من موناكو جاءت مصممة المجوهرات الإيطالية، دوفيل دي أنجليوس، بعد أن سحرتها الثقافة العربية والإسلامية، فقامت بالقراءة والبحث في تاريخ الإمارات وتراثها وثقافتها المحلية، وحولت هذا الشغف إلى تصاميم لقطع فريدة من المجوهرات، تجمع بين التراث الإماراتي والحداثة الأوروبية، إذ تتزين تحفها المتقنة بالألماس والذهب والعنبر.
وتستلهم دي أنجليوس الثقافتين العربية والإسلامية في تصميماتها، إذ تعتبر أن علامتها التجارية التي تحمل اسمها ولدت في موناكو، ونضجت واكتسبت خصوصيتها في الشرق الوسط، وتحديداً في الإمارات، عبر خلق رؤية فريدة تجمع بين الحداثة من جهة، والتاريخ العريق للمنطقة الذي يمتد لآلاف السنوات من جهة أخرى.
لكل تصميم معنى
وقالت دي أنجليوس لـ«الإمارات اليوم» إن الهدف من تصاميمها هو نقل هذا التراث وما يحمله من قيم ومعانٍ إلى الأجيال المقبلة، والإسهام في حفظه، مشيرة إلى أن كل قطعة من تصاميمها تتحدث عن جزء من التاريخ أو التراث، وكل تصميم له معنى خاص به.
وكشفت عن أنها استغرقت سنوات عدة للقيام بالبحث والدراسة في تاريخ وتراث الإمارات والمنطقة في فترة ما قبل النفط قبل أن تطلق علامتها الخاصة، لفهم هذه الثقافة والغوص في تفاصيلها، وهو أمر يحتاج إلى وقت لا نهائي، معتبرة أن حبها للقراءة وصداقتها للكتب ساعداها في هذا البحث، إذ ركزت على الكتب التراثية والتاريخية وتلك التي تتناول الثقافة العربية والإسلامية والمحلية في الإمارات، كذلك ساعدها في البحث وجود متاحف عدة تتناول هذه الموضوعات، وتعرض نماذج لمقتنيات قديمة من عصور مختلفة، وهو ما مكّنها من الحصول على الكثير من المعلومات.
وأضافت: «رغم صعوبة البحث في أعماق الثقافة المحلية، إلا أنني أؤمن بأن الإنسان عندما يركز على هدف ويبدأ في السعي إليه لابد أن يحققه، وأنا أعتبر نفسي شخصاً لا يتوقف أبداً في مكان ما أو عند هدف ما، فدائماً هناك المزيد».
توظيف لافت
وعن أبرز القطع التي قدمتها، وكيف استلهمت الثقافة المحلية والعربية فيها، ذكرت أنها صممت العديد من الإبداعات التي وظفت فيها العمارة الهندسية الإسلامية والعربية، والعادات والتقاليد والرياضات المحلية في الإمارات، وكذلك ارتباط السكان بالبحر والغوص على اللؤلؤ.
ومن تلك القطع غطاء رأس للصقور مزين بتصميم من الذهب، مستوحى من تصميم مدخل الكتاتيب والمدارس التي كان يتم تحفيظ القرآن الكريم فيها بالإمارات قديماً، حيث كان هذا التصميم يستخدم في المدخل وفي النوافذ، ولم تكن أهميته تقتصر على الشكل الجمالي فقط، فقد كانت الهندسة المعمارية مصممة لتعزيز بيئة مواتية للتفكير والتعلم، إذ يسمح هذا التصميم بدخول مقدار مناسب من الإضاءة للمكان، وفي الوقت نفسه تخفيف درجة الحرارة بالداخل.
كذلك صممت غطاء رأس للصقور من العنبر، أطلقت عليه «نور الصحراء»، لما يتميز به من لون ذهبي دافئ يستحضر الشمس والصحراء، وهما جزء أصيل في جوهر وروح دولة الإمارات، كما اكتسب العنبر مكانة لدى سكان المنطقة عبر العصور ليس فقط كحجر ثمين، بل كرمز للقوة الروحية واتصال بالطبيعة والدفء وجمال الصحراء.
ومن العصا الإماراتية التقليدية التي كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يحرص على حملها للتأكيد على تمسكه بالتراث الإماراتي، قدمت المبدعة الإيطالية تصاميم مختلفة، بعضها زينته بقطع تحمل ألوان علم الإمارات، والآخر رصّعته بقطع ذهبية ذات تصاميم زخرفية إسلامية، كما عرضت عصا تزينت من أعلى بمقبض على هيئة رأس الصقر من الذهب.
أيضاً ضمت المجموعة عدداً من المسابح التي استلهمتها من صيد اللؤلؤ الذي كان يمثل النشاط الاقتصادي الأبرز في منطقة الخليج قبل النفط، ومن علاقة أهل المنطقة بالبحر.
نسخة واحدة
رأت المصممة دوفيل دي أنجليوس أن تصاميمها تعد قطعاً فريدة، إذ تصنع بنسخة واحدة، وهي مزينة بالذهب والبلاتين والألماس والأحجار الكريمة، مشيرة إلى أنها عند الحديث عن هذه القطع لا تهتم بالتركيز على سعرها وقيمتها المادية، بقدر ما تركز على ما تحمله من معنى.
وتابعت: «لا أفضّل الحديث عن الأقطع الأعلى سعراً بين تصاميمي، لأنني أعتقد أن القيمة الحقيقية هي الرسالة التي أريد أن تصل إلى الناس، والقصة التي تقف خلف كل قطعة، والثقافة التي نسعى لتعريف الناس بها ونقلها من جيل إلى جيل»، مشددة على حرصها على المشاركة في المعارض المتخصصة بالتراث لنشر هذه الرسالة، مثل المعرض الدولي للصيد والفروسية في أبوظبي، ومهرجان الحصن الذي تقام حالياً دورته التاسعة.
دوفيل دي أنجليوس:
. استغرقتُ سنوات عدة للبحث والدراسة في تاريخ وتراث الإمارات والمنطقة.
. صممت غطاء رأس للصقور من العنبر، وأطلقت عليه «نور الصحراء».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.