يبدأ عرض فيلم Nobody 2 اليوم 14 أغسطس في المنطقة.
بعد أربع سنوات من إثبات بوب أودينكيرك بشكل مفاجئ قدرته على القضاء على الأشرار على الشاشة بأسلوب وحشي قد يجعل شوارزنيغر وستالون في حقبة الثمانينيات يتوقفان من الصدمة، يعود نجم Better Call Saul بدور هاتش مانسيل في Nobody 2. ورغم أن الفيلم ليس بنفس قوة الجزء الأول، فإنه يقدم مثالاً جيداً على تكملة تمنحك "نفس الشيء ولكن بشكل مختلف" بطريقة مُرضية وممتعة للجمهور.
بعد أن كُشف في الفيلم الأول عن أنه قاتل حكومي سابق غير نفسه وتحول لزوج وأب في الضواحي، يُظهر لنا Nobody 2 هاتش وهو يعود بالكامل إلى حياته السابقة في تعقب الأهداف، لكن لسبب مبرر وهو سداد دين. لكن حين يأخذ عائلته في إجازة لمحاولة الحصول على استراحة من العنف اليومي، يتضح أن البلدة الصغيرة التي يزورونها متورطة مع عصابة إجرامية خطيرة.
مع سيناريو من كاتب John Wick ديريك كولستاد، وإنتاج ديفيد ليتش (أحد مخرجي John Wick)، كان من الواضح أن Nobody يستمد إلهامه من فكرة "ماذا لو كان لدينا جون ويك، ولكن مع الممثل الكوميدي أودينكيرك؟". وجود الممثل الذي أثبت مهاراته الدرامية في Better Call Saul بعد عقود من العمل الكوميدي كان إشارة على أن الفيلم سيتخذ أسلوباً كوميدياً أكثر من John Wick، لكنه يفعل ذلك بوجه جاد مما يجعل فكرة القاتل المحترف في الضواحي وتصاعد العنف والفوضى من حوله مصدراً للفكاهة. عندما يشتبك هاتش مع أحد الأشرار فإنه يكون مقاتلاً محترفاً بحق مع مشاهد قتال مثيرة ووحشية، في حين يظل الفيلم محافظاً على نبرة ساخرة توحي بأن صُنّاعه مدركون لهذه المفارقة.
هذه المرة يأخذ العنف المفرط منحى أكثر عبثية وكارتونية من الناحية الدموية.
لكن لو كان Nobody يبدو أنه استلهم مشاهد الآكشن وأسلوبه العام من سلسلة John Wick، فإن الآكشن في Nobody 2 (الذي كتبه كولستاد بالمشاركة مع آرون رابن)، يشبه أكثر سلسلة أفلام أخرى أخرج ليتش أحد أجزائها: Deadpool. هذه المرة يأخذ العنف المفرط منحى أكثر عبثية وكارتونية من الناحية الدموية، مع بقائه شديد القسوة وكثيراً ما يكون أكثر دموية من الجزء الأول. لكن بدلاً من الطابع الواقعي الصارم الذي تضمن الفكاهة سابقاً، أصبح الآن ذو نطاق أوسع بكثير مع تفجير وتمزيق أطراف، وسقوط أعداء ثانويين بطرق دموية مضحكة بسخرية سوداء. كل ذلك ممتع للغاية، لكنه يُفقد الفيلم قليلاً من الأجواء المميزة التي جعلت الجزء الأول ناجحاً جداً.
ولكن بالرغم من أن مشاهد الآكشن في هذا الجزء أكثر مبالغة، يظل بوب أودينكيرك يؤدي دور هاتش بنفس الشخصية التي عرفناها، ويثبت مجدداً أنه محور رائع لهذه السلسلة. يستفيد الفيلم كثيراً من مشاهد متعددة يحاول فيها هاتش تجنب العنف، لكن دائماً هناك شخص ما يتجاوز الحد الذي لا يمكنه التسامح معه.
ما يجعل الأمر ينجح كل مرة هو أنك تشعر بخيبة أمل هاتش الواضحة، وردة فعله المستسلمة، فيقول شيئاً مثل: "حسناً… يبدو أن عليّ فعل ذلك الآن"، والتي تنبع من أداء أودينكيرك الدافئ والعذب. فهو يجسد كيف أن هاتش يريد فقط إجازة عائلية هادئة، لكن للأسف عليه أن يخصص بضع دقائق ليمسح الأرض ببعض الأوغاد. وكما في الفيلم الأول، فإن تدريب أودينكيرك المكثف على القتال مع شركة 87North Productions (شركة الإنتاج المتخصصة في مشاهد الآكشن التي أسسها ديفيد ليتش وكيلي ماكورميك) أثمر عن أداء قتالي مقنع وقوي في مشاهد الأكشن.
يضفي المخرج تيمو تجاهجانتو، الذي تولى زمام الإخراج بدلاً من إيليا نايشولر، على Nobody 2 أسلوباً أكثر سلاسة ينسجم مع نهجه الأكثر تصعيداً. ورغم أن الفيلم لا يصل تماماً إلى مستوى أفضل مشاهد الجزء الأول (مثل معركة الحافلة المطولة)، إلا أنه يحتوي على الكثير من اللحظات المثيرة. وبالتعاون مع المصور السينمائي كالان غرين، يضيف المخرج لمسات رائعة مثل مشهد يطلق فيه هاتش النار على أحد الأشرار ببندقية صيد، بينما نشاهد الأمر من داخل شاحنة متوقفة وجسد الرجل يندفع إلى الزجاج الأمامي ونحو الكاميرا المتمركزة في مواجهته.
الذروة في الفصل الثالث من الفيلم ممتعة ومصممة بذكاء، إذ تدور في متنزه ترفيهي يوفر مواقع غنية لمعاركه الكثيرة مثل بيت المرايا، وحوض الكرات، والمنزلق المائي، والتي تتصاعد وحشيتها بفضل الأفخاخ القاتلة المبتكرة.
ومن ناحية طاقم الممثلين المساعدين، من الجيد رؤية عائلة هاتش (زوجته وأطفاله، الذين تؤدي أدوارهم كوني نيلسن، غيدج مونرو، وبايزلي كادوراث) أكثر ارتباطاً بخط الأحداث الرئيسي، في حين يعود كريستوفر لويد و The RZA ليستمتعا مجدداً بأدوارهما كوالد وأخ هاتش الجاهزين للقتال، وإن كان دور The RZA هذه المرة يبدو أقل انسجاماً مع القصة.
أما شارون ستون، التي تؤدي دور الشريرة الرئيسية ليندينا زعيمة الجريمة الخطيرة والماكرة، فقد جاءت أقل إقناعاً. تحاول ستون جعل الشخصية صاخبة وغير متزنة، لكنها بدت متكلفة ومتحفظة ولم تنجح تماماً. بالمقابل يُقدم جون أورتيز وكولين هانكس أداءً أفضل بكثير كشخصيتين محليتين تعملان لصالحها، ولكل منهما وجهة نظر مختلفة حول ما يجري. هانكس تحديداً كان مسلياً للغاية بشخصية الشريف الفاسد المتعجرف، وهو يتباهى بتسريحة شعر بشعة للغاية.
- ترجمة ديما مهنا
كما هو متوقع من تكملة لفيلم أكشن كوميدي فاجأنا بنجاحه، فإن مغامرة بوب أودينكيرك الثانية تحمل طابعاً كوميدياً أكثر من الجزء الأول، ما يجعلها تفقد بعض سحر النظرة الواقعية لقاتل محترف يعيش حياة رب أسرة في الضواحي. لكن التزام أودينكيرك بالدور ولمسات المخرج تيمو تجاهجانتو يجعلانه تكملة مسلية تؤكد أن هناك الكثير من المتعة في مشاهدة ممثل كوميدي أسطوري يتحول إلى جيش من رجل واحد عندما يُدفع إلى حده الأقصى.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.