عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

بنات في يومهن.. يكتبن قصصاً مُلهِمة من الثقافة حتى

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

من الثقافة إلى التكنولوجيا والريادة والاستثمار وقطاع المصارف والمختبرات، إنجازات متعددة للمرأة الإماراتية التي لم تكن يوماً على هامش المشهد المتطور في الدولة، بل شريكة حقيقية في رسم ملامح المستقبل ورؤية الوطن، إذ نجحت الأصوات النسائية عبر المجالات المختلفة والمناصب الريادية، في كتابة قصص استثنائية، وصناعة الفرق.

« اليوم» في يوم المرأة الإماراتية (28 أغسطس) تُضيء على تجارب بنات للوطن تميّزن في مواقعهن، وأسهمن في صياغة الغد، مؤمنات بدورهن الفاعل في بناء وطن طموح ومستقبل أكثر إشراقاً، في ميادين مختلفة، ليتركن بصماتهن في مسيرته الزاهية، ويُسهمن في صنع الغد المشرق.

قريبة إلى روحها

أدت المرأة الإماراتية دوراً ريادياً في المجال الإبداعي وفي إدارة المؤسسات الثقافية، وعن هذا الجانب قالت المدير التنفيذي لبيت الحكمة، مروة العقروبي، إن «الثقافة هي فضاء طبيعي يتيح للمرأة إمكانية توظيف طاقاتها وقدراتها، فالمؤسسات الثقافية بطبيعتها أقرب ما تكون إلى روح المرأة، بما تحمله من عاطفة وعمق إنساني، ومع استحضار التجارب المُلهِمة للمرأة الإماراتية، نجد أن الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي جسّدت نموذجاً عالمياً في قيادة قطاع النشر، إذ أصبحت أول امرأة تتولى رئاسة الاتحاد الدولي للناشرين».

وأضافت أن مسار القيادات النسائية مهّد الطريق للقياديات من الجيل الجديد لمواصلة العمل، إذ أثبتت المرأة أن قيادتها للمؤسسات الثقافية لا تقتصر على الإدارة والتنظيم فحسب، بل تشمل إعادة صياغة رسالتها، وتعزيز دورها في المجتمع، موضحة أن بيت الحكمة منذ تأسيسه انطلق برؤية شاملة تراعي فئات المجتمع كافة، وظل حريصاً في برامجه الثقافية والمعرفية على أن يفتح أمام جمهوره خصوصاً المرأة، فضاءات للتعلم والتفاعل والتعبير عن الذات، وتم تسليط الضوء على المرأة في العديد من البرامج، بهدف دعمها، وتابعت مروة العقروبي: «المستقبل يُقرأ من الحاضر، والمرأة الإماراتية اليوم موجودة في إدارة المشاريع الثقافية وابتكار المبادرات الجديدة، ما يجعل من استشراف مستقبلها في هذا القطاع مهمة مفعمة بالتفاؤل»، وتوجهت إلى الشابات الإماراتيات بتحويل إلى خطة عمل، والشغف إلى مشروع مدروس وواعٍ، لأن الثقافة تحتاج إلى من يصنع أثرها، وأنتن الجيل الذي سيواصل بناء صورة الإمارات حاضنةً للمعرفة والإبداع.

صناعة الأمل

كما كان للمرأة الإماراتية صوتها المميّز في مجال العمل الإنساني، بحسب ما أكدت نائب مدير «مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية»، حمدة المحرزي، أن «المرأة الإماراتية شريك أساسي في صون الكرامة الإنسانية وصناعة الأمل، وفي مجتمع جعل من العطاء والتسامح نهج دولة، تُجسّد المرأة هذه القيم بالفعل لا بالشعار، فهي تُصغي باهتمام، تُشخّص بدقة، وتحوّل الإصغاء إلى حلول عملية».

ولفتت إلى أن دور المرأة يتخطى الاستجابة الطارئة ليصل إلى التنمية المستدامة، ففي المؤسسة يتم التعامل مع الملف الإنساني بمنهج منظومي يركّز على تغيير الأنظمة والسلوك، ورأت أن تجربة المرأة الإماراتية في العمل الإنساني عملية وموجهة للنتائج، تنطلق من قيم واضحة ومسؤولية عالية، وتستخدم أدوات حديثة ورؤية عالمية، فهي تعمل في بيئة تمكينية تشجع المبادرة والتعلم المستمر، فتوازن بين التعاطف والانضباط المهني، وتحوّل الاحتياجات إلى محددة بأهداف ومؤشرات متابعة.

وتوجهت إلى كل امرأة إماراتية بالقول: «حضوركِ مهم، وعملكِ قيمة مضافة للمجتمع، طوّري معرفتكِ باستمرار، واعتني بذاتك لتستمري في العطاء، وامنحي وقتاً للتعلّم بقدر ما تمنحين للإنجاز، وتذكري أن العمل الهادف يجمع قلباً رحيماً وعقلاً منظماً، وارفعي سمعته بالمهنية واحمي جوهره بالأخلاق، ولتكن كرامة الإنسان بوصلة لكل قرار وبرنامج ومبادرة».

تخصصات تقنية

من جهتها، تستحضر الأستاذة في جامعة نيويورك أبوظبي نائب الرئيس لترجمة البحوث والابتكار، الدكتورة هدى الخزيمي، دور المرأة في مجال التكنولوجيا، قائلة: «خلال أكثر من 20 عاماً في البحث العلمي، تدرّجت بين الهندسة الكهربائية، والرياضيات التطبيقية، والتشفير، والذكاء الاصطناعي، وتحليل الأنظمة السيادية، وهذه ليست فقط تخصصات تقنية، بل أدوات لصناعة السيادة».

وأضافت: «أؤمن أن امتلاك المعرفة لا يعني البقاء داخل ، بل القدرة على نقل هذه المعرفة من الفرضية إلى البنية التحتية، ومن النموذج الرياضي إلى النموذج الاستثماري، والمرأة الإماراتية اليوم ليست فقط عالمة أو باحثة، بل صاحبة أثر استراتيجي يعبر بين الحقول ليصنع قيمة وطنية ملموسة».

وأشارت إلى أنها واجهت تحديات عدة في مجالها، تتعلق بالصورة النمطية عن المرأة وإمكانية عملها في هذا المجال، موضحة أنها لم تقبل التخصص المنعزل، لانتمائها إلى مدرسة علمية تؤمن بأن العمق لا يُلغِي العرض، أي أن التعمق في علم ما يجب أن يُقابله فهم في كيفية ربط هذا العلم بأنظمة أخرى لصناعة الفائدة العامة.

بين زمانين

وفي مجال آخر، تميّزت الرئيس التنفيذي للموارد البشرية رئيسة الشراكات الاستراتيجية في «ويو بنك»، منى وليد، مضيفة: «نشأت في زمن جمع بين عمق الأصالة وتسارع التغيير، فالقيم التي غرسها فينا الوالدان، مثل النزاهة والاحترام والصلابة، كانت الأساس الذي استندت إليه، فيما فتح الطموح الذي ألهمتنا إياه القيادة الرشيدة آفاقاً أوسع للسعي نحو التميّز، واعتمدت على القيم التي نشأت عليها، والرؤية الوطنية التي تؤكد أن المرأة قادرة على تحقيق الريادة، وتعلّمت أن أقود بهدوء وثقة، وحوّلت التحديات إلى محطات صقلت شخصيتي بدلاً من أن تُعيقها».

وأشارت إلى أنه خلال مسيرتها، صادفت رجالاً دعموها وآمنوا بها، ومنحوها الفرصة لتكون جزءاً من صناعة القرار، مؤكدة أن المرأة الإماراتية تتحمل مسؤولية أن تكون شريكاً أساسياً في مسيرة الدولة، لا مجرد ممثلة فيها، وهي حاضرة في شتى المجالات، وواجبها أن تُهيئ الأرضية للأجيال القادمة.

ووصفت منى وليد تطور المرأة الإماراتية بأنه كان لافتاً ومُتدرّجاً، فمنذ مرحلة التأسيس وصولاً إلى جيل الوزيرات ورائدات الأعمال اليوم، انتقلت المرأة الإماراتية من الحلم إلى الإنجاز، مشيدة بأن هذا التطور لم يكن على حساب الهوية، بل كان إضافة لها، فيما رأت أن المستقبل حافل بالفرص، خصوصاً مع استثمارات الدولة المتنامية في الذكاء الاصطناعي والاستدامة واستكشاف الفضاء.

وخاطبت الشابات الإماراتيات: «هذا وقتكن وهذه منصتكن، لكن النجاح لا يقوم فقط على الذكاء والطموح، بل أيضاً على التواضع، اسألن، استمعن، وكُنّ سنداً لغيركن، والنجاح يحتاج إلى تركيز ونزاهة وإصرار، فالقيادة الحقيقية تقوم على الرُقي لا على الأنا».

التمكين ركيزة

ولم تكن المرأة الإماراتية بعيدة عن مجال الأعمال الريادية، وفي هذا الإطار قالت المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، سارة بالحيف النعيمي: «ما نشهده اليوم هو ثمرة رؤية وطنية جعلت من تمكين المرأة ركيزة أساسية في استراتيجياتها، فوفرت لها التعليم النوعي، والبرامج المتخصصة، والسياسات الداعمة التي فتحت أمامها أبواب المشاركة في التنمية الاقتصادية، ما أدى إلى تطور دور المرأة الإماراتية في ريادة الأعمال، وبعد أن كان حضورها يقتصر على مجالات محدودة، أصبحت اليوم تقود شركات في قطاعات استراتيجية، مثل التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والاقتصاد الإبداعي».

وشددت على أن المرأة أصبحت شريكاً فاعلاً في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما يعكس دورها في ترسيخ مكانة الإمارات وجهةً للابتكار وريادة الأعمال، ورأت أن رائدة الأعمال في الأغلب، تواجه تحديات تتعلق بالخطوة الأولى، وتتجسّد هذه التحديات في نقص الخبرة العملية، والضغوط الاجتماعية، المتمثّلة في الموازنة بين الأدوار الشخصية والطموحات المهنية، إضافة إلى صعوبة الحصول على التمويل في المراحل الأولى، مشيدة بدور الشارقة في تعزيز حضور المرأة الإماراتية في الساحة الريادية عبر مبادرات ومؤسسات راسخة فتحت أمامها مجالات جديدة، وأسهمت في ترسيخ مشاركتها في الاقتصاد.

وتوجهت برسالة إلى المرأة الإماراتية في هذا اليوم، تتمثّل بضرورة أن تؤمن أن الفرص اليوم أقرب من أي وقت مضى، وأن تمتلك الشجاعة لتبدأ، حتى لو لم تتضح الصورة كاملة من البداية، فعالم ريادة الأعمال ليس خالياً من التحديات، ولكن القوة الحقيقية تظهر في القدرة على التعلم المستمر، وتحويل الصعوبات إلى خطوات تقرّبها من هدفها.


أداة للتحرير والخلق والتأثير

توجهت الأستاذة في جامعة نيويورك أبوظبي نائب الرئيس لترجمة البحوث والابتكار، الدكتورة هدى الخزيمي، برسالة إلى الإماراتيات في يومهن: «العلم ليس مجرد تخصص، بل أداة للتحرير والتأثير، فلا تبحثي عن مجالات جاهزة لتدخليها، بل اسألي نفسك عن المجال الذي لم يُبنَ بعد، وكيف يمكن صنعه، ولكل فتاة إماراتية: أنتِ تمشين فوق أرض بُنيت على أكتاف نساء لم يكنّ يملكن المعرفة الرسمية، لكنهنّ حملن هذا الوطن على أعمدته الأولى، اليوم أنتِ تملكين الأدوات، والمعرفة، والفضاء فابني بما يليق بتلك التضحية، وبما يصنع الفصل القادم في قصة الإمارات».

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا