عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

كيف استقبل أولياء الأمور اعتماد الدليل الإجرائي لسياسة الغياب المدرسي؟

برز الدليل الإجرائي الذي أصدرته للحضور والغياب أحد أهم محاور النقاش مؤخراً بين أولياء الأمور والميدان التربوي، فالدليل لم يكن مجرد أوراق تنظيمية، بل رسالة واضحة مفادها أن الانضباط المدرسي لم يعد خياراً، بل ركيزة من ركائز العملية التعليمية.

الحضور شرط للنجاح


جاءت بنود الدليل لتؤكد أن الحضور اليومي هو أساس النجاح الأكاديمي، مع تحديد مسارات واضحة للتعامل مع الغياب، بدءاً من تنبيه الأسرة فوراً عبر الرسائل الإلكترونية، وصولاً إلى إحالة ملف الطالب إلى الجهات المختصة إذا تجاوزت أيام غيابه الحد المسموح به. هذه الصرامة كما يراها تربويون تهدف إلى إعادة الاعتبار للمدرسة كمؤسسة تربوية لا يمكن استبدال حضورها بالتعلم الجزئي أو البديل.

ضبط الإيقاع المدرسي


كانت ردود الفعل الأسرية قد أظهرت عبر منصات رقمية أن النظام المُطبق سيوقف التساهل في غياب الطلبة بعد الإجازات أو المناسبات العائلية، ويجعل الجميع يتحمل المسؤولية، ويرى معلمون وإداريون أن هذه الإجراءات تعيد ضبط إيقاع المدرسة بعد سنوات شهدت ارتفاع نسبة الغياب خاصة مع المناسبات أو قرب الامتحانات وبداية كل فصل دراسي.

معيار لقياس جدّية الطالب


يرى محمد قاسم (ولي أمر) أن الإجراءات جاءت في وقتها، فهي تشدد على ضرورة الحضور المدرسي، كما أنها تعكس تحولاً في فلسفة المدرسة، من مجرد مؤسسة ناقلة للمعرفة إلى مؤسسة تُعزز القيم المجتمعية. فالحضور اليومي أصبح معياراً لقياس جدية الطالب والأسرة على حد سواء. كما أن إشراك ولي الأمر عبر الرسائل الفورية يجعل الأسرة جزءاً من منظومة المتابعة، لا مجرد متلق للنتائج.

التحديات أمام التطبيق


يتفق مع الرأي السابق إبراهيم النيادي فيقول: «الإجراءات الجديدة تعتبر تحدياً يتعلق بمدى مرونة المدارس في الدليل، خصوصاً مع اختلاف الحالات بين الطلبة. فإذا طُبّقت البنود بصرامة من دون تمييز بين الغياب المبرر وغير المبرر، فقد يشعر بعض أولياء الأمور بالظلم، مشيراً إلى أهمية وجود لجنة مدرسية تدرس الأعذار بعناية وتضمن العدالة.
على الجانب الآخر، يقول التربوي علي المهيري: «الغياب ليس مجرد رقم يُسجل، بل هو فجوة معرفية وسلوكية، تبدأ صغيرة وتكبر مع مرور الوقت، وقد تفضي إلى التسرب المدرسي أو تدني المستوى».
مضيفاً: «عندما يحضر الطالب بانتظام، فهو يكتسب ليس فقط المعرفة، بل عادات الالتزام والانضباط، وهي قيم أساسية يحتاجها في دراسته الجامعية وحياته المهنية».

تماسك العملية التعليمية


من جهته يقول محمد عبد الحكم (مُعلّم) بأحد مدارس دبي: لا شك أن الهدف النهائي من هذه الإجراءات هو مصلحة الطالب، فالحضور المنتظم يعني تماسك العملية التعليمية، والغياب المتكرر يعني خللاً في البناء المعرفي والسلوكي. وبين الانضباط والمرونة، تبرز الحاجة إلى وعي مجتمعي مشترك يرسخ أن الغياب ليس رفاهية، بل خسارة حقيقية للطالب ولمستقبله.
أما المُعلمات دينا حصوة، ومها صديق، وفاطمة سالم فيؤكدن أن الطالب المتغيب بشكل متكرر يفقد التواصل مع المنهج، ويجد نفسه متأخراً عن أقرانه، كما يضطر المعلم لإعادة شرح الدروس أو تخصيص وقت إضافي، وهو ما يرهق المنظومة بأكملها، وأوضحن أن اعتماد الدليل يرسخ ثقافة الالتزام، ويجعل الحضور قيمة أساسية لدى الطالب والأسرة، وهو ما ينعكس إيجاباً على سلوكياته وتحصيله العلمي.

ثقافة المسؤولية


بدورها، أكدت إدارات مدرسية عبر تعاميم أن الهدف من الدليل ليس العقاب وإنما تعزيز الحضور وترسيخ ثقافة المسؤولية، موضحة أن الالتزام بالحضور جزء من إعداد الطلبة لحياتهم المستقبلية، حيث سيتعاملون مع بيئات عمل لا تقبل التساهل في الغياب، كما ربطت بين الحضور المنتظم والتحصيل العلمي، مشيرة إلى أن التجارب السابقة أثبتت أن الطلبة الأكثر حضوراً هم الأكثر تفوقاً في الاختبارات، بينما يعاني المتغيبون بسبب فجوات معرفية يصعب تعويضها.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا