عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية تطلق «مختبر البصائر السلوكية»

علي بن سباع المري: يشكل نقلة نوعية في آليات صناعة القرار

أحمد الخديم: خفض الإجازات المرضية من 1300 إلى 300 شهرياً

عبدالصمد البلوشي: البصائر السلوكية لتسوية أوضاع مخالفي الإقامة

في خطوة تعكس التزامها بالريادة في توظيف العلوم الحديثة لصياغة سياسات مبتكرة، أعلنت كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية إطلاق «مختبر دبي للبصائر السلوكية»، كمنصة بحثية تطبيقية رائدة متخصصة في توظيف العلوم السلوكية لفهم سلوك الأفراد وتحسين السياسات العامة والخدمات الحكومية. بحضور الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي للكلية ود. أحمد الخديم مدير مستشفى الفجيرة، والدكتور خالد الوزاني أستاذ الاقتصاد والسياسات العامة في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية والعميد عبدالصمد حسين البلوشي مساعد المدير العام لقطاع الريادة والمستقبل في الإدارة العامة للهوية وشؤون الأجانب بدبي، ونخبة من القيادات والمسؤولين والأكاديميين.


ويهدف المختبر إلى تمكين صنّاع القرار والمؤسسات الحكومية من تطوير سياسات وتدخلات أكثر تأثيراً وابتكاراً، استناداً إلى فهم معمّق للسلوك البشري وتطبيق الأدوات السلوكية الحديثة، بما يسهم في تعزيز جودة الحياة ورفع كفاءة الأداء الحكومي، ويواكب رؤية في استشراف المستقبل وصياغة حلول مستدامة للتحديات المجتمعية. ويقوم عمل المختبر على منظومة متكاملة تجمع بين قوة البحث الأكاديمي التي تتميز بها الكلية، ومرونة التجربة العملية المبنية على تحليل السلوك في السياق الواقعي، إلى جانب ريادة دبي في الابتكار والتصميم المرتكز على الإنسان.

تجسيد لرؤية القيادة


وقال الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، قائلاً: «يأتي إطلاق مختبر دبي للبصائر السلوكية تجسيداً لرؤية القيادة الرشيدة التي تضع الإنسان في قلب عملية التطوير الحكومي. فالمختبر يشكل نقلة نوعية في آليات صناعة القرار، من خلال الاعتماد على الأدلة السلوكية والتجربة العلمية لتعزيز فعالية السياسات العامة والخدمات الحكومية، إننا في الكلية ملتزمون بتوظيف خبراتنا الأكاديمية والبحثية لبناء قدرات مؤسسية قادرة على الاستفادة من العلوم السلوكية، بما يعزز تنافسية دولة الإمارات وريادتها العالمية في الابتكار الحكومي».


ومن جانبه قال الدكتور أحمد الخديم، مدير مستشفى الفجيرة التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، إن البصائر السلوكية أصبحت نظام عمل وأسلوب حياة في إدارة المستشفى، مؤكداً أنها أحدثت تغييراً ملموساً في بيئة العمل ورضا المتعاملين، وأسهمت في تحسين أداء الموظفين وتوعية المرضى.


وأوضح أن تطبيق هذه المنهجية بدأ منذ عام 2018 لمواجهة عدة تحديات رئيسية، أبرزها الارتفاع الكبير في عدد الإجازات المرضية التي كانت تصدر من الأطباء، حيث بلغت نحو 1300 إجازة شهرياً، مشيراً إلى أنه تم إجراء تدخل سلوكي بسيط، تمثل في إعداد قوائم تبين لكل طبيب عدد الإجازات التي يمنحها شهرياً ومشاركتها معهم من دون أي تهديد أو ترهيب، وخلال ثلاثة أشهر فقط انخفض العدد من 1300 إجازة إلى نحو 300 إجازة شهرياً.


وبين أن هذه التجربة، بعد تعميمها على 17 مستشفى و133 مركزاً صحياً تابعة للمؤسسة، أسهمت في تقليص أكثر من 36 ألف يوم عمل حكومي سنوياً، وهو أثر اقتصادي مباشر وملموس انعكس على كفاءة الموارد وجودة الخدمات الصحية.


وأضاف أن تحدياً آخر كان شعور الموظفين بالضغط وقلة الموارد البشرية، مشيراً إلى أنه جرى تكليف كل موظف بتحديد المهام التي يؤديها يومياً والوقت الذي تستغرقه، تحت إشراف الرئيس المباشر، موضحاً أن النتائج أظهرت أن نحو 90% من الموظفين يعملون بطاقة إنتاجية لا تتجاوز 60%، بينما وصلت إنتاجية 10% منهم إلى 90%.


وأكد أن هذه التجربة عالجت مشكلتين أساسيتين؛ الأولى تقليص الحاجة إلى موارد إضافية، والثانية توفير آلية أكثر عدلاً ووضوحاً في التقييم السنوي للأداء.


كما تناول الدكتور الخديم مشكلة عدم التزام المرضى بالمواعيد العلاجية، حيث لم تتجاوز نسبة الحضور 50%، بينما كان البقية إما يتغيبون تماماً وإما يحضرون في أوقات غير محددة، ما يسبب ضغطاً على الموارد ويؤثر في رضا المرضى والموظفين على حد سواء.


وأوضح، قمنا بتعديل صياغة الرسائل النصية التذكيرية، بحيث لا تقتصر على تذكير المريض بموعده، بل تضمنت رسالة إنسانية توضح أن عدم حضوره قد يحرم مريضاً آخر من الاستفادة؛ هذا التدخل البسيط رفع نسبة الالتزام بالمواعيد إلى 85%.


وأشار إلى أن من بين التحديات أيضاً اعتياد بعض المرضى إرسال السائقين أو العمال المنزليين لاستلام الأدوية بدلاً عنهم، ما كان يسبب خللاً في جودة الخدمة، وتمت معالجة ذلك عبر ربط استلام الأدوية بإجراء فحص دوري كل ثلاثة أشهر، ما عزز من حضور المرضى ومتابعتهم العلاجية بشكل أفضل.


كما أكد الدكتور أحمد الخديم أن هذه المبادرات لم تقتصر نتائجها على مستشفى الفجيرة فحسب، بل جرى تعميمها على مستوى المؤسسة، الأمر الذي أسهم في حصول مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية على جائزة استثنائية في تبسيط الإجراءات وتقليل البيروقراطية في توصيل الأدوية للمنازل.


من جانبه، استعرض العميد عبدالصمد حسين سليمان البلوشي، مساعد المدير العام لقطاع الريادة والمستقبل في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، تجربة توظيف البصائر السلوكية في خدمات الإقامة والمخالفين، فضلاً عن تعزيز رضا وإسعاد الجمهور، مؤكداً أن استخدام هذه المنهجية يعد من الأدوات التي أسهمت في تصدر دولة الإمارات مؤشرات الأمن والأمان وتعزيز تنافسيتها في مختلف المجالات.


وتطرق العميد البلوشي إلى مبادرة تطبيق البصائر السلوكية خلال مهلة تسوية أوضاع مخالفي نظام الإقامة في الإمارة، حيث جرى العمل على إعادة توظيفهم عبر معارض وفرص جديدة للاستفادة من خبراتهم وتوفيق أوضاعهم، وأضاف أن المنهجية العملية الواضحة التي تبنتها «إقامة دبي» في تحليل البيانات أسهمت في تحفيز المتعاملين ورفعت مستوى جودة حياتهم.


وأشار إلى أن إسعاد المجتمع يمثل هدفاً رئيسياً للإدارة، حيث يجري العمل وفق أفضل الممارسات العالمية، كما تم توسيع نطاق تطبيق نظام البصائر السلوكية عبر لجنة مختصة تتابع بشكل مستمر من خلال وحدة تنظيمية ترصد السلوكيات وتعمل على تطبيق التدخلات السلوكية لتحقيق الأثر المطلوب.

نخبة من الأكاديميين


ويضم فريق المختبر الذي ينضم لقائمة الدول الرائدة في هذا المجال، نخبة من الخبراء والأكاديميين المتخصصين في الإدارة العامة والسياسات والاقتصاد السلوكي، من بينهم الدكتور عبد العزيز استيتية، مستشار اقتصادي أول في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي بدبي، والدكتور أحمد عبيد الخديم، مدير مستشفى الفجيرة – مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، والعميد عبد الصمد حسين سليمان، مساعد المدير العام لقطاع الريادة والمستقبل في الإدارة العامة للهوية وشؤون الأجانب بدبي، والأستاذ صالح سليم الحموري، خبير التدريب والتطوير في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، والأستاذ الدكتور يوسف الغلاييني، أستاذ الإدارة العامة ومدير برنامج الماجستير التنفيذي في الإدارة العامة في الكلية، والأستاذ الدكتور خالد واصف الوزني، أستاذ الاقتصاد والسياسات العامة في الكلية وعضو مجالس إدارة متعددة، بما يضمن توظيف خبراتهم المتنوعة في دعم الأبحاث التطبيقية وتطوير حلول مبتكرة تعزز فاعلية السياسات العامة.

مبادرات


ومن بين المبادرات المبتكرة التي يقدمها المختبر، مختبر «الندجثون» الذي يجمع فرق عمل متعددة التخصصات لتطوير حلول قائمة على مبادئ البصائر السلوكية ضمن إطار زمني محدد، بما يعزز الابتكار التعاوني ويتيح اختبار حلول قابلة للتطبيق والتعميم. كما يتبنى المختبر مراحل عمل واضحة تبدأ بتحديد المشكلات السلوكية ورصد الظواهر، مروراً بالتشخيص والبحث والتحليل، وصولاً إلى تصميم التدخلات وتنفيذها ميدانياً، ثم جمع البيانات وتقييم النتائج، وانتهاءً بالتوثيق والتعميم المعرفي بما يضمن استدامة الأثر، في حين من المقرر تنظيم أول «ندجثون» بالشراكة مع الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا