العاب / سعودي جيمر

شرح و تحليل أسلوب لعب لعبة 007 First Light

  • 1/5
  • 2/5
  • 3/5
  • 4/5
  • 5/5

لعبة 007: First Light  تقدّم قصة أصلية جديدة لجيمس بوند في شبابه، حيث يظهر شابًا طموحًا ووقحًا يتدرب في الـ MI6 ويطارد عميلًا مارقًا. يوثق المقطع المطول لأسلوب اللعب الذي شاهدناه مهمتين في مواقع فاخرة، بداية بالتسلل الهادئ وصولًا إلى مطاردة عالية السرعة ومعارك ملحمية. يؤكد مطورو اللعبة أنه بإمكان اللاعب اختيار أسلوب اللعب: سواء التسلل بهدوء أو القتال بصوت عالٍ، واستخدام اللكمات أو الأسلحة النارية أو الأدوات التكنولوجية لخداع الحراس.


أسلوب التسلل

في أسلوب التسلل يركز اللاعب على التخفي والمراقبة كأدوات رئيسية. ترتكز ميكانيكيات التجسس على التنصت على المحادثات وسرقة الأغراض المهمة وفحص للعثور على أدلة خفية. يظهر في المقطع كيف يستخدم بوند البيئة لصالحه: فعلى سبيل المثال يتسلل عبر أحواض زهور لتجنب الحراس ويتسلق الجدران أو يشعل النيران لتشتيت الانتباه. كما يمكن التظاهر بشخصيات أخرى أو التحدث مع الحراس لتمرير الشكوك وحل العقبات بهدوء. هذه القدرة على الاستفادة من محيط المهمة وأدواتك الجاسوسية تمنح كل مهمة طرقًا متعددة للتنفيذ، بما يُعرف بنظام “الحيلة الجاسوسية (Spycraft)”.

ias

يتسلح بوند بمجموعة واسعة من الأدوات التكنولوجية والأسلحة. تضم معدات الـ Q Branch أدوات اختراق الأقفال وأجهزة تشويش وحُقن ومسدسات صوتية، تمكنه من تعطيل أجهزة الحماية أو إلهاء الأعداء بسهولة. في المقطع نراه مثلاً يستخدم جهازًا خاصًّا للاختراق (Laser Watch) لفتح لوحة التحكم في الطائرة في مهمة لاحقة. بالإضافة إلى ذلك، يملك بوند ترسانة من الأسلحة النارية النمطية (مسدسات وبنادق ورافال) التي يستطيع الاختيار بينها حسب الوضع. على الصعيد الشخصي، يمكنه استخدام اللكمات والرميات والتصديات اليدوية وحتّى استخدام البيئة كسلاح (كركل صندوق فوق الخصم) للقضاء على الأعداء في القتال عن قرب.

  • تفاصيل أدوات الجاسوسية

تعتبر أدوات Q-Lab جزءًا لا يتجزأ من تجربة بوند، وتوفر اللعبة مجموعة متنوعة منها:

  • الساعة المتعددة الوظائف: لا تعمل فقط كخريطة مصغرة، بل يمكن استخدامها كأداة للمسح البيئي لتحديد الأهداف والفرص، وأداة للتحكم عن بعد في الأجهزة الإلكترونية لإحداث فوضى أو إلهاء.
  • الأدوات الأخرى: تتضمن الترسانة أجهزة الدخان، وقاذفات السهام المخدرة، وأقلامًا متعددة الاستخدامات، وغيرها من الأدوات التي توفر حلولًا مبتكرة للمواقف.

هذه الأدوات تؤكد فلسفة التصميم التي تشجع على “النهج الإبداعي”، حيث تمنح اللاعبين حلولًا متعددة للمواقف المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، هناك ميكانيكية “Instinct” التي تسمح للاعب بإبطاء الوقت والتركيز على أهدافه الصعبة، سواء كانت بشرية أو بيئية.

عندما يُكتشف أمره أو تتصاعد المعارك، يتحول بوند إلى نمط القتال المباشر السريع والحماسي. يعتمد النظام القتالي على انسيابية الانتقال بين الضربات اليدوية وإطلاق النار. إذ يظهر في المقطع كيف يؤدي بوند تنفيذات ديناميكية باللكم والركل، مستفيدًا من الأجسام المحيطة للتخلص من الخصوم بدلاً من انتظار أي تعليمات سريعة. وبمجرد تصاعد القوة إلى المستوى المميت، يمنح بوند “رخصة القتل التي تتيح له استخدام خبرته في الرماية بكفاءة عالية. تضمن هذه الآليات أن تبدو كل مواجهة شخصية وسريعة الاستجابة؛ فيمكن لبوند أن يسحب سلاحًا ناريًا من تحت قدميه فجأة ويطلق النار بشكل حاسم دون انقطاع عن القتال.

·       ميكانيكية “رخصة القتل” (License to Kill): تُعد ميكانيكية “رخصة القتل” آلية لعب فعلية تظهر على كرسالة تحذيرية. لا يُسمح لبوند باستخدام القوة المميتة إلا إذا بدأ العدو بالهجوم أولًا، وهو ما يعكس التزام بوند بقواعد التجسس الدولية. هذه الآلية تفرض على اللاعب الانخراط في “العناصر الدقيقة” للتجسس في بداية المهمة، وتوفر انتقالًا واضحًا ومبررًا من التسلل الهادئ إلى القتال الصاخب، مما يمنح المواجهة المبرر الأخلاقي والعملي في سياق اللعب.

·       القتال اليدوي (Fisticuffs): كما يُظهر الفيديو نظام قتال يدوي “حيوي” و”حسي” يذكر بألعاب مثل Sleeping Dogs. يتضمن هذا النظام آليات مثل المراوغة والصد، واستخدام زخم الأعداء ضدهم. يمكن لبوند أيضًا استخدام عناصر البيئة لصالحه، مثل رمي الأعداء في الجدران أو استخدام عصي البلياردو في المعارك.

ميزة الحدس (Instinct) تبرز كآلية تقنية مساعدة في اللعب. يمكن لبوند تنشيط الحدس لإبطاء الزمن مؤقتًا، مما يسمح له بتحديد الأهداف الحرجة وإطلاق النار بحذر (مثل إطلاق النار على ثريا لتعطيل الأعداء أسفلها). كما تستخدم الكاميرا واجهة تُبرز الأعداء والبيئات المهمة (مثلاً أيقونات تظهر فوق رؤوس الحراس)، ما يساعد اللاعب على تخطيط تحركاته بذكاء. تسمح هذه الأدوات البصرية المساعدة للاعب بإدارة المخاطر في المواقف الحرجة، حيث يمكن خداع الحراس بالكلام أو تفجير الأجهزة القابلة للاختراق. بهذا، يجمع “نظام الحدس بين عناصر التخفي والتخطيط الفني للاستفادة القصوى من الموقف.

تتمتع مستويات اللعبة بتصاميم سينمائية واسعة ومتنوعة. تظهر في المقطع مطاردات سيارات مذهلة في جبال مغطاة بالثلوج، ومناطق حضرية جميلة أثناء مغامرات في لندن وسلوفاكيا. تؤكد الخريطة المصممة بدقة على روح سلسلة جيمس بوند، إذ يتنقل اللاعب بين بيئات فخمة – من قاعات احتفال فاخرة إلى قواعد أعداء سرية وجبال وعرة. كما تبرز اللعبة مشاهد سينمائية ضخمة، مثل مطاردات شوارع سريعة وإطلاق نار داخل طائرة مخترقة، ونزول في السماء بالمظلات أثناء معركة على متن طائرة. هذه الأحداث المبهرة مصممة لتجسد إحساس المغامرة والتنقل العالمي لـ 007، مع منح اللاعب أحيانًا حرية جزئية في الاختيار داخل المستوى الواحدة.

فلسفة التصميم: هجين من التخفي والحركة السينمائية

لا تلتزم لعبة 007 First Light بنهج لعب واحد، بل تجمع بين “التسلل” و”الحركة الصاخبة”. يطلق المطورون على هذا المزيج اسم “النهج الإبداعي”، الذي يمنح اللاعبين حرية اختيار الطريقة التي يتعاملون بها مع الأهداف. هذا التوازن بين الحرية التكتيكية واللحظات الموجهة يضع اللعبة ضمن فئة ما يُعرف بـ “الألعاب الهجينة” (composite games) التي تجمع بين أفكار وأنظمة مختلفة.

يُقسّم المطورون هذا المزيج إلى قسمين:

  • “الاستنشاق” (Inhale): يمثل اللحظات التي تتسم بالتسلل المفتوح والحرية التكتيكية، والتي تذكرنا بأسلوب لعب Hitman. في هذه الأقسام، يُمنح اللاعبون هدفًا وغرفة واسعة للعمل، مما يتيح لهم التخطيط للمهمة وتنفيذها بطرق متعددة.
  • “الزفير” (Exhale): يمثل اللحظات التي تتحول فيها اللعبة إلى عمل سينمائي عالي الإثارة ومُوجه، مثل مطاردات السيارات والمعارك النارية الضخمة.

هذا المزيج ليس مجرد إضافة عشوائية، بل هو قرار تصميمي مدروس يهدف إلى تقديم تجربة متنوعة وتجنب الشعور بالروتين الذي قد يواجهه بعض اللاعبين في ألعاب التسلل الصرفة. يهدف هذا النهج أيضًا إلى جذب جمهور أوسع يتجاوز قاعدة جماهير Hitman المحددة، مما يضمن أن اللعبة تُقدم ما يتوقعه محبو أفلام بوند من إثارة وسحر وتنوع. ومع ذلك، يثير هذا التوجه تساؤلات حول قدرة اللعبة على إتقان جميع هذه الأساليب بشكل متساوٍ، أم أنها ستفشل في التميز في أي منها بشكل كامل.

بعد مشاهدة المقطع، أستطيع القول إن 007: First Light  تبدو كأنها تعيد تعريف ألعاب التجسس. أكثر ما أعجبني هو المرونة: يمكنك أن تكون جاسوسًا صامتًا يذوب في الظلال، أو محاربًا يعتمد على القوة والأسلحة. هذه الحرية في الاختيار تعكس شخصية بوند المتعددة الأوجه، وتجعل كل مهمة تبدو تجربة مختلفة. كذلك، الدمج بين الأدوات التكنولوجية والقتال اليدوي أعطى اللعبة هوية خاصة تجعلها تبتعد عن مجرد كونها لعبة أكشن تقليدية. بالنسبة لي، أعتقد أن هذا المزيج بين التسلل والسينمائية سيجعلها تجربة مميزة لعشاق السلسلة ومحبي ألعاب التجسس على حد سواء.

بالمجمل، يعرض المقطع نظام لعب 007: First Light خليطًا متكاملًا من التسلل الإبداعي والحركة العنيفة. يوفر First Light للاعبين القدرة على التخطيط والاستفادة من البيئة المحيطة بأدوات تكنولوجية متطورة (كالمخترق النوري والحدس)، بالإضافة إلى تصاميم مراحل سينمائية تحافظ على ديناميكية القصة. المقطع يلمح إلى لعبة تجسد طابع بوند من خلال مزيج من التوتر الجاسوسي والعروض السينمائية، متيحًا للاعبين تجربة متنوعة تتراوح بين التخفي الدقيق وإطلاق النار الحماسي.

كاتب

أعشق ألعاب الفيديو منذ أيام جهاز العائلة، و أفضل ألعاب المغامرات أمثال Tomb Raider و Assassins Creed (قبل التحول للـRPG)، ليس لدي تحيز لأي جهاز منزلي بالنسبة لي الأفضل هو الذي يقدم الألعاب الأكثر تميزاً. ما يهمني هو التجارب ذات السرد القصصي المشوق فالقصة هي أساس المتعة أكثر من الجيمبلاي.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا