عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

رجل يهزمه المرض فتنقذه جمعية دار البر

«الخليج» تفتح نافذة على قصص إنسانية نابضة بالأمل، تجسد قيم الرحمة والتكافل في مجتمعنا، فنروي حكايات أولئك الذين يتعثرون في طريق الحياة، ثم يجدون أيادي العطاء تمتد إليهم، لتعيد إليهم معنى الانتماء، وليبقى الخير لغة مشتركة تجمعنا.

واليوم في زاوية من زوايا العطاء التي لا تنضب في دولة ، تتجلّى قصص إنسانية ترويها أيادٍ امتدت بالخير لتمنح الأمل لمن كادت الحياة تسلبهم قوتها، من بين هذه القصص؛ حكاية أبٍ فقير، فقد عمله، ووجد نفسه يصارع مرضاً خطراً في جسده الضعيف، لكن دفء الإنسانية كان أقوى من الألم.

لم يكن المساء مختلفاً عن سابقيه، سوى بثقل الصمت الذي خيّم على البيت الصغير.

جلس الأب على كرسيه الخشبي القديم، يتأمل وجوه أسرته التي يكسوها القلق بصمتٍ موجع. زوجته تراقبه بعينين دامعتين، وابنتاه تلتفان حوله كمن تخشيان فقدان السند الأخير.

كان الرجل قد فقد وظيفته قبل عامين بعد أن كبرت سنّه، فلم يجد من يمدّ له يد العمل إلّا جمعية شعبية متواضعة، منحته وظيفة خفيفة براتب بالكاد يكفي قوت يومهم. لكنه كان يرضى بالقليل ما دام قادراً على الكدّ بكرامته، غير أن القدر كان يخبّئ له ما هو أقسى من الفقر.

بدء الألم

بدأت الحكاية بوخزٍ خفيف في جسده، تحول مع الأيام إلى ألمٍ حادٍّ يخترق أحشاءه كخنجرٍ بطيء. ظنّها بداية تعبٍ عابر، لكنه ما لبث أن صار طعناً متكرراً يوقظه من نومه كل ليلة.

وحين لم يعد يقوى على الاحتمال، قصد المستشفى بخطواتٍ متثاقلة. جلس أمام الطبيب ينتظر الحكم المجهول، فيما كان قلبه يقرع كطبول الخوف. رفع الطبيب نظره من الأوراق وقال بصوتٍ متّزن:

النتائج تشير إلى وجود ورم في الجهاز العصبي.. من الدرجة الرابعة.

تجمّدت الكلمات في أذنيه، وسقط قلبه كالحجر في قاع صدره؛ ارتجف صوته وهو يهمس: وهل من علاج؟

أجابه الطبيب محاولاً تهدئته: الأمر معقد، يحتاج إلى جراحة دقيقة، تليها جلسات علاج مكثفة؛ لا تقلق، بإذن الله ستتحسن، ولديك تأمين طبي بالطبع؟

ابتسم الأب بمرارة، وأمال رأسه وهو يهمس بصوتٍ خافتٍ كمن يتحدث إلى نفسه: عن أي تأمين تتحدث يا دكتور؟

خرج من المستشفى مثقلاً بالهمّ والأرق، يحمل تقريراً طبّياً وقلقاً مفرطاً تجاه المستقبل. كان العلاج يتطلب 130 ألف درهم.. وهو مبلغ يفوق أحلامه وحدود قدرته. طرق كل باب يعرفه، وعاد من معظمها بخيبة.

تمت الموافقة

لكن الأمل لا يُغلق بابه. دلّه قسم الخدمة الاجتماعية على جمعيات خيرية قد تساعده. وبقلبٍ يملؤه الرجاء، قدّم أوراقه وهو يردد في سره الأب الذي لم يتوقف يوماً عن التضرّع «يا رب لا ترني ضعف نفسي أمام أولادي». بعد أيام من الانتظار، جاءه الاتصال المنتظر، تمت الموافقة على تغطية المبلغ المتبقي من كلف علاجك، 30 ألف درهم. سيتكفل به الخيّرون.

أغلق الهاتف، واغرورقت عيناه بدموعٍ صامتة. لم يكن يدري أكان يبكي فرحاً أم امتناناً أم خجلاً من عجزه.

أُجريت الجراحة بنجاح، وتعافى الأب بعد رحلة علاج طويلة. واليوم، يجلس في ركن بيته البسيط، يبتسم لابنه الصغير وهو يلعب أمامه، بينما تهمس زوجته بحمد الله على النعمة والعافية.

لم ينسَ يوماً أولئك الذين انتشلوا حياته من حافة الفقد، فأصبح يردد لكل من يلقاه: ما دامت في الأرض قلوبٌ كريمة، فإن اليأس لا مكان له بيننا.

دعم ومساعدة

أكد عبدالله علي بن زايد الفلاسي، الرئيس التنفيذي لجمعية دار البر، أن الجمعية تتعامل مع المساعدات وفق نظام تكافلي شامل، لا يقتصر على الدعم المالي فقط، بل يمتد ليشمل الإرشاد الاجتماعي والمتابعة المستمرة للحالات المستفيدة، بهدف تمكينها من الاستقرار، وتحقيق الاكتفاء الذاتي على المدى البعيد.

ولفت إلى أن استمرار المساعدات بهذا الزخم ما كان ليحدث لولا ثقة المحسنين والمتبرعين الذين يشكلون الداعم الأساسي لأنشطة الجمعية داخل الدولة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا