في طفولتنا، كانت أجهزة الألعاب تتغير بوتيرة سريعة. من بلايستيشن الأول وجهاز العائلة إلى بلايستيشن 2 وصولاً إلى Nintendo DS وPS3، ومن ثم Nintendo 3DS وPS4، ثم إلى مجموعة أحدث من الأجهزة التي دخلت حياتنا دون أن أكترث حتى بموعد إصدار أي جهاز جديد. كنا نلعب ونستمتع، دون أن نحسب السنوات. لكن الآن وقد كبرنا، ومع مرور الوقت، بدأنا ندرك أن أعمار تلك الأجيال كانت قصيرة. خمسة أعوام، ثم سبعة، والآن نينتندو سويتش يقترب من عامه الثامن. فما الذي تغيّر؟ ولماذا أصبحت دورة حياة الأجهزة أطول؟ وهل سيستمر هذا الاتجاه مع PS6 وXbox الجديد؟

 2028: بداية الجيل العاشر؟

وفقًا لتصريحات Sony وXbox، يبدو أن الجيل الجديد سيظهر في الأفق خلال العامين المقبلين، وربما في عام 2028 إذا سارت الأمور كما هو مخطط. لكن لا تتوقع قفزة فورية، فهناك فترة انتقالية طويلة قادمة، حيث ستصدر الألعاب على الجيلين معًا. هذه المرحلة قد تستمر لسنوات، خاصة مع ارتفاع تكاليف التطوير، وتراجع الحماس الجماهيري تجاه دفع مبالغ ضخمة مقابل تجربة حصرية.

 لماذا قد يستمر الجيل القادم لأكثر من عشر سنوات؟

الجواب يكمن في عدة عوامل:

• تراجع العائد التقني: لم تعد الرسوميات تحقق قفزات كما كانت من قبل، بل أصبحت التحسينات تدريجية.
• تضخم الميزانيات: تطوير الألعاب أصبح مكلفًا جدًا، مما يدفع الشركات إلى إطالة عمر الأجهزة لتقليل المخاطر.
• تغير سلوك اللاعبين: الجمهور أصبح أقل استعدادًا لدفع مبالغ ضخمة مقابل أجهزة جديدة، خاصة مع توفر البدائل الأرخص مثل الحواسيب المحمولة وأجهزة Steam Deck.
• انفتاح المنصات: Xbox بدأ بالفعل في كسر مفهوم الحصرية، ولولا تمسك Nintendo بعوالمها، لرأينا ماريو وزيلدا وكريتوس في كل مكان.

هناك أيضًا سبب آخر وهو أن الشكل الحالي للإنترنت لن يدوم إلى الأبد، ومن يدري أين ستكون الألعاب في السنوات العشر القادمة، فبعد ذلك، ربما سيعتمد كل شيء على البث المباشر. فهل من المعقول حقًا افتراض أن أجهزة الألعاب ستكون على نفس المنوال خلال تلك الفترة؟ بالطبع لا، Xbox تدرك ذلك مبكراً فهي تعرف أن الألعاب الحصرية تتجه نحو الانقراض، ولولا عناد نينتندو، لانتشرت ألعاب ماريو وزيلدا وكريتوس في كل مكان. حقًا. لذا، إذا انتشرت الألعاب بالفعل بشكل جنوني، أعتقد أن هذا الجيل القادم سيدوم لأكثر من عشر سنوات.

إذاً كل هذه العوامل تشير إلى أن الجيل القادم قد يستمر لأكثر من عشر سنوات، وربما يكون الأطول في تاريخ الصناعة.

 نينتندو: الاستثناء الدائم

نينتندو دائمًا ما تكون خارج المعادلة. ورغم نجاح Switch الساحق، إلا أن Switch 2 لن يعيش نفس العمر. الجهاز الجديد أقرب في قوته إلى PS4، بينما PS6 سيكون وحشًا تقنيًا. هذا يعني أن الألعاب ستتجاوز قدرات Switch 2 بسرعة، مما يحد من عمره الافتراضي. سبع سنوات؟ ربما، لكن ليس أكثر.

الألعاب أصبحت رفاهية؟

لا يمكن تجاهل الواقع الاقتصادي. مع ارتفاع الرسوم الجمركية وتضخم الأسعار، أصبح شراء جهاز ألعاب جديد قرارًا صعبًا. من سيدفع ألف دولار من أجل لعبة واحدة حصرية، ستصل إلى الحاسب بعد عامين؟ في المقابل، الحواسيب المحمولة وأجهزة Steam Deck أصبحت أكثر توفرًا وأقل تكلفة، مما يجعلها خيارًا شعبيًا. هذا التحول قد يقلل الطلب على الأجهزة التقليدية، لكنه يمنح Sony وXbox فرصة للبقاء عبر التكيف مع السوق.

مستقبل الصناعة: بين البث والتعددية

مع انتشار خدمات البث مثل Xbox Cloud وGeForce Now، قد نصل إلى نقطة يصبح فيها امتلاك جهاز ألعاب أمرًا ثانويًا. الألعاب ستصبح خدمة، والمنصات ستتلاشى لصالح تجربة موحدة. هذا التحول قد يكون بطيئًا، لكنه حتمي، خاصة مع تطور البنية التحتية للإنترنت.

خلاصة: جيل طويل، لكن ممل؟

الجيل العاشر من أجهزة الألعاب سيستمر لعقد كامل على الأقل، مدفوعًا بتباطؤ التطور التقني، وتغيرات السوق، وتحوّل الصناعة نحو التعددية والمنصات المفتوحة. قد يكون جيلًا مملًا من حيث المفاجآت، لكن على الأقل، سنغرق في بحر من ألعاب Assassin’s Creed متعددة المنصات!