العاب / IGN

مراجعة Mickey 17

  • 1/2
  • 2/2

يُعرض Mickey 17 في دور السينما بتاريخ 6 مارس المقبل. هذه المراجعة مبنية على عرض الفيلم في مهرجان برلين السينمائي الدولي لعام 2025.


اختار فيلم Mickey 17 الكئيب لحظته الثقافية بالوقت المناسب (ومع قليل من الصدفة). فبعد العديد من التأجيلات (حيث كان من المفترض أن يُعرض في الأصل في مارس 2024) يأتي الفيلم التالي للمخرج بونغ جون-هو بعد Parasite كأول فيلم جيد في حقبة ترامب الثانية. إنه كوميديا خيال علمي قاتمة وساخرة عن مستقبل قريب أصبحت فيه الحياة ذاتها سلعة تجارية، تم تقليل قيمتها على يد طبقة عليا متغطرسة تخفي نزعتها الشمولية خلف قناع من القيم الدينية المزعومة. (ولكي يؤكد الفيلم على أوجه الشبه مع واقع 2025، يرتدي أتباع هذا النظام قبعات حمراء مميزة تحمل شعارات سياسية). للهروب من ديونه على الأرض، يوقّع ميكي بارنز (الذي يؤدي دوره روبرت باتينسون) عقداً ليصبح "قابلاً للاستغناء عنه" في مهمة فضائية طويلة الأمد، مما يعني أنه يمكن إرساله باستمرار للقيام بوظائف خطرة قد تكون قاتلة، بل ويمكن استخدامه كفأر تجارب للفيروسات والإشعاعات، ليموت مراراً وتكراراً بطرق مؤلمة، محتفظاً بكل ذكرى لكل موت يختبره عند إعادة طباعته بيولوجياً من خلال طابعة ثلاثية الأبعاد مضطربة. يلعب باتينسون دور عدة نسخ مختلفة من هذا العامل القابل للاستنساخ إلى ما لا نهاية، وهي فرضية رغم أنها تتراجع قليلاً إلى خلفية القصة لاحقاً، إلا أنها تمهد الطريق لاقتباس ساخر ومحموم لرواية إدوارد أشتون Mickey7 الصادرة عام 2022.

في حين يتم إلغاء تأملاته الفلسفية حول الخلود والهوية إلى حد كبير، إلا أن معظم أحداث الرواية الأساسية تبقى كما هي بالفيلم، بما في ذلك المشهد الافتتاحي اللاذع الذي نتعرف فيه على ميكي وهو يسقط في صدع جليدي مليء بكائنات دودية فضائية في مستعمرة نيفلهيم البعيدة. يتركه صديقه المقرب وزميله المستكشف الطيار المغامر تيمو (ستيفن يون) ليموت ببساطة نظراً لأنه سيتم "صنع" نسخة جديدة منه في الغد. يتعمق الفيلم بالأحداث التي أوصلتنا إلى هذه النقطة عبر مشاهد فلاش باك ممتدة، على الرغم من أن نهج بونغ الإيقاعي في المونتاج يشرح لنا العالم عبر سباق سريع للمعلومات. لا شيء... ولا أي تفصيلة من القصة الخلفية أو المعلومات... يبدو أنه يهم حقاً، لكن هذا جزء من سحر الفيلم القاسي والعدمي، والذي تنبعث منه في بضع شرارات من الإنسانية (وإن كان عليك الانتظار لأكثر من ساعتين لتصل إلى هذه المرحلة، حيث أن الفيلم يجعلك تبذل جهداً للوصول إليها). عندما يُفترض أن ميكي 17 مات بعد سقوطه، يسارع رؤساؤه في المستعمرة لاستبداله بالنسخة 18، لكن ميكي 17 ينجو من مصيره الجليدي ويعود إلى القاعدة. ولأسباب عملية ودينية على حد سواء، يُعدّ وجود نسختين من نفس الشخص في الوقت ذاته أمراً محظوراً تماماً، مما يؤدي إلى تعقيدات بين ميكي 17 وميكي 18، بينما يحاولان إيجاد طريقة للبقاء معاً في الخفاء.

بينما يظل ميكي 17 وميكي 18 تحت تهديد مستمر بـ "الحذف الدائم"، تبدو الحلول لمعضلتهما وكأنها تظهر بسهولة مذهلة، لكن هذا يحدث لأن الفيلم يأخذ منعطفاته المتوقعة مبكراً قبل أن ينحرف في اتجاهات مفاجئة لاحقاً. الخطر الأساسي الذي يهدد حياتهما هو زعيم المستعمرة كينيث مارشال (مارك روفالو)، وهو سياسي متعصب ذو ابتسامة زائفة مبالغ فيها يسيطر على أتباعه بوعود بمجد مستقبلي مع استمرار استعماره لنيفلهيم. تقف إلى جانبه زوجته المهووسة بالطعام الفاخر يلفا (توني كوليت)، وهو يترفع فوق أتباعه بينما يغريهم بأحلام العظمة المستقبلية. لكن أساليب مارشال مغلفة بلمسة من تفوق العرق الأبيض والذكورية. وبين الحين والآخر يختار أحد أفراد المستعمرة ليُكرمه بعشاء فاخر من شريحة لحم (بدلاً من وجبتهم اليومية من البروتين المعالج)، مما يمنحهم شعوراً زائفاً بالتميز، بينما يقنعهم بصراحة مقززة أن "نقاءهم الجيني" ضروري لاستمرار المستعمرة من خلال "التكاثر". والأسوأ من ذلك أنه يمارس سلطته من خلال منظمة تجمع بين تكتل اقتصادي لا يرحم وكنيسة متطرفة، ما يجعلها انعكاساً مكثفاً لمن يمتلك النفوذ والسلطة الحقيقية في الولايات المتحدة الحديثة.

ينبع هذا العنصر السياسي من سيناريو بونغ نفسه، وكذلك القبعات الحمراء التي يرتديها أنصار مارشال، وهي إشارة مقصودة لترامب ترافقها عدة إشارات أخرى غير مقصودة لكنها تنطبق على الواقع بشكل كبير، مثل محاولة اغتيال فاشلة تنتهي بإصابة خد مارشال برصاصة عابرة. يُعرض الفيلم في وقت تعاني فيه الولايات المتحدة من الدمار الذي تسببت فيه إدارة ترامب الثانية، والشخص الذي يحلم باستعمار الفضاء (في إشارة إلى إيلون ماسك) والذي يعمل كأكبر مؤيد صاخب لتلك الإدارة وكأداة تحطيم رئيسية لها، مما يجعل الفيلم أكثر تأثيراً وأكثر إحباطاً. يجمع الأشرار في الفيلم بين الغباء والشر المدمر بدرجات متساوية، مما ينتج عنه قصة تصبح فيها فكرة "الضوابط والتوازنات" هي التمرد الأكبر. أن يصبح شيء بسيط كهذا بطولياً هو أمر يبعث على الأمل وفي نفس الوقت محبط بشكل قاسٍ، خاصة في لحظة سياسية تبدو فيها الولايات المتحدة ومؤسساتها وكأنها تُفكك إلى أجزاء.

إن قدوم هذا الرمز السياسي على حساب قصة تركز بشكل أكبر على الشخصيات قد يكون مزعجاً في بعض الأحيان، لكن الوقت الذي نقضيه مع كل فرد من طاقم التمثيل لا يخلو من المتعة. يقدم روبرت باتينسون شخصية ميكي 17 بطريقة غريبة وصوت يبدو أنه يخرج من أنفه، كشخص ضعيف أقرب إلى مخلوق مزعج بالكاد يستطيع الوقوف باستقامة. إنه شخص من النوع الذي يسمح للآخرين بالهيمنة عليه، وهو في الواقع شخصية غير محبوبة إلى حد ما. هناك كشف مبكر عن سكان الكوكب الأصليين يعتمد على تفسيرنا السهل للإشارات التي يرفض هو رؤيتها، معمي بكراهيته لذاته التي تغذي افتقاره إلى التعاطف.

أما ميكي 18 فهو أسوأ من ذلك حتى. يتضح أن النسخ المستنسخة القابلة للاستبدال يمكن أن تختلف كثيراً في شخصياتها، وهذا يؤدي إلى وقوف ميكي 17 أمام نسخة أكثر عنفاً ودهاءً منه، مما يطرح تساؤلاً مستمراً حول إمكانية خلاصه، أو خلاص البشرية نفسها. وكلما قضينا وقتاً أطول مع الشخصيات التي يُفترض أنها أبطال القصة، مثل تيمو النرجسي أو صديقة ميكي الحارسة الأمنية ذات الشخصية الفوضوية والمجنونة ناشا (ناعومي آكي)، بدا أن العيش تحت وطأة القمع الاقتصادي، والتعامل مع البشر وكأنهم أدوات إنتاج يمكن التخلص منها، تسبب بدفع كل هؤلاء إلى الجنون.

يقدم Mickey 17 تجربة كوميدية كئيبة إلى حد بعيد.

إنه فيلم يتم فيه استخدام الإيماءات الفوضوية والجدالات الصاخبة والحركات المضحكة غالباً بدلاً عن الدراما العميقة (سواء كان ذلك للأفضل أو للأسوأ) ما ينتج عنه أحد أكثر الأعمال الكوميدية سوداوية وإحباطاً منذ الانتخابات الأمريكية الأخيرة. وبدلاً من تقديم شعارات فارغة عن "المقاومة"، يواجه Mickey 17 جمهوره بتشاؤمه الحاد، محولاً قصة بسيطة في جوهرها إلى انعكاس فعلي لكيفية وصول الواقع السياسي إلى هذه المرحلة، دون تبرئة أحد (خاصة أولئك الذين يعانون تحت سيطرة هذه القوى الكبرى) من تحمل مسؤوليتهم عن الوضع الراهن. وإذا كانت إنسانيتنا هي الثمن، فإن خسارتها بالقوة أو التخلي عنها بإرادتنا هما وجهان لعملة واحدة خطيرة، لا يفصلهما سوى خيط رفيع، تماماً كما هو الحال بين ميكي 17 وميكي 18.


يقدم بونغ جون-هو بأسلوبه العدمي الجذاب فيلم Mickey 17، يجسد فيه روبرت باتينسون عدة نسخ غريبة الأطوار من عامل مستنسخ يمكن الاستغناء عنه في كوميديا خيال علمي مجنونة. إنها تجربة كوميدية كئيبة إلى حد بعيد (ويرجع ذلك جزئياً إلى التوقيت السياسي غير المقصود)، حيث أن اقتباس بونغ لرواية إدوارد أشتون يقدم شريراً على غرار ترامب دون وجود أبطال جديرين بالتعاطف، مما ينتج عنه مغامرة خيال علمي ساخرة تعوض رمزيتها القوية عن ضعف الدراما الخاصة بالشخصيات.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا