حين نتحدث عن سلسلة سونيك، فإن أول ما يتبادر إلى الأذهان هو فكرة السرعة الجامحة التي لا تتوقف. هذا الإرث الممتد عبر العقود كان الدافع الرئيسي لتجربة Sonic Racing: CrossWorlds، اللعبة التي حاولت أن تمزج بين متعة القيادة السلسة والأجواء المرحة لشخصيات عالم سونيك، وبين ابتكار جديد يتمثل في بوابات “كروس وورلد” التي تنقل اللاعبين بين مسارات مختلفة داخل السباق الواحد. النتيجة النهائية تحمل الكثير من الإيجابيات، خصوصًا على مستوى القيادة والموسيقى والشخصيات، لكنها في المقابل تكشف سريعًا عن محدودية في التنوع تجعل التجربة أقل ثراءً مما يتمنى اللاعب.
من اللحظة الأولى التي تمسك فيها بعجلة القيادة الافتراضية، تكتشف أن المطورين أدركوا جيدًا أن أي لعبة سباق لا يمكن أن تنجح دون أساس متين في أسلوب اللعب. القيادة في هذه اللعبة هي أكثر ما يميزها، حيث تجمع بين الدقة والمرونة والانسيابية، لتمنح اللاعب شعورًا حقيقيًا بالتحكم. الانزلاقات على المنعطفات تأتي طبيعية وسلسة، التسارع يبدو محسوبًا بدقة، وحتى الاصطدامات أو الارتطامات تحمل إحساسًا واقعيًا من دون أن تفقد الطابع المرح. هذه الجودة في التصميم تجعل القيادة في حد ذاتها ممتعة لدرجة أنها قادرة على التغطية على بعض عيوب اللعبة الأخرى، على الأقل لفترة من الوقت.
ولا يمكن تجاهل دور الشخصيات في منح التجربة طابعها المميز. سونيك وأصدقاؤه ليسوا مجرد متسابقين، بل هم وجوه تحمل معها إرثًا من الذكريات والقصص. اختيارك لشخصيتك المفضلة لا يكون مجرد قرار تقني، بل قرار عاطفي يضيف إلى متعة السباق. التمثيل الصوتي يمنح كل شخصية حضورًا مرحًا، والحوارات القصيرة التي تسبق السباقات تساهم في بناء أجواء مليئة بالحيوية. ومع أن القدرات الخاصة التي يتمتع بها كل متسابق لا تغير جذريًا أسلوب اللعب، إلا أنها تضيف نكهة خفيفة تجعل التجربة أكثر شخصية وتنوعًا.
الموسيقى أيضًا عنصر لا يمكن التقليل من شأنه. فهي تضخ الحياة في السباقات بإيقاعات سريعة وألحان مألوفة لمحبي السلسلة. هناك لحظات تشعر فيها أن الموسيقى لا تواكب فقط إيقاع اللعبة بل تقوده، وكأنها تدفعك للاندفاع بشكل أكبر والمخاطرة في المنعطفات. هذا التناسق بين الحركة والصوت يرفع من مستوى الاندماج، ويمنح كل سباق شعورًا خاصًا حتى وإن تكرر في بنيته العامة.
لكن على الرغم من هذا اللمعان، يظل الجانب البصري في اللعبة أقل قدرة على إبهارك مع مرور الوقت. صحيح أن الألوان زاهية، والمؤثرات البصرية ممتعة، والمسارات مليئة بالحركة، إلا أن التكرار يفرض نفسه سريعًا. ميكانيكية “كروس وورلد” تضيف تنوعًا مرحليًا عند الانتقال بين مضامير مختلفة، لكنها لا تكفي لجعل التجربة بأكملها متجددة. بعد عدة ساعات من اللعب، تدرك أن معظم المضامير تشبه بعضها البعض في بنيتها، وأن المفاجآت البصرية محدودة. ما يجعل البداية مبهرة، يتحول لاحقًا إلى روتين مألوف.
وهنا تكمن المعضلة الحقيقية للعبة: محدودية التنوع. في لعبة سباقات تعتمد على الإثارة والاستمرارية، يصبح التجديد عاملًا حاسمًا لإبقاء اللاعب منغمسًا. ورغم أن القيادة الممتازة تجعل الجولات الأولى ممتعة، إلا أن غياب محتوى متنوع أو أطوار لعب أكثر عمقًا يقلل من قدرة اللعبة على الاستمرار. الطور الفردي على وجه الخصوص يظهر محدودية واضحة، حيث يفتقر إلى تحديات أو حبكات تضيف له طابعًا خاصًا. الأمر مختلف قليلًا في اللعب الجماعي عبر الإنترنت، حيث يمكن أن تجد المتعة في التنافس مع لاعبين آخرين، لكن حتى هنا يظهر التكرار بعد فترة قصيرة.
نظام التقدّم داخل اللعبة يساهم بدوره في هذا الإحساس. فتح محتوى جديد أو تطوير المركبات يتطلب إعادة خوض سباقات سابقة مرات عديدة، ما يحول الإنجازات إلى روتين متكرر. بدلًا من أن يكون التقدّم حافزًا على الاستكشاف، يصبح أحيانًا عائقًا أمام الاستمتاع، خاصة إذا كنت من اللاعبين الذين يبحثون عن التنوع والتجديد المستمر. كان من الممكن أن يكون النظام أكثر إبداعًا، بحيث يكافئ اللاعب بتجارب جديدة بدلًا من إعادة تدوير القديمة.
ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن اللعبة تحمل الكثير مما يستحق التقدير. جودة القيادة وحدها كافية لجعلها تجربة تستحق التجربة، خاصة لمحبي سونيك أو لمحبي ألعاب السباق الخفيفة الذين يبحثون عن لحظات من المرح. الشخصيات تضيف عنصرًا إنسانيًا ومرحًا، الموسيقى ترفع الحماس، والعرض البصري رغم محدوديته يبقى ممتعًا للعين. اللعبة ليست ضعيفة، بل جيدة ومسلية، لكنها تفتقر إلى العمق الذي يجعلها قادرة على التميز طويلًا.
في نهاية المطاف، يمكن وصف Sonic Racing: CrossWorlds بأنها لعبة تقدم أساسًا قويًا وتجربة قيادة رائعة، لكنها لم تنجح في البناء على هذا الأساس بما يكفي. هي لعبة تمنحك ساعات ممتعة، لكنها لا تصمد طويلًا أمام اختبار الزمن أو التكرار. لا تحمل خيبة أمل حقيقية، لكنها أيضًا لا تمنحك التجربة الكاملة التي كنت تأملها. إن كنت تبحث عن سباقات مرحة مع شخصيات محببة وقيادة متقنة، فستجد فيها ما يكفي لإرضائك، لكن لا تتوقع أن تستمر معها لفترة طويلة.
تقدم Sonic Racing: CrossWorlds تجربة سباق مبهجة بفضل قيادة ممتازة وشخصيات مألوفة وموسيقى مفعمة بالحماس، لكنها تعاني من محدودية في التنوع تجعل متعتها قصيرة الأمد. هي لعبة جيدة، مسلية، وتستحق التجربة، لكنها ليست التجربة المرجعية في هذا النوع من الألعاب.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.