أصبحت ألعاب العالم المفتوح كثيرة الانتشار في سوق ألعاب AAA الحالية، ولا يبدو أن جنون هذا النوع من الألعاب سيتراجع في أي وقت قريب. لكن أفضل الألعاب في هذا المجال لا تتعامل مع العالم المفتوح على أنه مجرد نقطة تسويقية براقة، بل كونه العنصر الرئيسي في التجربة. فعندما يُصمَّم العالم بعناية وبنية واضحة، يمكن أن يصبح موطنًا للاستكشاف الجذاب والمواجهات غير المسبوقة.

والآن دعونا نتعرف على أفضل الألعاب التي يكون فيها الخروج عن مسار القصة الرئيسية أكثر متعة من الالتزام بها.

Ghost of Tsushima Director’s Cut

كانت لعبة Ghost of Tsushima مشروعًا خارج نطاق راحة مطوريها، لكن التنفيذ المتقن للأفكار والعالم الساحر الذي تدور فيه أحداثها جعلاها واحدة من أفضل ألعاب العالم المفتوح في هذا الجيل. قصة جين ساكاي في تحرير موطنه من بطش المغول آسرة بحق، ومع ذلك قد يجد اللاعب نفسه أمام إغراء ترك الأحداث جانبًا والانغماس في استكشاف الجزيرة.

تقدم اللعبة العديد من الأنشطة الجانبية، بدءًا من تحرير القرى، مرورًا باكتشاف الأسرار، وصولًا إلى خوض الحكايات الأسطورية المنتشرة في أرجاء المنطقة. يتميز العالم بهدوئه وغناه الثقافي، ما يجعله خلفية مثالية للتأمل والاسترخاء. وتضيف الأنشطة مثل التأمل وكتابة الهايكو لمسات فنية وروحية تعكس جمال البيئة وتجعل اللاعب أكثر ارتباطًا بها. والأهم أن كل هذه الأنشطة ليست للعرض فقط، بل تمنح مكافآت مجزية تشجع على خوضها، مما يجعل تجربة اللعبة متكاملة وممتعة على نحو فريد.

The Witcher 3: Wild Hunt

تزخر لعبة The Witcher 3: Wild Hunt من تطوير CD Projekt RED بكم هائل من الأنشطة والأسرار التي يمكن اكتشافها، حيث يستطيع اللاعبون قضاء مئات الساعات في التجول على ظهر حصان رواتش عبر الحقول الخضراء في Novigrad و Velen. يشتهر المطور بقدرته على ابتكار مهام جانبية غنية بالقصة تمتد عبر أرجاء القارة، إضافة إلى مهام صيد الوحوش التي تضعك في مواجهة مخلوقات شرسة تختبر مهارتك وشجاعتك بطرق مبتكرة ومثيرة.

التحديث المخصص للجيل الجديد يجلب تحسينات رسومية ملحوظة لعالم The Witcher 3، ويشمل جميع محتويات الإضافات، مما يجعله النسخة المثالية لتجربة كل ما تقدمه اللعبة. ورغم مرور السنوات على إصدارها، مازالت The Witcher 3 بلا شك واحدة من أفضل الألعاب في فئتها، إذ تجمع بين عالم مفتوح نابض بالحياة، وقصص عميقة، وأسلوب لعب غني بالتفاصيل يجعلها تجربة لا تُنسى.

Days Gone Remastered

قد لا تكون لعبة Days Gone عند إطلاقها من أفضل ما صدر عن استوديوهات Sony للألعاب الحصرية، لكنها بلا شك تمتلك جوانب قوة تستحق التقدير إذا نظرنا إليها بمعزل عن التوقعات. من أبرز لحظات المتعة في Days Gone Remastered تلك التي تأتي عندما يتوقف اللاعب عن تتبع علامات المهام الرئيسية ويبدأ في استكشاف العالم وفقًا لوتيرته الخاصة.

قيادة الدراجة النارية عبر الطرق المحاطة بالأدغال تعتبر تجربة مميزة، خصوصًا عندما يستثمر اللاعب بعض الوقت والنقاط في تحسين الدراجة وتطوير أدائها. إضافة إلى ذلك، تنتشر في العالم المفتوح مجموعات الـFreakers بأحجام مختلفة، ومواجهة هذه الجموع تتطلب استخدام كل ما في ترسانة اللاعب من أسلحة وأدوات بطرق مبتكرة وذكية. هذه اللحظات من التحدي والاستكشاف هي ما يمنح Days Gone Remastered طابعًا خاصًا ويجعلها تجربة فريدة في عالم ألعاب الأكشن والبقاء.

Elden Ring

حققت شركة FromSoftware نجاحًا ساحقًا مع لعبة Elden Ring، إذ استفادت من كل ما تعلمه فريق التطوير من أعماله السابقة ليقدم تجربة أكبر وأفضل من جميع النواحي. على عكس الكثير من ألعاب AAA التي تستخدم العالم المفتوح كوسيلة تسويقية فقط، فإن Elden Ring تتعامل مع كل شبر في عالم The Lands Between بجدية تامة، حيث تمتلئ الخريطة بأكملها بمعارك الزعماء، والمواجهات العشوائية، والأسرار المخفية التي تجعل الاستكشاف متعة مستمرة لا تنتهي.

ورغم وجود مسار محدد يفترض أن يتبعه اللاعب، إلا أن المتعة الحقيقية تكمن في الانحراف عن الطريق الرئيسي والانغماس في المناظر الخلابة واستكشاف العالم بحرية. ما يميز Elden Ring هو قدرتها على مفاجأتك دومًا بكمية الأسرار الهائلة التي تخفيها، فقد تجد نفسك في عالم سري تحت الأرض، أو تنتقل إلى عالم أحلام مليء بالتنانين الأسطورية، أو تسلك طريقًا عبر شجرة عملاقة. هذه اللحظات المليئة بالمفاجآت هي جوهر التجربة وأجمل ما فيها.

Death Stranding 2: On the Beach

أطلقت شركة Kojima Productions لعبة Death Stranding بفكرة جديدة كليًا أسست لنوع جديد في عالم الألعاب عُرف باسم نوع الـ Strand. لم تكن اللعبة مناسبة لذوق الجميع، لكن أولئك الذين استمروا في تجربتها وجدوا الكثير مما يُحب في مغامرة كوجيما في عالم ما بعد الكارثة. ومع الجزء الثاني، ارتقت Kojima Productions بما قدمته سابقًا إلى مستوى أعلى، حيث حسّنت أسلوب اللعب الأساسي بشكل ملحوظ، وأضافت الكثير من الأدوات والحيل الجديدة التي جعلت التجربة أكثر سلاسة وإثارة.

وكما هو الحال مع الجزء الأول، فإن الكثير مما يجعل Death Stranding 2 ممتعة وجذابة لا يتركز في خط القصة الرئيسي، بل فيما يدور حول هذا العمود السردي الأساسي. تنتشر العديد من المهام الجانبية على الخريطة، وهي في جوهرها طلبات توصيل، إلا أن Death Stranding 2 أضافت إليها تعقيدات ومواقف شيقة تمنح هذه المهمات طابعًا مميزًا وتبعدها عن الإحساس بالرتابة.