تمضي دولة الإمارات بخطى ثابتة نحو تحقيق تحول رقمي شامل، مستندةً إلى رؤيتها الطموحة لـ"تصفير البيروقراطية الحكومية"، التي تهدف إلى إلغاء 2000 إجراء غير ضروري وخفض المدد الزمنية لإنجاز المعاملات الحكومية بنسبة 50%. وفي هذا الإطار، يعكس التعاون الاستراتيجي مع جمهورية إستونيا، الرائدة عالميًا في الحوكمة الرقمية بنسبة 100%، نموذجًا مبتكرًا لتحسين كفاءة الخدمات الحكومية وتعزيز تجربة المواطنين والمستثمرين.
تؤسس هذه الشراكة منصة لتبادل الخبرات، حيث تتكامل جهود الإمارات في إزالة العقبات الإدارية عبر منصات مثل "تم" TAMM و"دبي الرقمية" Digital Dubai مع التجربة الإستونية في تقديم خدمات حكومية رقمية بالكامل. ومن خلال هذا التعاون، تفتح الدولتان آفاقًا جديدة للتطور الرقمي تسهم في تعزيز القدرة التنافسية لكلا البلدين، وتدعم جهودهما في قيادة التحول الرقمي على المستوى العالمي.
ونجحت إستونيا في تحقيق تحول رقمي شامل، ما جعلها من أكثر الدول تقدمًا في تقديم الخدمات الحكومية الذكية، حيث يمكن للمواطنين والمقيمين تنفيذ جميع المعاملات الحكومية عبر الإنترنت، بما في ذلك التصويت الإلكتروني، توقيع المستندات رقميًا، وإدارة الأعمال بسهولة وشفافية.
وفي هذا السياق، أكدت إينيل بونجا، رئيس قسم الحقائق السكانية بوزارة الداخلية الإستونية، قائلة: "خدمات الحكومة الرقمية بنسبة 100% في إستونيا تعكس تفانينا في تحسين حياة المواطنين. ونحن نثمّن التعاون مع دول مثل الإمارات العربية المتحدة، حيث يسهم تبادل الأفكار والخبرات في إلهام التقدم الرقمي على مستوى العالم." وبالتوازي مع رؤية إستونيا، تواصل الإمارات تعزيز تحولها الرقمي، حيث تسعى إلى مضاعفة مساهمة الاقتصاد الرقمي في ناتجها المحلي الإجمالي غير النفطي، من 11.7% إلى أكثر من 20 % خلال العقد المقبل. وتتبنى الدولة حلولاً متقدمة تشمل الذكاء الاصطناعي، البلوك تشين، الروبوتات، وإنترنت الأشياء، ما يعزز مكانتها كمركز عالمي للابتكار التكنولوجي.
ويأتي هذا التحول في إطار جهود الإمارات المستمرة لتوفير خدمات حكومية أكثر كفاءة، وتقليل الوقت اللازم لإنجاز المعاملات، وتحسين تجربة المواطنين والمستثمرين، بما يتماشى مع رؤيتها نحو مستقبل رقمي متكامل. ويأتي التعاون بين الدولتين في وقت يشهد فيه العالم تحولات رقمية متسارعة، مما يجعل الشراكة بين الإمارات وإستونيا فرصة فريدة لتبادل المعارف والخبرات في مجالات متعددة، تتجاوز الحوكمة الرقمية إلى قطاعات مثل الرعاية الصحية، التكنولوجيا المالية، والأمن السيبراني.
ويمكن لهذا التعاون أن يسهم في تطوير حلول رقمية جديدة تسهّل إجراءات تأسيس الأعمال، مما يمنح رواد الأعمال والمستثمرين بيئة أكثر كفاءة وشفافية. كما أن تحسين الخدمات الحكومية الرقمية يعزز رضا المواطنين والمقيمين، ويؤدي إلى تقديم خدمات أسرع وأكثر سهولة وموثوقية. وتُعد إستونيا من الدول الرائدة عالميًا في التحول الرقمي بنسبة 100%، حيث نجحت في بناء نظام حكومي رقمي متكامل يُمكّن المواطنين والشركات من تنفيذ كافة المعاملات الحكومية إلكترونيًا. ويأتي تعاونها مع دولة الإمارات كخطوة استراتيجية لتبادل أفضل الممارسات في الرقمنة وتطوير الحلول المبتكرة التي تساهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز بيئة الأعمال.

ويوفر هذا التعاون فرصة لتعزيز الحلول الرقمية في مجالات رئيسية مثل الحكومة الإلكترونية، الإقامة الرقمية، والتجارة الذكية، حيث تسهم تجربة إستونيا الرائدة في تقديم خدمات حكومية متكاملة عبر الإنترنت في دعم رؤية الإمارات للتحول الرقمي الكامل، ما يؤدي إلى تحسين تجربة المواطنين، رفع كفاءة الأعمال، وتعزيز البيئة الاستثمارية من خلال إجراءات أكثر سرعة وشفافية.
وبينما تحتفي إستونيا بإنجازاتها الرقمية الرائدة، فإنها تسعى لتعزيز التعاون مع الدول التي تشاركها الطموح والرؤية المستقبلية، مثل الإمارات. وتوفر ريادة الإمارات في الابتكار الرقمي منصة مثالية لتطوير شراكات استراتيجية تضمن التفاعل الإيجابي بين الدولتين، وتحفّز الدول الأخرى للسير على خطى التحول الرقمي العالمي. يؤكد هذا التعاون على أهمية الشراكات الدولية في دفع عجلة التقدم الرقمي وتحقيق الكفاءة الحكومية، مما يرسّخ مكانة الإمارات وإستونيا كروّاد عالميين في مجال الابتكار والحوكمة الذكية. معًا، تضع الدولتان نموذجًا عالميًا لكيفية توظيف التكنولوجيا لتطوير الاقتصاد، وتعزيز الثقة العامة، وتحسين جودة الحياة، ودفع عجلة النمو المستدام.