عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

«القرق الخيرية» تنتشل فتاة من براثن مرض روماتيزمي

«الخليج» تضيء على قصص إنسانية مؤثرة، تجسد قيم الرحمة والتكافل في مجتمعنا، لنروي حكايات أولئك الذين يبحثون عن بصيص أمل، والذين يمدّون أياديهم بالعطاء، ليبقى الخير لغة مشتركة تجمعنا.
لم تكن «أ.ت» تدري أن حلمها الكبير سيتعثر بمرض قاسٍ يغيّر مسار حياتها، يحول ابتسامتها دموعاً، وفرحة تخرجها الجامعي إلى جولات مرهقة بين العيادات والمستشفيات. فبينما كانت تستعد لبدء مسيرتها العملية في الهندسة الطبية، وجدت نفسها أسيرة روماتيزم مزمن أثقل خطواتها وأرهق أسرتها المتواضعة التي تكافح بصمت لتأمين قوت يومها. وفي لحظة عجز، طرقوا أبواب الأمل، فجاءهم العون من أيادٍ بيضاء أعادت لهم الحياة.

مستقبل لائق


كانت متفوقة في دراستها، تحلق بخفة كالفراشة بين أحلامها وواقعها، ترسم مستقبلاً يليق بتفوقها. وفي المرحلة الثانوية كبرت معها طموحاتها، حتى اقتربت من حلمها الذي جمع بين شغفها بالهندسة والطب والعلوم الحيوية، علّها تسهم يوماً في تصميم تقنيات طبية تُحسّن حياة المرضى. وعندما حجزت مقعدها في تخصص الهندسة الطبية، شعرت بأنها تخطو بثقة نحو مستقبل مشرق. تخرجت، وفي قلبها زهو كبير بإنجازها، غير أن القدر خبّأ لها منعطفاً موجعاً؛ إذ أصيبت بمرض روماتيزمي مزمن أثقل أحلامها قبل أن تبدأ، وبدّل ابتسامتها دموعاً، وفرحة شهادتها الجامعية إلى رحلة طويلة بين الأشعة والرنين ووصفات الأدوية الثقيلة.
الطريق الذي حلمت أن تمضي فيه بين المختبرات ومشاريع التطوير الطبي، تبدل إلى طريق شائك، أيامه بين العيادات والآلام، ولياليه مثقلة بالدواء والأنين.
لم تواجه التجربة وحدها، فقد شاركتها أسرتها المتواضعة صراعها بصمت. أب مسنّ أنهكه العمر فلم يعد يقوى على العمل، وأم براتب متواضع يكاد لا يغطي الإيجار وقوت اليوم، فكيف بعلاج باهظ يفوق طاقتهم! ومع تدهور حالتها، ازداد ثقل الهموم، حتى لم يجدوا بداً من طرق أبواب الخير.

استجابة سريعة


وهناك جاءت الاستجابة سريعاً من مؤسسة «عيسى صالح القرق الخيرية»، حيث أكدت الدكتورة رجاء عيسى صالح القرق، رئيسة مجلس الإدارة، أن المساعـــــدات ستستمر لها حتى يكتب الله لها الشفاء، مشددة على أن هذه المبادرات جزء أصيل من رسالة الجمعية في دعم المحتاجين.
وأضافت أن المؤسسة تكفلت بمصاريف علاجها منذ بداية المرض، بنحو 100 ألف درهم حتى الآن، حرصاً على ألاّ يُترك مريض يواجه قسوة الألم وحده، وأنها مستمرة في علاجها إلى أن تشفى منه نهائياً.
ومـــنذ تأسيسهـا عام 2010، تواصل المؤسسة جهودها في تقديم المساعدات ودعم المبادرات الإنسانية والاجتماعية في مختلف المجالات.
واليوم، تجلس الشابة في بيتها، تلتقط أنفاسها بهدوء، محاطة بابتسامات أسرتها وامتنانهم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا