افتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، أمس، أعمال الدورة الخامسة من المؤتمر العالمي للتسامح والأخوة الإنسانية الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش، بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، وجائزة زايد للأخوة الإنسانية، بحضور نخبة من القيادات الفكرية والدينية من مختلف أنحاء العالم.
وفي مستهل كلمته، طرح الشيخ نهيان بن مبارك سؤالاً افتراضياً حول ما يمكن فعله لتعزيز السلام والكرامة الإنسانية والتعايش المتناغم في العالم، مؤكداً أن الإجابة تكمن في التوفيق بين حقيقتين: الأولى هي وجود مجموعات دينية وعرقية متنوعة على كوكب الأرض، والثانية هي حرص هذه المجموعات على الحفاظ على معتقداتها وتقاليدها في ظل سعيها لتحقيق أهدافها في الحياة، موضحاً أن دولة الإمارات تعمل على تحقيق هذا التوازن من خلال الحوار والتفاهم المشترك.
وأضاف: «نحن في الإمارات نعيش معاً في سلام وانسجام، رغم التنوع الثقافي واللغوي والديني، لأننا نتحاور مع بعضنا بعضاً، ونسعى لفهم واحترام الآخرين، الإمارات تقدر التنوع الثقافي وتعزز التسامح بين كافة المقيمين، وهي تدرك أن كل فرد يساهم بمجموعته الفريدة من المهارات والخبرات في بناء مجتمعنا».
وأكد أن تنظيم هذا المؤتمر يأتي في إطار الاحتفال باليوم الدولي للأخوة الإنسانية، الذي يعترف بأهمية وثيقة الأخوة الإنسانية التي أُطلقت في أبوظبي عام 2019، مشيراً إلى أن هذا الحدث أصبح مهماً في تعزيز السلام والتسامح في الإمارات وحول العالم.
وأشار إلى أن دولة الإمارات تحرص على تمكين الأفراد من مختلف الأعراق والديانات من العمل معاً في مشاريع تنموية تعود بالفائدة على المجتمع، كما توفر أماكن للعبادة لمختلف الطوائف الدينية وتدعم من يعانون بسبب التمييز أو التهميش.
وتابع: «إننا نعمل معاً من أجل عالم يتسم بالسلام والتسامح، حيث يتمكن كل فرد من عيش حياة آمنة وذات معنى بغض النظر عن خلفيته أو معتقداته. نأمل أن يكون هذا المؤتمر دافعاً نحو مستقبل مشترك أفضل للجميع».
وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أهمية إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» تخصيص 2025 ليكون «عام المجتمع» في دولة الإمارات، مشيراً إلى أن هذا الإعلان يعكس التزام دولة الإمارات ببناء مجتمع متماسك اجتماعياً ومستدام اقتصادياً يحافظ على التراث الثقافي الإماراتي الفريد ويستمد قوته من تنوع الثقافات التي تعيش على أرضها.
وأوضح أن هذا التوجه يسهم في تعزيز الجهود المستمرة لتشجيع الأفراد والعائلات والمؤسسات على العمل معاً من أجل مجتمع مزدهر ومتعاون.
الكرامة الإنسانية
وتحدثت في الجلسة الافتتاحية باتريشيا سكوتلاند كيه سي، الأمين العام للكومنولث، حول تعزيز الكرامة الإنسانية والأخوة الإنسانية بين الأمم، فيما تناولت كاثرين سامبا بانزا الرئيسة السابقة لجمهورية إفريقيا الوسطى موضوع «مفترق طرق: حقوق الإنسان في تعزيز التعايش السلمي».
كما استعرضت الدكتورة عزة كرم الأمين العام الفخري لمنظمة «أديان من أجل السلام الدولية» دور الحوار بين الأديان في الحفاظ على الكرامة الإنسانية والسلام في المجتمعات المتنوعة.
