تصدر أول حلقتين من Alien: Earth يوم الثلاثاء 12 أغسطس على Hulu وFX.
يعتبر Alien: Earth أحدث إضافات سلسلة الأفلام الطويلة، ويجمع بين الوفاء للمادة الأصلية واستكشاف مسارات جديدة كلياً عبر تجربة فكرية تليق بأفضل أعمال الخيال العلمي الحقيقي. إنه يمثل تطوراً للسلسلة، وهو يتمتع بالأناقة والرعب كما يجب أن يكون عليه كل Xenomorph جيد.
يُعد فيلم Alien الأصلي من ريدلي سكوت عام 1979 أحد أكبر الأعمال التي يصعب مجاراتها في تاريخ الخيال العلمي. في الواقع، يمكن القول إن أفضل ما قُدّم في السلسلة منذ ذلك الحين هو الجزء الذي أخرجه جيمس كاميرون، رغم أنه كان ينتمي إلى نوع مختلف تماماً. وثبت على مدى عقود من الزمن أن محاولة محاكاة الفيلم الأصلي باعتباره فيلم وحش في بيئة مغلقة فكرة سيئة.
لذلك عندما تبدأ الحلقة الأولى من Alien: Earth بإعادة تمثيل لحظة بلحظة لبعض المشاهد المبكرة من فيلم Alien الأصلي، فإن أفضل ما يمكن قوله عن ذلك هو أنه "خطوة واثقة" توحي بأن العمل يعي تماماً الإرث الذي يتعامل معه. لأنه في حال أخفقت هذه المشاهد فستبدو كما لو كانت قصة من تأليف المعجبين تسعى لإرضاء الجمهور فحسب.
والأخبار الجيدة هي أن نواه هاولي، إلى جانب الكتّاب والمخرجين القائمين على الموسم الأول من Alien: Earth، لا يهدفون فقط للإرضاء بأي شكل من الأشكال. فبشكل يفوق حتى فيلم Romulus لعام 2024، يعود هذا المسلسل إلى جذور السلسلة الأصلية بطرق فعالة فعلاً. تدور أحداث Alien: Earth بوضوح في نفس العالم، ويتضمن بطبيعة الحال كل التلميحات والإشارات الخفية المتوقعة من سلسلة ذات أحداث سابقة قائمة على إرث عريق. لكن، وبحسب تصريحات هاولي وFX، فهم لا يهتمون كثيراً أين يقع مسلسل Earth بالخط الزمني المعتمد لسلسلة Alien.
يعترف هذا المسلسل بجذور السلسلة الأصلية في عدة جوانب. فتصميم الإنتاج مأخوذ مباشرة من نسخة 1979، وكذلك الأزياء. كما أن الإخراج البطيء وتداخل المشاهد المتدرج سيبدو مألوفاً، إلى جانب الصراع الطبقي بين الشخصيات الحريصة على تذكير غيرها بمكانتها. وتؤدي الموسيقى دوراً كبيراً في استحضار الشعور بالحنين، إذ لا يتردد هاولي وملحن السلسلة جيف روسو من استخدام بعض من نغمات جيري غولدسميث من الفيلم الأصلي. والأهم من ذلك كله، أن هذه الإشارات الموجهة للمعجبين تمنح Alien: Earth المصداقية التي يحتاجها ليتحرر تدريجياً من القيود المفروضة عليه من "الخط الزمني الرسمي" للسلسلة. وهي تثبت أن الفريق الإبداعي يعرف تماماً أي عالم يدخل إليه، مما يتيح له حرية اتخاذ قرارات مختلفة.
لكن ماذا نريد حقاً من مسلسل تدور أحداثه في هذا العالم إن لم يكن تصميماً مذهلاً للمخلوقات؟ لحسن الحظ يقدم لنا Alien: Earth بعض الكائنات الفضائية الجديدة كلياً. تتمتع هذه الكائنات بتصميم جيد جداً، وإن لم يكن رائعاً. ومع ذلك فهي تساعد Alien: Earth على تلبية شغف الرعب من الظلام، وربما تفعل ذلك بأفضل شكل منذ الفيلم الأول. يستهدف هذا العمل الجزء البدائي من الدماغ البشري، ذلك الذي يدرك أن هناك خطباً ما، وأن خطراً يختبئ على مقربة، لكنه بعيد عن الأنظار.
مع ذلك هناك استثناء واحد لن أخوض فيه، لأنه من الأفضل أن تراه بعينك. سأقول فقط إنه في الحلقة الرابعة، يظهر هذا المخلوق في واحد من أكثر المشاهد فظاعة التي رأيتها على أي شاشة منذ وقت طويل. أشعر أنه سيكون نجم الموسم المفاجئ، كما لو أن سلسلة Alien وجدت "غروغو" الخاص بها. لكنه مرعب بدلاً من أن يكون محبباً.
ومع ذلك عندما يتعلّق الأمر برعب الكائنات الفضائية الخالص، فلا شيء يتفوّق على الـ Xenomorph. حيث أصبح تصميم إتش آر جيغر الأصلي واحداً من أكثر تصاميم الوحوش السينمائية شهرة وتأثيراً على الإطلاق والذي لا يمكن نسيانه، ولن أكون وحدي إن قلت إنّه السبب الرئيسي في بقاء هذه السلسلة حيّة بهذا الشكل. وهذه نقطة مهمّة يجب وضعها في الحسبان عندما تنظر إلى الطريقة التي يتعامل بها هذا المسلسل مع عيناته الجديدة من الفضاء العميق. لا يرغب Alien: Earth في إعادة مزج أو استبدال الـ Xenomorph. يبدو أنّ هناك مجهوداً بُذل لإبقاء "الكائن المثالي" منفصلاً ومميزاً، في مساحة غير تنافسيّة مع المخلوقات الجديدة.
هناك مشاهد مثيرة للتوتر حقاً، حيث يكون هذا التنوع الفضائي كلّه في غرفة واحدة فقط... يراقب ويلاحظ بيئته والأشخاص الذين يحتجزونه ويجرون الدراسات عليه. لكن من الغريب أنّ هاولي يترك معظم طاقم الممثلين يفعل ذلك. هناك غرابة مشابهة تحدث بين البشر والروبوتات والسايبورغات أيضاً. التواصل غير اللفظي المستخدم في Alien: Earth من مستوى آخر تماماً وهو ما يقودني إلى ما أعتقد أنّه أذكى شيء في هذا المسلسل.
بعيداً عن جميع الروابط بالأفلام وتصاميم المخلوقات (سواء المثيرة أو العادية)، لا يمكن تجاهل الطرق التي يوسّع بها هذا المسلسل عالم Alien كسلسلة. باتت الأفلام تهتم بشكل متزايد بالروبوتات. من وحش آش المتخفي، إلى التحوّل الإيجابي في شخصية بيشوب، إلى حصول ديفيد على الدور الرئيسي في Prometheus، لطالما تعاملت سلسلة Alien مع الأمور الاصطناعية جنباً إلى جنب مع آلة التطور المتمثّلة في الـ Xenomorph. الإضافة التي يقدمها Alien: Earth إلى هذا النسب تأتي من خلال ما يسمى "الهجين"، وهو وعي بشري يُنقل إلى جسد اصطناعي. وبشكل أكثر تحديداً، هؤلاء أطفال يحتضرون يُنقلون من أجسادهم البشرية المتدهورة إلى نماذج آلية جديدة مجهزة بعقول حاسوبية خارقة.
ويتم التعامل باستفاضة مع النتائج المترتبة على ذلك والأسئلة الأخلاقية التي تُطرح حول تجربة أمر كهذا على الأطفال، وهي تُعدّ فكرة محورية في الموسم لذا لن أتوسع فيها هنا. ما سأقوله هو أنّها تقدّم نوعاً من العلاقة المباشرة بين الأطفال والـ Xenomorph. جميعهم كائنات نُقِلوا إلى أجساد مضيفة جديدة ليتم دراستهم واستغلالهم من قبل الشركات.
شعرت أن هذا الخيط هو الأكثر إثارة للاهتمام والذي يستحق التتبّع، وللإنصاف هناك لحظة في الموسم يُسحب فيها هذا الخيط بقوة لدرجة أنّ السترة بأكملها تكاد تتفكك. لم تتفكك بالنسبة لي، لكن هناك نقطة حرجة قد يميل فيها سرد الموسم ليصبح غريباً أكثر من اللازم. ولولا الأساس المتين الذي وُضع في النصف الأول من الموسم، والوتيرة التي كُشف بها عن هذا الرابط، لربما ما كان لينجح الأمر.
في جميع الأحوال، حقيقة أنّ تكون تجربة هؤلاء الأطفال مرتبطة إلى هذا الحد بدورة حياة الـ Xenomorph تُعد وجهة مثيرة للاهتمام لأخذ سلسلة Alien نحوها، وصدقاً، تشعر وكأنّها الخطوة الطبيعية التالية في المسار الذي تسلكه السلسلة منذ أن تخلّى ريدلي سكوت عن سائقي الشاحنات الفضائية لصالح المليارديرات الذين يريدون أن يصبحوا كالآلهة.
وصلت إلى هذه المرحلة دون أن أذكر واحدة من أعظم نقاط قوة المسلسل. طاقم التمثيل الرائع، والذي يتألف من وجوه جديدة في الغالب مع بعض الأسماء المعروفة، ولا يوجد حلقة ضعيفة بينهم. جميع الأطفال الذين يجسّدهم ممثلون بالغون يؤدون أداءً رائعاً فعلاً، بشعور من الدهشة الطفولية يتناقض تماماً مع مظهرهم الجسدي. وشخصية "بوي كافاليير" التي يؤديها سامويل بلينكن تجعلنا نشعر بالكره تجاهها إلى أبعد حد بصفته رئيس شركة "برودجي" العملاقة.
كما يجب أن أذكر بابو سيساي في دور "مورو"، ضابط أمن لدى "وايلاند-يوتاني" وسايبورغ ذو عزيمة شديدة، والذي شعرت بمتعة شديدة وأنا أشاهد الخط الرفيع الذي يسير عليه بين الشرير والمتعاطف. يبدأ كرجل شركة بارد وعديم الرحمة، وعلى الرغم من أنّه لا يتخلّى عن ذلك حقاً، إلا أنّ هناك شعوراً مأساوياً يتسلّل إلى قصته مع تقدم الموسم يُظهر إدراكه التام لأنه يتعرض للاستغلال.
تيموثي أوليفانت هو العضو المعروف في هذا الطاقم. يكون أوليفانت في أفضل حالاته حين يعتمد مبدأ "خير الكلام ما قلّ ودلّ". إنّه النوع المثالي من الممثلين الذين يجسّدون عبارة "المياه الهادئة تخفي أسفلها عمقاً سحيقاً" لتجسيد synthetic يمتلك كمّاً لا يُصدّق من المعرفة والحكمة والمكر المخلوط ضمن سلوكه الخارجي. شخصيته "كيرش" هي مزيج من الإلهام أيضاً، بمظهر يُذكّر بوضوح بـ "روي باتي"، وأداء فيه لمسات من "نتاشا ماكيلهون" في نسخة ستيفن سودربرغ من فيلم "Solaris" لـ "تاركوفسكي". ومن الواضح أنّه يستمتع بكل لحظة.
لكن سيدني تشاندلر هي بلا منازع نجمة هذا العمل. ففي كل لقطة مقربة لها بصفتها أول "هجين"، "ويندي"، يمكنك أن ترى أنّها تعالج مليون فكرة بسرعة مليون كيلومتر في الساعة، وكل ذلك بعيني الطفلة المضيئتين والشجاعتين اللتين تعيشان داخل هذا الجسد الخارجي الاصطناعي. رحلتها خلال هذا الموسم هي التي تحتاج فعلاً إلى أن تؤمن بها إن كنت تنوي أن تستوعب كل ما يقدّمه Alien: Earth. ذلك الخيط الذي يُسحب حتى نقطة الانكسار ينجح إلى حد كبير بفضل أداء تشاندلر. وإن لم يُعجبك ذلك الجزء من المسلسل، فبالتأكيد ليس خطأها.
عندما يضيّق المسلسل تركيزه في الحلقات الأخيرة، يبدأ بالشعور وكأن وتيرته متسارعة قليلاً، وينتهي في مكان أقل إرضاءً مما كان يمكن أن يكون، ولكن ليس بفارق كبير. بصراحة أنا متحمس لأن يشاهد الجميع هذا المسلسل حتى أتمكن من الحديث عنه بتفاصيل مليئة بالحرق، وهذا بحد ذاته نوع من الإشادة. لكن في الوقت الحالي، وفي هذه المراجعة الخالية من الحرق، يمكنني أن أختم بالحديث عن الأجواء.
الأجواء في هذا المسلسل تبدو خارجة عن الواقع بشكل رائع. المونتاج البطيء والانتقالات الانسيابية المتداخلة، والمؤثرات البصرية المزدوجة، وطريقة عرض شارة البداية وكأنها مقطع يلخص ما جرى بالحلقات السابقة تتضمن بعض أكثر المشاهد إثارة للتوتر التي قدّمها "Alien: Earth" حتى تلك اللحظة. هناك لحظات تقنية ممتعة للغاية، مثل عندما تتحدث الشخصيات عبر أجهزة الاتصال اللاسلكية، لا يتم تصفية الصوت بالطريقة المعتادة التي نسمع بها المكالمات الهاتفية أو الإذاعية، بل يبدو الصوت وكأنه صادر من داخل الغرفة. إنها لمسة رائعة. لا تضيف شيئاً فعلياً للأحداث سوى أنني جلست هناك أفكر: "يا له من شيء رائع".
لأكون واضحاً، لست من أولئك الذين يحبون "الروعة لمجرد الروعة". عادةً ما أكون عديم الصبر تجاه هذا النوع من الأشياء، ولكن نواه هاولي قرر أن يختم كل حلقة من "Alien: Earth" بمقطوعة هارد روك صاخبة للغاية. لا يوجد أي مبرر سردي في المسلسل يدعو لاستخدام هذه الأغاني المفاجئة بمجرد بدء شارة النهاية. لا توجد شخصية مولعة بالموسيقى، ولا أي عذر داخلي ضمن القصة على طريقة "Guardians of the Galaxy" لتضمين موسيقى تصويرية. الأغاني لا تتطابق حتى مع نغمة المشهد الأخير كوسيلة انتقالية عاطفية من الحلقة، ويجب أن تنبش في كلمات الأغاني للعثور على أي رابط ذي معنى. ولكن خيار البحث عن تلك الروابط والعثور عليها في أغانٍ صاخبة من نوع الهارد روك، أغانٍ لن أذكر أسماءها لأن كل واحدة منها مفاجأة ممتعة بحد ذاتها، أعتقد أنه موجود أساساً فقط ليذكّرك بأن هذا المسلسل رهيب بحق.
لقد أحببته.
في هذا الزمن الذي وصلنا له في عام 2025، حيث كل ما يُعرض هو محتوى مألوف مستمد من سلاسل قديمة، لا بد أن نثمّن الأعمال التي تُقدَّم بالشكل الصحيح. تماماً مثل الموسم الثاني من "Andor" في وقت سابق من هذا العام، يضاهي "Alien: Earth" ذروة سينما أواخر السبعينيات من حيث المظهر والإحساس، بينما يوسّع العالم لتقديم سياق جديد ننظر من خلاله إلى السلسلة، حتى وإن اقتربت إحدى النقاط المحورية في القصة أكثر مما ينبغي من حدود العبث. فبينما يقدّم للجمهور ما يتوقّعونه من الإشارات الخفية والـ Xenomorph، ويتخلّص في الوقت ذاته من همّ الالتزام بالسرد الزمني للسلسلة، نجح نواه هاولي في صنع تحفة مذهلة من الخيال العلمي بالاعتماد على قوة الإنتاج المتين وتصميم المخلوقات، وطاقم تمثيلي مذهل، وأغانٍ تختم الحلقات بشكل صاخب وجنوني.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.