تتوقف الحياة في الصين لمدة يومين في الصيف سنوياً، وتكثر المشاهد غير العادية، حيث يرتدي الرجال زي «تشيباو»، وهو زي تقليدي ترتديه النساء عادة كرمز للحظ، وتقف الشرطة في زوايا الشوارع وتقوم بإسكات السائقين، لضمان الحصول على أدنى قدر من الاضطراب، وتتجمع الحشود في هدوء غير معتاد، وفي وقفات احتجاجية صامتة أمام آلاف المدارس، وتُركز وسائل الإعلام الرسمية على حدث يؤثر في 10 ملايين طالب وأفراد عائلاتهم، إنه اختبار القبول الجامعي الوطني الصيني «جاوكاو».
ويضمن الحاصلون على أعلى الدرجات في اختبار «جاوكاو» في كل مقاطعة تقريباً، مكاناً في جامعة مرموقة وما يصاحبه من تأثير يُغيّر حياتهم، وفي بعض الأماكن يُعامل المتفوقون كمشاهير، ويتم إجراء مقابلات معهم على التلفزيون المحلي، وفي أماكن أخرى تُحجَب هوية المتفوقين قانوناً لحمايتهم.
ويمثّل اختبار «جاوكاو» ذروة مئات الاختبارات التي يخوضها الطلاب الصينيون، على مدار 12 عاماً من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية، والامتحانات حقيقة واقعة في كثير من الأماكن حول العالم، لكن لا يوجد بلد تحكمه درجات الاختبارات تماماً مثل الصين، حيث تعكس وتعزز بنية المجتمع كبطولة، إذ في حال فاز جارك، فمن المرجح أنك ستخسر.
ونظام التعليم العالي في الصين «هرمي» بخمس طبقات، حيث يوجد في الأعلى نحو 100 جامعة راقية، تحظى بالأولوية في التمويل والموارد الحكومية، وأسفلها توجد آلاف الجامعات التي تبلغ مدة الدراسة فيها أربع سنوات، وتُصنّف ضمن المستوى الثاني والثالث والرابع، وتختلف اختلافاً كبيراً، من حيث سمعتها ومواردها. وفي أسفل الهرم، توجد كليات مهنية لمدة عامين أو ثلاثة أعوام، وهي مماثلة لكليات المجتمع في الولايات المتحدة.
وتقارن درجة كل طالب في امتحان القبول الجامعي بنتيجة كل طالب آخر في مقاطعته، ولا يمكن للمرء أن يقيس أداءه إلا من خلال معرفة مدى جودة أداء الآخرين.
ومن بين 10 ملايين طالب يتقدمون لاختبار «جاوكاو» سنوياً، يُقبل نحو 500 ألف طالب، أي ما يُمثّل أفضل 5% منهم، في إحدى كليات المستوى الأول، ويُحدد القبول كلياً بدرجات الاختبار، على عكس الولايات المتحدة، حيث تُعدّ الاختبارات المعيارية، مثل «أي سي تي» و«سات» مجرد عامل واحد من بين عوامل عدة تراعيها جهات القبول، وعادة الكليات تقبل الطلاب بدرجات متفاوتة.
وبالنسبة للعائلات الصينية، يُعدّ الهوس باختبار «جاوكاو» أمراً منطقياً تماماً، وإذا لم تفعل ذلك، فلن تكون لديها سوى فرصة ضئيلة للنجاح ضمن النظام، لهذا السبب، وعلى الرغم من أن المدارس الابتدائية والمتوسطة في الصين مجانية والرسوم الدراسية في المدارس الثانوية منخفضة نسبياً، تُخصص العائلات التي لديها طلاب نحو 7.9% من إجمالي إنفاقها المنزلي على التعليم، مقارنة بمتوسط عالمي يراوح بين 2% و3% تقريباً.
وفي النهاية، إذا كان من المفترض أن يتلقى كل طالب التعليم العام المجاني نفسه، فإن الطريقة الوحيدة للتفوق على أقرانه، هي القيام بشيء مختلف وإضافي، وهنا يأتي دور الدروس الخصوصية. عن «وول ستريت جورنال»
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.