عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

«أبوظبي للصيد» وجهة ثقافية وتجارية وترفيهية متكاملة

يشهد معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2025 إقبالاً جماهيرياً واسعاً ومهيباً، حيث يجذب الزوار إلى أنشطته المتنوعة التي تجمع بين الثقافة، والتجارة، والترفيه، في تجربة متكاملة تنظمها مجموعة أدنيك، إحدى شركات مدن، بالتعاون مع نادي صقاري .
المعرض الذي يختتم فعالياته اليوم يشكل وجهة مثالية للعائلات ومحبي التراث، خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
يمتاز المعرض بتنوعه الثقافي الذي يتجاوز حدود الكتب والمطبوعات، ليشمل عروضاً تفاعلية وتجارب بصرية غنية. ففي جناح هيئة أبوظبي للتراث، يتعرف الزوار الى جوانب من تاريخ الإمارات، بينما يقدّم جناح «قصر الحصن» قصائد إماراتية مكتوبة على لوحات كبيرة، من بينها قصائد للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تتناول الصيد والصقارة، إلى جانب أعمال شعراء مثل ربيع بن ياقوت ومانع سعيد العتيبة.
أوضح خالد الحوسني، من فريق قصر الحصن، أن الجناح ينقسم إلى ثلاثة أقسام: تاريخ الصقارة، صور الصقارة والحكام، وإرث الصقارة كرمز ثقافي وهواية عالمية. كما يضم الجناح مقتنيات نادرة من هواة من مختلف أنحاء الدولة، منها جوازات سفر وتصاريح خاصة بالطيور، تسلط الضوء على أهمية الصقر كرمز وطني.
وفي قطاع الفنون والحرف اليدوية، تتفاعل الفنانة والمهندسة المعمارية سيلينا سري الدين مع الجمهور، مؤكدة أهمية الدراسة في صقل الموهبة الفنية. وقالت: «لاحظت اهتمام الزوار بتفاصيل العمل الفني، من نوعية الكانفس إلى مراحل تنفيذ اللوحة، مما يعكس وعياً متزايداً بقيمة الفن وتقنياته».
وفي عمق الصحراء، حيث تتناغم الرمال الذهبية مع عبق التاريخ وسكون الطبيعة، تبرز الاستدامة والحفاظ على دعائم جوهرية لصون الإرث الثقافي العريق للدولة وتجلّى بوضوح في فعاليات «معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية»، الذي لم يكتفِ بالاحتفاء بالأنواع الرمزية للمنطقة، بل تبنّى أحدث الابتكارات لضمان استمراريتها، لتغدو هذه الفعالية نموذجاً حياً يجمع بين الوفاء للماضي والرؤية المستقبلية نحو بيئة أكثر توازناً واستدامة.
ويُعد «برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور في البرية» من أبرز إنجازات الإمارات في المحافظة على البيئة، إذ انطلق من أبوظبي عام 1995 وتمكن حتى مايو 2025 من إعادة إطلاق 2,355 صقراً من نوعي الحر والشاهين في البرية بمناطق مختلفة في كازاخستان والدول المجاورة. وخلال عام 2025، أُطلق 81 صقراً (53 شاهيناً و28 حراً)، جُهزت جميعها بشرائح إلكترونية للتعريف وأجهزة تتبع عبر الأقمار الصناعية تعمل بالطاقة الشمسية، لمراقبة مساراتها وضمان بقائها في بيئاتها الطبيعية.
«مستشفى أبوظبي للصقور»، أحد أكبر المستشفيات المتخصصة في العالم، محور رئيس في هذه الجهود، بإجراء الفحوص الصحية وإعادة التأهيل، وتنظيم ممارسة الصيد بالصقور القانوني وتقديم توعوية وتعليمية.

رمز خالد


وإلى جانب هذه الطيور، تبقى الإبل رمزاً خالداً للثقافة الإماراتية، ففي دورة هذا العام من المعرض، كشف «مركز الإمارات لأبحاث التكنولوجيا الحيوية» عن إنجاز علمي بارز تمثل في استنساخ الإبل الخاصة بسباقات الهجن وجمالها.
ولا تتوقف رؤية أبوظبي عند الصقور والإبل، إذ تقود الإمارة أيضاً جهوداً رائدة في حماية وإكثار الحبارى.من جانبه يستعرض «نادي صقّاري الإمارات» مشاريعه ومبادراته في صون الصقارة والمُحافظة على التراث، خلال مشاركته في «معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية».
وشهد جناح النادي في المعرض إقبالاً لافتاً منذ اليوم الأول.أيضا، شهد جناح «نادي أبوظبي للصقارين»، في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، إقبالاً كبيراً من الناشئين، للاطلاع على عروضه المميزة وأنواع الصقور المختلفة وممارسة الصقارة، بهدف الحفاظ على التراث الإماراتي في نفوس الأجيال الناشئة.
إلى ذلك، أطلقت هيئة البيئة – أبوظبي رسمياً مساعدها الافتراضي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، الهادف إلى إحداث نقلة نوعية في أسلوب تواصلها مع الجمهور والمجتمع.
وطوَّرت الهيئة المساعد بالتعاون مع مجموعة «أكورد للأعمال»، في خطوة تعزِّز مكانة أبوظبي العالمية في الابتكار الرقمي والحوكمة المستندة إلى مبادئ الاستدامة.
وفي أروقة المعرض تجلّت روح الريادة والابتكار، عبر مشاركة متميزة لرائدات أعمال إماراتيات توَّجن النجاح والريادة في منصات الإبداع وقدّمن نماذج ملهمة في عالم الفروسية والصناعات المرتبطة بها، وسط أجواء تراثية نابضة بالحياة، برزت مساهماتهنّ في تطوير منتجات وتقنيات محلية الصنع وعالية الجودة وإطلاق مبادرات مبتكرة تجمع بين الأصالة والتجديد.نقلة نوعية
وفي تجسيدٍ لروح الابتكار الإماراتي الذي يجمع بين الأصالة والتكنولوجيا، كشفت رائدة الأعمال عفراء الظاهري، مؤسسة شركة «الشراغة» للصقّارة، عن ابتكار عالمي ونقلة نوعية في عالم الصيد بالصقور. فبعد أربع سنوات من العمل المتواصل في هذا المجال التراثي، أطلقت عفراء، تقنية فريدة تتمثل في ذكية تُثبت على برقع الصقر، تنقل مشاهد حية بدقة عالية عبر نظارات رقمية أو شاشات، لتمنح الصقّار تجربة غامرة وكأنه يرى العالم بعيني طائره المنطلق نحو الفريسة.
فيما لفتت رائدة الأعمال الإماراتية أسماء الحمادي، الأنظار بمشروعها المنزلي المبتكر «فور تيست سناكس»، الذي انطلق من مطبخها الخاص وتحول إلى علامة تجارية طموحة تسعى للتوسع عبر أفرع ومراكز تعليمية.
وفي زاوية أخرى من المعرض، لفتت رائدة الأعمال روضة المنصوري، بمشروعها الفني «الحور لأدوات الصيد والتخييم»، الذي يجمع بين الأصالة الإماراتية والابتكار العصري.
ويحتفي زوار معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2025 هذا العام بإرثٍ عريق بإضاءته على واحدة من أقدم وأرقى سلالات الكلاب في العالم، عبر مسابقة «الجمال للسلوقي العربي». وقد شملت المسابقة فئتي الذكور والإناث، إذ تنافست نخبة من أجمل كلاب السلوقي القادمة من مختلف أنحاء دولة الإمارات، في عرضٍ يجمع بين الأصالة والجمال العربي الأصيل.
وتُقام هذه المسابقة السنوية بتنظيم «مركز السلوقي العربي»، وتُعد من أبرز الفعاليات التي تستقطب اهتمام الزوار وعشاق التراث، فهي تحتفي بجمال السلوقي ورشاقته وذكائه والكلب العربي الأصيل الذي رافق البدو في رحلاتهم عبر الصحاري منذ القدم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا