الحلقتان الأولى والثانية من Chief of War متوفرتان للمشاهدة الآن على Apple TV+. مع صدور حلقات جديدة كل يوم جمعة من الآن وحتى 19 سبتمبر.
مسلسل Apple TV+ الجديد Chief of War من بطولة جيسون موموا (والذي شارك في صنعه أيضاً) يدرك تماماً إرثه. فهو يصوّر توحيد ممالك هاواي في القرن الثامن عشر، ويحمل عبء كونه أكثر من مجرد عمل درامي تاريخي، فهو يمثل أيضاً إعادة سرد لجزء غالباً ما تم تجاهله من التاريخ. وقبيل صدوره، تفاخر موموا بالأبحاث التي أجراها مع شركائه، وردد الادعاء بأن القصة الحقيقية "أكبر من Game of Thrones حتى". هناك شعور مستحق بالأهمية في كل معركة، وكل تقليد، وكل علاقة تنشأ وتُفقد على الشاشة. ولكن في كثير من الأحيان، تطغى هذه الجدية المفرطة على المسلسل.
من الواضح أنه بُني مع وضع المستقبل في الاعتبار، حيث يغطي الموسم الأول المرحلة الأولى من توحيد هاواي، ويؤسس بسرعة طاقماً واسعاً من الزعماء والمحاربين والمستشارين واللاعبين، لكل منهم نواياه في التعامل مع الوحشية القادمة إلى شواطئهم. وغالباً ما يكون الجواب هو شن حملة خاصة بهم، وإحدى أعظم نقاط قوة Chief of War تكمن في أنه لا يقع في فخ تصوير سكان هاواي الأصليين على أنهم "همج نبلاء"، ولا يصوّرهم ككتلة موحدة.
فلكل شخصية في Chief of War أفكارها الخاصة حول ما يحتاجه مجتمعها وماذا يجب أن تفعل بشأن المستوطنين الذين يحاولون التسلل إلى جزرهم، سواء كانت شخصية حاكمة مستقبلية مثل كاميهاميها (كاينا ماكوا)، أو شابة يُراد تزويجها رغماً عنها مثل كاʻاهومانو (لوسياني بوشانان). وتحتوي كتب التاريخ ما يكفي من الصراعات لدعم مواسم مستقبلية، كما أن عنف بعض المعارك كفيل بالحفاظ على مستوى عالٍ من الرهانات لمسلسل ملحمي معاصر.
لكن Chief of War يتعثر في محاولته منح كل خط سردي نفس القدر من الاهتمام، مما يترك الكثير من النهايات غير المكتملة. في المركز تقف شخصية كاʻيانا (موموا)، وهو زعيم محارب من ماوي ينجرّ إلى صراع التوحيد رغم توقه لحياة أكثر هدوءاً. وفي الحياة الواقعية، يُعرف كاʻيانا بكونه أول أمير من هاواي يسافر إلى الخارج. إنها قصة فرعية يتناولها Chief of War لفترة وجيزة فقط، قبل أن يعيده بسرعة مفرطة إلى الحبكة الرئيسية، حيث يقدم خلفية كاʻيانا دون أن يقضي وقتاً كافياً في استكشاف ما تعنيه له حقاً. وعلى الرغم من الأداء القوي من موموا، فإن تصوير شخصية كاʻيانا يتم من خلال أشياء تُقال لنا عنه (مراراً) بدلاً من أن تُعرض علينا فعلياً على الشاشة.
ليس من الضروري لمسلسل كهذا أن يكون دقيقاً تماماً من الناحية التاريخية، لكنه يجب أن يبدو وكأنه يفعل شيئاً فعلياً بالقصة التي يريد سردها، سواء انحرف عن التاريخ أو التزم به. وبدلاً من ذلك، يترك موموا وشريكه في صنع المسلسل توماس پا سيبت القصة تتحرك بلا توقف من محور إلى آخر. هناك شعور في الحلقات الأولى بأننا ننطلق بسرعة بهدف الوصول إلى "جوهر" القصة الحقيقي، لكن Chief of War لا يستقر أبداً. وسرعان ما يصبح مجرد نبوءة تحقق ذاتها، يرسم مثلثات حب سطحية وأشراراً مبالغاً في تصويرهم فقط ليصل إلى... المزيد من الشيء نفسه.
لا أعتقد أني سأكون أول من يفكر في مسلسل Shōgun من FX أثناء مشاهدة Chief of War، ولن أكون الأخير. فمن الصعب ألا نقارن بين المسلسلين نظراً لاهتمامهما المشترك بكيفية إساءة الاستعمار في كثير من الأحيان لتمثيل أو تفسير الممارسات الثقافية الدقيقة على أنها بربرية. لكن في حين ركز Shōgun على الصدامات الثقافية باعتبارها لبّ القصة، يبقى Chief of War واعياً أكثر من اللازم لدوره كـ"مترجم". وتُختزل عناصر مثيرة من ثقافة أو تاريخ هاواي (مثل العلاقات والتسلسل الهرمي الاجتماعي والدين) في حبكات متوقعة وسطحية. وبطريقة ما، فهو أقرب إلى The Gilded Age (وإن كان مع الكثير من الدماء) من كونه ملحمة تاريخية عظيمة، نظراً لاعتماده على الصراعات الشخصية كبديل عن الصراعات الكبرى في تلك الحقبة.
إن Chief of War عمل ملحمي حيث المخاطر لها أهمية حقيقية – ومن المؤسف أن القصة لا تستطيع مجاراة ذلك.
لكن Chief of War يريد أن يكون أكثر من ذلك. ونستطيع أن نرى ذلك بوضوح! فالمسلسل مليء بالتفاصيل التي تجعل الحقبة الزمنية والعالم الذي يدور فيه ينبضان بالحياة والواقعية. كل ريشة في الأزياء تبدو فخمة ومُتقنة، وكل قارب يبدو مصنوعاً من الخشب الحقيقي (لأنه كذلك بالفعل). في هوليوود المعاصرة، من النادر أن يشعر تصميم الإنتاج بأنه ينتمي فعلاً إلى المكان، ومن المهم أن Chief of War بذل الجهد لإعادة إحياء التقنيات التقليدية من خلال الاستعانة بخبراء في كل قسم. والنتيجة تتجاوز المفهوم السطحي لـ"الأصالة"، وتُرسخ الصراع الدموي والسرد الملحمي في عالمنا الواقعي. إنّه عمل ملحمي حيث المخاطر لها أهمية حقيقية.
وهو ما يجعل من المؤسف أن القصة لا تستطيع مجاراة ذلك. فهناك غنى حقيقي في الصراع لكنه يُكبح باستمرار. حيث يتم تهميش أو استبدال مشاعر كاʻيانا تجاه الحرب وسفك الدماء بمحاور أكثر بساطة. يظهر تيمويرا موريسون بدور الزعيم الماوي المشكوك فيه كاهيكيلي الثاني، وهو دور خصب ومعقّد أكثر بكثير مما أتاحه له The Book of Boba Fett، لكن Chief of War يختزله إلى شرير كرتوني. إنها فرصة ضائعة لممثل يستحق مساحة أكبر، ولمسلسل كان يمكنه أن يُظهر شخصياته بمزيد من التعقيد.
تنتهي أحداث الموسم الأول بشكل متفجر مع نظرة نحو مستقبل هاواي كما نعرفه، ويفسح مجالاً كبيراً للموسم القادم. ورغم كل شيء، فهو موسم يثير الاهتمام لأن هذه الحقبة التاريخية مدهشة، وما إن ينفتح Chief of War على رؤى أقل تبسيطاً، فسيملك كل العناصر اللازمة لصناعة شيء مميز بحق. وبمجرّد أن يتمكن صُنّاعه من جعل الشخصيات تقف بثبات بصفتها شخصيات مستقلة، سيكون لديهم الكثير لبناء إرث يستحق الذكر.
- ترجمة ديما مهنا
يمتلك Chief of War الكثير من المقومات: تصميم إنتاج مذهل، وتاريخ غني يمكن أن يُستخرج منه صراع دموي ومعقد، وطاقم تمثيل قوي. لكن غالباً ما يقع المسلسل في في فخ استعراض أهميته الخاصة، وينسى أن يترك القصة تتحدث عن نفسها، متجاوزاً بسرعة خطوط الحبكة في سبيل الانتقال نحو الحبكة التالية. والنتيجة هي عمل ملحمي باهت، لكنه يملك مقومات حقيقية ليُصبح شيئاً عظيماً في يومٍ ما.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.