يعرض Another Simple Favor على Prime Video في 1 مايو. هذه المراجعة مبنية على عرض للفيلم خلال مهرجان 2025 SXSW Film and Television Festival.
لا يتعين على أي تكملة لأي فيلم أن تكون أضخم من الفيلم السابق، رغم أن العديد من الأفلام، بما في ذلك Another Simple Favor، تختار السير في هذا الاتجاه. ولا يحتاج حتى لأن يكون أفضل بالضرورة، نظراً لانخفاض التوقعات التي يمتلكها الجمهور عادةً تجاه الأجزاء التالية. ما يجب أن يكون عليه حقاً هو أن يكون "أكثر"، وتحديداً: أن يضم "أكثر" من الشيء جعل الفيلم الأول ناجحاً بما يكفي ليبرر إنتاج جزء ثانٍ منه.
في حالة A Simple Favor، كان العنصر الذي سحر الجمهور بما يكفي لتحقيق إيرادات تجاوزت خمسة أضعاف ميزانيته هو الانسجام الكبير بين بطلتَيْه بليك ليفلي وآنا كندريك، بالإضافة إلى بعض العبارات اللاذعة والتصاميم الرائعة للأزياء كعوامل إضافية ساحرة. يقدم الجزء الثاني المزيد من كل هذه العناصر: لا تزال كندريك صغيرة الحجم ومفعمة بالحيوية، ملكة الردود اللاذعة المليئة بالسخرية. ولا تزال ليفلي طويلة القامة، واثقة لا تتزعزع، تجمع بين الغموض والرهبة في آنٍ واحد، مما يجعلها شخصية آسرة ومخيفة في الوقت نفسه.
يمنح السيناريو ليفلي وكندريك الكثير من الحوارات الذكية لتتبادلاها بسلاسة، مع ما يكفي من العبارات اللاذعة للممثلين المساعدين أيضاً مثل أندرو رانيلز، الذي يقول لابنته الصغيرة في بداية الفيلم: "إذا لم تستطيعي أن تكوني ذكية، فكوني مضحكة. وإذا لم تستطيعي أن تكوني مضحكة، فكوني جميلة". هذا النوع من الحوار اللاذع والحاد هو سمة مميزة للسيناريو الذي كتبته جيسيكا شارزر (كاتبة الفيلم الأول) بالتعاون مع ليتا كالوغريديس، مبتكرة مسلسل Altered Carbon.
ينقل فيلم Another Simple Favor الأحداث إلى إيطاليا، حيث تلتقي إميلي (ليفلي) وستيفاني (كندريك) مجدداً في حفل زفاف الأولى على الجزيرة الساحرة كابري. والسؤال المنطقي هنا هو: "ألم تذهب إميلي إلى السجن في نهاية الفيلم الأول؟" الإجابة: نعم، لكن ومن دون أن نحرق عليكم، يتم تفسير ذلك بجملة واحدة فقط بما يتماشى مع الطابع الساخر واللعوب للفيلم، وذلك بعد أن تعود إميلي لتقتحم حياة ستيفاني مجدداً مرتديةً حذاءً بكعب عالٍ مرصّعاً بالكريستال. أما لماذا عادت؟ فلأن ستيفاني تدين لإميلي بمعروف آخر بالنظر إلى كل ما حدث سابقاً، بما في ذلك إرسالها إلى السجن بعد أن أقامت علاقة مع زوجها ثم كتبت كتاباً عن الأمر.
يعود هنري غولدينغ مجدداً بدور الزوج السابق لإميلي، وظهوره في الفيلم رغم قصره للأسف (لأسباب من الأفضل عدم الكشف عنها هنا) يعد أحد أبرز اللحظات الكوميدية. وبما أن حفلات الزفاف تجمع شمل العائلة، تنضم أليسون جاني إلى طاقم العمل بدور ليندا، عمة إميلي المنفصلة عنها والتي تبدو أكثر دهاءً وخطورة مما توحي به. وبالطبع لا بدّ من وجود زوج، وميشيل موروني يؤدي دوره ببراعة، حيث يجسد شخصية خطيب إميلي الوسيم والمخيف بعض الشيء دانتي، والذي يعد وريثاً لثروة ضخمة لا يرغب أحد في الحديث عنها. (إنه المافيا. نعم، المافيا).
دانتي يستغل إميلي، وإميلي تستغل ستيفاني، والعمة ليندا تخطط لشيء ما، والجثث تستمر في الظهور في أماكن غير ملائمة بينما يستعد هذا الطاقم عديم الرحمة لليوم الكبير. إحدى الإضافات المبتكرة الجديدة التي يقدمها فيلم Another Simple Favor إلى حبكته ذات طابع ألغاز آغاثا كريستي هو ترتيب الأحداث بطريقة تنتزع السيطرة من يد إميلي، مما يسمح برؤية التحولات التي تطرأ على شخصيتها ودوافعها نتيجة لذلك. وهذا يعني أيضاً أن ستيفاني تفقد السيطرة (وهو أمر تكرهه) لكن بفضل ذكائها، لا تبقى متأخرة عن مجريات الأحداث لفترة طويلة.
هناك عدد كبير جداً من الخيوط السردية لدرجة أنه لا يمكن أن تحظى جميعها بنهاية مُرضية، على سبيل المثال، هناك حبكة فرعية تتعلق بابن ستيفاني مايلز (جوشوا ساتين)، وهو بعيد بشكل ملائم في مخيم صيفي لا يسمح باستخدام الهواتف، والتي لا تؤدي إلى أي شيء يُذكر. أما محاولات الفيلم للتفوق على سابقه من حيث الغموض والإثارة، فهي عبثية بشكل ممتع أحياناً، وأحياناً أخرى بشكل غريب وغير مريح. ولكن هذه إيطاليا، مهد أفلام "الجياللو" (وهي الأفلام الإيطالية التي تتميز بالغموض والرعب والدراما). وسواء عن قصد أو لا، فإن الأجواء الأكثر جرأة في Another Simple Favor تتماشى مع هذا النوع السينمائي.
أما على مستوى التصوير السينمائي، فإن التوسع في بعض الجوانب جاء بنتائج عكسية. يشتهر المخرج بول فيغ باستخدامه للمشاهد الطويلة التي تتيح للممثلين تقديم أداء غير متأثر بالقطع المتكرر، لكن افتقاره إلى المهارة في المشاهد الأكثر تعقيداً يصبح واضحاً في اللقطات العشوائية التي تُلتقط بطائرات الدرون، والتي تحلق فوق المنحدرات الدرامية لجزيرة كابري. قد لا يكون هذا أمراً كارثياً بحد ذاته، ولكن المشكلة أن الفيلم يستخدم الكثير من هذه اللقطات، وجميعها تقريباً تُشعر المشاهد بالغثيان.
من الأفضل التركيز على ما ينجح: الأداء، والسيناريو، والأزياء. نعم الأزياء! يكشف التباين بين خزانة ملابس ليفلي وكندريك عن كل ما نحتاج لمعرفته عن شخصياتهما، إذ تتناقض تشكيلات ملابس ليفلي المستوحاة من الأطقم الفاخرة مع شورتات الجينز وأطقم الهودي البالية التي ترتديها كندريك. ومع ذلك تحصل كندريك على فرصة لارتداء بعض الفساتين الجميلة خلال احتفالات الزفاف، في مشاهد غنية بفخامة المال وروعة الطبيعة. أضف إلى ذلك بعض إيقاعات موسيقى البوب الإيطالية الراقية، وستحصل على فيلم ترفيهي ممتاز لإمضاء الوقت، والذي يتسم بالذكاء أكثر من معظم الأفلام المتاحة الآن. فما الذي يهم إذا لم يكن كل شيء منطقياً دائماً؟
- ترجمة ديما مهنا
يأخذ فيلم Another Simple Favor السخرية اللاذعة إلى آفاق بصرية جديدة من خلال نقل الأحداث إلى سواحل إيطاليا. فجميع العناصر التي ميزت الفيلم الأصلي موجودة هنا، بما في ذلك الانسجام الرائع بين ليفلي وكندريك وتصميم الأزياء المذهل. قد لا تنجح كل محاولة لتوسيع المفهوم، لكن باعتباره فيلماً ترفيهياً لقضاء وقت ممتع، فهو أفضل من الكثير من الأفلام المتاحة الآن.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.