لا شك أن سلسلة Donkey Kong Country من أكثر الألعاب التي شكلت طفولة جيل التسعينيات، حيث ارتبطت بالأوقات الجميلة وأيام البساطة التي تمثل العصر الذهبي لألعاب الفيديو. لذلك، كان إعلان نينتندو واستوديو Retro عن إعادة إحياء السلسلة الكلاسيكية لجهاز Wii بمثابة حلم تحقق لعشاق المنصات. التحدي الكبير كان في إعادة تقديم تجربة تُحاكي الحنين الذي نحمله للعبة الأصلية، مع ضمان تميزها عن كونها مجرد نسخة محدثة. النتيجة؟ Donkey Kong Country Returns هي تجربة مذهلة تجمع بين الأصالة والحداثة، مقدمة مغامرة مليئة بالتحديات واللحظات التي تعيدنا إلى أجواء الطفولة.
تبدأ اللعبة بحبكة بسيطة تُذكرنا بوضوح بالسرد القصصي في الألعاب الكلاسيكية. عصابة Tiki Tak Tribe الشريرة تسرق مخزون الموز الخاص بدونكي كونغ، مما يدفعه هو وديدي كونغ للانطلاق في رحلة محفوفة بالمخاطر لاستعادة ما سُلب منهم. على الرغم من بساطة القصة، فإن اللعبة تنجح في إعادة الشعور بالسحر الذي ميّز الألعاب القديمة. المشاهد السينمائية القصيرة مليئة بالطرافة والشخصيات الحيوية، مما يضيف لمسة خفيفة تناسب جوهر اللعبة دون تعقيد القصة أو تشتيت الانتباه عن أسلوب اللعب.
الحنين إلى الماضي هو جوهر هذه التجربة. فكل خطوة في اللعبة تمثل إعادة تصور للعوالم التي عشقناها في التسعينيات. الغابات الكثيفة، الشواطئ المشمسة، الكهوف المظلمة، وحتى العربات المتدحرجة التي اشتهرت بها السلسلة، تعود هنا بحلة مدهشة ومعاصرة. ومع ذلك، نجح استوديو Retro في تقديم إضافات جديدة لتوسيع نطاق اللعبة دون أن تفقد جوهرها. التصميم البصري مليء بالتفاصيل الدقيقة، مما يجعل كل مشهد ينبض بالحياة. على سبيل المثال، يمكن ملاحظة كيف تتحرك الأشجار بفعل الرياح أو كيف تتغير الإضاءة في المراحل تحت الماء، مما يبرز شغف المطورين لإحياء العوالم الكلاسيكية بلمسات معاصرة.
أسلوب اللعب هو التحدي والمتعة في آنٍ واحد. اللعبة تلتزم بتقديم تجربة منصات تتطلب الدقة والمهارة، وهو ما يميزها عن العديد من الألعاب الحديثة التي تميل إلى التسهيل المفرط. كل مرحلة مصممة بعناية لتقدم تحديات متنوعة، من القفز على الأعداء إلى تجنب الأفخاخ والتفاعل مع البيئة بشكل مبتكر. ومع ذلك، فإن قلة نقاط الحفظ (Checkpoints) في بعض المراحل تُعتبر من أبرز العيوب. هناك شعور بالإحباط أحيانًا عندما تخسر تقدمك بسبب خطأ صغير وتُجبر على إعادة مرحلة كاملة. بينما يُنظر إلى هذا العنصر كجزء من روح الألعاب الكلاسيكية، إلا أن تحقيق توازن أفضل كان سيجعل التجربة أكثر سلاسة للاعبين الجدد.
ديدي كونغ يلعب دورًا أساسيًا، خاصة في وضع اللاعب الفردي. حقيبته النفاثة توفر أداة حيوية تمنحك وقتًا إضافيًا في الهواء، مما يسهل تجاوز العقبات الصعبة. وفي الوضع الجماعي، يتضاعف المرح حيث يمكن لكل لاعب التحكم بشخصية واحدة، مما يشجع على التعاون ويُضيف بُعدًا اجتماعيًا ممتعًا. ومع ذلك، فإن استخدام مستشعر الحركة لجهاز Wii لتنفيذ بعض الحركات مثل التدحرج وضرب الأرض قد لا يكون مريحًا للجميع، حيث يتسبب أحيانًا في تنفيذ حركات غير مقصودة خلال لحظات حرجة.
الموسيقى التصويرية هي جزء لا يتجزأ من تجربة الحنين. اللعبة تمزج بين ألحانها الكلاسيكية التي أعيد توزيعها بشكل يناسب العصر الحديث، مما يخلق إحساسًا دافئًا بالألفة لكل من لعب الأجزاء الأصلية. ترافقك هذه الألحان بينما تستكشف البيئات المختلفة، وتتناغم مع المؤثرات الصوتية التي تضفي واقعية على التجربة، مثل صوت هدير الأمواج في المراحل الساحلية أو صدى ضربات البراميل.
التحديات الإضافية، مثل جمع الحروف المخبأة التي تشكل كلمة “KONG” وجمع القطع النقدية، تمنح اللعبة طبقة إضافية من العمق. هذه المهام ليست فقط اختبارات للمهارة، بل أيضًا دعوة لاكتشاف كل زاوية في اللعبة. ومع فتح مراحل إضافية بفضل إتمام هذه التحديات، يشعر اللاعب بمكافأة مرضية.
في النهاية، Donkey Kong Country Returns ليست مجرد لعبة، بل هي تجربة تعكس كيف يمكن إعادة إحياء الكلاسيكيات بطريقة تحتفظ بسحرها القديم وتضيف لها طابعًا عصريًا. تصميم المراحل المبتكر، الموسيقى التي تبعث الحنين، والرسومات المذهلة تجعلها واحدة من أفضل ألعاب المنصات على الإطلاق. على الرغم من بعض العيوب مثل قلة نقاط الحفظ واعتمادها الزائد على مستشعر الحركة، إلا أن متعة اللعبة تفوق هذه الجوانب السلبية بسهولة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.