العاب / IGN

مراجعة Lost Soul Aside

في عالمٍ تمزقه جيوش الظلام وتبتلع الفوضى أرجاءه، ينهض المحارب كايسر حاملاً سيفه ووعدًا بالانتقام. يربط مصيره بتنين غامض يُدعى Arena، لتبدأ رحلة تتأرجح بين التحالف والخيانة، وبين القوة والدمار. على وقع معارك مذهلة ومواجهات ملحمية مع زعماء لا يرحمون، يكشف اللاعب عالمًا ينهار تحت وطأة الغزو، فيما يبقى الأمل الأخير معلقًا على سلسلة من الضربات المدوية والقرارات المصيرية لتحديد مصير أمة بأكملها.

ظهر اسم Lost Soul Aside لأول مرة في عام 2014، وكانت حينها مشروعًا صغيرًا من تطوير شخص واحد فقط، لكنه سرعان ما لفت أنظار PlayStation. أدركت الشركة اليابانية إمكانياته وضمّت المشروع إلى برنامج China Hero Project، ومنذ ذلك الوقت تغير الكثير، إذ انتقلت اللعبة إلى الجيل الجديد، وتأجل إصدارها عدة مرات، كما شكّل يانغ بينغ فريق تطوير خاصًا بها، فيما واصلت Sony دعم العنوان وتسويقه بشكل ومنتظم.

أصبحت ألعاب الـ Hack and Slash الحقيقية نادرة في صناعة الألعاب مؤخرًا، في حين أن الألعاب الشبيهة بعناوين Souls المليئة بالشخصيات الغامضة باتت منتشرة بكثرة. رغم ذلك، لا تتوافر ألعاب من طراز Devil May Cry 5 بسهولة. ورغم أن المستقبل يحمل وعدًا بألعاب مثل Ninja Gaiden 4 وOnimusha: Way of the Sword، يظل هناك فراغ لعناوين تتيح لك تمزيق الأعداء بلا تفكير. لعبة Lost Soul Aside تعد بمحاولة ملء هذا الفراغ في عام 2025، لكن يبقى السؤال: هل ستتمكن فعليًا من جذب عشاق هذا النوع؟

11 عامًا من الانتظار

على مدى سنوات طويلة، ركزت الحملات الدعائية للعبة بشكل أساسي على نظام القتال الديناميكي، لكن دعم Sony جعل من المستحيل تجاهل جانب القصة. رغم ذلك، يبدو أن هذا الجانب من أضعف عناصر اللعبة، حيث يشعر اللاعب وكأن القصة أُدرجت على عجالة في المراحل الأخيرة من التطوير، كما أنها تتسم بسهولة التوقع والبساطة الشديدة، لتصبح واحدة من أبسط القصص التي قد تصادفها في السنوات الأخيرة.

تنطلق رحلتنا برفقة البطل كايسر، عضو في جماعة متمردة يسعى فريقه لإثارة الفوضى في المدينة خلال احتفال الإمبراطورية، رغم ذلك ينقلب الاحتفال رأسًا على عقب مع ظهور مخلوقات قديمة عادت بعد ألف عام لتدمير كل شيء من جديد، وخلال الأحداث تتعرض أخت كايسر لهجوم وتفقد روحها، هذه الكائنات، رغم خطورتها، لا تتغذى على جوهر البشر بل تجمعه داخل بلورات، فيقرر كايسر التخلي عن كل شيء لإنقاذها واستعادة البلورات، وبذلك يسعى لإنقاذ أسرته والعالم بأسره.

لن تستغرق وقتًا طويلًا لاكتشاف أن القصة بسيطة ومتوقعة ومبتذلة، والحوار المكتوب بشكل ضعيف يجعل الأمر أكثر مللاً، كما أن العدو الرئيسي، العقل المدبر وراء كل الأحداث، يظهر منذ الفصل الأول، لكن أحداث Lost Soul Aside تفقد زخمها بسرعة وتتحول إلى رتابة واضحة، وكذلك نكتشف العدو الرئيسي وخططه مبكرًا جدًا، مما يجعل نهاية القصة سهلة التنبؤ. المدهش رغم ذلك هو تركيز المطورين الكبير على السرد، فرغم أن اللعبة تعطي أحيانًا انطباعًا بأنها مجرد إضافة توسعية، إلا أنها تتوقف بشكل متكرر لتعرض مشاهد سينمائية وحوارات، لكن المشكلة أن هذه الحوارات سطحية، بلا مشاعر، وغالبًا ما تكون مرهقة أكثر من كونها مشوقة.

تستطيع استعادة الصحة والموارد عبر التحدث إلى ليانا، فدور التاجر ليس غريبًا على ألعاب هذا النوع، لكن المثير للسخرية أنها تظهر في كل مكان، حتى عندما ندخل عالمًا بديلاً من المفترض أن البشر لا وجود لهم فيه. وعندما تُسأل عن السبب، ترد ببساطة: "لا تشغل بالك بالأمر" حرفيًا، وفي فصول أخرى، نقضي وقتًا طويلًا في التنقل عبر بوابات خاصة، متقمصين دور أرينا لفتح الطريق أمام كايسر. نبحث عن مفاتيح ونتجاوز عقبات بصعوبة، بينما رفيقته تظهر بجانبه باستمرار وتخلق بواباتها الخاصة بكل سهولة.

تسري مثل هذه التناقضات في كل أجزاء القصة، وبعد عدة ساعات من حملة تمتد 14 ساعة، أصابني الملل من متابعة الحوارات، والمشكلة أن تجاهلها مستحيل، فهي أيضًا مسجلة بشكل سيئ. الأداء الصوتي بالإنجليزية ضعيف بشكل مفاجئ، وفي بعض اللحظات بدا وكأن السطور مقروءة بواسطة ذكاء اصطناعي، وأحيانًا تتوقف الحوارات فجأة في منتصف الجملة أو تخفت بشكل غير مفهوم.

بارقة أمل في أسلوب القتال

روجت Sony لأسلوب القتال في لعبة Lost Soul Aside لسنوات طويلة، ويجب الاعتراف أنه العنصر الأقوى في التجربة بلا منازع. في البداية لا يُعد كايسر مقاتلًا بارعًا، لكنه سريعًا ما يحصل على رفيقة مميزة تُدعى أرينا، وهي إحدى الـVoidbringers التي تمنحه قوى خاصة تمكّنه من استغلال قدرات أسلحته بالكامل، وعندما يتعاون كايسر وأرينا معًا، تتغير ديناميكية المعارك بشكل ملحوظ.

يعتمد القتال على أساسيات بسيطة: ضربات خفيفة وثقيلة، أربعة أنواع من الأسلحة تُفتح تدريجيًا مع القصة، إلى جانب قوى أرينا، والمراوغة، والصد. ورغم بساطتها، تتيح هذه العناصر خوض معارك مبهرة. على غرار دانتي من Devil May Cry، يستطيع البطل إسقاط أعداء متعددين وتنفيذ سلاسل من الضربات المذهلة.

يمكن في أي لحظة تبديل الأسلحة، مثل استخدام سيف ضخم ثنائي اليدين لسحق الخصوم بقوة متزايدة، وفي مواجهات الزعماء يزداد الأمر متعة، إذ تتطلب المعارك الانتباه والتوقيت الصحيح للصد المثالي الذي يُضعف العدو ويمنح فرصة لتوجيه ضربات قوية، ورغم أن كايسر يصبح مفرط القوة لاحقًا فتفقد المعارك التحدي، تظل منظومة القتال ممتعة وحيوية، خاصة مع نظام التطوير الذي يمنح مهارات جديدة ويتيح كومبوهات مذهلة.

الاستكشاف مضيعة للوقت

بُنيت معظم العوالم عفي اللعبة على خدعة ردئية نعرفها جميعًا، أقصد الممرات الضيقة التي تقود إلى ساحات أكبر يُخاض فيها قتال قصير، ثم يُعاد المرور في أزقة أخرى، وهكذا. وأحيانًا يظهر زعيم بالطريقة نفسها، لكن جوهر اللعب لا يتغير، والمفارقة أن هذه الصيغة البسيطة القائمة على الممرات والمعارك وُجد أنّها أفضل من محاولات التنويع في المراحل اللاحقة. فقد أُدرجت ألغاز ومقاطع منصات، لكن جودتها كانت أضعف بكثير. في أحد الألغاز كان المطلوب التلاعب بالضوء، إلا أن الأمر اقتصر على ضرب تمثال عدة مرات، بلا جهد أو خيال أو قيمة. وقد بدا أن بعض هذه "الألغاز" مجرد وسيلة لتمديد مدة اللعب بشكل مصطنع.

أما عناصر المنصات فجاءت أسوأ. في البداية كان القفز جامدًا قليلًا، لكن لاحقًا صار غياب السلاسة في التحكم مشكلة كبيرة. تَكرّر أحد مقاطع الهروب أكثر من عشرين مرة بسبب عدم ظهور زر تفعيل البوابة بعد القفز، ولم يُفلح إلا بعد محاولات عديدة، من دون معرفة السبب. كما وُجدت أخطاء كثيرة، مثل تعلق الشخصية على منصة إطلاق، والارتداد عن جدار غير مرئي، والسقوط تحت الأرض، أو التعثر في تضاريس بسيطة. كل ذلك أفسد متعة الاستكشاف وأظهر بوضوح أن اللعبة صدرت قبل اكتمال تطويرها والتأكد من خلوها من المشكلات التقنية.

وعلى الرغم من أن المشاهد صُممت كساحات أكبر، فإن الاصطدام بجدران غير مرئية كان متكررًا. في أحد المقاطع، نرى البطل يسير بجوار بحيرة تكاد تُوحي بضرورة القفز فوق الماء، لكن اللعبة لا تسمح بذلك، إذ تُفرض مسارات محددة. وإذا جرت محاولة الخروج عنها، يسقط اللاعب في الماء ويُعاد المقطع من البداية، لأن الشخصية لا تجيد السباحة، وبذلك تحوّل الاستكشاف إلى عنصر محبط بدلًا من أن يكون ممتعًا.

المستوى الرسومي لم يعد مبهرًا كما كان قبل عقد من الزمن

من الناحية البصرية، ظهر Lost Soul Aside كمشروع عالق في الجيل السابق. فالشخصيات، مثل كايسر وبعض الأعداء المدرعين، بدت مقبولة لكنها لم تكن مثيرة للإعجاب. لم يُستغل إمكان PlayStation 5 بشكل كامل، وجاء التصميم باهتًا مقارنة بالمنافسين المعاصرين. الموسيقى أدت دورًا أفضل وأضفت ألوانًا على المشاهد، لكن حتى هنا ظهرت عيوب، مثل تلاشي الصوت أو انقطاعه المفاجئ أثناء الأحداث، مما أضعف الأجواء.

تجمع Lost Soul Aside بين الإيجابيات والسلبيات بشكل صارخ، إذ أبدع المطورون في بناء نظام قتال ديناميكي ممتع ومرضي، كما أن تطوير الشخصية ونظام شجرة المهارات يضيفان عمقًا واضحًا، رغم ذلك، لا يمكن إغفال العيوب العديدة مثل القصة الفوضوية والدبلجة الرديئة، وأسلوب الاستكشاف المحدود مع ألغاز مملة وعناصر منصات ضعيفة، ناهيك عن الرسوم الأقرب إلى جيل PS4، والمشكلات التقنية العديدة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا