تحقيق: عبد الرحمن سعيد

أكد عدد من المسؤولين الأكاديميين في عدد من الجامعات ل«الخليج» أن تعديلات القبول الجديدة في مؤسسات التعليم في الإمارات التي تم اعتمادها مؤخراً أسهمت في استقطاب شريحة أوسع من الطلبة من مختلف الخلفيات الأكاديمية والدولية خلال الفصل الدراسي الثاني، فرت مرونة في إجراءات القبول للطلبة، أدت لزيادة في تعزيز التنافسية وتسهيل الدراسة للطلبة المنقطعين عن الدراسة لظروف العمل أو الأسرة، كما ساعدت على إقبال الطلبة الخريجين القدماء لاستكمال الدراسة.
ليلي كروما مدير أول قسم القبول والتسجيل والعلاقات الدولية في جامعة أبوظبي قالت: تطبق جامعة أبوظبي معايير قبول متوافقة مع متطلبات وزارة التعليم العالي، مع ضمان جودة التعليم، تشمل هذه المعايير حصول الطالب على شهادة الثانوية العامة حسب المعدل المطلوب، مع اشتراط معدلات أعلى لبعض التخصصات مثل الهندسة، والعلوم الصحية، والذكاء الصناعي، وغيرها، كما تشمل المعايير اجتياز اختبارات دولية أو اختبارات تحديد مستوى تطرح في الجامعة لتخصصات معينة وذلك لمساعدة الطالب والتأكد من مستواه الأكاديمي.
وأوضحت أن المستجدات في معايير القبول بجامعة أبوظبي تشمل التركيز على مستويات الطالب الأكاديمية حسب الخلفيات التعليمية والمناهج الدولية أو الوطنية المتنوعة بطريقة تتناسب مع التخصص الأكاديمي المزمع الالتحاق به، ما يتيح الفرصة لمرونة أكبر في قبول الطلاب الذين يملكون خلفيات تعليمية متنوعة.
قبول مشروط
وأكدت أن معايير القبول تختلف بين التخصصات، على سبيل المثال، وفي بعض الحالات يُطلب من الطالب أداء امتحان تحديد مستوى في مادة أو مادتين، لتوفير المساعدة المطلوبة لبدأ الدراسة والنجاح في رحلته الأكاديمية، وبرامج كلية العلوم الصحية تحتاج إلى أن يكون الطالبُ ذا خلفية علمية، وإذا لم يتوفر ذلك يتم قبوله قبولاً مشروطاً ويتم مساعدته بطرح مواد تمهيدية لتأسيسه بالخلفية العلمية المناسبة لتخصصه والتي تساعده في الحصول على الشهادة الأكاديمية بنجاح، وبرامج كلية إدارة الأعمال قد تكون أكثر مرونة، مع تركيز أكبر على الكفاءة اللغوية والمهارات التحليلية ويتم توفير مقابلات شخصية للطلبة لمساعدتهم في اختيار التخصص المناسب لميولهم وسوق العمل، أما بالنسبة لبرامج كلية القانون، فتكون معايير القبول أكثر تحديداً، مع التركيز على إتقان اللغة العربية نظراً لأهمية المصطلحات القانونية الدقيقة، بالإضافة إلى اجتياز اختبارات تقيّم المهارات في التحليل المنطقي، لضمان استعداد الطالب للانخراط في المجال القانوني بمستوى عالٍ من الاحترافية، يقوم الطالب بأداء امتحانات تحديد المستوي بالإضافة إلى المقابلة الشخصية.
استقطاب الطلبة
وأوضحت أن معايير القبول الجديدة بجامعة أبوظبي أسهمت في استقطاب شريحة أوسع من الطلبة من مختلف الخلفيات الأكاديمية والدولية في الفصل الدراسي الثاني، وأدت لزيادة في تعزيز التنافسية وجودة الطلبة المقبولين وجعل الجامعة وجهة مفضلة للطلاب الراغبين في التعليم العالي المتميز، وتسهيل الدراسة للطلبة المنقطعين عن الدراسة لظروف العمل أو الأسرة وساعدت في أقبال الطلبة الخريجين القدماء لاستكمال الدراسة، مشيرة إلى أن الجامعة تقدم اختبارات داخلية للطلاب لبعض التخصصات وتشمل هذه الاختبارات تقييمات في اللغة الإنجليزية والرياضيات والفيزياء وغيرها، حسب متطلبات البرنامج الأكاديمي، يتم أحياناً إجراء مقابلات شخصية لتقييم المهارات التحليلية والكفاءة الأكاديمية بناءً على البرامج المطلوبة.
مبادرات
وأوضحت أن الجامعة تعمل على عدة مبادرات لضمان التماشي مع تغييرات معايير القبول، ومنها تعزيز استخدام التكنولوجيا في اختبارات القبول، حيث إن الامتحانات تتم في مختبرات الجامعة والطالب يحصل على نتيجته خلال ساعة أو ساعتين ويتم إعلامه إلكترونياً، وتقديم برامج تمهيدية للطلاب الذين يحتاجون إلى تحسين مستواهم الأكاديمي قبل الانضمام للبرامج الأساسية، ومواءمة متطلبات القبول مع احتياجات سوق العمل المتغيرة لضمان جاهزية الخريجين لمتطلبات المستقبل.
امتحان القبول
وقال الدكتور حسن عماري مسؤول قسم استقطاب الطلبة في جامعة السربون أبوظبي: إن الجامعة تطبق معايير قبول تعتمد على الأداء الأكاديمي، وإجادة اللغات، والمعرفة المتخصصة حسب التخصص، يجب على المتقدمين استيفاء الحد الأدنى من الدرجات المطلوبة، وإثبات إجادتهم للغة الإنجليزية أو الفرنسية (حسب البرنامج)، وتقديم المستندات المطلوبة.
وعن مستجدات معايير القبول لفت إلى أنه في صيف عام 2024، قامت جامعة السربون أبوظبي بمراجعة معايير القبول، حيث تم إلغاء امتحان الدخول للسنة التأسيسية الذي كان معتمداً سابقاً، وتُقدِّم الجامعة البرامج الدراسية باللغتين الفرنسية والإنجليزية في مرحلة البكالوريوس، وباللغة الإنجليزية في مرحلة الماجستير، وتُحدّد معايير القبول لضمان قدرة الطلاب على متابعة الدروس في أفضل الظروف، مما يمنحهم أعلى فرص النجاح.
وأضاف: إن متطلبات القبول تختلف حسب البرنامج الدراسي.
تطور إيجابي
وأوضح أن معايير القبول الجديدة تمثل فرصة لتوسيع نطاق الوصول إلى التعليم العالي، هو تطور إيجابي، تتيح هذه التغييرات للجامعات مرونة أكبر في تحديد معايير القبول بما يتناسب مع احتياجاتها الخاصة، ذلك بهدف واحد هو ضمان توفير بيئة مريحة وداعمة للطلاب المستقبليين في الجامعة، تماشياً مع هذه الرؤية، وتعمل الجامعة بتعاون وثيق مع الطلاب، لاسيما خلال السنة التأسيسية المصممة خصيصاً لهم، لضمان تزويدهم بكل ما يلزم للوصول إلى مستوى الراحة الذي يضمن لهم تجربة جامعية ناجحة.
وعن الاختبارات الداخلية التي تجريها الجامعة للموافقة على التحاق الطلاب قال: إنه بشكل عام، لا تقوم الجامعة بإجراء اختبارات داخلية للموافقة على قبول الطلاب في برامج البكالوريوس، لكن لدينا اختبار ختامي لبرنامج التأسيس للانتقال إلى برنامج البكالوريوس، ذلك لضمان أن الطالب يحقق الحد الأدنى من المتطلبات التي تسهم في تجربة جامعية ناجحة، مع ذلك، قد تتطلب بعض برامج الماجستير مقابلات أو تقييمات إضافية كجزء من عملية القبول، ذلك حسب طبيعة البرنامج، تعتمد معايير القبول بشكل أساسي على السجلات الأكاديمية، اختبارات إجادة اللغة مثل (IELTS أو TOEFL) ووثائق أخرى مطلوبة.
وبيَّن أن الجامعة تقيس المستوى الأكاديمي للطلاب من خلال السجلات الأكاديمية لشهادات الثانوية العامة أو الجامعية، وشهادات إجادة اللغة، ويجب على المتقدمين استيفاء المعايير الأكاديمية المطلوبة وإثبات استعدادهم للدراسة الجامعية.
وأضاف: مع الحفاظ على معايير القبول الحالية، سنواصل تقييم تأثير هذه التغييرات على المشهد التعليمي بشكل عام، ونحن منفتحون على إجراء التعديلات التي تتماشى مع اللوائح الوطنية، مع الحرص على الحفاظ على تميزنا الأكاديمي ورفاهية طلابنا، كما نخطط لدعم الطلاب من خلال دورات تحضيرية وموارد إضافية لمساعدتهم على تلبية متطلبات القبول.
معايير مناسبة
من جانبه قال معاذ أبو الرب المسجل العام في جامعة العين: إن معايير القبول التي تطبقها الجامعة تتعدل لتتناسب مع القرارات الوزارية الجديدة وخصوصاً القرار الوزاري رقم 19 لعام 2024 بشأن معايير القبول الجامعي في برامج مؤسسات التعليم العالي، موضحاً أن المعايير الجديدة مناسبة لجميع فئات الطلبة لتمكنهم من الاستمرار في مسيرتهم التعليمية بشكل أفضل، مشيراً إلى أن معايير القبول تختلف باختلاف التخصصات الجامعية.
وعن تأثير معايير القبول الجديدة على استقطاب الطلبة في الجامعة بيَّن أنه من المتوقع إقبال أكبر من الطلبة الراغبين في استكمال دراستهم باعتبار أن القبول الجامعي أصبح في متناول الجميع بغض النظر عن الشروط التي وضعت والتي كانت تصب في مصلحة الطالب أولاً، وبالتالي سيكون هناك زيادة متوقعة في أعداد الطلبة بعد القرارات الوزارية الجديدة التي جاءت لتخدم مصلحة الطلبة وتدعم مسيرتهم التعليمية.

قياس مستوى الطلبة

أكد معاذ أبو الرب المسجل العام في جامعة العين أنه لا توجد اختبارات داخلية تجريها الجامعة للموافقة على التحاق الطلاب، حيث يتم قياس مستوى الطلبة ومعرفة إمكانية قبولهم في البرامج من درجات الثانوية العامة والمواد ذات الصلة في الثانوية العامة.ولفت إلى أن الجامعة لطالما وضعت مصلحة الطلبة في المقدمة، وعند إجراء أي تعديل أو تحديث في معايير القبول تأخذ بعين الاعتبار تلك التحديثات وتقوم بإعلانها أمام الطلبة والمرشحين للدراسة لديها ليتمكنوا من الاستفادة من أي تحديث من شأنه تحقيق مصلحتهم وتقليل الأعباء والوقت عليهم.