في عصر تُمزقه الحروب والخيانات، حيث تسود سيوف الساموراي ويُحكم العالم بقبضة من حديد، تولد أسطورة في قلب اليابان الإقطاعية تحاول توحيد بلادها بعد عقود من النزاعات، خلال فترة السينغوكو المضطربة، يسود الظلام، وتتصارع القوى العظمى للسيطرة على مصير الأمة. وسط هذه الفوضى، يبرز محاربان من عالمين مختلفين، يجمعهما القدر في رحلة محفوفة بالخطر والمجد.
كانت اليابان الإقطاعية فترة حافلة بالصراعات الدموية والتحولات السياسية العميقة، امتدت من أواخر القرن الثاني عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر، وخلال هذه الحقبة، سيطرت الطبقة العسكرية، ممثلة في الساموراي وقادة الحرب المعروفين باسم الدايميو، على المشهد السياسي والعسكري، في ظل نظام الشوغونية الذي حكم البلاد بقبضة من حديد.
نآوي، شينوبي قاتلة تتحرك كالشبح في ظلال القلاع، تسللها سريع وضرباتها مميتة. تعيش على الهامش، في عالم لا يرحم الضعفاء. وعلى الجانب الآخر، ياسوكي، الساموراي الأسطوري، محارب بصلابة الفولاذ، يقاتل بشرف في عالم لا يعرف الرحمة. كل منهما يحمل جراح الماضي، لكن طريقهما يتقاطع عندما تلوح في الأفق مؤامرة تهدد بإغراق اليابان في فوضى لا نهاية لها.
تقدم لنا Shadows الحزمة الكاملة التي اعتدنا عليها من ألعاب AC، حيث الانتقام والسعي لتحرير الذات ومحاسبة كل من سولت له نفسه المقامرة بأرواح الأبرياء، بداية من نآوي التي وجدت نفسها جزءًا من صراع لا تعرف عنه شيئًا بعد أن أبقاها والدها بعيدًا عن تلك المؤامرات طوال حياتها، وياسوكي الذي وجد نفسه موضع ترحيب في بلاد غريبه لا تعامله كأنه عبد كما فعل البرتغاليين طوال فترة خدمته لهم، وما بين الفتاة الشابة التي تسعى للانتقام لمقتل والدها ومعرفة السر الكامن وراء جماعة الشينباكوفو التي يتخفى أعضائها خلف الأقنعة، والمقاتل اليافع الذي يريد التكفير عن أخطاء ماضية ومساعدة المحتاجين، يجمعهما القدر سويًا بطريقة غير متوقعة ليقرروا التعاون ومحاولة توحيد اليابان وتخليصها من قوى الشر التي تعيث فيها فسادًا.
لن يستغرق الوضع الكثير من الوقت قبل أن تتأكد من أن نآوي هي البطلة الرئيسية للعبة وأن ياسوكي ضيف يشاركها رحلتها من وقت لآخر، فالساعات الأولى من عمر القصة ركزت بشكل كامل على الفتاة الشابة وعلاقتها بوالدها والصراع الخفي الذي يخوضه أقليم إيغا ضد القائد أودا نوبوناغا من جهه، وضد منظمة سرية لا يُعرف الكثير عنها من جهة أخرى، وخلال تلك الفترة، ستتعرف على ماضي نآوي ونشأتها وكل ما مرت به لتصبح شينوبي، قبل أن يجمعها القدر مع ياسوكي في لحظة درامية كشف كل منهما فيها عما بداخله، إنها قصة مثيرة مع أحداث مشوقة تبقيك متأهبًا بشكل دائم لمعرفة الخطوة التالية، لكن بعد عدة ساعات تضل طريقها وتتشعب إلى مهام لا حصر لها سيطر عليها المط وتكرار الأحداث في سبيل مد عمر القصة دون هدف واضح، استمتعت بالفعل بالمشاهد السينمائية التي تبدو أفضل من اي جزء سابق وبعض الحوارات التي تمس المشاعر، لكن لم يستمر هذا طويلًا إذا كنت ستقضي عدة ساعات في مطاردة كل هدف بنفس الأسلوب وبنفس الطلبات الروتينية التي تجعل القصة تفقد إثارتها وتضل طريقها لتجد نفسك عالقًا في دوامة من المهام التي تتشابه في أسلوب السرد وطريقة التنفيذ، ولا يكسر هذا الملل سوى بعض لحظات التسلل المثيرة أو مواجهة ملحمية يستعرض فيها ياسوكي قدراته القتالية الفتاكة.
ملعب مفتوح ضخم يمنح اللاعب الحرية في التعرف على معالمه
من سفوح كاتانو في أقليم إيزومي سيستو حيث الجبال الشاهقة والحياة البرية الممتدة على طول البصر، إلى قلاع أومي المهيبة سواء حصن أزوتشي التاريخي أو قلعة ساكاموتو المطلة على المحيط، توفر Shadows ملعبًا ضخمًا للتجول والاستكشاف يبدو مثيرًا للإعجاب في البداية لكنه يفقد بريقه بعد فترة، التصميم العام لليابان يظهر في أبهى صورة بفضل نظام الفصول، حيث يتم تغيير الفصل داخل اللعبة كل ساعة تقريبًا، تتساقط أوراق الشجر من كل اتجاه حولك في فصل الخريف لتضيف جوًا من الكآبة والشعور بالوحدة وأنت تقضي على خصومك واحدًا تلو الآخر، ويصبح الوضع أكثر إشراقا وحيوية في فصل الصيف حين يقع نظرك على الحيوانات البرية مثل الغزلان والخنازير وهي تطارد فرائسها في الغابات.
ترتبط الحياة البرية بإضافة جديدة كليًا هي الرسم، والتي تسمح لك بالتسلل خلسة للإقتراب من أحد الحيوانات أو الطيور ورسمه للحصول على نقاط خبرة في المقابل، إضافة ستنال رضاك في البداية لكن سرعان ما سيغيب هذا السحر وتهملها غالبًا للتركيز على المحتوى الأهم، كما أن الحياة البرية نفسها تقتصر على الرسم فقط، وبغض النظر عن التفاعل مع القطط والكلاب ومداعبتها، لا تشكل الحيوانات الأخرى أي فارق في طريقة التفاعل مع العالم وتظهر من حين لآخر في مناطق محددة بشكل عشوائي لتتشعرك أنك لست وحيدًا.
التصميم العام لليابان الإقطاعية كان مرضي في المجمل، لكنه ليس ساحرًا بنفس قدر ألعاب السلسلة السابقة، تحديدًا ما قبل حقبة تقمص الأدوار، حتى التصميمات الداخلية للقلاع والقصور والمباني كانت متشابهة في المجمل حيث الأبواب الخشبية القابلة للتدمير والإضاءة البسيطة المنتشرة في كل غرفة والتصميم العام الذي يغلب عليه البساطة المبالغ فيها، وستشعر كما لو أن التصميم الخارجي والداخلي متشابه في كل مقاطعة وكل أقليم، ولا يوجد ما يميزه سوى الحجم المهيب للقلاع الضخمة المقسمة لعدة طوابق والتي تضفي تنوعًا ملحوظًا على المشهد من حين لآخر.
سعى فريق التطوير في Shadows لتشجيع اللاعبين على الاستكشاف والتجول بحرية من خلال وضع الاستكشاف الذي يدفعك لزيارة كل منطقة لمعرفة ما تخبئه من أسرار، وهي إضافة جيدة عوضًا عن الأسلوب المعتاد للانتقال من النقطة أ إلى ب، ويلعب المستطلعين دورًا بارزرًا هنا في مساعدتك للوصول لهدفك، نتحدث هنا عن شبكة جواسيس يتوجب عليك استخدامها لتحديد مكان الهدف الذي تبحث عنه على الخريطة، أو لنقل المؤن والمواد التي تعثر عليها في معسكرات الأعداء، وهي ميزة أضافت طبقة جديدة من العمق لطريقة تنفيذ المهام والبحث عن أهدافك، وتعمل بشكل مثالي مع الترقيات لزيادة عدد الجواسيس وتوسيع نطاق منطقة البحث، والأهم، نشر الشائعات وجمع المعلومات عن المناطق المثيرة للاهتمام في الإقليم والتي لم يسبق لك زيارتها بعد.
تنقسم اليابان الإقطاعية إلى أقاليم برتب متفاوتة، ولن تتمكن من استكشاف بعضها إلا بعد قضاء ساعات طويلة في ترقية الشخصيات نظرًا لصعوبة الأعداء وبطشهم في تلك المناطق، وكالعادة، تلعب البوصلة دورًا رئيسيا في إرشادك للطريق الصحيح، وهناك وضع يسمح لك باستكشاف العالم بنفسك عوضًا عن رؤية جميع الأنشطة في الجوار دفعة واحدة كما كان يحدث في الأجزاء السابقة، وبالنظر لكون اليابان مليئة بالتضاريس الطبيعية والجبال والغابات الممتدة على طول البصر، يأتي دور ميزة روح الاستكشاف التي ترسم لك طريقًا لبلوغ هدفك لبلوغ هدفك دون معاناة، وإذا أهملت تلك الميزة، ستجد نفسك عالقًا وسط الأشجار في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى غير قادر على تسلق منطقة محددة بسبب تضاريسها الصعبة، مما سيرغمك على العودة من حيث أتيت مجددًا.
يرتبط الاستكشاف بنظام الفصائل بشكل مباشر، فتلك الحقبة الشائكة في تاريخ اليابان شهدت وجود فصائل عديدة كل منها يسيطر على منطقة محددة، وبحسب أفعالك، يتأثر نطاق نفوذهم بمرور الوقت، فالفصائل الأقوى توفر موارد أكثر لكنها تتمتع بحراسة أفضل، في حين أن بعض القلاع والمعسكرات لا تستحق المجهود المبذول للقضاء على حراسها نظرًا لأن المقابل غير مشجع.
لا يختلف التعامل مع القلاع أو الحصون عن المعسكرات المعروفة من الأجزاء الرئيسية الأخيرة، هناك قائد أو أكثر لكل حصن عليك القضاء عليه لتتمكن من فتح الصندوق الأسطوري في المنطقة والحصول على ما داخله، وبالنظر لكون بعض القلاع ضخمة للغاية، فالأفضل دائمًا اتباع أسلوب التخفي حتى لا تجد نفسك محاصرًا بعشرات الجنود، حتى وإن تغلبت عليهم فاستدعاء الدعم ينتج عنه حراس أقوياء سينهون حياتك في لمح البصر، لذا فالابتعاد عن الأنظار وتحطيم الأجراس القريبة سيكون الهدف الأساسي قبل تنفيذ أي إجراء آخر داخل تلك المناطق المحمية بقوة السلاح.
رشاقة وخفة نآوي يقابلها ثقل وبطش ياسوكي
يعد الباركور وحركات التنقل البهلوانية عنصرًا أساسيًا في أسلوب لعب AC منذ نشأة السلسلة، وعلى مدار أكثر من 15 عامًا رأينا تحسينات وتغييرات كبيرة على هذا النظام وصلت للقمة في جزء Unity واستمرت في الانحدار منذ ذلك الحين، كانت ألعاب AC الكلاسيكية قبل حقبة RPG أكثر تركيزًا على مهارات الباركور وطريقة التعامل مع الأسطح والبيئات المختلفة بشكل واقعي وممتع يجعل التنقل حول المدينة دون هدف محدد متعة لا تضاهى، ومنذ الإنتقال لعصر ألعاب تقمص الأدوار اختفى هذا السحر تمامًا بسبب طبيعة البيئات الضخمة والمباني البدائية (نتحدث عن عصور ما قبل التاريخ في بعض العناوين) والمسافات الفارغة بين هذه الهياكل مقارنة بكثافة لندن في Syndicate و باريس في Unity.
يبدو الباركور في Shadows أكثر دقة ومهارة من الأجزاء الرئيسية الثلاثة الأخيرة، وستشعر أنه أكثر سلاسة من الوهلة الأولى، لكنه يركز على الجانب الاستعراضي أكثر من الفاعلية، تمتاز نآوي بكونها سريعة للغاية ورشيقة جدًا لكن طبيعة البيئة اليابانية تجعل من الصعب التنقل على أسطح المباني بنفس سلاسة أرنو، أو صعود مبنى شاهق بمرونة ليدي فراي، ورغم أن أسلوب نآوي ممتع للمشاهدة، إلا أنه غير فعال في العديد من المناطق ويفرض على اللاعب استخدام الخطاف لبلوغ القمة عوضًا عن طريقة الصعود التقليدية، ولسوء الحظ، لا يوجد أي قائمة مهارات تركز على الباركور أو تحسينه بمرور الوقت، باستثناء تلك الخاصة بالخطاف، لذا وجدت أن ألعابًا مثل Mirage كانت أفضل في هذه الجزئية من Shadows بشكل واضح، في الواقع، كما أن الانتقال باستخدام الخطاف في Syndicate الصادرة قبل عقد كامل كان أمتع وأكثر سلاسة ويدفعك للتنقل جوًا لفترات طويلة دون أن تشعر أنك بحاجة لأن تطأ قدماك الأرض، هنا الوضع مغاير تمامًا، وستستخدم الخطاف لاختصار الوقت والمجهود وبلوغ هدفك دون أن تستمتع بما يحدث.
كل هذا خاص بنآوي وقدرتها على الحركة، وهي أساسن تمتاز بالرشاقة والخفة، أما إذا انتقلت إلى ياسوكي، فالوضع مأساوي بالمعنى الحرفي، فأبسط مهارات الباركور لا يمكن للساموري الضخم تنفيذها، إذ ينتقل ببطء شديد على أسطح المباني ولا يمكنه القفز لمسافة طويلة، حتى قفزة الإيمان ينفذها بشكل كوميدي وتنتهي بخروجه من منطقا التغطية بشكل تلقائي وفضح أمره أمام أعدائه، الأمر الذي يجعل استخدام ياسوكي في أي شيء آخر باستثناء القتال مهمة شاقة لن تتحملها لفترة طويلة، إذ قضيت أكثر من 50 ساعة داخل العنوان وأنا اعتمد بشكل شبه كامل على نآوي، ولم أتطرق للبطل الآخر إلا في المهام التي تفرض على استخدام الاشتباك المباشر والابتعاد عن التخفي، والسبب في هذا الأمر أن قدرات ياسوكي خارج القتال محدودة للغاية، فهو لا يمكنه تسلق الأبراج لكشف المنطقة ولا يستطيع البقاء متخفيًا لفترات طويلة، وبالتالي ستضيع وقتك إذا قررت تطويعه في مهام لا تناسب تكوينه الجسماني الضخم ومهاراته القتالية الفتاكة.
هنا نشهد ظهور آلية جديد كليًا هي الانبطاح والتي تلائم حجم نآوي الصغير بشكل مثالي، فمبجرد أن يتم لمحك أثناء التسلل لحصن أو قلعة كل ما عليك فعله هو الانبطاح والبحث عن أقرب منطقة مظلمة أو مجموعة من النباتات التي تحجب الرؤية للتواري عن الأنظار، كما تلعب الأدوات مثل الكوناي وقنابل الدخان دورًا بارزًا في الاستمرار متخفيًا لأطول فترة من الوقت، لكنك لن تشعر بقدراتها الحقيقية إلا بعد فترة طويلة عندما تتمكن من ترقية شجرة المهارات وفتح المزيد من القدرات.
آلية الانبطاح تسهل التنقل وكسر خط الرؤية، مما يجعل أي عدو عادي هدفًا سهلًا لنآوي، رغم أن الأعداء الأقوى يمكنهم صد الاغتيالات، كذلك تتألق نآوي في القتال الفردي، لكن مواجهة عدة أعداء في نفس الوقت تعني هلاكك على الأرجح، ولن يتغير الوضع إلا في الساعات الأخيرة من عمر العنوان عند فتح قائمة المهارات بالكامل، في المقابل، تجربة المواجهة مع ياسوكي أثبتت أن القتال المفتوح هو الأكثر فاعلية، رغم أن قنص الأعداء من بعيد بالقوس كان مفيدًا أيضًا أو استخدام البندقية لتدمير جماجم أعدائه.
الجزء الأكثر فاعلية فيما يخص التسلل بجانب قدرة الانبطاح هو نظام الضوء/الظل الذي يتم الاعتماد عليه للمرة الأولى، يبدو النظام مثاليًا في البداية في ظل قدرتك على تدمير المشاعل وإطفاء المصابيح للتواري عن الأنظار ومنح نفسك متسعًا من المساحة للتنقل بسهولة، لكنه لا يعمل بشكل مثالي مع الذكاء الاصطناعي للأعداء، فمجرد تواجدك في الظل يعني أن خصمك لن يكشفك حتى وإن كان يقف أمامك مباشرة، الأمر الذي يؤثر سلبًا على الانغماس والواقعية، أضف إلى ذلك أن هذا النظام أثر سلبًا بشكل واضح على مستوى الإضاءة في اللعبة في فترة الليل، فاللعبة تبدو مظلمة جدًا ليلًا لدرجة أنك لن تتمكن من رؤية طريقك في كثير من المواقف، ورغم أن التحديث الأخير حل تلك المشكلة بشكل جزئي، إلا أنها مازالت قائمة وتؤثرًا سلبًا على الاستكشاف والتجول في فترة الليل.
مخطط التحكم لكل من نآوي وياسوكي متطابق تمامًا، لكن "إحساس اللعب" يجعل كل شخصية تبدو مختلفة. نآوي رشيقة وسريعة، وبارعة في التسلل، وقادرة على مواجهة الأعداء بمفردها، لكن إذا أحاط بها الأعداء، يصبح الهروب خيارًا أكثر جاذبية. في المقابل، ياسوكي مثالي لاقتحام القلاع والقضاء على الأعداء من كل اتجاه، وهناك مهام مصممة لتناسب كل بطل على حدة وستعاني إذا تطرقت للشخصية الأخرى، مثل المهام التي تفرض عليك المواجهة المباشرة أو تلك التي ترغمك على التسلل لبلوغ هدفك سرًا.
الحصول على يد العون في Shadows سيكلفك أكثر مما يمكنك تحمله
تكمن المتعة الرئيسية في Shadows في الاستفادة من قدرات كل شخصية والتبديل بينهما حسب احتياجاتك، وهم أمر ممتع في العالم المفتوح والمهام العشوائية التي تتطرق لها، لكن يعيق تلك المتعة طريقة Ubisoft المعتادة في تصميم المهام، فكل مهمة رئيسية خضتها طوال عمر العنوان تتبع نفس الأسلوب بحذافيره، حيث يتوجب عليك مقابلة شخص ما للحصول على معلومات وتتبع خصمك إلى أن تتأكد من مكان إقامته، ومن ثم عليك اقتحام قلعة أو حصن للوصول لهدفك، لا يقتصر الأمر على سوء التصميم العام للمهام الرئيسية وكونها مكررة بشكل واضح، بل يمتد لطريقة السرد التي تمط الأحداث بصورة مبالغ فيها.
في بعض المهام ستجد خصمك أمامك مباشرة ويمكنك إنهاء الوضع برمته في عملية اغتيال واحدة لن تستغرق دقائق، لكنه ينسحب فجأة لتجد نفسك مرغمًا على التطرق لمجموعة من المهام الأصغر نطاقًا قبل الوصول إليه، كاغتيال حراسه أو تبادل أطراف الحديث مع شخص مجهول لديه معلومات سرية، وإذا كنت خبيرًا في ألعاب AC فأنت تعلم أن لا أحد يمنحك معلومات مجانًا، فكل شخص يبدو مستعدًا لمساعدتك سيضعك في سلسلة من المهام الروتينية المعتادة قبل أن يمنحك ما تبحث عنه.
تدور معظم هذه المهام في Shadows حول قوائم الاغتيالات، فبعد 20 ساعة من اللعب تقريبًا كان لدي أكثر من 8 قوائم اغتيالات متفرعة من مهام رئيسية كل منها يتضمن 6 أهداف على الأقل، بعضها إجباري للمضي قدمًا في القصة والبعض الآخر يتحول لمحتوى اختياري يمكن التطرق له فيما بعد، الميزة الوحيدة هنا هو القدرة على اغتيال الهدف أو مسامحته، ورغم أن هذه القرارت لا يمتد تأثيرها لباقي الأحداث، إلا أنها تشعرك أن قرارك مهم حتى إن كان لثواني معدودة.
مرة أخرى تركز ألعاب AC على الكمية أكثر من الجودة، فاليابان الإقطاعية تمتلك مساحة شاسعة من الأراضي تضاهي مصر القديمة في Origins، وفي كل خطوة تخطوها ستجد محتوى وأنشطة مختلفة أمامك للغوص فيها، تكمن المشكلة الرئيسية هنا في التفاوت الواضح في جودة هذه الأنشطة، هناك مهام فرعية تعرفك على ثقافة اليابان والموسيقى والفنون وعادات المجتمع بشكل أشبه بالدروس التعليمية، وهناك مهام أخرى أكثر إرهاقًا مرتبطة بشكل مباشر في أسلوب التقدم وترقية معداتك ومهاراتك، مثل الأضرحة والمعابد التي يتوجب عليك زيارتها دائًما لجمع ما يُعرف باسم نقاط المعرفة، والتي لا يمكن فتح المزيد من المهارات إلا من خلالها.
لمعرفة مدى المعاناة في جمع تلك النقاط، تحتاج الرتبة الرابعة والأخيرة في قسم المهارات جمع 11 نقطة معرفة، ما يعني زيارة 11 ضريح وتأدية الطقوس في كل منهم أو جمع الرسائل المخفية داخلها لتتمكن من الحصول على هذه النقاط، أو مقابلة مختصين للتدرب على فنون القتال، أو اجتياز بعض العقبات المعتمدة على مهارات الباركور لفتح صندوق أسطوري يمنحك النقاط التي تبحث عنها في النهاية والأخيرة هي أفضلهم وأكثرهم متعة، كون تلك الأنشطة مرتبطة بشكل مباشر بنظام التقدم الرئيسي للمهارات والعتاد جعل تجربتي أكثر إرهاقا مما هي عليه بالفعل، ودفعني لقضاء ساعات طويلة في محتوى لا يستهويني بأي شكل من الأشكال ولا يوفر أي متعة في المقابل.
يتكرر نفس السيناريو على صعيد المهام الفرعية التي تعرفك على أهالي وسكان المناطق المختلفة، إذ ستجد نفسك عالقًا في مجموعة من المهام الفرعية التي ستندم على التطرق إليها لاحقًا، مثل مساعدة جدة نآوي على جمع الفاكهة لإطعام المحتاجين أو إيجاد الديدان في جثث الحيوانات لمعالجة المرضى، تتبع تلك المهام أسلوب سرد غير شيق ولا تعمق علاقتك مع الشخصيات الأخرى كما يظن فريق التطوير بل تدفع للابتعاد عنهم والتركيز على المحتوى الأساسي قدر المستطاع نظرًا لأن المحتوى الفرعي بسيط بشكل مبالغ فيه ولا يستحق كل هذا العناء.
يكون الوضع أمتع إلى حد ما في ترقيات المخبأ، إذ يتوجب عليك جمع الموارد المختلفة مثل القماش والغلة وغيرها من الموارد لتطوير مخبأك، ونظير كل ترقية تتطرق لها، تحصل على ميزات إضافية، مثل مشغل الحدادة الذي يمنحك القدرة على تطوير معداتك إلى رتب أعلى، أو قاعة دوجو التي تمكنك من تدريب الحلفاء واستدعائهم في ساحة المعركة لمساعدتك في الصمود ضد أعدائك، تلك المهام حتى وإن كانت مكررة في الهيكل العام المعتمد على اختراق معسكر أو اغتيال أحد الخارجين عن القانون، إلا أنها سريعة ولا تستغرق الكثير من الوقت وتشعر بتأثيرها في نفس اللحظة من خلال ترقية المخبأ مباشرة.
أسلحة تعكس أسلوب لعب كل شخصية وشجرة مهارات تساعده على صقل القدرات
على عكس ألعاب AC السابقة التي كانت تمكنك من حمل أي سلاح بحرية حتى وإن سقط من أيدي أعدائك، تركز Shadows على مجموعة من الأسلحة المخصصة لكل بطل، يتشارك نآوي وياسوكي في مجموعة نقاط الخبرة نفسه الذي يسمح لهما بترقية العتاد والمهارات عن طريق تنفيذ المهام والاغتيالات، لكن كل منهم متخصص في أسلوب لعب مختلف تمامًا، الكاتانا هو العامل المشترك الوحيد بينهما، السيف الأسطوري الذي يتميز بالقوة والسرعة في آن واحد، ومع استخدام نظام المراوغة والصد يصبح فتاكًا إذا أتقنت مهاراته.
تتضمن ترسانة نآوي أيضًا سلاح الكوساريغاما والتانتو، وكلاهما يعتمد على السرعة والبراعة في استخدام اليدين والتوقيت المثالي، بينما يعتمد ياسوكي على رمح ناغيناتا الضخم الذي يلائم حجمه ويمنحه أفضلية ضد الأعداد الضخمة من الأعداء، والقوس المثالي للقضاء على الأعداء خلسة، والقربينة التي تطلق البارود بصوت مرتفع يدب الخوف في قلوب كل من في الجوار.
تعمل أدوات مثل الشوريكين والكوناي بشكل أفضل مع التقدم أكثر في الأحداث وتطوير قدراتهم، مثل القدرة على استخدام الشكوريكين في إسقاط دروح الأعداء أو التنقل بين خصمين في ضربة واحدة، بينما يسمح لك الكوناي بعد فترة باغتيالك الأعداء من مسافة أمنة دون كشف أمرك مما يمنحك المزيد من الخيارات أثناء الاعتماد على أسلوب التسلل.
ترتبط تلك الأسلحة برتبة اللاعب، وبالتالي فكلما تقدمت في الأحداث ووصلت إلى رتب أعلى، كلما أصبحت أسلحتك أقل قوة إلى أن تعثر على على نسخ أخرى تلائم وضعك الجديد، على الجانب الآخر، يعتمد الوضع بدرجة كبيرة على نوع العدو الذي تواجه، فاستخدام الكوناي ضد الأشيغارو سيكون فعالًا بسبب دفاعهم المحدود، لكن عند استخدامه ضد الرونين أو السموراي لن يكون بنفس التأثير، أما التحدي الأكبر فيكمن في مواجهة أكثر من خصم ومن الشينوبي في نفس الوقت، إذ يمتلكون نفس خفة وسرعة نآوي وبالتالي فإن إحكام سيطرتك عليهم أثناء القتال أمر صعب للغاية، وغالبًا ما ستحظى بمعركة عشوائية ستتعرض فيها لجميع الأدوات التي تستخدمها ضد خصومك مثل قنابل الدخان والقذائف التي تستنزف صحتك من مسافات بعيدة.
لم أشعر بأن هناك نقصًا في الأسلحة أو الأدوات، لكن بعضها كان أقل فاعلية مقارنة بالكتانا الذي تم تصميمه ليكون السلاح الأساسي لكلا البطلين على ما يبدو، ويظهر هذا الأمر جليًا بالقدرات المرتبطة به في شجرة المهارات، والتي تصبح أكثر فتكًا بمرور الوقت مقارنة بأي سلاح آخر.
بالحديث عن شجرة المهارات أو كما تعرف هنا بالإتقان، هناك 6 أقسام ترقية رئيسية لكل شخصية، ثلاثة للأسلحة وثلاثة تلائم طبيعة وأسلوب لعب كل شخصية، على سبيل المثال وليس الحصر، توفر شجرة الشيونبي قدرات فريدة لنآوي في مثل أن يتباطأ الزمن أثناء التخفي لعدة ثواني لتتمكن من اغتيال أعدائك دون كشف أمرك، أو السماح لها بالتنفس تحت الماء عن عبر قصبة أذا توقفت عن الحركة، أما في حالة ياسوكي فهناك شجرة الساموري التي تمنحه قدرات شاهدنا بعضها سابقًا مثل قدرة الركل لمسافات بعيدة، وأخرى فريدة مثل صيحة المعركة التي تجعله قادر على صعق أعدائه عبر الصراخ، وهو أمر غير مفهوم بالنسبة لي حتى الآن ولا أعلم ما علاقته بمقاتلي الساموراي، وبغض النظر عن مدى تفاوت تلك القدرات في قوتها، إلا أنها مفيدة بشكل مشهل سواء في الاشتباكات المباشرة أو في التسلل والتخفي وتضيف طبقة أخرى من العمق لأسلوب اللعب، لكن يعيبها فقط كونها مرتبطة بأنشطة مضيعة للوقت للتمكن من فتح رتبها الأربعة وإلا ستظل عالقًا في أول رتبة بنفس المهارات المحدودة لفترة طويلة.
توفر اللعبة وضع الجودة للحصول على دقة عرض أعلى بينما يوفر وضع الأداء معدل إطارات أعلى، وتعلم اللعبة بشكل ممتاز في كلاهما، بالإضافة لوضع آخر مخصص لشاشات 120 هيرتز سيكون الأفضل يوازن بين الأداء والجودة وهو مثالي لمن يمتلك هذا النوع من الشاشات، لكن خلال تجربتي الممتدة لأكثر من 50 ساعة توقف العنوان عن العمل في 3 مناسبات مختلفة دون سابق إنذار، كما أن بعض الأخطاء المعروفة من أجزاء السلسلة القديمة مثل توقف الشخصية عن الحركة عندما تعلق بشيء ما عادت بشكل محدود هنا ويتوقع أن يتم حل تلك المشاكل في تحديث اليوم الأول نظرًا لأنها محدودة ولا تؤثر على التجربة النهائية بشكل كبير.
يدعم العنوان الترجمة العربية للنصوص والقوائم بشكل ممتاز كما هو الحال مع معظم ألعاب Ubisoft الرئيسية في السنوات الأخيرة، مما يمنح اللاعبين الفرصة لخوض أحداث اللعبة بالأصوات اليابانية (التي تعاني من مشكلة في مزامنة الشفاه) والاستعانة بالترجمة العربية لفهم الأحداث، مما يساعد على الانغماس أكثر مع الأحداث والتفاعل مع كل شخصية تقابلها.
تظهر اليابان الإقطاعية في Shadows بشكل جيد مع مجموعة من التغييرات التي تساعد على الانغماس والتفاعل مع عالمها الشاسع بطرق جديدة مثل نظام المستطلعين لتحديد مواقع الأهداف والغنائم، وقائمة مهارات تعزز من قدرات كل شخصية، وتقدم قصة تركز على بطلين كل منهما من عالم مختلف تمامًا يسعيان سويًا لتوحيد اليابان وإنهاء النزاعات الداخلية، لكن اتباع نفس الصيغة المعتادة في تصميم المهام دون أي لحظات فريدة، والأنشطة الجانبية المكررة كزيارة الأضرحة والمعابد، والقصة التي تفقد طريقها وسط تفرعات غير ضرورية يجعلها مغامرة أخرى تعتمد على الكمية أكثر من الجودة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.