في مقال سابق قدمنا لكم شرحاً عن أسطورة وقدرات زونج كوي بطل لعبة Black Myth: Zhong Kui. تكمن الإمكانية الحقيقية للعبة Black Myth: Zhong Kui في كيفية تحويل أسطورته وقدراته الفريدة إلى آليات لعب ممتعة وجذابة. يمكن لمطوري Game Science الاستفادة من هذه الجوانب لتقديم تجربة لعب تختلف عن “Wukong” ولكنها تحتفظ بنفس مستوى الجودة والابتكار.
القتال بأسلوب “قاهر الشياطين”:
- الأسلحة والقتال الثقيل: يُصوّر زونج كوي غالبًا بسيف ضخم. يمكن أن يترجم هذا إلى أسلوب قتالي ثقيل ومؤثر يعتمد على الضربات القوية التي تكسر دفاعات الأعداء. يمكن أن يكون هناك تركيز على اللحظات الحاسمة التي يتم فيها “طرد” الشياطين أو “تطهيرها” من الوجود بدلاً من مجرد قتلها، مما يضيف عمقًا أسطوريًا للقتال. تخيل ضربات سيف قوية تُحدث شقوقًا في الواقع، أو هجمات خاصة “تطهر” مساحة معينة من الشياطين الضعيفة.
- القتال الثقيل الممزوج بالقوة الخارقة: زونج كوي ليس خفيف الحركة مثل ووكوْنغ، بل مقاتل ثقيل الضربات. هذا قد يفتح المجال لنظام قتال يعتمد على الضربات القوية، الكومبوهات الثقيلة، والهجمات الأرضية التي تزلزل ساحة المعركة. قد يشبه الأمر مزيجًا بين Sekiro وElden Ring لكن مع بصمة صينية خالصة.
- آليات الطرد والتطهير: بدلاً من مجرد شريط صحة، قد تمتلك الشياطين الأقوى على “شريط فساد” أو “شريط شر”. عندما يمتلئ هذا الشريط من خلال هجمات زونج كوي، يمكن تنفيذ إنهاء خاص (finisher) لا يقتل الشيطان فحسب، بل يطرده ويعيده إلى حالته الطبيعية (إذا كان روحًا محتجزة) أو يبعده عن عالم البشر. هذا يمنح اللاعب شعورًا بأنه لا يقاتل فقط، بل يؤدي مهمة إلهية.

قيادة جيش الأشباح: “ملك الأشباح” في خدمة اللعب:
- استدعاء الأرواح المساعدة: بما أن زونج كوي لديه كما قلنا قدرة أن يقود جيشًا من ثمانين ألف شيطان، يمكن أن تُترجم هذه القدرة إلى آلية استدعاء فريدة. بدلاً من استدعاء كائنات قوية بشكل دائم، يمكن للاعب استدعاء أعداد كبيرة من الأرواح الأصغر أو الشياطين المحايدة لتقديم الدعم في المعارك. يمكن أن تكون هذه الأرواح بمثابة “دروع بشرية” مؤقتة، أو تشتت للأعداء، أو حتى تساعدك في تفعيل قدرات بيئية معينة.
- ميكانيكية استدعاء الأرواح يمكن أن تصور أن بإمكان اللاعب استدعاء أرواح مقاتلة مختلفة، كل منها بقدرات خاصة:روح مدرعة للدفاع.روح سريعة للهجوم الخاطف.روح معالج لدعم اللاعب.يمكن أن يكون هذا مشابهًا لنظام الـ”Summons” في ألعاب تقمص الأدوار، لكنه هنا جزء أساسي من هوية زونج كوي، مما يضيف تنوعًا استراتيجيًا كبيرًا.
- قوى مستمدة من عالم الأرواح: يمكن لزونج كوي أن يستغل قواه كـ”ملك الأشباح” لمنح نفسه تعزيزات مؤقتة (buffs). على سبيل المثال، يمكنه أن يدخل “وضع ملك الأشباح” حيث يصبح أكثر قوة، أو غير مرئي لبعض الأعداء، أو يطلق موجات طاقة روحية. يمكن أيضًا أن تكون هناك قدرة على “استهلاك” أرواح الشياطين المهزومة لتجديد الصحة أو الطاقة، مما يمثل جزءًا من دوره كحاكم لعالم الأشباح.
- تحويل الأعداء أو إخضاعهم: في بعض الأحيان، قد لا يكون الهدف هو القتل، بل إخضاع الشياطين. يمكن للعبة أن تقدم آليات حيث يمكن لزونج كوي، بعد إضعاف شيطان معين، أن “يخضعه” ليكون حليفًا مؤقتًا أو يحرر روحه من الفساد، مما يفتح مسارات جديدة أو يمنح مكافآت.
آلية “قبضة القمع الشبحية” – جوهر اللعبة المتوقع
هذه هي الآلية التي يمكن أن تعرف بها اللعبة وتكون استمرارًا لتقاليد الـ Mechanic الفريدة. بناءً على أسطورة قبضه على الأرواح، يمكن للمطورين تقديم نظام متطور للاستيلاء على الأعداء:
* القبض والاستيعاب: هزيمة أعداء معينين (شيطان، روح شريرة) قد تمنح اللاعب القدرة على “الاستيلاء” عليهم مؤقتًا. بدلاً من التحول إلى شكلهم كما في ووكونج، يمكن لزونج كوي استدعاء هذه الأرواح كـ “تأثيرات منطقة” أو “هجمات مساعدة”.
- مثال: القبض على شيطان ناري يتيح لك استدعاء دائرة من النار على الأرض تلحق ضررًا بمرور الوقت بالأعداء داخلها.
- مثال آخر: القبض على شيطان طائر يتيح لك استدعاءه لمهاجمة العدو من الجو لصرف انتباهه.
* “الابتلاع” من أجل الاستعادة: يمكن استخدام قدرة خاصة لـ “ابتلاع” روح صغيرة لاستعادة الصحة أو موارد أخرى، في إشارة مباشرة إلى قصة ابتلاعه للشيطان في حلم الإمبراطور.
الجانب العاطفي والفداء: قصة العمق في اللعب:
- القصة المأساوية: يمكن لقصة زونج كوي عن الظلم والفداء أن تشكل العمود الفقري السردي للعبة. يمكن أن تركز اللعبة على رحلته في تطهير العالم من الشر، ليس فقط بدافع الواجب، بل سعيًا للعدالة لنفسه وللآخرين الذين تعرضوا للظلم. يمكن أن يكون هناك نظام “للسمعة” أو “الكارما” يؤثر على كيفية تفاعل الأرواح والشخصيات غير القابلة للعب معه.
- التطور الشخصي والقدرات: في بداية اللعبة، قد يكون زونج كوي لا يزال يتعافى من صدمة انتحاره ومظهره. مع تقدم اللعبة، ومع كل شيطان يتم طرده أو روح يتم تحريرها، يمكن أن تتطور قدراته، وتصبح هجماته ليست فقط قوية جسديًا، بل روحانيًا، مما يعكس قبوله لدوره كقاهر للشياطين. يمكن حتى أن تتغير قدراته أو مظهره بشكل طفيف مع تقدمه، مما يرمز إلى فدائه.
الرؤية الروحية والتفاعل مع العالم الخفي:
- استكشاف العالم الخفي: نظرًا لدوره كـ”ملك أشباح”، يمكن لزونج كوي أن يمتلك “رؤية روحية“ تمكنه من رؤية الأرواح الخفية، أو المسارات المخفية التي لا يستطيع البشر رؤيتها، أو نقاط ضعف الشياطين التي لا تظهر في العالم المادي. يمكن استخدام هذه القدرة في حل الألغاز البيئية، أو الكشف عن أسرار خفية، أو التنقل عبر مناطق معينة.
- الألغاز والتحديات: يمكن تصميم ألغاز تتطلب التبديل بين العالم المادي والعالم الروحي لحلها. على سبيل المثال، قد يحتاج اللاعب إلى تفعيل آلية في العالم الروحي لفتح باب في العالم المادي، أو كشف عن أعداء يختبئون في بُعد آخر. هذا يضيف طبقة جديدة من الاستكشاف تتجاوز مجرد القتال.
نظام الرعب النفسي
لأن زونج كوي يقاتل الشياطين والأرواح الشريرة، يمكن للمطورين دمج عناصر الرعب البصري والنفسي. على سبيل المثال، مواجهة أشباح تظهر فجأة من الظلام، أو أصوات غامضة تهز اللاعب. هذا سيمنح اللعبة هوية مختلفة تمامًا عن ووكوْنغ.
القرارات الأخلاقية
كون زونج كوي شخصية مأساوية، قد تُبنى القصة على خيارات اللاعب: هل يستخدم سلطته على الأرواح لمساعدة البشر دومًا، أم يستسلم لغريزة الانتقام؟ مثل هذه القرارات قد تغير مجرى القصة والنهاية.
التفاعل مع البيئة الروحية
يمكن أن تمتلك اللعبة نظامًا فريدًا للتنقل بين عالم الأحياء وعالم الأرواح، بحيث يضطر اللاعب للتنقل بين العوالم لكشف أسرار جديدة أو لهزيمة خصوم لا يُمكن رؤيتهم إلا في بُعد معين.
مقارنة مع Black Myth: Wukong
من الطبيعي أن يُقارن الجميع بين اللعبتين، لكن التباين قد يكون في صالح السلسلة:
ووكوْنغ: ركزت على سرعة الحركة، القفزات، التحولات إلى مخلوقات مختلفة، وقصة أسطورية ملحمية.
