ليس سرًا أن تاريخ ألعاب الفيديو مليء بالعناوين التي كانت متوسطة عند الإطلاق، وذلك بسبب تجارب مليئة بالأخطاء المدمرة، أو نقص واضح في المحتوى، أو تصورات خاطئة أدت إلى الحكم السلبي على اللعبة حتى قبل وصولها إلى المتاجر.

رغم كل ما سبق، أصبح من الشائع في العصر الحديث إصدار تحديثات لاحقة لتحقيق الوعود التي قُدّمت قبل الإطلاق، ورغم أن هذا الأسلوب لا يُعد مبرَّرًا، إلا أنه أتاح الفرصة لبعض الألعاب التي خيّبت الآمال في البداية لأن تستحق فرصة ثانية، وإليك بعض أبرز النماذج على هذا الأمر.

No Man’s Sky

في عالم الأعمال، من الأفضل أن تعد بأقل مما تستطيع وتقدم أكثر مما وُعدت به، لكن لعبة No Man’s Sky، قامت بعكس ذلك تمامًا عند إطلاقها، فقد وُعدت الجماهير بعالم يضم عددًا هائلًا من الكواكب غير المستكشفة، وهذا كان صحيحًا إلى حدّ ما، لكن المشكلة كانت في أن هذا الكون الواسع كان يفتقر إلى الأنشطة المثيرة، والأسوأ من ذلك أنه، في حال قررت خوض رحلة بين النجوم، فستقوم بذلك وحيدًا، إذ لم يكن هناك طور لعب جماعي رغم تأكيد وجوده قبل الإطلاق.

وبعد مرور تسع سنوات، أصبحت No Man’s Sky مثالًا يُحتذى به في التغيير الإيجابي بعد الإطلاق. حيث يضيف التحديث الأحدث – Worlds Part II – كواكب غازية وعوالم مائية، إلى جانب إمكانية تمكين المسافرين في الفضاء من إنشاء نظام كوكبي خاص بهم.

Dying Light 2

لعبة Dying Light 2 التي حظيت بالكثير من الترويج أُطلقت وسط آراء متباينة، حيث اشتكى البعض من الإحساس “الخفيف” الذي رافق إحدى ميزاتها الرئيسية: الباركور. كما أن القصة السطحية ووجود عدد من الأخطاء التقنية خيبت آمال كثيرين. ورغم أن القصة يصعب تغييرها بعد الإطلاق، إلا أن شركة Techland أصدرت كمًّا هائلًا من التحديثات خلال السنوات التالية، أعادت من خلالها العديد من اللاعبين الذين انسحبوا في البداية.

أصبحت حركة الركض الحر أكثر واقعية، والرسوم المتحركة أكثر حيوية، والقتال أكثر سلاسة، كما تمت إضافة بعض العناصر القصصية الجديدة، مما يجعل Dying Light 2 جديرة بفرصة ثانية.

Final Fantasy XV

رغم ما فيه من عيوب، فإن Final Fantasy XV تُعد إصدارًا محبوبًا من سلسلة ألعاب تقمص الأدوار التي غالبًا ما تكون أساسية لعشاق هذا النوع. فقد قدمت قصة مؤثرة لمجموعة من الأصدقاء في رحلة عبر الطرقات، إلا أن السرد عانى من تباين في الإيقاع، وهيكل لعب ضيق، ونظام قتال يمكن انتقاده بسهولة.

أما Final Fantasy XV: Royal Edition، فقد قدمت تحسينات كبيرة على بنية اللعبة وتطورها في المراحل المتقدمة، وأضافت عناصر قصصية دعمت الأثر العاطفي بشكل أعمق، إلى جانب تعديلات على أسلوب اللعب مثل إمكانية التبديل بين الشخصيات، ورغم أن اللعبة مازالت غير مثالية، فإن Royal Edition جعلت فيها عددًا أكبر من الجوانب المتميزة مقارنة بما كانت عليه من قبل.

Star Wars Battlefront 2

عند إطلاقها، كانت لعبة Star Wars Battlefront 2 لعبة تصويب جيدة بما يكفي، لكن المطورين في DICE، وبسبب قلقهم المفرط من ألا تحقق اللعبة النجاح نفسه الذي حققته سابقتها، قرروا حجب أشهر أبطال السلسلة خلف نظام تقدم قائم على الدفع مقابل الفوز، ما أثار انتقادات واسعة.

استغرق الأمر عامًا بعد الإطلاق حتى أصبحت Battlefront 2 تجربة جيدة حقًا، فقد تم إلغاء صناديق الغنائم تقريبًا، كما جاءت التحديثات لتبسط خيارات التخصيص وتضيف أبطالًا جددًا يمكن الحصول عليهم بسهولة، ولولا جائحة كورونا، ربما استمرت التحديثات، لكن رغم ذلك، فإن Battlefront 2 كما هي الآن تفي بمعظم وعودها.

Cyberpunk 2077

هل سمعت الخبر؟ لعبة Cyberpunk 2077 أصبحت جيدة الآن، أو على الأقل أصبحت اللعبة التي كان من المفترض أن تكون عليها، بدلًا من الكارثة المدوية التي صُنّفت من بين أسوأ إطلاقات الألعاب في عام 2020. فمنذ ذلك الحين، واصلت CD Projekt Red العمل دون توقف، مطلقة سلسلة من التحديثات الممتازة التي لم تكتفي بجعل Night City قابلة للعب، بل قامت بإعادة تصميم وتوازن وتحسين نظام القتال، والاختراق الشبكي، وتطور المهارات، ودمج التقنيات السيبرانية، والتحكم بالمركبات، وغير ذلك، ومع محتوى Phantom Liberty الإضافي المثير، أصبحت Cyberpunk 2077 كطائر الفينيق الذي نهض من رماده.