بناءً على تجربتي فإن المشاريع التي تصدر على وسائط متعددة (transmedia) وتهدف إلى دمج الأفلام والمسلسلات والألعاب وغيرها في عالم واحد متماسك لا تنجح أبداً. لست مهتماً بالخوض في تفاصيل الأسباب أو الكيفية، لكنها ببساطة لا تنجح. فشلت شركة Trion Worlds في ذلك مع مسلسل Defiance السيئ للغاية (ولعبة التصويب MMO التي كانت سابقة لعصرها لكنها لم تحظَ بالتقدير الكافي) في عام 2013. ومؤخراً كان هناك مشروع Unknown 9: Awakening الذي سعى لدمج الكتب والبودكاست والألعاب في محاولة ضعيفة لدرجة أنهم ألغوا المشروع بالكامل في نهاية المطاف. والآن لدينا Synduality التي ظهرت بأنمي متوسط المستوى يُدعى Synduality Noir، ولعبة فيديو… لنقل إنها ليست عظيمة (وهي محور هذه المراجعة) Synduality: Echo of Ada.
لفتت Synduality: Echo of Ada انتباهي منذ سنوات عديدة مع عرضها التشويقي المثير للاهتمام الذي استعرض رسوميات مذهلة وتوجهاً فنياً لافتاً وأجواء فريدة لعالم ما بعد الكارثة يذكّر بـ (ولكن يختلف عن) Death Stranding من هيديو كوجيما. كل هذا كان محاطاً بعنصري المفضل في العالم كله: الروبوتات القتالية (mechs).
إذا قرأت يوماً بعضاً من مراجعاتي، فستعرف أن Synduality: Echo of Ada هي بالضبط النوع من الألعاب الذي من المفترض أن أعشقه. وخلال الساعات القليلة الأولى من اللعب… كانت كذلك بالفعل. إنها لعبة تصويب واستخراج شبيهة بلعبة Escape from Tarkov، ولكن مع روبوتات قتالية تشبه من حيث الخفة وردود الفعل السريعة تلك الموجودة في HAWKEN أو Titanfall. تستكشف باللعبة أراضي قاحلة ما بعد الكارثة تسكنها وحوش وروبوتات غير قابلة للعب، بالإضافة إلى روبوتات لاعبين آخرين، بينما تجمع الغنائم وتحاول العودة بها إلى قاعدتك دون أن تُقتل. بمجرد أن تجمع مواردك وتعود بها إلى القاعدة، يمكنك استخدامها لتطوير قاعدتك، وصناعة الأسلحة والذخيرة، وفتح ميزات جديدة.
ما يبعدني عن ألعاب التصويب والاستخراج (وعن جميع الألعاب التنافسية PvP بشكل عام) هو الطابع التنافسي الشرس لأسلوب لعبها، لكن Synduality: Echo of Ada تثبت أنها تجربة منعشة ومريحة على نحو غير متوقع. فالطور التعاوني هو الطريقة الأساسية للعب هنا، بينما يُعتبر "التمرد" ومهاجمة اللاعبين الآخرين خياراً واعياً تتخذه بنفسك، وله مخاطره ومكافآته الخاصة. هذا الخيار لا يبدو مثيراً للاهتمام بالنسبة لمعظم اللاعبين الذين صادفتهم، حيث يبدو أن مجتمع Synduality يميل أكثر إلى روح التعاون المرح.
ويرافقك خلال كل هذا الـMagus الخاص بك: وهو مساعد آلي قابل للتخصيص يعمل كطيار مساعد ويوفر تعليقات مستمرة (وأعني هنا مستمرة حرفياً، فهم لا يتوقفون عن الكلام أبداً) وإرشادات سواء كنت داخل الروبوت القتالي أو خارجه. سواء كنت تدخل منطقة جديدة أو تغادرها، أو تكتشف عدواً أو يتم اكتشافك من قبلهم، أو تصيب عدواً أو تتعرض للإصابة، فإن الـMagus سيعلّق على كل... تفصيل... يحدث. أزعجني هذا الأمر لدرجة أنني قمت بنهاية المطاف بخفض مستوى الصوت إلى الصفر والاكتفاء بقراءة الترجمات النصية. لست منزعجاً عموماً من الحوارات داخل اللعبة، لكن سيل التعليقات اللفظية المستمر من الـMagus كان يشوّش عليّ الاستمتاع بالأجواء الرائعة لعالم اللعبة. من الواضح أن المطورين كانوا يسعون لتحقيق تجربة تشبه الرفاق في Dragon’s Dogma من Capcom، لكن النتيجة النهائية كانت أقرب إلى Claptrap من Borderlands. وهذا ليس بالأمر الجيد.
خارج المهمات، تقضي وقتك ومواردك في تجديد وتطوير قاعدتك، وهو جانب استمتعت به بشكل غير متوقع. يمتلك الـMagus بعض الحركات والأنيميشن الحيوية التي تختلف حسب الفئة التي تختارها لتعكس شخصيتهم الفريدة. تضيف هذه الأنظمة شعوراً حقيقياً بتحويل قاعدة متهالكة إلى منزل دافئ مع أريكة وطاولة قهوة موضوعة بشكل مريح بالقرب من منطقة صيانة الروبوتات القتالية. هناك خزانة ملابس يمكنك من خلالها تغيير أزياء الـMagus، وحتى أثناء وجودك في القاعدة، سيستمر في التعليق على كل ما تفعله. يمكنك حتى تركيب حمام حيث يمكنك مشاهدة الـMagus الخاص بك وهو يستحم - لا تقلق، من دون أي مناظر فاحشة - (مقابل مبلغ بسيط داخل اللعبة بالطبع). حيث نرى الكثير من المقارنات مع Death Stranding أيضاً.
بمجرد الانتهاء من البناء والاستحمام، تقوم بتجهيز الروبوت الخاص بك وتعود إلى الميدان. هناك نظام الموت الدائم (perma-death) نوعاً ما حيث تخسر أجزاء الروبوت والأسلحة والموارد إذا مت أثناء المهمات. يمكنك “تأمين” معداتك مقابل رسوم لضمان عدم فقدانها بالكامل. لكن العالم نفسه مستمر ودائم، لذا يمكنك دائماً العودة إلى مكان موتك واستعادة معداتك مع الاحتفاظ بمكافأة التأمين أيضاً. للأسف، هنا ينتهي مديحي للعبة Synduality: Echo of Ada.
خطوات القتال بحد ذاتها في اللعبة مملة ببساطة. حيث أنك تتعامل مع آليات تحكم تقليدية لألعاب التصويب من منظور الشخص الثالث، لذا لا تبدو الروبوتات القتالية هنا وكأنها روبوتات فعلية. تتنوع أسلحتك بين رشاشات خفيفة (SMG)، وبنادق هجومية (Assault Rifles)، وبنادق صيد (Shotguns)، وبنادق قنص (Snipers)، مع هجوم واحد قريب المدى وبعض القدرات الخاصة التي تعمل على شريط شحن. تقدم هياكل الروبوتات الجديدة تعزيزات طفيفة مثل زيادة سعة الحمل، لكن بخلاف الاختلافات البصرية السطحية، لا يوجد سبب حقيقي لاختيار نوع روبوت معين على حساب آخر. حتى هذه الاختلافات البصرية ليست بارزة جداً، كما أن خيارات تخصيص مظهر الروبوتات شبه معدومة، وهذا في الواقع هو السبب الرئيسي الذي يدفع أي شخص للعب لعبة روبوتات قتالية.
تميل المعارك ضد اللاعبين الآخرين لأن تكون أكثر إثارة قليلاً. فقد اتخذ المطورون قراراً مثيراً للاهتمام بوضع نقاط ضعف الروبوتات في الجزء الخلفي حيث يجلس الـMagus بدلاً من الرأس، وهو ما يضيف بُعداً تكتيكياً مثيراً. غالباً ما تكون مواجهة الأعداء وجهاً لوجه استراتيجية أفضل من الهروب. لكن وكما ذكرت سابقاً، لا يبدو أن اللاعبين يهتمون كثيراً باللعب التنافسي. لذا ما لم تتخذ قراراً فعلياً بالتمرد، ستظل المعارك ضد اللاعبين الآخرين نادرة، ومن المرجح أن تجد نفسك وحيداً في مواجهة فرق تعمل معاً، وهو أمر يمكن أن ينقلب ضدك بسرعة.
في غياب الإثارة والتشويق الناتجان عن محاولة النجاة بصعوبة مع الغنائم كما هو الحال في ألعاب الاستخراج الأخرى، تتحول Synduality: Echo of Ada إلى شيء أقرب إلى ألعاب مريحة مثل Stardew Valley، حيث يمكنك تشغيل بودكاست أثناء جمع الموارد لبناء قاعدتك ورؤية الأرقام تتزايد. الأمر ليس مزعجاً، لكنه بعيد كل البعد عن كونه أكثر تجربة مشوقة في السوق.
بعد قضاء وقت طويل في جمع الموارد وبناء قاعدتك حتى تصل إلى نقطة معينة، تحصل على إمكانية الوصول إلى الطور الفردي. هنا يتم إرسالك في مهمات معينة تقود خلالها روبوتاً ثابتاً عبر مراحل خطية ومعارك محددة مسبقاً، وحتى مواجهة بعض الزعماء في الطريق. هذا الجزء ممتع لكنه يبدو غريباً بعض الشيء في سياق هذه اللعبة، خاصةً أن المكافأة الوحيدة لإكمال هذه المهمات هي تسجيلات صوتية ومقاطع فيديو تبدو وكأنها بقايا من نسخة أخرى من اللعبة كانت تركز أكثر على السرد القصصي. بخلاف ذلك، لا ترتبط هذه المهمات على الإطلاق بدورة اللعب الأساسية القائمة على جمع الغنائم والاستخراج.
في هذه المرحلة بدأت انطباعاتي الإيجابية الأولى عن اللعبة تتحول تدريجياً إلى خيبة أمل. في النهاية تحصل على إمكانية الوصول إلى خريطة ثانية أكثر صعوبة، لكن نظراً لبنية اللعبة وطبيعة مجتمع اللاعبين المسالم، فإن زيادة مستوى المخاطر تكاد تكون غير ملحوظة. ستواجه نسخاً أقوى من نفس الأعداء مع تغييرات طفيفة في الألوان، بينما تكسب نقاط خبرة بمعدل أسرع، وهو أمر لا ينفعك سوى لفتح مستويات جديدة في تذكرة المعركة. نعم، حان الوقت للحديث عن أحد أهم النقاط.
على الرغم من كون Synduality: Echo of Ada لعبة مدفوعة بالسعر الكامل، إلا أنها تبيع تذكرة معركة تتيح لك فتح أزياء خاصة للـMagus، وأسلحة أكثر قوة، وأجزاء محسّنة للروبوت، وأنواع مختلفة من الزينة لقاعدتك. تتيح لك هذه التذاكر أيضاً الوصول إلى عملة مميزة داخل اللعبة لم أكترث حتى لمعرفة اسمها، لذا سأطلق عليها اسم "عملات المرح". عند بدء ترقية في القاعدة، عليك في بعض الأحيان الانتظار لساعات حقيقية حتى تكتمل هذه الترقية، ويمكنك تخطي هذا الانتظار بدفع بعض من عملات المرح التي حصلت عليها عبر تذكرة المعركة. بالكاد أتحمل هذا النوع من السخافة في ألعاب مجانية مثل Warframe، لكنه أمر غير مقبول إطلاقاً في لعبة مدفوعة بسعر كامل. حتى الحصول على شخصيات Magus جديدة بالكامل أو القدرة على تعديل مظهر شخصيتك تتطلب دفع النقود.
تترك Synduality: Echo of Ada انطباعاً قوياً في البداية لكنه يتلاشى مع مرور الوقت: أولاً بشكل تدريجي، ثم يتحول إلى انهيار كامل. أسلوب اللعب لا يتطور من تجربة لأخرى، وتشكيلات العتاد المختلفة لا تقدم فروقاً جوهرية، ويفقد عالم اللعبة الجميل بريقه بمجرد أن يبدأ التكرار في السيطرة. تزيد المهمات الفردية من تسليط الضوء على مدى الملل وضعف الترابط في التجربة الكاملة، ويحظى الـMagus بشرف الحصول على لقب أكثر شخصية مرافقة مزعجة في لعبة فيديو رأيتها منذ Claptrap.
هناك دائماً فرصة لأن تتحسن الأمور مع مرور الوقت من خلال التحديثات وإصدارات المحتوى الجديدة، وربما تصل اللعبة إلى إمكاناتها الحقيقية. لكن إذا كان هناك شخص واحد يفترض أن تكون Synduality: Echo of Ada موجهة له، فهو أنا. وإذا كنت أنا نفسي لم أحبها، فلا أستطيع تخيل من قد يفعل ذلك.
تترك Synduality: Echo of Ada انطباعاً أولياً قوياً، لكن يتبين مع مرور الوقت أنها لعبة مملة ومتكررة لا تقدم سوى القليل من القيمة الحقيقية خارج حلقة جمع الغنائم غير المرضية والمشتريات داخل اللعبة غير المقبولة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.