في زحمة الحياة وضغوطها، هناك قصص إنسانية نابضة بالأمل، تجسد قيم الرحمة والتكافل في المجتمع. من بين تلك القصص، قصة أب مكافح خسر عمله، لكنه لم يخسر إيمانه بأن الله لا يخذل من يسعى، حيث أراد أن يبقى حلم ابنته المتفوقة حياً، بعد أن ضاقت به السبل وتراكمت عليه الديون، حتى جاءت جمعية «دار البر» لتعيد النور إلى بيته، وتمنحه الأمل بأن الخير ما زال حاضراً في هذا الوطن.
في زاوية صغيرة داخل شقة متواضعة كان الأب يجلس في حيرة، يحتضن أوراق ابنته الجامعية التي عجز عن سداد رسومها. كانت نظراته تائهة بين الأمل واليأس، وبين الخوف من أن يرى الحلم الذي تعب لأجله يتبدّد أمام عينيه. لم يكن يريد شيئاً لنفسه فقط أراد أن يرى ابنته تكمل طريقها نحو النجاح، وأن تصبح مهندسة.
فقد الأب عمله فجأة، وتراكمت عليه الديون والإيجار وتكاليف المعيشة، حتى بات عاجزاً عن تأمين أبسط احتياجات أسرته، وكلما نظر إلى ابنته المتفوقة في جامعة عجمان، وتدرس الذكاء الاصطناعي، شعر بوخز العجز يثقل قلبه.
لم يشأ أن يخبرها بحقيقة وضعهم، فكان يخفي وجعه بابتسامة مطمئنة، بينما في داخله كانت العاصفة تشتد.
وفي إحدى الليالي، حين لم يجد مخرجاً، قرر أن يكتب رسالة إلى جمعية دار البر، يروي فيها قصته، ويطلب المساعدة لإنقاذ مستقبل ابنته. كتبها بدموعه قبل حروفه، ولم تمضِ أيام قليلة حتى جاءه الاتصال الذي غيّر كل شيء.
جاءت البشرى من الجمعية تخبره بتكفّلها الكامل بسداد رسوم ابنته بمبلغ 147 ألف درهم، إلى أن تُكمل دراستها وتتخرج. لم يتمالك نفسه.. بكى بدموع الفرح واحتضن ابنته التي لم تصدّق أن الله استجاب لدعائها.
في تلك اللحظة، لم يكن المبلغ هو ما أعاد إليه الحياة، بل الإحساس بأن هناك من يمدّ له أيادي الخير ويقول له «لست وحدك»
استطاعت جمعية دار البر أن ترسم البسمة على وجوههما، وأن تعيد الحلم إلى مساره، ولم تكن تلك الحكاية سوى واحدة من عشرات القصص التي تصنعها كل يوم، حين تختار أن تستثمر في الإنسان، وتزرع الأمل في قلوبٍ أنهكها العوز.
ففي كل بيت متعفّف، هناك أب يشبهه، يقاتل بصمت لأجل أطفاله، وفي كل حلم مهدد بالضياع، هناك جمعية تحمل رسالة الخير، وتؤمن أن دعم طالب العلم هو أسمى أنواع العطاء.
من جانبه، أكد عبدالله علي بن زايد الفلاسي، الرئيس التنفيذي للجمعية، أن هذه المساعدة تأتي ضمن البرامج المجتمعية والإنسانية التي تهدف إلى دعم الأسر المتعففة، وتخفيف الأعباء المادية عنها، ومساندة الحالات التي تمر بظروف صعبة، عبر تقديم الدعم المناسب لكل حالة وفق احتياجاتها.
وأشار إلى أن دعم الطلبة غير القادرين وتوفير سبل التعليم لهم يمثل أحد أركان العمل الخيري للجمعية، إلى جانب تلبية احتياجات محدودي الدخل ودعم مختلف أوجه الخير في المجتمع، تحقيقاً لرسالة الجمعية في تعزيز قيم التكافل الإنساني، والارتقاء بحياة الأفراد والأسر نحو الأفضل.
وما زالت الجمعية تمضي في طريقها، تتلمّس احتياجات الناس، وتفتح أبوابها لمن ضاقت به السبل، لتقول للجميع: «إنه لا شيء يعيد للحياة معناها مثل يدٍ تمتد بالعطاء».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.