دبي: حسن حمدي سليم
انطلقت، أمس، قمة الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية (EHS AI Summit)، التي تنظمها مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية على هامش معرض الصحة العالمي للتكنولوجيا الصحية، تحت شعار «تسريع تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية»، والتي تجمع نخبة من الخبراء والقادة وصناع القرار لمناقشة أحدث التطورات في الصحة الرقمية، وحوكمة الذكاء الاصطناعي، والتحليلات التنبئية، واستشراف مستقبل الأنظمة الصحية المستدامة.
أكدت مباركة إبراهيم، المدير التنفيذي لقطاع المعلومات بالإنابة، والرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن هذه القمة تمثل محطة استراتيجية في مسيرة المؤسسة نحو تعزيز ريادة دولة الإمارات في مجال الصحة الرقمية، مضيفة: «ننظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه منظومة متكاملة ورافعة استراتيجية قادرة على الارتقاء بجودة الرعاية وتسريع التشخيص وتخصيص العلاج وتحقيق كفاءة تشغيلية غير مسبوقة، مع الالتزام المطلق بأعلى معايير أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وحوكمة البيانات».
جودة الخدمات
وقالت مباركة إبراهيم ل «الخليج»، إن القمة والتي تعد الأولى من نوعها في المنطقة ناقشت آليات توظيف التقنيات الحديثة لرفع جودة الخدمات الصحية المقدمة، مشددة على انسجام القمة مع جميع الاستراتيجيات الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، لا سيما رؤية «نحن الإمارات 2031» و«مئوية الإمارات 2071»، نظراً لاستهدافها رفع كفاءة القطاع الصحي من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي.
وفي سياق متصل، واصلت فعاليات معرض الصحة العالمي للتكنولوجيا الصحية أعمالها لليوم الثاني، في مركز دبي التجاري العالمي، والمستمرة حتى اليوم، بمشاركة أكثر من 300 جهة عارضة و200 متحدث عالمي، ونحو 5,000 مشارك يمثلون أكثر من 30 دولة.
تجارب دولية
وشهدت المنصات الرئيسية للمعرض، «وورلد إكس» و«فيوتشر إكس» و«إكسليريت»، جلسات نقاشية وورش عمل تفاعلية استعرضت دراسات حالة عالمية وتجارب دولية، حول تطبيق التقنيات الحديثة في الرعاية الصحية، إلى جانب استشراف مستقبل الأنظمة التنظيمية، وتسليط الضوء على تحوّل منطقة الشرق الأوسط إلى مركز بارز للابتكار في مجال الصحة الرقمية.
إلى جانب انطلاق مسابقة الشركات الناشئة في مجال الصحة الرقمية، التي تتنافس خلالها أكثر من 40 شركة من مختلف الدول على جوائز تصل إلى 50 ألف دولار أمريكي.

إدارة الألم
كما تشارك «دبي الصحية» في معرض الصحة العالمي للتكنولوجيا الصحية بجناح مبتكر يستعرض أحدث مشاريعها الرقمية في مجال الرعاية الصحية، والتي تهدف إلى توفير حلول مبتكرة تسهم في تسريع التحول الرقمي في القطاع وتحسين تجربة المرضى، وكذلك يشهد عدداً من الجلسات النقاشية وورش العمل حول توظيف الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.
وقالت هند ماجد العبار، مدير إدارة تمكين الذكاء الاصطناعي في دبي الصحية، إن المؤسسة تشارك بمجموعة متميزة من المشاريع والمبادرات التي تعكس رؤيتها حول تسريع تبني الابتكار في قطاع الرعاية الصحية ومنها مبادرات «إدارة الألم من خلال الواقع الافتراضي» للأطفال المصابين بالثلاسيميا، إذ يرتدي الطفل جهاز «VR» لمشاهدة لقطات مختارة بعناية لجذب الانتباه والتفكير بعيداً عن عمليات الحقن التي عادة ما يخشاها الأطفال، و«الساعات الذكية التي تراقب ضغط الدم والنشرات الحيوية للمرضى».
وحدة العناية الافتراضية
وأضافت هند العبار ل«الخليج»، أن الجناح يستعرض أيضاً مشروع وحدة العناية المركزة الافتراضية التي تطبق بشكل تجريبي بمستشفى الجليلة للأطفال، والتي يتم من خلالها مراقبة مرضى العناية المركزة بواسطة الذكاء الاصطناعي، بما يسمح للطاقم الطبي بمتابعة عدد أكبر من المرضى بدقة وكفاءة عالية.
«الإمارات الصحية» تعرض 6 مشاريع مبتكرة
استعرضت مؤسسة «الإمارات للخدمات الصحية» عبر جناحها ستة مشاريع مبتكرة تجسد مساهمتها في دفع مسيرة التحول الرقمي وتسريع تبني أحدث الحلول الذكية في قطاع الرعاية الصحية بالدولة، ومنها «منظومة الذكاء المؤسسي لتعزيز دقة التشخيص المبكر وتحسين العمليات التشغيلية، وفحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة والذي يوفر تجربة رقمية متكاملة وسريعة عن طريق توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، و«نظام غياث لإدارة الطوارئ والأزمات» المصمم لرفع جاهزية المنشآت الصحية عبر لوحة تحكم مركزية وتطبيقات تنبئية مبتكرة، ومشروع التصوير التشخيصي بالذكاء الاصطناعي للكشف الاستباقي والمبكر عن أمراض مثل سرطان الثدي والسل الرئوي والسكتة الدماغية، إضافة إلى مشروع الذكريات الاصطناعية بالتعاون مع كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية لمساعدة مرضى الزهايمر على استعادة ذكرياتهم وتحسين جودة حياتهم.وأوضح الدكتور عمار حميد البنا، مدير مستشفى الأمل للصحة النفسية التابعة لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، ل «الخليج» أن مشروع «الذكريات الاصطناعية» يعد من المبادرات المبتكرة التي تهدف إلى تعزيز الصحة النفسية لكبار السن عبر استرجاع ذكرياتهم السابقة بطرق مبتكرة باستخدام الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن المؤسسة ناقشت عبر القمة والمعرض أحدث تطورات توظيف الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية والتحديات المرتبطة به، والجوانب الأخلاقية، والحلول المبتكرة التي من الممكن أن تسهم في تعزيز صحة الإنسان وجودة حياته.