العاب / IGN

مراجعة Doom: The Dark Ages

رغم النجاح الهائل الذي حققته سلسلة DOOM منذ عودتها القوية في عام 2016، مرورًا بتكملتها DOOM Eternal في 2020، اختار استوديو id Software أن يسلك مسارًا جريئًا، مغامرًا بهذا النجاح ليُقدم تجربة جديدة تنقلنا من المستقبل المليئة بالتكنولوجيا إلى أروقة العصور الوسطى الغارقة في الظلام. هذا التوجه لم يكن مجرد استعراض بصري، بل كان محاولة حقيقية لإحياء روح السلسلة الكلاسيكية، ويبدو أن الاستوديو نجح في هذا الرهان... وبكل اقتدار مع أحدث عناوين السلسلة.

لعبة DOOM: The Dark Ages ليست مجرد فصل جديد في السلسلة، بل هي تجربة تُعيد رسم ملامح الأكشن الكلاسيكي بلمسة إبداعية مدروسة، فهي تَعد بتجربة لكل من يبحث عن التحدي، سواء كنت من المحاربين القدامى الذين نشأوا على صدى البنادق والشياطين، أو من الوافدين الجدد الذين يستعدون لخوض معركتهم الأولى بهذا العالم الممتع وخلال مراجعتنا للعبة DOOM: The Dark Ages، سنتناول بالتفصيل الأفكار الجديدة التي قدمها استوديو id Software في هذا العنوان المنتظر.

نداء إلى قاتل الجحيم.. نحن بحاجة إليك

في زمنٍ غرق في الدماء والظلال... في عالمٍ لا تُسمَع فيه سوى صرخات الجحيم وهمسات الموت... عاد قاتل الجحيم، لكنه هذه المرة... لا يواجه الشياطين بأسلحة المستقبل، بل كأسطورة وُلدت من الحديد والنار.

تأخذنا DOOM: The Dark Ages إلى فترة زمنية تقع بين أحداث DOOM 64 وDOOM 2016، حيث يكتشف "قاتل الجحيم" وجود أكوان متداخلة وعوالم موازية لم يكن يدركها من قبل. ليجد نفسه في قلب عالم Argent D’Nur، وهو عالم تُمزقه الحروب والصراعات الأزلية، وهناك يلتقي بـ "حراس الليل" وهم محاربين أسطوريين يقفون في وجه جحافل الجحيم. وفي خضم هذا الصراع يتحول "قاتل الجحيم" من محاربٍ منفرد إلى رمز أسطوري وقائد ملهم، يقود آخر خطوط الدفاع في معركة مصيرية ضد قوى الجحيم.

رغم البطء الملحوظ في وتيرة السرد خلال الساعات الأولى من DOOM: The Dark Ages، إلا أن القصة سرعان ما تأخذ منحنى تصاعديًا مميزًا، لتتحول إلى تجربة ملحمية تُصنف كأحد أقوى أجزاء السلسلة من حيث البناء القصصي. ويعود الفضل في ذلك إلى المشاهد السينمائية المصقولة بعناية، والغنية بالتفاصيل البصرية والإخراج الإبداعي، والتي تُعزز من عمق السرد، إلى جانب الحوارات المؤثرة التي تُضفي بُعدًا إنسانيًا غير معتاد على شخصيات هذا العالم القاسي.

استغرقت قصة Doom: The Dark Ages ما يقارب 20 ساعة لإنهائها، وهو وقت أطول بشكل ملحوظ مقارنةً بالأجزاء السابقة من السلسلة مثل Doom Eternal التي تتطلب حوالي 14 ساعة فقط لإنهاء القصة الرئيسية. ومع ذلك فإن استكشاف خفايا عالم Argent D’Nur من مستندات وملفات نصية تَكشف تفاصيل أعمق عن التاريخ والشخصيات، قد يمدد عمر اللعبة بسهولة إلى أكثر من 30 ساعة، خصوصًا لمحبي البحث عن كل زاوية مخفية في هذا العالم الغني بالتفاصيل.

أحد أبرز التحولات الجذرية بلعبة DOOM: The Dark Ages مقارنة بالإصدارات السابقة هو انتقالها إلى نظام العالم شبه المفتوح، في خطوة توسع أفق التجربة بشكل غير مسبوق في تاريخ السلسلة. فقد أصبحت مساحة اللعب أضخم من أي وقت مضى، وقَدمت حرية أكبر في الاستكشاف والتنقل عبر بيئات متنوعة، تتراوح بين الكهوف الخفية ومناجم مظلمة أشبه بالزنزانات. هذه المناطق لا توفر فقط تحديات قتالية جديدة، بل تُمثل محطات حيوية لجمع الموارد التي تعزز من فرص النجاة، وتفتح آفاقًا أوسع للتفاعل مع عالم اللعبة ومعاركها الطاحنة.

تغيير جذري في أسلوب اللعب من الحركة إلى القوة الغاشمة

تُقدم لعبة DOOM: The Dark Ages خطوة جريئة في تغيير أسلوب اللعب مقارنة بالأجزاء الأخيرة من السلسلة، وعلى رأسها DOOM Eternal. حيث تعتمد اللعبة على أسلوب قتال يعتمد على الضرب من وضع الثبات والقوة الغاشمة، بدلاً من التركيز على الحركة والقفز كما كان الحال في الأجزاء السابقة. كما تُركز اللعبة بشكل أكبر على القتال القريب الذي يعتمد على التوقيت والدقة، مع إدخال آلية "الصد" لتصبح عنصرًا أساسيًا في أسلوب المواجهات المباشرة.

لم يعد من الممكن الاعتماد على الركض وإطلاق النار بلا توقف، فقد أصبحت كل مواجهة تتطلب تخطيطًا مُسبقًا واستغلالًا ذكيًا لجميع الأدوات المتاحة لك، وكل مواجهة أصبحت اختبارًا حقيقيًا لقدرتك على التوقيت المثالي والتحكم الكامل في أدوات القتل التي تحت تصرفك.

وبالحديث عن أدوات القتل، فإن اللعبة تُقدم العديد من الإضافات الجديدة التي تضفي مزيدًا من المتعة على أسلوب اللعب، ومن أبرز هذه الإضافات سلاح جديد يُدعى Skull Crusher، الذي يقوم بابتلاع جماجم الأعداء ثم يعيد إطلاقها بسرعة وقوة مفرطة نحو الأعداء الأحياء، مما يؤدي إلى تمزيقهم إلى قطع أصغر. كما تقدم اللعبة أيضًا عتادًا جديدًا بدءًا من القفاز الكهربائي الذي يمكن شحنه لاستخدامه في هجمات قوية ومباشرة، ومرورًا بالصولجان الذي يُمزق الأعداء إلى أشلاء، مما يتيح لك المزيد من الخيارات للتعامل مع التحديات المختلفة.

أما بالنسبة لنجم أحدث أجزاء سلسلة DOOM ومن أبرز إضافات اللعبة بلا شك والذي يُقدم تجربة لعب ممتعة وفريدة من نوعها وهو "درع المنشار/ Shield Saw"، فالدرع يمكن استخدامه بطرق متعددة مثل الرمي والصد والتفادي أو انحراف الضربات، مما تُوفر مرونة استثنائية في المعارك وتُعزز من تنوع أساليب القتال بشكل لافت.

أستوديو id Software كان قد أشار في وقت سابق أنهم سعوا لتبسيط التحكم وأسلوب اللعب بلعبة DOOM: The Dark Ages، بعد أن اعتبروا عناصر التحكم في DOOM Eternal معقدة بمرور الوقت. وكان الهدف من ذلك جعل اللعبة أكثر بديهية، بحيث لا يشعر اللاعبون بالحيرة أو يضغطون على أزرار غير مألوفة أثناء اللعب. وهذا ما نجحوا فيه تمامًا مع The Dark Ages، حيث أصبحت تجربة اللعب أكثر سلاسة عما كانت.

والبداية كانت مع ضربات الـ Glory Kills التي شهدت تغيير جذري، حيث كان يتم في الإصدارات السابقة تنفيذ Glory Kills عبر آلية Sync، مما كان يتسبب في توقف مؤقت للمشهد لعرض لحظات سينمائية قصيرة تُظهر البطل وهو يذبح الوحوش بأسلوب دموي مثير. ولكن بلعبة DOOM: The Dark Ages أصبحت Glory Kills تحدث بسلاسة تامة في الوقت الفعلي، دون أي انقطاع لسير اللعب. هذا التغيير يعزز من حماس المعارك ويجعل التجربة أكثر تفاعلية، مما يضمن بقائنا منخرطًين تمامًا في كل لحظة من القتال.

كما تقدم DOOM: The Dark Ages مجموعة من الآليات المبتكرة التي تضيف عمقًا جديدًا وحماسًا غير مسبوقًا إلى أسلوب اللعب، من بين هذه الآليات هو إمكانية من قيادة تنين مجنح طائر يتيح التحليق في السماء والهجوم من الجو. بالإضافة إلى ذلك تمكنا أيضًا بالتحكم في Altman وهو آلي عملاق يمنحننا قوة ساحقة وقدرة على مواجهة الأعداء الأكبر حجمًا وخوض المعارك الأكثر شراسة بطريقة مبتكرة تمامًا.

اللعبة تُقدم نظامًا مبسطًا يركز على الاستكشاف والمكافآت، حيث لن تقتصر الأسرار والكنوز المخبأة على مجرد عناصر إضافية، بل ستُدمج ضمن نظام يعزز مهاراتك بشكل ملموس وتُؤثر بشكل مباشر على أسلوب اللعب. ومع تصميم الخريطة في هذا الجزء، أصبح من السهل علينا تحديد مسار التحرك والاستكشاف بشكل أوضح وأكثر سهولة.

كما تم أيضًا تعديل أسلوب تطوير الشخصية بطرق جديدة ومبسطة، فبخلاف الأجزاء السابقة تم تقليص الاعتماد على شجرات المهارات بشكل كبير، وأصبحت العملية أكثر سلاسة الآن، فهناك شجرة مهارات مخصصة لتطوير كل سلاح أو الدرع أو ضربات الـ Melee بمختلف أنواعها، ولإتمام هذه التطويرات يتعين عليك جمع بعض الموارد داخل المراحل ومن ثم استخدامها لشراء تلك المهارات.

مراحل لعب هي الأكبر على الإطلاق بالسلسلة

بمقياس ملحمي يليق بحجم معاركها، تقدم DOOM: The Dark Ages أكبر مراحل لعب في تاريخ السلسلة، حيث تضم 22 مرحلة كاملة، مما يجعلها أكثر من ضعف عدد المراحل التي رأيناها في جزئي DOOM 2016 وDOOM Eternal، اللذين احتويا على 13 مرحلة فقط.

هذا التوسع الكبير في المحتوى يتيح فرصة استكشاف بيئات لعب وأماكن متنوعة كل منها مليء بالتحديات والمفاجآت وحتى ألغاز يجب حلها، بالإضافة إلى مواجهة أعداء أقوياء. لتُضيف هذه الزيادة عمقًا بتجربة اللعب، مما يجعلها أكثر إرضاءً لنا وتمنحنا حافزًا دائمًا للاستمرار في الاستكشاف والقتال.

عالم مرسوم بالدم والنار: المستوى البصري بلعبة DOOM: The Dark Ages يتخطى التوقعات

نجحت لعبة DOOM: The Dark Ages في بناء عالم سوداوي غارق في الدماء والنيران، واستطاع أستوديو id Software بفضل محركهم الجديد id Tech 8 (تُعتبر لعبة DOOM: The Dark Ages هي أولى الألعاب التي تَستخدم هذا المحرك الجديد)، أن يأخذنا في رحلة إلى حقبة مظلمة تفيض بالتفاصيل الآسرة بداية من القلاع الشاهقة والكهوف المظلمة وساحات القتال الوحشية، لتَظهر كلها بمشاهد مُتقنة كأنها تنبض بالحياة، وتشعرك بأنك داخل ملحمة دموية من العصور الوسطى.

تصميم الشخصيات والوحوش يظهر بأدق التفاصيل، مع تحريك واقعي يضفي على كل لحظة طابعًا سينمائيًا. كما تدعم اللعبة تقنية تتبع الأشعة بشكل كامل، لتقدم إضاءة وانعكاسات وانفجارات تُعطى تجربة بصرية مذهلة.

اللعبة قَدمت أداء وتجربة جيدة عبر جهاز Xbox Series X (الذي قُمنا بمراجعة اللعبة خلاله) لكننا لاحظنا ببعض المهام وجود بعض المشاكل التقنية الطفيفة مثل تجمد الأعداء، ولكن نتوقع أن يتم إصلاحها مع تحديث اليوم الأول.

لإكمال هذه اللوحة الفنية الرائعة، نجح استوديو id Software في تقديم موسيقى تصويرية جيدة تعكس بشكل مثالي قوة ملحمة "قاتل الجحيم" وتحدياته الصعبة في مواجهة جيوش الجحيم. وتتميز الموسيقى بإيقاعات قوية ترفع من حدة المعارك، مع تصاعد الألحان وتنوعها وفقًا للمواقف والبيئات المختلفة.

أما المؤثرات الصوتية فكانت بنفس القدر من الإبداع، حيث تميزت بأصوات الأسلحة المتنوعة وهمسات الأعداء والآثار البيئية المحيطة.

لعبة Doom: The Dark Ages تَدعم اللغة العربية

تقدم لعبة Doom: The Dark Ages دعمًا للغة العربية للاعبي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع ترجمة للنصوص والقوائم والحوارات، مما يسهم بشكل كبير في تسهيل فهم القصة ومتابعة الأحداث. ورغم ذلك فإن اللعبة تعاني من بعض الأخطاء اللغوية التي قد تشتت انتباه اللاعب في بعض الأحيان، لكنها تبقى غير مؤثرة بشكل كبير على الفهم العام للقصة وعالم اللعبة.

في الأخير يُمكن القول بأن لعبة DOOM: The Dark Ages تمثل نقلة جريئة في مسار السلسلة، والتي تنقلنا من أجواء المستقبل إلى عالم سوداوي من العصور الوسطى. واستطاعت اللعبة أن تُقدم لنا تجربة قصصية عميقة يتحول خلالها "قاتل الجحيم" إلى رمز أسطوري وسط معارك ملحمية ضد قوى الجحيم. كما شهدت اللعبة تغييرات كبيرة في أسلوب اللعب مع تركيزها على القتال القريب والصد بدلاً من الحركة والسرعة، بالإضافة إلى تقديم أسلحة وآليات جديدة مثل درع المنشار والتنين الطائر. ولا ننسى عالم اللعبة شبه المفتوح المليء بالتفاصيل والاستكشاف ودمجهم داخل مراحل لعب أكبر من أي جزء مضى. كل هذا تَم تَقديمه بمستوى رسوم مميز بفضل محرك id Tech 8 وموسيقى جيدة، مع دعم للغة العربية رغم الهفوات البسيطة بالترجمة والمشاكل التقنية الطفيفة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا