بدأت ألعاب الأركيد رحلتها منذ ما يقارب نصف قرن، حين فتحت ألعاب بسيطة مثل Pong وPac-Man الباب أمام صناعة ترفيهية ضخمة ستزدهر لاحقًا. وخلال فترة السبعينيات والثمانينيات، أسست تلك الألعاب المبكرة القواعد الأولى، وقدّمت تجارب رسخت في ذاكرة اللاعبين، حيث ظهر Donkey Kong قبل أن يتحول لاحقًا إلى سلسلة ناجحة على أجهزة Nintendo بعد سنوات قليلة فقط.
انتقلت صناعة الأركيد في التسعينيات إلى مستوى مختلف تمامًا، إذ شهدت تلك الفترة طفرة في الشعبية والابتكار جعلت الألعاب تتجاوز كونها مجرد تسلية عابرة. ساعدت ألعاب القتال مثل Street Fighter على دفع هذا التحول، لتجد لنفسها مكانًا ثابتًا إلى جانب ألعاب الضرب (beat ‘em up) مثل Teenage Mutant Ninja Turtles من Konami، فباتت ساحات الأركيد تعج باللاعبين المتنافسين في أجواء مليئة بالإثارة والتحدي.

أسهمت هذه الحقبة في تقديم عناوين كلاسيكية لا زالت حاضرة بقوة حتى اليوم، وأثبتت أن الأركيد لم يكن مجرد مرحلة عابرة في تاريخ الألعاب، بل كان أساسًا مهمًا لميلاد روائع تُصنّف الآن بين أعظم ألعاب الأركيد على الإطلاق.
Air Combat (1993)
أحدثت Air Combat عند صدورها عام 1993 نقلة مهمة في عالم الأركيد بفضل تقنيتها المتقدمة في ذلك الوقت. قُدّمت اللعبة بنظام عرض ثلاثي الأبعاد سمح للاعبين بخوض تجربة محاكاة طيران قتالي كانت تُعتبر الأفضل في السوق خلال تلك الفترة. أظهر أسلوب اللعب كيف يمكن لصالات الأركيد أن تمنح شعورًا غامرًا، إذ جلس اللاعب أمام مقصورة قيادة تُحاكي كابينة الطائرات العسكرية، ما منح التجربة واقعية غير مسبوقة. استندت هذه الصياغة إلى مفهوم وضع حجر الأساس لأنواع لاحقة من ألعاب الطيران، حتى أن الكثير من الألقاب المستقبلية استلهمت أفكارها من هذا العنوان.
لكن مع مرور السنين، لم تتمكن Air Combat من الصمود أمام اختبارات الزمن. أصبح التحكم ثقيلًا وصعب الاستجابة مقارنة بالمعايير الحديثة، كما أن الرسومات والعرض البصري باتا يبدوان متواضعين إلى حد كبير. لم يعد هناك دافع قوي يدفع اللاعبين إلى العودة للنسخة الأصلية، خاصة مع وجود بدائل أفضل مثل إصدار PlayStation الأول أو سلسلة Ace Combat التي ورثت مكانته وطورتها. ومع ذلك، تظل Air Combat تجربة تستحق الذكر لأنها أثبتت ما كان ممكنًا فنيًا وتقنيًا في أوائل التسعينيات، حتى وإن لم يعد إغراء اللعب بها كبيرًا اليوم.
X-Men: The Arcade Game (1992)
أدخلت X-Men: The Arcade Game اللاعبين في عالم شخصيات X-Men بطريقة جعلتها تُصنف بين أفضل الألعاب المقتبسة عن السلسلة. صدرت عام 1992 في فترة كان اسم Konami فيها مرتبطًا بالإبداع في ألعاب الأركيد، فجاء العنوان ليقدم واحدة من التجارب التعاونية المميزة ضمن نوع الـbeat ‘em up. تميزت اللعبة بوجود ستة مقاتلين قابلين للعب من فريق X-Men، ولكل شخصية حركات خاصة ورسوم متحركة واضحة تعكس طبيعتها وقدراتها، الأمر الذي جعل كل بطل يشعر وكأنه كيان مستقل لا يشبه غيره.
أظهر أسلوب اللعب سلاسة مع قدر كبير من التكرار في مواجهة الأعداء العاديين الذين قد يصبحون مملين بمرور الوقت، لكن معارك الزعماء كانت على العكس تمامًا، إذ أضافت تنوعًا وتشويقًا من خلال ظهور وجوه معروفة مثل Mystique وMagneto، مما جعل اللاعبين يشعرون بأنهم يواجهون تحديات حقيقية من عالم القصص المصورة. بدت الرسومات لافتة في وقتها، سواء على صعيد تصميم الشخصيات أو الخلفيات الغنية بالألوان والتفاصيل. وبرغم أن اللعبة لا تصمد دائمًا عند مقارنتها بالألعاب اللاحقة في نفس النوع، خاصة إنتاجات Capcom التي ارتقت بفئة ألعاب الضرب إلى مستوى أعلى، فإن X-Men: The Arcade Game لا زالت تحتفظ بمكانتها كواحدة من أبرز محطات التسعينيات التي منحت محبي السلسلة تجربة ممتعة مليئة بالحماس.
Alpha Mission 2 (1991)
قدّمت Alpha Mission 2 تجربة إطلاق نيران عمودية صدرت عام 1991 لتكون جزءًا من مكتبة ألعاب SNK التي اشتهرت بجودتها العالية في ذلك الوقت. لم يكن هذا العنوان بالضرورة من بين أكثر الألعاب تميزًا في كتالوج الشركة، لكن السبب يعود إلى تفوق SNK الكبير في هذا المجال أكثر من كونه قصورًا في اللعبة نفسها. عند النظر إليها كلاعب جديد أو من منظور خبير، يظهر بوضوح أن اللعبة لم تبتكر كثيرًا خارج حدود النوع المعروف باسم shmup، لكنها مع ذلك قدمت كل ما يحبه عشاق هذا النمط من إثارة وتحديات متصاعدة.
أظهرت اللعبة رسومًا بصرية مبهرة بالنسبة لزمنها، ومع مرور العقود بقيت هذه العناصر محتفظة بجاذبيتها دون أن تفقد الكثير من بريقها. تميزت التجربة بأسلوب ترقية للأسلحة يمنح اللاعب شعورًا بالإنجاز كلما تقدم وأتقن مهاراته، حيث كانت الخيارات المتعددة تضيف تنوعًا وتشجع على الإبداع في مواجهة موجات الأعداء. ومع أن ألعاب هذا النوع قد تبدو طاغية أو مرهقة بالنسبة للمبتدئين، فإن Alpha Mission 2 كانت خيارًا يمثل النوع بشكل جيد ويستعرض نقاط قوته بشكل ممتع ومباشر.
X-Men: Children Of The Atom (1995)
جاءت X-Men: Children Of The Atom من Capcom لتكون أول دخول رسمي في عالم ألعاب القتال المقتبسة من Marvel على أجهزة الأركيد. صدرت عام 1995 لتقدم مجموعة من الأفكار والابتكارات التي أصبحت لاحقًا أساسية في سلسلة VS الشهيرة. من خلال هذا العنوان، جرى إدخال عناصر مثل القفزات العالية، والضربات التي ترفع الخصم في الهواء (launcher combos)، والحركات الاستعراضية البصرية التي رفعت سقف التوقعات لألعاب القتال المستقبلية.
عُرضت اللعبة برسوم متحركة مذهلة وأسلوب فني رائع. وُضع الأبطال من X-Men في مواجهة Magneto ورفاقه من الـBrotherhood، مما وفر لمحبي القصص المصورة لحظات قتال قوية تجسد شخصياتهم المفضلة بدقة ووضوح. ورغم أن ألعاب crossover اللاحقة تفوقت عليها من حيث التنوع والكمية، فإن Children Of The Atom ظلت محتفظة بإرثها.

اذا شفت اسمي هنا فمعناتها أن الموضوع اشتغل عليه أكثر من واحد من فريق العمل، أو انه تصريح رسمي باسم الموقع. بس لا تخلي هالشي يمنعك من انك تتابعني في تويتر وانستقرام. عادي لا تستحي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.