حضر المؤتمر الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف، والدكتور أحمد عبد العزيز الحداد كبير مفتين ومدير إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، وعفراء الصابري مدير عام وزارة التسامح والتعايش، والأمين العام لمجلس حكماء المسلمين المستشار محمد عبد السلام.
جلستان نقاشيتان
شهد اليوم الأول من أعمال الدورة الخامسة للمؤتمر العالمي للتسامح والأخوة الإنسانية الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين وجائزة زايد للأخوة الإنسانية، جلستين نقاشيتين شارك فيهما قيادات فكرية ودينية وأممية عالمية.
وركزت الجلستان على دعوة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، حول ضرورة طرح المبادرات والأفكار الفعالة لإيجاد أرضيات مشتركة للعمل وتعزيز النوايا الصادقة من أجل الإنسانية في جميع أنحاء العالم.
وتناولت الجلسة الأولى أهمية الحوار العالمي حول السلام والكرامة الإنسانية والتعايش السلمي واستعرض المتحدثون الروابط الرئيسية بين السلام والحفاظ على الكرامة الإنسانية وتعزيز التعايش السلمي في المجتمعات المتنوعة.
وتحدث في الجلسة كل من الدكتور فراس حبال نائب رئيس مركز الإمارات للباحثين والدراسات، ومتر بارن مؤسس وعضو مجلس إدارة المجلس الروحاني الدولي لتحويل الإنسانية، ومقصود كروز رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، وفاتياه توراي المديرة التنفيذية للإدماج والمساواة في جامعة نيويورك أبوظبي، وفالنتينا بيرناسكوني رئيسة الوفد في الإمارات للجنة الدولية للصليب الأحمر.
أما الجلسة الثانية فركزت على أهمية الحوار بين الأديان في تعزيز التفاهم والتماسك الاجتماعي، وتناول المتحدثون الدور الحيوي الذي يلعبه الحوار بين الأديان في تعزيز التفاهم المتبادل وبناء مجتمعات أكثر شمولاً وتسامحاً.
ومن بين المتحدثين في الجلسة الأسقف باولو مارتينيلي نائب الرسولي لجنوب شبه الجزيرة العربية وهند العويس مديرة اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان في الإمارات والحاخام ديفيد روزن المستشار الخاص للشؤون بين الأديان في بيت العائلة الإبراهيمية والدكتور عبدالرزاق قرنة أستاذ الآداب والفنون في جامعة نيويورك أبوظبي، إضافة إلى الأب بيشوي فخري راعي كنيسة كاتدرائية القديس أنطونيوس القبطية في أبوظبي والقس جيل نيسبيت كاهن وقسيس كنيسة القديس أندرو الأنجليكانية في أبوظبي.
وأكد المستشار محمد عبدالسلام الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، أن المؤتمر يمثل دعوة عالمية لاستمرار الجهود من أجل تفعيل المبادئ والقيم الإنسانية التي نصت عليها وثيقة الأخوة الإنسانية والتي أُطلقت من دولة الإمارات في عام 2019.
من جهته قال المستشار راشد إبراهيم النعيمي مستشار التخطيط الاستراتيجي وإدارة الأداء المؤسسي في مكتب وزير التسامح والتعايش، إن هذه النسخة من المؤتمر تهدف إلى تعزيز مبدأ الأخوة الإنسانية على مستوى العالم.
وقال بيشوي فخري راعي كاتدرائية الأنبا أنطونيوس الأقباط المصريين في أبوظبي، إننا في يوم التسامح العالمي نعيش روح التسامح على أرض دولة الإمارات التي أرسلت قواعد التسامح إلى العالم، هذه الروح تسير بنا وتساعد الأجيال القادمة على الاندماج والتسامح.
أما القس مينا حنا راعي كنيسة مارمينا في جبل علي بدبي، فقد أعرب عن شكره لدولة الإمارات على إرسائها قيم التسامح، مؤكداً أن الإمارات كانت أول من بدأ موضوع التسامح لتعزيز الأخوة بين مختلف الشعوب والثقافات.
(وام)
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.