في كل جزء من أجزاء سلسلة جراند ثيفت أوتو تتكرر نفس السيناريوهات والأمور التي نتوقع رؤيتها في كل لعبة، فلابد أن يكون هناك دائماً اشتباكات دامية مع الشرطة، لغة سوقية بذيئة، ونقد اجتماعي ساخر يُلقي الضوء على جوانب مظلمة من الواقع. لكن ما يميز السلسلة أيضًا، وربما يثري سردها، هو عنصر الخيانة ذلك التويست المفاجئ الذي يقلب المعادلات ويعيد تشكيل سرد القصة.
منذ أن بدأت السلسلة تضع القصة في صميم تجربتها، أصبح من المعتاد أن تحتوي كل لعبة على قصة خيانة واحدة على الأقل. وفي كثير من الأحيان، تأخذ هذه الخيانات أكثر من شكل، وقد تتكرر على مدار الأحداث. بعضها متوقع لدرجة أن اللعبة لا تحاول حتى أن تُخفيه—كما كان واضحًا للجميع، باستثناء لامار، أن “ستريتش” ليس من النوع الذي يُؤتمن في GTA 5. ولكن، هناك خيانات أخرى تأتي من حيث لا تتوقع، وتنجح في مفاجأتك وإرباكك تمامًا. ومن بين تلك، حالات قد لا تنساها أبدًا.

ملاحظة: يحتوي المقال على حرق لقصة الألعاب المذكورة..
فهرس مقال: أكثر قصص الخيانة إثارةً للصدمة في ألعاب جراند
الجزء الأول يتضمن العناوين التالية:
- كاتالينا تتخلى عن كلود وتتركه ليلقى حتفه في GTA 3
- الدكتور فريدلاندر يخون مايكل ويفضح أسراره
- ميشيل هي في الحقيقة كارين في جراند 4
- فرانكلين يقتل مايكل أو تريفور في GTA 5
الجزء الثاني (الذي تقرأه الآن) يتضمن العناوين التالية:
- Wu Lee يقتل شقيقه في Chinatown Wars
-
ديمتري راسكالوف ينضم إلى راي بولجارين في GTA 4
-
لانس فانس يخون تومي في Grand Theft Auto: Vice City
-
بيج سموك ورايدر يعملان مع أعداء سي جاي في San Andreas
Wu Lee يقتل شقيقه في Chinatown Wars
هل لعبت لعبة Chinatown Wars من قبل؟ إنها واحدة من أجمل القصص في السلسلة بطلها هو هوانغ لي الذي يسير على خطى والده، حاملاً سيفًا ورثه عنه كرمز للشرف والانتماء. لكن بمجرد وصوله إلى مدينة ليبرتي سيتي، يتعرض لهجوم غامض يُسفر عن سرقة السيف، ليبدأ رحلة البحث عن الحقيقة، مدفوعًا بالغضب والولاء العائلي.
يلجأ هوانغ إلى عمه وو لي، ويقضي معظم أحداث اللعبة في خدمته، معتقدًا أنه الحليف الوحيد الذي يمكن الوثوق به. لكن الحقيقة التي تنكشف لاحقًا تقلب كل شيء: وو لي لم يكن فقط وراء سرقة السيف، بل هو من قتل والد هوانغ، مدفوعًا بالطمع والرغبة في تعزيز مكانته داخل منظمة Triads.
أكثر ما جعل هذه الخيانة مؤلمة وصادمة بالنسبة لي هو أن وو لي ليس مجرد شخصية ثانوية، بل هو العم، والركيزة التي بُنيت عليها علاقة اللاعب بالعالم من حوله. أن يتحول هذا الحليف إلى العدو الرئيسي، بعد أن قضيت اللعبة بأكملها في خدمته، هو درس قاسٍ في أن الثقة داخل عالم الجريمة ليست سوى وهم هش.
ديمتري راسكالوف ينضم إلى راي بولجارين في GTA 4
رغم أن ديميتري لم يكن يومًا شخصية يُمكن وصفها بالشريفة، إلا أنه بدا لبطلنا نيكو وكأنه الخيار الأقل سوءًا عندما يلتقيه في GTA 4. فشريكه ميخائيل فوستين كان أكثر صخبًا واضطرابًا، مما جعل ديميتري يبدو أكثر عقلانية واتزانًا، وبالتالي أسهل في كسب الثقة.
لكن تلك الثقة كانت في غير محلها. فبعد أن ينفذ نيكو طلب ديميتري ويتخلص من فوستين، ينقلب عليه ديميتري ويخونه، متحالفًا مع راي بولجارين، أحد أكثر الشخصيات شرًا في اللعبة. ما جعل هذه الخيانة مؤثرة وصادمة بالنسبة لي هو الطريقة التي تُهيئ بها اللعبة اللاعب لتصديق أن فوستين هو الشرير الحقيقي، بينما يُقدَّم ديميتري كالرجل الهادئ الذي يمكن الاعتماد عليه.
إنها خيانة لا تعتمد على المفاجأة الصاخبة، بل على التلاعب الذكي بثقة اللاعب، مما يجعلها واحدة من أكثر لحظات الغدر تأثيرًا في حكاية GTA 4.
لانس فانس يخون تومي في Grand Theft Auto: Vice City
لانس فانس في Vice City يُقدَّم في البداية كشخصية محبوبة ومسلية، فهو الذراع الأيمن لتومي فيرسيتي، ويضفي جوًا من المرح على الأحداث. طبيعته المرحة والمبتهجة تجعله يبدو كشخص يمكن الوثوق به، وهذه الطبيعة المرحة لفانس جعلتني شخصياً أتغاضى عن أنانيته الواضحة.
لكن هذه الأنانية لا تبقى مجرد سمة شخصية، بل تتحول إلى دافع للخيانة. فمع تصاعد نفوذ تومي وتوسّع إمبراطوريته الإجرامية، يبدأ لانس بالشعور بالغيرة والرغبة في أن يكون في مركز الأضواء. وهذا يدفعه للتحالف مع سوني، رئيس تومي السابق، في انقلاب مفاجئ على بطل الرواية.
ما يجعل خيانته صادمة هو أن اللعبة تُقدّمه غالبًا كشخصية كوميدية، مما يُشتّت انتباه اللاعب عن أي إشارات مبكرة إلى نواياه الحقيقية. إنها لحظة تُعيد تعريف العلاقة بين اللاعب والشخصيات، وتُظهر كيف يمكن للضحك أن يُخفي ورائه خنجرًا في الظهر طعننا جميعاً.
بيج سموك ورايدر يعملان مع أعداء سي جاي في San Andreas
نصل الآن إلى الصدمة الكبرى في سان أندرياس وهي من أكثر لحظات الخيانة شهرةً وصدمةً في تاريخ ألعاب الفيديو وذلك عندما تكشف اللعبة لنا أن بيج سموك ورايدر لم يكونا يومًا إلى جانب CJ كما ظن اللاعب. في بداية اللعبة، يُقدَّمان كأقرب حلفاء له، وأعضاء مخلصين في عصابة Grove Street Families (GSF)، مما يجعل الثقة بهما أمرًا طبيعيًا.
لكن في منتصف القصة، يكتشف CJ الحقيقة المروعة: سموك ورايدر يتعاونان مع الضابط الفاسد Tenpenny وعصابة Ballas، أعداء GSF. الأسوأ من ذلك، أنه يراهما بجانب سيارة Green Sabre، التي استُخدمت في الهجوم الذي أودى بحياة والدته.
ما يجعل هذه الخيانة مؤلمة هو أن الثنائي كانا يُظهران ولاءً وودًا أكثر من شقيق CJ نفسه، مما يُضلل اللاعب ويُخفي نواياهما الحقيقية. إنها لحظة تُعيد تشكيل نظرة اللاعب للعالم من حوله، وتُثبت أن الثقة في عالم GTA قد تكون سلاحًا يُستخدم ضدك.

كاتب
أعشق ألعاب الفيديو منذ أيام جهاز العائلة، و أفضل ألعاب المغامرات أمثال Tomb Raider و Assassins Creed (قبل التحول للـRPG)، ليس لدي تحيز لأي جهاز منزلي بالنسبة لي الأفضل هو الذي يقدم الألعاب الأكثر تميزاً. ما يهمني هو التجارب ذات السرد القصصي المشوق فالقصة هي أساس المتعة أكثر من الجيمبلاي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.