زونج كوي: مرشح لتقديم تجربة أكثر قتامة، أبطأ وأثقل من ناحية القتال، مع تركيز على استدعاء الأرواح والرعب النفسي.
هذا التنوع يمنح السلسلة فرصة لتكون أشبه بعالم متكامل من الأساطير الصينية، حيث كل لعبة تمثل بُعدًا جديدًا من الثقافة والخيال.
الدروس المستفادة من Black Myth: Wukong
لتحقيق نجاح مماثل، يجب على “Black Myth: Zhong Kui” أن تبني على نقاط القوة في سلفها:
- نظام القتال الصعب والمجزي: يجب أن تحافظ اللعبة على جوهر ألعاب Action RPG الصعبة التي تتطلب مهارة وتكتيكًا.
- العمق الأسطوري والسرد الغني: يجب أن تظل القصة متجذرة بعمق في الفولكلور الصيني، مع تقديم شخصيات معقدة وقصص فرعية آسرة.
- الجمال البصري المذهل: تُعرف Game Science بتقديمها لرسومات عالية الجودة وتصميم عالم مفصل. يجب أن تستمر هذه السمة في “Zhong Kui” لخلق أجواء فريدة تتناسب مع طبيعة اللعبة المظلمة والروحانية.
- تنوع الأعداء: كما هو الحال في “Wukong” حيث واجه اللاعبون مجموعة واسعة من المخلوقات الأسطورية، يجب أن تقدم “Zhong Kui” مجموعة متنوعة من الشياطين والأرواح الشريرة، كل منها بتصميم فريد وأنماط قتال مميزة.
- تطور الشخصية: بينما كانت تحولات Wukong ميزة رئيسية، يمكن لـZhong Kui أن يمتلك تحولات “شبحية” أو “قوى شيطانية” مؤقتة تمنحه قدرات مختلفة، أو حتى أشكالًا جديدة تعكس جانبيه كـ”قاهر” و”ملك” للأشباح.
كيف يمكن أن يكرر Game Science نجاحه في ووكونج مع زونج كوي؟
نجاح Black Myth: Wukong لم يكن فقط بفضل الرسومات المبهرة أو القتال المثير، بل بسبب وفائها للأسطورة الأصلية وإعادة تقديمها بشكل حديث يناسب جمهور عالمي. وإذا أرادت الشركة تكرار الإنجاز، فعليها:
- توسيع أسطورة زونج كوي بدل الاقتصار على المعارك فقط، بحيث يكون هناك سرد قصصي عاطفي يعكس مأساته وظلمه.
- دمج الميثولوجيا الصينية: إدخال شخصيات أرواح وشياطين مشهورة من التراث، مثل الثعلب ذو التسعة ذيول أو شياطين الجبال.
- تحقيق توازن بين الأكشن والرعب: بحيث لا تصبح اللعبة بطيئة أو مخيفة أكثر من اللازم، بل تحافظ على إيقاع ممتع.
- الابتكار في الاستدعاءات: جعل الأرواح المستدعاة قابلة للتطوير والتخصيص، بحيث يُبنى أسلوب كل لاعب بطريقته.
- الاهتمام بالجانب الفني: كما فعلت في ووكوْنغ، يجب أن يكون هناك اهتمام عميق بالتصميم البصري، الموسيقى، والبيئة المستوحاة من الفن الصيني التقليدي.
الخاتمة
إذاً بإعلان Black Myth: Zhong Kui، نحن أمام فصل جديد من مشروع يبدو أنه يهدف لتحويل الأساطير الصينية إلى عالم ألعاب متكامل ينافس كبرى السلاسل الغربية واليابانية. إذا نجحت Game Science في استثمار شخصية زونج كوي، فإننا قد نشهد تجربة تمزج بين الدراما المأساوية، الأكشن الثقيل، والرعب الميثولوجي في آن واحد.
تمامًا كما فعلت Black Myth: Wukong بإحياء أسطورة ملك القردة، ستسعى Zhong Kui إلى إعادة إحياء “قاهر الأشباح” بطريقة تجعل العالم كله يتعرف على هذه الشخصية العريقة. ومن يدري؟ ربما يكون هذا بداية سلسلة ممتدة تستعرض وجوهًا أخرى من الأساطير الصينية، لتصبح Game Science المرجع الأول عالميًا في هذا المجال.

كاتب
أعشق ألعاب الفيديو منذ أيام جهاز العائلة، و أفضل ألعاب المغامرات أمثال Tomb Raider و Assassins Creed (قبل التحول للـRPG)، ليس لدي تحيز لأي جهاز منزلي بالنسبة لي الأفضل هو الذي يقدم الألعاب الأكثر تميزاً. ما يهمني هو التجارب ذات السرد القصصي المشوق فالقصة هي أساس المتعة أكثر من الجيمبلاي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.