العاب / سعودي جيمر

مقارنة Mafia: The Old Country و Mafia 3 – ما الجديد؟

  • 1/7
  • 2/7
  • 3/7
  • 4/7
  • 5/7
  • 6/7
  • 7/7

بعيدًا تمامًا عن سابقتها، تأتي لعبة Mafia: The Old Country بأسلوب مختلف كليًا. ففي حين أن Mafia III تندفع إلى شوارع New Bordeaux بأسلحتها المرفوعة وقصة انتقام مشدودة في قبضتها، تتعامل The Old Country مع السرد القصصي بأسلوب أكثر رصانة وتأنٍ، أشبه بجرح نصل خنجر رفيع.

وعند تجاوز الفروقات في القتال، والاستكشاف، والبيئة — وهي عناصر تم تناولها بالفعل في مقالات سابقة — نجد أن تحليل العنوانين يكشف عن اختلافات صارخة في المواضيع، والنبرة، والبنية، والهوية. هذه الفروقات هي ثمرة فلسفة جديدة أعادت تشكيل رؤية فريق التطوير في Hangar 13.

ias

كل ذلك يشير إلى أن The Old Country ليست مجرد جزء جديد، بل بداية لعصر جديد في سلسلة Mafia.

دعونا نتحدث بهذا المقال عن مقارنة بين الجزأين وما هو الجديد الذي قدمته لنا لعبة Mafia: The Old Country .

فهرس المقال:

  • الجزء الأول الذي تقرأه الآن.

  • الجزء الثاني من هنا.

طول القصة

تتجلى مساعي Hangar 13 نحو الصقل والإتقان في Mafia: The Old Country من خلال قرارهم بتقصير مدة القصة مقارنةً بسابقتها Mafia III. ففي حين أن مغامرات New Bordeaux المفتوحة استغرقت ما بين 22 إلى 25 ساعة لإنهاء الحملة الرئيسية، فإن رحلة The Old Country عبر ريف صقلية في أوائل القرن العشرين يُتوقع أن تستغرق ما بين 10 إلى 14 ساعة فقط.

هذا التحول ليس مجرد تقليص للوقت، بل هو انعكاس لاتجاه متنامٍ في صناعة الألعاب نحو السرد المركز والخطي، في محاولة للتخلص من الحشو الزائد الذي بات يثقل كاهل العوالم المفتوحة. وبذلك، يكون Hangar 13 قد شق طريقًا جديدًا يتيح له تقديم أكثر سرد قصصي تأثيرًا في تاريخ سلسلة Mafia.

وإن كانت قصة The Old Country محبوكة كما ينبغي، فإن هذا التحول من العالم المفتوح إلى الأسلوب الخطي، وما يرافقه من تقليص للمدة، سيكون خطوة ذكية بكل المقاييس.

لا يتطلب أي معرفة خلفية

لا حاجة لأي معرفة مسبقة — فقد أكد استوديو Hangar 13 عبر جلسة الأسئلة والأجوبة المجتمعية أن Mafia: The Old Country تُعد بمثابة قصة تروي أصل نشأة المافيا وبالتالي تقع ما قبل أي جزء من أجزاء Mafia، ما يعني أن اللاعبين يمكنهم خوض تجربتها دون الرجوع لأي جزء سابق. إنها سردية مستقلة بالكامل، تشكل نقطة انطلاق جديدة للسلسلة.

وعند مقارنتها بلعبة Mafia 3، التي كانت تُقدَّم كمقدمة مناسبة للسلسلة، إلا أن غياب خلفيات الشخصيات المتكررة كان يُفقد التجربة بعضًا من عمقها. أما The Old Country، فهي تفتح الباب أمام جمهور جديد دون أي عوائق سردية، وتعيد تعريف عالم Mafia من جذوره.

Mafia 3

الاختلاف الجوهري في الثيمات بين اللعبتين لا يمكن تجاهله

في Mafia III، نحن أمام سردية غارقة في الانتقام العنيف، تُروى من خلال عيون لينكولن كلاي، الجندي السابق الذي يحمل ندوبًا نفسية عميقة. تدفعنا قصته إلى خضم صراع محتدم بين فصائل متناحرة ومجتمع ممزق، حيث الغضب هو الوقود، والدم هو اللغة السائدة.

أما في Mafia: The Old Country، فإن قصة إنزو فافارا تسلك طريقًا مختلفًا تمامًا. هنا، تدور الثيمات حول الولاء، والثقة، والتضحية. إنزو لا يسعى للانتقام، بل يبحث عن هوية، عن مكان ينتمي إليه، عن معنى لوجوده وسط تقاليد صارمة وعالم تحكمه الطقوس والروابط العائلية.

كلا اللعبتين يتناولان مواضيع عاطفية معقدة، لكن الفرق في ما يُقدَّم ليس مجرد اختلاف في الأسلوب، بل هو تحول كامل في الفلسفة السردية. واحدة تُمزق، والأخرى تُرمم. واحدة تهدم، والأخرى تبني. وهذا ما يجعل The Old Country بداية جديدة بحق، لا تكرارًا لما سبق.

Mafia: The Old Country

أهداف البطلين تكشف الكثير عن الفارق الجوهري بين اللعبتين

في Mafia III، يتحرك لينكولن كلاي بدافع الغضب والانتقام. هدفه النهائي هو تدمير العصابات التي خانته، واقتلاع جذور النظام الإجرامي الذي خذله. إنه يبني إمبراطوريته الخاصة من رماد الخيانة، مدفوعًا بالحقد والرغبة في السيطرة.

أما في Mafia: The Old Country، فإن إنزو فافارا يسير في اتجاه مختلف تمامًا. هو لا يسعى للهيمنة، بل يتوق للانتماء. هدفه أن يصبح جزءًا من منظومة قائمة، أن يجد لنفسه مكانًا داخل عالم تحكمه الطقوس والولاء والروابط العائلية. إنزو لا يهدم ليبني، بل ينضم ليُكمل.

بعبارة أخرى: لينكولن يبني إمبراطوريته الخاصة، بينما إنزو ينضم إلى امبراطورية موجودة سابقاً. وهذا الفارق في الدافع يعكس اختلافًا عميقًا في فلسفة السرد بين اللعبتين، ويمنح كل منهما نكهة فريدة في تناول عالم الجريمة المنظمة.

تصوير المافيا في اللعبتين يعكس اختلافًا جذريًا في الرؤية والسياق

في Mafia III، تُعرض الجريمة المنظمة من خلال عدسة الانحلال. رجال العصابات يظهرون كقوة متآكلة، عالقة في مرحلة انتقالية مضطربة. لا يزالون يستخدمون العنف كوسيلة للسيطرة، لكن سعيهم للهيمنة المطلقة يبدو وكأنه يقترب من نهايته. هناك شعور بأن زمنهم قد ولى، وأنهم يقاتلون للحفاظ على نفوذ يتآكل تدريجيًا.

أما في Mafia: The Old Country، فالصورة مختلفة تمامًا. المافيا هنا عائلية، متجذرة في السرية والتقاليد. تحكمها شيفرة شرف تُحترم حتى بين الخصوم. الولاء يُثبت بالقَسَم، والاحترام يُصان عبر الطقوس، والعلاقات تُبنى على أسس من الانتماء والهوية. إنها مافيا لا تسعى فقط للسلطة، بل لحفظ إرثها وتقاليدها.

هذا التباين لا يقتصر على الشكل، بل يعكس تحولًا عميقًا في فلسفة السرد: من عالم يحتضر إلى عالم يُولد من جديد.

كاتب

أعشق ألعاب الفيديو منذ أيام جهاز العائلة، و أفضل ألعاب المغامرات أمثال Tomb Raider و Assassins Creed (قبل التحول للـRPG)، ليس لدي تحيز لأي جهاز منزلي بالنسبة لي الأفضل هو الذي يقدم الألعاب الأكثر تميزاً. ما يهمني هو التجارب ذات السرد القصصي المشوق فالقصة هي أساس المتعة أكثر من الجيمبلاي.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا