عادةً ما تمنح ألعاب العالم المفتوح اللاعبين فرصة لتجسيد شخصية قوية قادرة على مواجهة أي تهديد في العالم. ومع تقدم اللاعبين في اللعب واستكشافهم لبيئات بعض العناوين، يمكن أن تزداد قوتهم تدريجيًا، حتى يصلوا إلى مرحلة تجعلهم يبدون كتهديد مرعب في هذا العالم، سواء اختاروا طريق الخير أو الشر.
لكن هناك العديد من الألعاب التي تتجاوز هذا المفهوم، وتتعمق أكثر في جانب الوحشية، حيث تتيح للاعبين التحول فعليًا واستخدام قدرات غير بشرية تميل بشدة إلى فكرة التحول إلى مسخ حقيقي. سواء كان ذلك من خلال اكتساب مهارات متحوّلة، أو التحول إلى وحش من الناحية الأخلاقية، أو تجسيد مخلوق فعلي، هناك الكثير من ألعاب العالم المفتوح التي تمنح اللاعبين فرصة لإطلاق العنان للوحش الكامن بداخلهم.

The Isle
بقاء ما قبل التاريخ لا يعرف الرحمة
تضع لعبة The Isle اللاعبين داخل نظام بيئي قاسٍ للديناصورات، حيث يعتمد البقاء على قيد الحياة بالكامل على تجسيد القوة الغاشمة والغرائز البدائية لمفترس من عصور ما قبل التاريخ. تسمح البيئة المفتوحة والواسعة في اللعبة للاعبين بتعقب الفريسة أو الدفاع عن أراضيهم، مما يعزز الشعور الغريزي بأنك وحش مخيف حقيقي.
وتزداد حدة هذا الشعور الوحشي كلما تقدم اللاعب في اللعب، حيث يبدأ كديناصور صغير وضعيف ويتطور تدريجيًا ليصبح مفترسًا في قمة السلسلة الغذائية. ويصاحب هذا التحول زيادة في القوة والقدرات، مما يفتح المجال أمام سلوكيات هجومية أكثر شراسة ويُضيف أبعادًا جديدة ومخيفة للقتال. كما أن الديناميكية متعددة اللاعبين في العالم المفتوح تضيف عنصر المفاجأة وعدم التنبؤ، حيث يمثّل اللاعبون الآخرون خصومًا أو تهديدات حقيقية، مما يتطلب قوة جسدية بالإضافة إلى المكر والاستراتيجية للحفاظ على السيطرة داخل هذا العالم المتوحش.
Prototype
قدرات متحوّلة تمزّق كل شيء في طريقها
تقدّم لعبة Prototype تجربة وحشية لا تعرف الرحمة من خلال منح اللاعب قوى سلاح بيولوجي متحوّل قادر على تغيير شكله وإحداث دمار شامل. تتحول مدينة نيويورك المفتوحة إلى ساحة فوضى حقيقية، حيث يمكن للاعب نشر الخراب بلا قيود، متجسدًا في قوة غاشمة لا يمكن إيقافها.
يركّز تصميم اللعبة على منح اللاعب حرية التطور وتصعيد الدمار، مما يعزّز الشعور بالتحوّل التدريجي إلى وحش خارق مع كل قدرة جديدة يتم اكتسابها. التنقل عبر المدينة بسرعة جنونية وتدمير القوات العسكرية يخلقان شعورًا دائمًا بالقوة الهائلة، ويأتي هذا التمكين متوازنًا مع وجود تهديد دائم من قوى منظمة تسعى لإيقاف اللاعب، مما يجعل كل مواجهة استعراضًا حقيقيًا لصدام بين قوى خارقة وخطط تكتيكية بشرية.
Shadow of the Colossus
معارك مهيبة ضد عمالقة مسالمين تحمل أجواءً مشحونة
تُقدّم Shadow of the Colossus تجربة فريدة من نوعها في ألعاب العالم المفتوح، حيث لا تلعب دور الوحش بشكل مباشر، بل تبدأ تدريجيًا في الشعور بأنك أصبحت وحشًا من الناحية الأخلاقية والرمزية. في هذه اللعبة، لا تمتلك قدرات خارقة أو هيئة مخيفة، لكن كل معركة ضد أحد الكولوسي تُشعرك وكأنك جزء من مواجهة أسطورية بين قوى خارقة للطبيعة، يتقلص فيها حجم الإنسان أمام عظمة الكائنات التي يواجهها.
ما يجعل التجربة استثنائية هو التباين الكبير بين شكل المعارك ومغزاها. فبعض الكولوسي لا يُبدون أي نية للقتال، ولا يهاجمون إلا عند الاستفزاز، مما يخلق صراعًا داخليًا قويًا لدى اللاعب، ويدفعه للتفكير في هدفه الحقيقي من هذه الرحلة. مع كل سقوط لعملاق جديد، يتلاشى جزء من إنسانية البطل، وتصبح دوافعه موضع تساؤل، خصوصًا مع الموسيقى الحزينة التي ترافق لحظات النصر وتحوّلها إلى لحظات تأمل وحزن.
آليات اللعب الدقيقة والبطيئة تعزز هذا الشعور بالغموض والرهبة. فكل حركة تسلّق وكل ضربة بالسيف تحمل وزنًا نفسيًا، وتُذكرك بأنك تواجه كائنًا ضخمًا يُجبرك على التفكير في كل قرار تخذه. كما أن بيئة اللعبة الشاسعة والخالية تقريبًا من الحياة تُضيف طابعًا وجوديًا يوصل رسالة صامتة حول العزلة، والتضحية، والحدود الأخلاقية لما يمكن فعله من أجل الحب أو الفداء.
Marvel’s Spider-Man 2
قوى الطفيلي التي تفي بوعدها الوحشي
تعزّز Marvel’s Spider-Man 2 شعور اللاعب بأنه وحش فعلي من خلال تقديم قوى symbiote الشرسة التي تُحدث تحولًا جذريًا في طريقة اللعب وإدراك الشخصية. فعلى الرغم من أن Peter Parker يبدأ كبطل رشيق وسريع يتقن القتال النظيف، إلا أن حصوله على بدلة symbiote يُغيّر كل شيء، ويمنحه قوى خارقة تُطلق العنان لعنف لا يُمكن السيطرة عليه.
العالم المفتوح في اللعبة يمنحك حرية كبيرة لاستخدام هذه القدرات الغامضة، التي تجمع بين العنف البدني الخام والمهارات الطفيليّة التي تنفجر من الجسد مثل الأشواك السوداء والأذرع الهلامية. قد تكون هذه القدرات محصورة في المراحل المتقدمة من القصة، لكنها عندما تظهر تُحوّل كل مواجهة إلى ساحة للدمار والوحشية. ويمكنك الشعور بهذا التغيير ليس فقط في طريقة القتال، بل أيضًا في الحركات والسلوك وحتى في ردود أفعال الشخصيات الأخرى التي تبدأ في ملاحظة تغير Peter نفسه.
ما يُميز هذه التجربة هو التصميم البصري والسمعي الذي يُرافق استخدام قوى symbiote. فكل ضربة تُحدث صدى صوتي ثقيل يُشعرك بالقوة المطلقة، والتأثيرات البصرية الداكنة واللزوجة العضوية تُضفي طابعًا مخيفًا على الحركات، وكأنك لم تعد بطلًا خارقًا بل كائنًا لا يُمكن كبحه.
هذه التحوّلات لا تُغيّر فقط من قدرات اللاعب، بل تُعيد تشكيل هوية Spider-Man بالكامل، وتضعه في منطقة رمادية بين البطل والوحش، مما يُضيف بُعدًا نفسيًا مثيرًا للتجربة. إنها ليست مجرد ترقية للقوى، بل إعادة تعريف لما يعنيه أن تكون بطلًا خارقًا، مع كل الضغوطات الداخلية التي يُمثلها الطفيلي وتأثيره المظلم على العقل والجسد.

لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.