55 عاماً من بزوغ النجم، وريادة الفكر، واعتدال المواقف، تمر اليوم على صدور العدد الأول من صحيفة الخليج، التي ولدت كبيرة في 19 أكتوبر 1970، على يد الشقيقين المغفور لهما تريم عمران تريم، وعبد الله عمران تريم، رحمهما الله.
ومنذ انطلاقها جاءت راسخة الخطى، واضحة الرؤية، محددة الأهداف، قومية عروبية، جسد فيها الشقيقان أفكارهما المستنيرة، وخطواتهما الواثقة في بلاط «صاحبة الجلالة»، بتفرد وامتياز، على مدار مسيرة الصحيفة في المنطقة، عبر بصماتهما المميزة في صفحتها الأولى، برؤاهما المنطقية الواضحة، وآرائهما الموضوعية.
على مدار السنوات، واصلت «الخليج» السبق، في كل ما تنشره من أخبار محلية وعربية وعالمية، ومتابعات متنوعة، ومتابعات لأحداث وقضايا، وتحليلات منطقية، وموضوعية، لا تجنح إلى طرف على حساب آخر، ولا لموقف ضد غيره، فالصدقية عهد مؤسسيها منذ قررا إطلاق منبر إعلامي لا يحيد ولا يجنح، ولا يُستقطب أو يُستمال، ولا يسقط في فخ مجاملات ومراوغات، فعهدهما الموضوعية، ونبراسهما الالتزام في الكلمة، والموقف، وهدفهما منبر إعلامي مكتمل الكينونة، أصيل الثوابت.
موقع لا يبارى
«الخليج» صاحبة مكانة مشهودة، وموقع لا يباريه آخر، في سجل معايشتها للأحداث الجسام التي شهدتها الإمارات منذ سنوات طوال، والأهم في ذلك مواكبتها قيام وتأسيس اتحادها على يد الآباء المؤسسين المغفور لهم، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وإخوانهما، طيّب الله ثراهم، حيث كانت داعماً رئيسياً في ذلك، فضلاً عن مشاركة الشقيقين البارزة في مفاوضات تأسيس وبناء دولة الاتحاد بعملهما في المؤسسات والوزارات الاتحادية.
ويؤكد وصف صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، «الخليج» بأنها «ليست مجرد صحيفة بل تاريخ وطن، ومرآة تعكس صورته الحضارية، مكانتها، وموقعها المشهود، حيث الصحيفة - وفقاً لقول سموّه- وثقت جهود الدولة وأهدافها في مسارات التنمية والتقدم، وساهمت في نشر الوعي، وإبراز الإنجازات التي تحققت بفضل رؤى القيادة الرشيدة، وتضحيات الشعب».
ويشهد مسؤولو الدولة مرافقة «الخليج» خطوات تطورها، وتقدمها، في الجوانب المتنوعة، وعلى الصعد المختلفة، بمتابعات صحفية شاملة للمجريات كافة، من دون ترك شاردة، أو إهمال واردة، وفي ذلك لاتزال تواصل مسيرتها باقتدار غير منقوص، وتقدم لا يتراجع.
.. وللقصة بداية
تشكل بداية «الخليج» قصة إرادة حديدية للشقيقين لم تلن أمام الصعوبات التي واجهتهما، والمنغصات، والحروب المختلفة التي تعرضا لها داخلياً وخارجياً، فمنذ تولدت الفكرة داخلهما، بترسيخ منبر إعلامي بارز في المنطقة، يعبر عن احتياجات أهلها، وقاطنيها، ويطرح مطالبهم، وينقل أحلامهم، وآمالهم، وأمنياتهم، كانت المسيرة صعبة، وتنفيذ مفرداتها أصعب، وإمكاناتهما المادية في سبيل ذلك ضئيلة ومحدودة، وتكاد لا تفي، أو – بالأصح- لا تكفي بالفعل، ولا توازي متطلبات تحقيق حلمهما، إلا أنهما تمسكا بالأمل، وتسلحا بالتصميم، واتخذا قرارهما بعدم التراجع أو الاستسلام، مع تأكيدهما الدائم لنفسيهما أن صعوبات أول الطريق، ترافقها المشقة والتعب، والعنا، إلا أنها ستهون عند رؤية النجاح، والتفوق.
وفي التفاصيل، وعن بداية تفكير الشقيقين تريم عمران وعبد الله عمران، في العمل الصحفي إجمالاً، إلى أن أسسا «الخليج»، نجد أنه في عام 1968 كانا ضمن الوفد الرسمي لإمارة الشارقة في المفاوضات التي سبقت قيام الاتحاد، ولم يكن الوضع السياسي في أفضل حالاته، بل كان متأزماً، ومقلقاً، وينذر بمخاطر جمّة، وصعوبات ستواجهها الإمارات، وفقاً لقول تريم عمران وقتذاك: إن السبب كان لعدم وجود كيان سياسي واحد يستطيع التعامل مع احتمالات المستقبل، لذا كان من الأهمية بمكان الدعوة إلى إقامة كيان قادر على مواجهة التحديات، والعمل على تحقيق وحدة المنطقة، في ضوء تزايد أهميتها الاستراتيجية، بعد تدفق النفط في أراضيها.
مجلة الشروق
كان أن اتفقا على إصدار أول صحيفة سياسية لشرح تفاصيل المنطقة، ومجرياتها، وأحداث واقعها، وعملا في البداية على إصدار مجلة سياسية شهرية، هي الشروق، إلى أن فكّرا في إصدار صحيفة، ولم يكن ذلك سهلاً أمامهما، فمحدودية إمكاناتهما المادية لم تكن تسمح بحال لهما بذلك، فضلاً عن عدم وجود مطابع مؤهلة في الإمارات. وبعد تفكير قررا التوجه إلى دولة الكويت، واختارا الناشر فجحان هلال المطيري، الذي كان يصدر مع زوجته غنيمة فهد المرزوق، مجلة أسرية باسم أسرتي، وكانا يمتلكان مطبعة حديثة، وإكراماً للشقيقين وافق المطيري على طباعة مجلة الشروق، وصحيفة الخليج لاحقاً، وتحت الحساب.
وأتاح المطيري للشقيقين استغلال العناصر «الطبوغرافية» المتوفرة في مطبعته لإبراز المادة التحريرية، وإخراجها، وكان تريم عمران يحمل في الأسبوع الأخير شهرياً، المادة الصحفية التي تكتب في الشارقة إلى الكويت، ويعود بها مطبوعة، ولم يقتصر الأمر على المشقة التي كان يواجهها في ذلك، حيث واجهت «الخليج» منذ يوم صدورها الأول، حروباً أخرى مهنية وسياسية، لشعور أصحاب الصحف في الكويت بأنها دخيلة عليهم، فطالبوا الحكومة الكويتية بوقف إصدارها في بلادهم، ولم ينجحوا في ذلك.. وواصلت «الخليج» طريقها في الصدور، بقوة وتميز، وتفرد في جوانب عدة، ولا تزال كذلك، في المنطقة كلها.
كبوة وانفراجة
في 29 فبراير عام 1972، كلف المغفور له الشيخ زايد بن سطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، تريم وعبد الله عمران، بمهام في خدمة دولة الاتحاد، فقررا إيقاف «الخليج» عن الصدور، فتوقفت «الخليج» عن الصدور، وبعد عشر سنوات، وتحديداً في 5 إبريل 1980، استأنفت «الخليج» نشاطها، وتفرغ المغفور لهما تريم وعبد الله عمران، لقيادتها على التوالي عبر مجلس إدارتها الذي تولاه بداية الراحل تريم عمران تريم، ثم الراحل الدكتور عبد الله عمران تريم.
خطوط طباعة الأحدث عالمياً
واكبت صحيفة الخليج التطور التكنولوجي في العالم، في خدمة الصحافة والطباعة لديها، بالمداومة على تطوير مطابعها، وإضافة خط طباعة جديد إلى خطوط الطباعة الموجودة، مع تزويد المطبعة بأحدث الأجهزة التي تعمل على تطوير المواصفات، ليكون ضمن أفضل المنتجات العالمية.
واستحدثت مؤسسة «دار الخليج» عام 2011 خطاً جديداً للمطبعة، لديه قدرة على طباعة 40 صفحة من صفحات الجريدة ملونة، فيما تتميز المطبعة الجديدة بقدرة إنتاجية عالية، حيث تطبع 50 ألف نسخة من الجريدة في الساعة في حال استخدام المجفف، و70 ألفاً في الساعة في حال عدم استخدامه. وتعد المطبعة الجديدة، وهي من إنتاج شركة «مان رولاند» (كرومو مان)، من أحدث المطابع العالمية، ومجهزة بأحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا المطابع.
صديقة للبيئة
كما تمتاز المطبعة الجديدة بكونها صديقة للبيئة، وهي مزودة بجهازي «أفتر بيرنر» يحرقان الدخان الناتج عن الأفران والمصبغة، ويحولانه إلى غاز طبيعي صديق للبيئة، ومن دون رائحة، ولا يضر بصحة الإنسان. كما تحرق أجهزة الحرق المرفقة بالمطبعة، كامل المخلفات ولا تخرج إلا هواء نظيفاً تماماً.
وبإضافة الخط الجديد إلى الخطوط الثلاثة السابقة التي تضمها مطابع «دار الخليج»، تصبح مطابع «الدار» قادرة على طباعة 4 صحف في الوقت نفسه، وتأتي هذه الخطوة، لمواكبة الجديد في عالم المطابع، وفنيات عمل الصحف الملونة بالكامل، وانسجاماً مع رؤية «الخليج»، وحرصها الدائم على تطوير كل أقسامها الفنية والتحريرية.
نوعية فاخرة
تقدم المطبعة الجديدة نوعية فاخرة من الطباعة، أعلى بكثير من النوعية الصحفية المتعارف عليها، ويتحكم جهاز السيطرة فيها بأغلب العمليات بما فيها أجهزة التحضير للطباعة، فضلاً عن تقنيتها الطباعية المتقدمة، فهي تتكون من ثلاثة مستويات عمودية عكس الآلات التقليدية التي تمتد أفقياً.
ويحتوي المستوى الأول على حاملات الورق، أما الثاني فيضم وحدات الطباعة والتشغيل. ويتكون الثالث من أجهزة التنشيف والتبريد. كما أن هذه الآلات مصممة لتعطي بدائل مختلفة، بالألوان، أو تركيب الصفحات، أو نوعية الطباعة، أو المساحة المطلوبة للآلات.
من وحدة لمركز دراسات
تأسس مركز الخليج للدراسات في إطار مؤسسة دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر في منتصف 1980، وكان تطور من قسم صغير للدراسات إلى وحدة متخصصة عام 1999. ثم في 2004 تطور إلى مركز للدراسات، يُعنى بإصدار الكتب، والبحوث والتقارير، وينظم الندوات العلمية، والثقافية الفكرية المتخصصة، كذلك الندوات والمؤتمرات المتخصصة، وإصدار الكتب المهمة.
وبمرور السنوات تطورت «الخليج»، ومن 8 صفحات انطوى عليها عددها الأول إلى الكثير حالياً، فضلاً عن الملاحق المصاحبة لها، مع إصدارها صحيفة «غلف توداي» اليومية، بالإنجليزية، ودخولها عالم الصحافة الرقمية بامتياز.
إدارات بارزة
بالمرور على إدارات «الخليج» نجد إدارة التوزيع أسست عام 1980، للإسهام في نشر المعرفة، عبر إيصال الصحيفة إلى أكبر عدد من القرّاء في أسرع وقت، وتعدّ من الإدارات السباقة إلى إدخال مهنة توزيع الصحف والمجلات في دولة الإمارات.
وإدارة الإعلان والتسويق، أحد أبرز الأعمدة الأساسية في هيكلية العمل ضمن دار «الخليج»، وتشكل رافداً حيوياً لنشاطها، ونافذة حيوية للدار في تقوي لحمة تواصلها مع مختلف الجهات.
ومركز المعلومات أحد أهم أركان العملية التحريرية، لتعامله مع الأقسام المختلفة المسؤولة عن إصدارات مطبوعات «الخليج». وأحد أقدم الأقسام في الإمارات، لارتباط تأسيسه بتاريخ إطلاق الجريدة.
موقع رقمي
لموقع جريدة الخليج على «الإنترنت»، ومواقع التواصل، أهمية مقارنة بالمواقع الإخبارية في المنطقة، حيث يواكب كل جديد، بتميز لافت، وموضوعية لا يداخلها تطرف، فضلاً عن تطوير الصحيفة وسائل التواصل لديها، وتوظيفها مختلف مجالات التقنية في عالم النشر والطباعة، مع منصات تواصلها التي تحظى بمتابعة مشهودة من مشارق الأرض ومغاربها، بما أضحت معه قادرة على الوصول إلى القارئ أينما كان وفي أي وقت.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.