بتصاميم فريدة من دون جزر وسطية، حيث يقف «شارع حمد بن حمد» القلب النابض للفجيرة، دليلاً وشاهداً على عظمة المنجز، بعد افتتاحه خلال السنوات الماضية، بكلفة 237 مليون درهم، ويضم الطريق الذي يبلغ طوله 6 كيلومترات. إلى جانب شارع محمد بن حمد الشرقي «المطار سابقاً»، فضلاً عن شارع مسجد الشيخ زايد الجديد، وتتميز جميع هذه الطرق بتصاميم خالية من الجزر الوسيطة. كما أنجزت دائرة الأشغال والزراعة تنفيذاً لتوجيهات صاحب السموّ حاكم الفجيرة 419 كيلومتراً من الطرق، الرئيسية والفرعية، الجديدة في المناطق والأحياء، حيث نفذت الشبكة على 8 مراحل.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.